اقليم كردستان والمحيط العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد الزيارة المهمة التي اجراها الرئيس مسعود بارزاني الى كل من السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة، زار خلال الايام الماضية كل من الاردن وجمهورية مصر العربية في انفتاح كردستاني واسع على المحيط العربي الذي طالما فعل الاعلام الاسود فعلته في تشويه تطلعات الاقليم الكردستاني وشعبه نحو الحرية والتقدم وعلاقته التاريخية بالعرب شعوبا وفعاليات سياسية عبر موروث كبير من الايجابية والعلاقة المتميزة بين الشعبين المتداخلين جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا، رغم ما فعلته انظمة مستبدة تفوح منها رائحة الشوفينية والعنصرية المقيتة واعلامها الاسود طيلة نصف قرن من حروب مدمرة للبلاد والعباد، وتشويه متعمد لقضية شعب شقيق له تاريخ طويل معفر بقوافل الشهداء من اجل قضايا العرب ونضالاتهم عبر العصور منذ تشاركوا في الارض والدين والمصير.
ومن اطلالة تاريخية على موروث الزعيم مصطفى البارزاني قائد حركة النهضة الكردية المعاصرة نكتشف ان اول لبنات مبادئه في النضال الكردي انما هو مقارعة الدكتاتورية والعمل من اجل نظام ديمقراطي يرسخ عرى العلاقات التاريخية بين مكونات العراق العرقية والقومية والدينية على اسس من العدالة والحرية والكرامة الانسانية، بعيدا عن اي شعور قومي متعصب او كراهية تمزق نسيج المكونات العرقية والقومية سواء في العراق او سوريا.
وفي ادق مراحل الصراع بين الحركة التحررية الكردية والانظمة الدكتاتورية كانت الثورة تتمتع بعلاقات وطيدة برجالات المجتمع العربي العراقي وغيره سواء على مستوى الافراد او المنظمات او الاحزاب او العشائر، ولقد اعتمدت تلك الحركة التحررية طيلة عقود طويلة من النضال الدؤوب علاقة خلاقة مع الشعب العربي ووضعت تلك العلاقة نصب اعينها لكي تكون بمنأى عن التخديش او الاساءة التي حاول النظام الدكتاتوري السابق التثقيف بها وعليها من اجل تحويل الصراع بينه وبين القوى الديمقراطية الى صراع قومي او مذهبي.
ولعله من المفيد ان نتذكر دوما تلك العلاقات المتينة بين عشائر العبيد وشمر والجبور والدليم وغيرها من عشائر العراق الكبيرة وبيوتاته التي كانت تجمع بين قيادة الحركة متمثلة بقائدها الكبير مصطفى البارزاني وشيوخ واعمدة تلك المكونات الاجتماعية طيلة سنوات الثورة وما بعدها والتي ساهمت في كثير من الاوقات في ايقاف اطلاق النار واجراء مفاوضات او مباحثات بين الحكومة والثورة، بل ومنعت اي توجه حكومي انذاك من اجل صراع قومي بين الكرد والعرب وساهمت منذ سقوط النظام وحتى يومنا هذا في افشال كثير من المحاولات الخبيثة لأشعال فتنة عرقية او قومية في مناطق الاختلاط بالموصل وكركوك وديالى رغم ما تعرض له الكرد وغيرهم من حملات ارهابية دموية لتهجيرهم من تلك المدن.
وبصرف النظر عن الاختلاف في الرأي او التوجهات حافظت الحركة ومن ثم مؤسسات الاقليم بعد الانتفاضة على علاقات ايجابية ومهمة مع المحيط العربي رغم ما كان يفعله الاعلام الاسود في كثير من الدول العربية على تشويه القضية الكردية وشن حملات معادية لاي توجه جاد من اجل بناء علاقة حميمية بين الاقليم والمحيط العربي، ورغم ذلك استطاعت الدبلوماسية الكردية متمثلة بالرئيس مسعود بارزاني ومؤسسات الاقليم الاخرى من البرلمان والحكومة ومنظمات المجتمع المدني من فتح قنوات مهمة مع كثير من الدول العربية ومنها سوريا ودول الخليج ولبنان وليبيا والاردن ومصر العربية التي تستقبل الرئيس بارزاني بصفته رئيسا لأقليم كردستان العراق.
ان نجاح الاقليم ومؤسساته في تنظيم مؤتمر البرلمانيين العرب قبل سنوات واستقباله للامين العام لجامعة الدول العربية وكثير من المسؤولين العرب رفيعي المستوى يدلل على الاهتمام الكبير بالمحيط العربي والاصرار على تمتين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية على عكس ما تذهب اليه بعض وسائل الاعلام المغرضة في ادعاءاتها وتشويهاتها لحقائق الامور هنا في الاقليم.
