فضاء الرأي

رسالة من صهيوني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أرسلت إلي سيدة فاضلة من كندا رسالةً أرسلها إليها بدوره صهيوني مدافع عن كيان الاحتلال وقد تضمنت الرسالة مشاهد لافتتاح مركز تسوق في غزة بحضور وزيرين، وأبرزت الصور كميات البضائع المتكدسة والناس وهم يتسوقون، كما أظهرت صور أخرى عربات الموز والتفاح، وصور ثالثة أبرزت المصطافين على شاطئ البحر، وقد اعتبر هذا الصهيوني الصور دليلاً دامغاً على عدم وجود حصار في غزة، وأن الفلسطينيين يمارسون التضليل الإعلامي على العالم..
ولأن المعركة الإعلامية في غاية الخطورة والأهمية إذ أنها هي التي تشكل الرأي العام العالمي مع أو ضد أي قضية، فإنه لا بد من التصدي للأكاذيب التي يحاول الاحتلال أن يسوقها، وعدم الاستهانة بخطورة الشبهات التي يثيرها الاحتلال مهما بدت لنا تافهةً ولا تستحق الرد، وألا نفترض بأن شعوب العالم تفهم قضيتنا كما نفهمها وأنه لا حاجة لإتعاب أنفسنا في شرحها لهم فالخبر ليس كالمعاينة، ولا أخطر على قضية عادلة من محام فاشل، وحين نغفل عن المعركة الإعلامية خاصة في الدول الديمقراطية التي يؤثر فيها رأي الشعوب على قرارات الحكام، ونترك الساحة فارغةً لماكينة الاحتلال الإعلامية لبث الدعاية المضللة فليس مستغرباً أن ينجح الاحتلال ومناصروه في تضليل تلك الشعوب وقلب الحقائق، وحينها علينا ألا نلوم تلك الشعوب حين تساند الاحتلال ولا تنصرنا
انطلاقاً من هذه القناعات فقد قررت الرد على تلك الرسالة الصهيونية، ومقارعة الشبهة بالحجة البينة، وأن نلقي ما في يميننا من حقائق بينة حتى تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر.
رددت على الرسالة بالقول ما دامت غزة بدون حصار كما يزعم مروجو هذه الصور ففي أي سياق نضع التصريحات المتتالية للمسئولين الصهاينة بأنهم لن يرفعوا الحصار عن قطاع غزة، وكيف نفهم قائمة الممنوعات التي نشرها الجيش بتاريخ (6-7-2010) وتضم ما يزيد على 3000 سلعة ممنوعة من الدخول إلى غزة ضمن ما أسماها إجراءات تخفيف الحصار
وهنا لاحظوا أن مجرد تسمية تخفيف الحصار هي اعتراف مباشر بوجود حصار، ولاحظوا أيضاً أن هذه المواد الثلاثة الآلاف الممنوعة هي بعد التخفيف فكيف بما قبل التخفيف.
إن مشكلة غزة ليست في المواد الغذائية بالدرجة الأولى، ولا شك أن الأوضاع الآن من هذه الزاوية هي أفضل مما كانت عليه قبل عامين مثلاً، وسبب هذا التحسن ليس ما يدخله الاحتلال من بضائع بل هو راجع إلى ما أبدعه الفلسطينيون من فكرة الأنفاق التي لم تكن تخطر إطلاقاً على بال من فرضوا الحصار.واعتماد الفلسطينيين الأساسي الآن هو على البضائع التي تدخل من الأنفاق.
لكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،
ويمكن أن نلمس الضرر الأكبر للحصار في جوانب أخرى غير الطعام والشراب، مثلاً في نقص المعدات الطبية وفي نقص مواد البناء، وفي سجن مليون ونصف مليون إنسان وعدم السماح لهم بحرية التنقل.
ما يمارسه الاحتلال تجاه غزة يمكن وصفه بأنه إماتة بطيئة لها، هو لا يمانع إذا اشتد الضغط الإعلامي والسياسي عليه أن يمرر بضع مئات من شاحنات الموز والتفاح والعصائر والألبان والكاتشاب إليها، ولكنه يسعى جاهداً لئلا تقف غزة على قدميها، وأن تظل في حالة عوز وافتقار دائم إليه ليعطيها متى يشاء ويمنع عنها متى يشاء..
