أصداء

البرادعي وأحلام المصريين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حين أعلن الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية نيته للترشيح لرئاسة الجمهورية في مصر بشرط تعديل الدستور علق عليه المصريون أمالا كبيرة، وحرصت معظم التيارات السياسية على دعمه، وبات محط أنظار وسائل الإعلام الدولية بوصفه الفارس الذي سيقود حراكا سياسيا قد يخلص مصر من نظام استمر ثلاثة عقود، لم ينجح في نقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة،على الرغم من حرص الرئيس مبارك على تعزيز الاستقرار الذي تنعم به مصر طوال هذه الفترة.

الظروف إذن كانت مهيأة للبرادعي ليقود حراكا جماهيريا يسعى إلى الإصلاح وينتشل مصر من الغرق بعد طفح الكيل بالبشر وسط حالة من الجمود نجم عنها فساد وفوضى وسلب ونهب وتصور المصريون أنهم وجدوا ضالتهم في رجل مسلح بالفكر والعالم حاصل على جازة نوبل للسلام وقلادة النيل ومعروف على المستوى الدولي وكلها مقومات لزعيم إصلاحي يقود البلاد لفترة انتقالية تتم فيها مراجعة وبث الروح في دولة متهالكة ضعفت وضعف معها العالم العربي.

ما حدث بعد تكوين الجمعية الوطنية للتغيير هو أن الخلافات بدأت تدب بين أعضاء الجمعية إلى حد دفع منسقها العام دكتور حسن نافعة إلى التلويح بالاستقالة لشعوره أنها تتراجع لغياب البرادعي عن مصر وفشل أعضاء الجمعية في إقناعه بعدم السفر والتفرغ لمعركة الداخل في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، وتحولت أحلام الملايين من أبناء مصر إلى سراب ما أثار علامات استفهام من قبيل: هل لم يكن البرادعي جاهزا حين أقدم على اتخاذ هذه الخطوة؟ وهل كان الرجل حالما بشكل أدى إلى اصطدامه بواقع مرير؟ ودفع ذلك بعضهم إلى التساؤل عن برنامجه الهادف إلى معالجة مشاكل مصرية مزمنة.

ويبدو أن البرادعي قد وقع في أخطاء أهمها عدم وجود رؤية واضحة للخروج بمصر من الوضع المتردي وبدت تصريحاته في كثير من الأحيان متناقضة فهو يوجه الدعوة لقادة الأحزاب للانضمام إليه ودعمه، على الرغم من انه يرى أنها أحزاب صورية تفتقد إلى الجماهيرية وليس لها وجود في الشارع، ويطالب بإقامة دولة مدنية ويتقرب إلى الإخوان الذين يرغبون في دولة دينية، ويؤيد حق الإخوان في إنشاء حزب سياسي يمثلهم كقوة سياسية، هاجم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأثار حفيظة الناصريين، دعا إلى إلغاء نسبة الخمسين في المائة من العمال والفلاحين في البرلمان ما أثار غضب عمال مصر وفلاحيها، ثم تصريحاته الأخيرة بان مصر يمكن أن تتغير بين يوم وليلة وانه سياسي هاو وليس محترفا.

هذه الأمور دفعت بعض الصحف الدولية والمجلات المتخصصة مثل فورين بوليسي الأمريكية إلى القول: "أن البرادعي رجل حالم لا يصلح لقيادة مصر وان جمال مبارك يفتقد الشعبية والكاريزما"، والسؤال هو: كيف يمكن أن تدار دولة بحجم مصر تمتلك كل مقومات النهوض بواسطة سياسيين هواه، لقد دفع حماس الشباب للبرادعي الأمن تعذيب بعض مريديه أثناء جمع التوقيعات المطالبة بتفويض البرادعي لتعديل الدستور وهذا يتطلب من الرجل الالتحام بالجماهير في وقفاتها الاحتجاجية على غرار ما قام به مؤخرا في الإسكندرية احتجاجا على مقتل خالد سعيد على يد مخبرين في الشرطة.

على البرادعي أن يقود النضال في شوارع العاصمة والأقاليم ليعيد الثقة إلى من علقوا عليه الآمال قبل أن تتحول آمالهم إلى سراب.
إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبارك ومستقبل مصر
محمد -

الرئيس له نظره وخطه مئوية لمستقبل مصر فالاميه التى يسعى لتحقيقها بنسبة 99% الهدف منها تعيين الشعب بالأمن المركزى . النتظروا مامضى الاالقليل

عين العقل
الأمين المخزني -

أقاسم الأستاذ فؤاد الرأي كاملا وأرى أن ما ذكره هو عين العقل. فيجب على السياسييين المصريين، بل والعرب أيضا، أن ينزلوا إلى الشارع لمعرفة كيف يعيش الناس الذين يفترض أن يختاروهم لحكمهم. وبالمناسبة يصدق هذا الكلام كذلك على الإعلاميين الذين يسكن بعضهم في بروج عالية ....

Wait & See
Zaki -

Dr Al Baradie is working quietly and have the full support of Majority Egyptians, he will achieve his goals , the Egyptian masses will for certain uproot the present regime, what Dr al Baradie is trying to achieve needs allot of Legal work locally and internationally, he is doing this right now as you read , we know the present regime is Illegitimate but the regime will be forced to comply with the laws for change in the most comprehensive legal manner and of course with help of the Egyptian masses the regime will finally be removed ,the task will not rely on any particular local or International powers, for this the Egyptian masses announce it clearly everywhere from now and without any fear from any one, hold tight ,liberation is coming ,democracy and free election will follow, we have the right guidance and leadership now, we are not looking for fancy guys but serious Patriotic Egyptians to carry out this task, we have them now, just wait and see.

هو عالم جليل فقط
.............. -

لا ينكر أحد ان الدكتور البرادعي عالم جليل وموظف دولي محترم ومهندس كتابه التقارير ابان ممارسته لوظيفته أما عن مصر فانني أعلن انني كنائب لرئيس حزب الشعب والأمين العام أعلن ان الدكتور البرادعي لا يستطيع حكم مصر وان مصر اتلقى لم اتلق تكن أبدا فى حاله نضوب

إلى الأمام
مواطن سوري -

البرادعي من أفضل الشخصيات الموجودة في الساحة العربية وليس في مصر فقط,أيا يكن الرجل ليكن الفاتحة العربية لإقصاء العسكر عن الرأسة وليتفرغ العسكر لتنفيذ سياسة الحكومة المنتخبة من الشعب .دعونا نشهد تغييرا ديمو قراطيا للمرة الأولى في التاريخ الحديث في شرقنا الأسير,وليبعث الأمل لكل المحيط الغارق في حكم العصابات المنفلتة من أي سلطة رقيب يعيثون فساداوتخريبا في بلادنا, الى الامام يا دكتور برادعي والخذلان لدعاة الإستبداد والعبودية.