ويعتقد كثير من المراقبين ان جولة الرئيس بارزاني العربية الاخيرة ونجاحه في اقناع المصريين بفتح قنصلية مصرية في العاصمة اربيل* وقبلها النجاح في اقناع الاردنيين والخليجيين بتسيير اول خط جوي بين الاقليم وعمان وبعدها دبي وبيروت والبحرين ومصر، تمثل نجاحا كبيرا للدوبلماسية التي يقودها الرئيس بارزاني باتجاه توطيد اواصر العلاقات التاريخية لكردستان مع اشقائهم في الدول العربية على مستوى الشعوب والحكومات، وربما هيأت هذه الجولة اجواءً مقنعة لعقد مؤتمر القمة العربي القادم في العاصمة اربيل بعد النجاح المشهود الذي تميز به الاقليم في تنظيم كثير من المؤتمرات الاقليمية ومنها مؤتمر البرلمانيين العرب الذي شهدته العاصمة اربيل لما تتمتع به من حسن الادارة والضيافة والسلام والامن الذي يمتاز به الاقليم لا على مستوى العراق فحسب وانما على مستوى المنطقة باسرها.
ويبقى ان نقول إن جولة الرئيس بارزاني الاخيرة الاوربية والعربية بصفته رئيسا لأقليم كردستان العراق تمثل تطورا نوعيا في الاداء الدبلوماسي الكردستاني وانفتاحا مهما على المحيط العربي سياسيا واقتصاديا مما سيشجع الكثير من البلدان العربية وغيرها في المنطقة على اعادة النظر في مواقفها من الاقليم ومؤسساته الدستورية والتعامل الايجابي مع الوضع العراقي الجديد والاعتراف بشكله السياسي وخيارات شعوبه ومكوناته.
* قرار الرئيس المصري اثناء زيارة رئيس اقليم كردستان بفتح قنصليتين مصريتين في كل من اربيل والبصرة.
التعليقات
اكراد وعرب
اسو -عاش الاخوه لا يفيدنا الى الاخوه و الاتحاد والاعتراف بحق الاخرين
من اجل السلام
بشیر صبري بوتاني -شكرا یا استاذ كفاح محمود كريم علی شعورك الطيب تجاە صداقات وعلاقات الشعوب في العالم والكل من اجل المحبة والسلام... كما ونشكر القائد مسعود بارزاني علی جميع زياراته المهمة من اجل الانفتاح على جميع شعوب ودول العالم.
بصراحة
ديار -مخالف لشروط النشر
للذكرى؟
Fatn -احترم كل ما جاء في هذا المقال كما اتمنى ان يسود السلام كل العالم وتنتشر المحبة بين كل بني البشر، ولكني ارى ان نتذكر تجربة العراق خلال السبعينات والثمانينات حيث فتح ابواب العراق على مصراعيها لكل من هب ودب، وامتلأ العراق باشكال الوافدين من المحرومين والجياع والعاطلين عن العمل في بلدانهم وبالتأكيد كانوا في معظمهم من الاميين وقليلي الخبرة واكثرهم من المصريين الذين لفضتهم بلادهم، فادخلوا عادات وتقاليد غريبة عن المجتمعات العراقية، وقبل ان تدخل هذه الاعداد الهائلة من هذه الطبقات كانت مستويات الجريمة بكل اشكالها اقل من كل بلدان العالم، واختفت تماما الجريمة المنظمة وما يسمى بالمخدرات وجرائم الجنس والتحايل والغش، حتى دخلت هذه المجاميع وانشغل العراقيون بالحرب مع ايران، فاصبحوا القوة العاملة الاعظم في السوق العراقية، وبدأت من نهاية الثمانينات حصرا وحتى يومنا هذا تظهر نتائج ذلك الانفتاح غير المبرمج، فدخلت المخدرات عن طريقهم وانتشرت الدعارة وجرائم الجنس والاحتيال والسمسرة على ايدي اناس مطلوبين في بلدانهم ويعملون في العراق خارج ملاحقة قوانينهم المحلية.لقد ذكرت ذلك خشية على تجربة اخوتنا في الشمال ولكي لا تتكرر تلك المآسي والجرائم، فانا اعرف طيبة اهلنا هناك ومدى حبهم للعرب وبالذات المصريين نتيجة تأثير الاعلام والسينما والتلفزيون، ولذلك اتمنى ان لا يسمح لكل من هب ودب في دخول العراق عموما وكردستان خاصة وتحديد اصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين واصحاب الشهادات العليا التي تحتاجها التنمية في الاقليم.شكرا للكاتب القدير كفاح كريم لأتاحته فرصة الحديث في هذا الموضوع المهم.
امراض الداخل
فاضل عثمان -العراق دولة عربية وما هذه الاوضاع الا امراض شيشفى منها العراق لا نه يمتلك مخزون كبير من المضاد الحيوي ضد الامراض المتوطنة وموجات الامراض الداخلة الى العراق .ان هذه الامراض تريد تغير وجه العراق العربي ولكن المناعة والمضاد الحيوي قادر على التغلب على كل هذه الجراثيم ;.