الاحتلال يسعى إلى إبقاء غزة سوقاً استهلاكيةً لمنتجاته، فهو مستفيد اقتصادياً من إدخال الأصناف التي يسمح بها والتي يخطئ البعض حين يسميها مساعدات بينما الحقيقة أنها تباع لأهل غزة بأغلى من ثمنها الطبيعي، وفي المقابل هو يقاوم أي محاولة فلسطينية للتحرر من هذه الحالة حتى لا تصبح منتجةً، وذلك حتى يقايض كل شاحنة تدخل إلى غزة بثمن سياسي..
ومن هذا المنطلق فليس هناك وجه إحسان في سماح الاحتلال بإدخال أصناف الفواكه إلى غزة، وهو يمنع إدخال المواد اللازمة ليزرع الفلسطينيون بأنفسهم ويحصدوا. وبينما يسمح بإدخال بضعة أطنان من المواد الاستهلاكية الجاهزة كلما اشتدت وتيرة المطالبات الدولية فإنه يرفض بشدة السماح بإعادة تشغيل المصانع لينتج الناس بأنفسهم، ويعتبر آلات المصانع خطراً أمنياً عليه، بل إنه يقوم بقصف ما تبقى من مصانع حتى يجهض أي محاولة للنهوض والاعتماد على الذات..
وإذا كان المثل الصيني يقول أعطني سنارةً ولا تعطني سمكةً، فإن كيان الاحتلال يمنع وفق مخطط استراتيجي -وليس لمجرد قرارات وقتية- إدخال السنارة إلى غزة، بينما يلقي لأهلها بين الحين والآخر سمكةً أو نصف سمكة لا تسد جوعتهم حتى إذا طعموها دون أن تسد رمقهم مدوا إليه يد التسول مرةً أخرى، أو هكذا يريد منهم أن يفعلوا..
في حصار غزة هناك قصة مأساة قائمة بذاتها لمواد البناء التي يضعها الاحتلال على رأس قائمة الممنوعات، وما يدريك لعل الفلسطينيين بعبقريتهم قد توصلوا إلى طريقة يستخدموا فيها هذه المواد في صناعة أسلحة فتاكة؟
هل تذكرون الحرب المدمرة التي شنت على غزة قبل عام وثمانية أشهر، وهل لا تزالون تستحضرون مشاهد آلاف البيوت والمساجد والمؤسسات التي دمرت على رءوس ساكنيها؟
إذا كنت من خارج غزة فأضف إلى معلوماتك أن ركام المباني المدمرة لا يزال على حاله لم يتزحزح من مكانه طوال هذه الفترة بسبب نقص معدات إزالته، ولا تزال عشرات آلاف الأسر كل هذه الوقت الطويل في انتظار مشاريع إعادة الإعمار الموعودة يسكنون بالإيجار أو عند أقاربهم.
إن غزة أيها الكاتب الصهيوني لا تشكو من نقص الموز والتفاح والكاتشاب، ومقياس الحياة ليس هو وفرة الطعام والشراب وحسب، فهذه أمور يشترك فيها الإنسان مع البهائم أكرمكم الله..لكن غزة تبحث عن الحياة الإنسانية الكريمة، إنها تبحث عن الحرية والكرامة والاستقلال، إن مشكلتنا الأساسية معكم حتى قبل الحصار هي في الاحتلال والتهجير والقتل، إن جذر المسألة هي أنكم أخرجتمونا من ديارنا بغير حق وأتيتم بالغرباء من وراء البحار ليسكنوا في ديارنا، وشردتم عشرة ملايين إنسان في أصقاع الأرض منذ اثنين وستين عاماً..إن المشكلة هي أنكم قتلتم النساء والأطفال عن سبق إصرار، وأنكم لا تزالون تختطفون ثمانية آلاف إنسان، بعضهم مضى عليه في عتمة السجن أكثر من ثلث قرن، أي قبل أن يولد جلعادكم الذي أقمتم الدنيا من أجله ولم تقعدوها.
إن العار الذي لحق بكم لن تزيله كل شاحنات الألبان والعصائر التي تضللون بها العالم..
لكن أكثر ما أثار استغرابي في رسالة الصهيوني أنه استدل على عدم وجود مشكلة في غزة بارتفاع معدلات القراءة والكتابة فيها، وحين قرأت هذه العبارة ضحكت من أعماق قلبي، إذ هل المطلوب من أهل غزة حتى يثبتوا للعالم مأساتهم أن يسلموا رقابهم لسيف اليأس، ما ذنبنا إذا كان الله قد من علينا بعزيمة نواجه بها ظروف القهر والإحباط وننتصر على لأواء الحياة،، إن هذه شهادة تحسب لنا لا علينا ولا نرى فيها إلا مفخرةً تستحق أن تروى في التاريخ، وهي دليل صبر وصمود وإبداع.

- كاتب من فلسطين
abu-rtema@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

الخناقه على الارض من ابن الجاهله الذى يريد يعمل سباق علمته له امه الجاهله و يعاير بها قله ادب لا يريد احد يركز فى حياه و ترقيه و تقدم ديليسبس حفر قناه السويس ليس فى لندن لكن فى مصر ناس بتتعب و تشقى

سفن الحرية لسوريا !
مواطن سوري درجة ٢ -

ياسيدي انتم تنقّون كثيراً وحالكم هو أفضل من حال الشعب السوري او الصومالي على كل الاحوال... في سوريا الممانعة والداعمة لحماسكم ]اكل الناس الموز بالاعياد حينما يتزاورون, دخل المواطن الغزاوي هو اربع اضعاف دخل المواطن السوري , على الاقل لاتذلون كما يذلون في سوريا على ايدي مخابرات لاترحم. حاجة بقى نق دخيل المولى, وضعكم جيد واحمدوا الله على نعمه كما يفعل الشعب السوري الذي طلب من الله المدد فأرسل له بشار الاسد.

lucky you
Rizgar -

I always say that the Palestinians are very very lucky that they were never treated as badly by Israel as the Kurds were by Turkey.Right now about 4000 Kurdish children in Turkish prisons.Turkey is umpteen time worster than isreal when it comes to human rights. if kurds had isreal as enemy instead of Turkey they now were free and have had their own state. few examples: Turkey did not recognize kurds and kurdish entity untill present; while isreal never did something similary stupid to palastinians. PKK do not attack civilians while hamas do not make any difference between children woman old young innocent whatsoever. kurds /pkk s demands are basic human rights such as kurdish language; traditions;cultural and ethnical identity while hamas willing to anihilate the state of isreal and the nation of isreal and establish palastina as single state. pkk is a secular party while hamas is an ultra-religious party.

تستاهلون
عراق -

الفلسطينيون يستاهلون اكثر من الحصار....الشعب الذي باع ارضه وعاد يبكي على الاطلال.

الله يفرجها عليكم
محمد -

سلام الله عليكمقرأت بعض الردودولكن هذة حال العربالخيانة متجذرة في نفوسنا لقد تم بيع فلسطين منذ عقود وبالاختام والتواقيع الخربشيةوما حرب داحس والغبراء الا مثال على حالة العرب منذ فجر التاريخالكل يشاهد ما يجري في غزة واهل غزة نحن لسنا عميان العيون تدمع والقلوب جريحة حتى اخوتكم بالعروبة اصبحوا يذكرون ان حالكم افضل وهذا هراء وما حال الاطفال والنساء والبهدلة التي يمرون بها ونحن نتفرج عليهم الكل يريد ان يمنع عنكم حتى الهواء سبحان الله كلنا في الوطن العربي ننعم بحياة كريمة واهل غزة تنعم بالقتل ونتباكى ان حالنا في الدول العربية على غير ما يرام لو صرفت الاموال التي تبعثر في الملاهي على الفقراء والمساكين والمقهورين لكتفت الامة العربية وعاشت بالف نعيم حتى الموز تستنكروة على اخوتكمهذة زراعتهم ومحاصيلهم ياكلون منها واما اهلنا بالعراقلم نسمع سابقا عن القتل ايام صدام والذي قبلة عدد القتلى اليومي بمعدل عشرة اشخاص يوميا سبحان الله الخيانة متجدرة في نفوسنا لم نقبل بصدام واتانا بمن يقتل كل يوم العشرات وتحت غطاء الحرية هل نريد تغيير بشار الاسد وناتي بغيرة لتصبح الشام كما هي العراق تم انتخاب حماس باغلبية الشعب الفلسطيني ولانة لم يتماشى مع الصهيونية اصبح معزول دولياومن اقرب الناس لة تذكرا جيدا ذالك اهل غزة في ايام الرخاء القادمة بعون الله وليس بعوني او عون احد من هم باعوا فلسطين سابقا واليوم لاحقا اخيرا الله يفرجها عليكم ويحميكم من الفتنة

لمن تكتب؟
ابراهيم ابوعلي -

عزيزي الكاتب لمن تكتب؟..للذين تربوا في احضان الصهاينة وعلى فتات موائدهم؟هناك من يدعي انه يتكلم باسم العراق والعراق الشريف الابيّ منه براء.وهناك بعض المعارضين السوريين الذين هربوا من الخدمة العسكرية ويعادون الامة كلها.

كلنا في الهواء سواء
عدنان بكيرة -

من هذه الزاوية التي طرحتها فكلنا محاصرون ... أين الحرية والكرامة والانسانية في البلاد العربية ... ربما منٌ الله عليكم بالاحتلال!!!! ?? فأعطيتم بعض الحرية لتتكلمون وتطالبون وتكافحون من أجل حياة كريمة ... أما بقية الشعوب العربية فمسجونون في قفص أكبر ولكن بانسانية وكرامة وعزة أقل ...

الحصار ليس بضائع
براء -

الحصار يا اخوانى ليس بالبضائعانا من اهل غزة وبالعموم اشكر من قال اننا نستاهل وادعو الله ان ينال ما نناله اذا كان يعتبر اننا لا نقاسى من شيئيكفى اننا لا نرى الكهرباء الا 6 ساعات باليوم سواء كان حر لهيب او برد صقيع وبالتالى لا نرى ماء ولا نستطيع القيام بانشطة الحياه اليومية و العادية لم نصل حتى الى درجة البزخ المروج لها اعلاميةاتمنى من كل قلبى ان من يرى اننا لا نعانى من شيئ ان ينال ما نعانيه