ضد العنصرية
ناظم -نعم توجد انواع من البيكتيريات النافعة ,والضارة: التي تفتك بالجسم ليصبح هزيلا وضعيفاومن هنا لابد من مضاد حيوي للدكتور فاضل عثمانلي,وهذه الامراض هي العنصرية والفاشية ضد الانسانية لذلك لابد من ازالتها من الجسم والمجتمع,باستخدام الادوية الى جانب الوعي والتربية الديمقراطية واحترام الرأي الاخر وحقوقه, والايمان بالعدالة والمساواة والعيش بسلام واخوة ومحبة بدون تمييز بين المكونات مهما كانت.
الاخوة !
كوردستانى -انا اؤيد و افرح عندما ارى العلاقات الكوردية العربية و الكوردية التركية تتحسن فمهما كان فهم يبقون شعوب مجاورة لنا , اما بالنسبة لفاضل عثمان فاقول له تأكد بانه ما دام الكورد موجودون داخل الدولة الاتحادية العراقية فلم و لن يكون العراق عربيا فان كانت لديك مضادات حيوية ستستخدمها فلدينا العلاج الكيمياوى الذى يستخدم لاستئصال السرطان و الذى من خلاله سنستئصل سرطان الشوفينية و الحقد من جسد هذه الدولة الاتحادية ... و شكرا لايلاف .
عجيب غريب
بشیر صبري بوتاني -یا فاضل عثمان! شكرا علی كشف شخصيتك لایلاف والكل من اجل العروبة التي خلقت لكم المشاكل والدمار. وبالطبع انت راضي من تعليقاتك...
كتابة باجر
كردي -مخالف لشروط النشر
الكوردستان
هاوري دزيي -اريد ان اضيف الى شيئا قليلا الى مقالة الاستاذ كفاح. انا اعيش في الربيل و ارى بم عيني الاعداد الكبيرة من العوائل الاخوةالعرب النازحين من بغداد و المنطق الجنوبية من العراق و الذين يجدون في مدن اقليم كردستان موطن لمعيشتهم و معيشة اقربائهم التبقيين في بغداد و نرى ان كردستان يتحمل عبئ كبير من الفوضى التي تعم باقي مناطق العراق لان نزوح اعداد هائلة من اخوتنا العرب الى كوردستان يترتب عليها نتائج سلبية يتحملها شعب كوردستان من اهمها زيادة في مستوى البطالة في الاقليم و ارتفاع اسعار السكن و السلع و البضائع و وسائل النقل و ارتفاع اعداد السكان في اقليم بشكل غير طبيعي....الخ. انني استغرب من طيبة قلوب ابناء شعبي في كوردستان نظرا لما فعله النظام البائد بيهم و نظرا للمعاناة التى يتحملها ما قبل سقوط النظام فأن ابنا شعب كوردستان يحترمون الاخوة العرب كل الاحترام و التقدير. و هذا باعتقادي يرجع الى طبيعة الاخلاق العالية التي كان يتمتعون بيها اجدادنا و قادتنا الاكراد و في مقدمتهم القائد ملا مصطفى البارزاني الذي كان محاربا و مسامحا في نفس الوقت
داء النسيان
فاضل عثمان -جربو ادويتكم على انفسكم اولا حتى تتأكدو من انها تستطيع تخليصكم من العنصرية اما مضاداتنا الحيوية فهي مجربة وناجحة جدا
الكتاب باين من عنوان
نزيه -بدأت اشك ان تكون ايلاف من ابواق السلطة في العراق لما تطرحه من عمليات تجميل لها..سيدي كفاح ما هو نظال مصطفى برزاني حتى تتبجح بها ...واني كنت في الامس القريب في اربيل ووجدت مدى الشوفينية في اول سيطرة تجدها امامك حسث يتم التعامل مع ماهو غير كردي بصفاقة وحدة اما ان مر طفل من لابسي الشماغ البرزاني فالكل سيقف له منحني راسهم الى الاسفل تواضعا له
العكس هو الصحيح
جميل مزوري المانيا -انا ارى عكس مايرون اخوتي الكورد تجاه فاضل عثمان المعروف ان الحاقدين والشوفينين يرتفع اصواتهم كل ما تقدم الكور وتطوروا فالظلامين والخفافيش تضصاب بالعمى كلما ارتفعت شمس قضيه الكورد وتحيه ايضا للسيد فاضل وكل جرثومه يتهجم على الجسد الكوردستاني لانه به فائده كبيره بدورها تساعد وتنشط على ايعاز الجهاز المناعي الدفاعي للشعب الكوردي لذلك يجب علينا نفهم المعادله بان هولاء ليسوا الا ميكروبات متطفله ولكنها لها فوائد