أصداء

رحيل ترام الرمل : هدية كلية فيكتوريا للاسكندرية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


الغاء ترام الرمل "بمدينة الاسكندرية " المصرية و انشاء مترو الانفاق هو عمل هندسي بارع يحل مشاكل المرور و التكدس خلال الصيف و كان من المفترض ان يكون منذ سنوات، و لكن ما هي قصة ترام الرمل الذي تم تشغيله بواسطة خيول تجره المركبات عام 1860 ليربط شرق المدينة بوسطها، ثم اطلق عليها اسم خط فيكتوريا عام 1902، و لماذا تم تسميته بهذا الاسم؟.

في الاصل كان هناك خط اطلق عليه اسم "باكوس" و يعود الى احد المناطق التى يسكن يها احد الاثرياء "باكوس" و يلتقي خط فيكتوريا و خط باكوس في اربع نقاط رئيسية هي محطة الرمل، محطة فيكتوريا،محطة بولكلي،محطة مصطفى كامل حيث توجد الورشات للتصليح و التباديل. و يعتبر خط الترام هو اقدم ترام في افريقيا و بين الاقدم في العالم.
و كانت عربات الترام تنقل الركاب و تجرها الخيول، ثم تحولت الى مركبات تدار بالبخار على غرار القاطرات، الا ان تم البدء في تشييد اهم مدرسة في المنطقة و العالم تحمل اسم الملكة فيكتوريا، افتتحتها عام 1903 بحضورها حيث يوجد لوحة رخامية على جدار المدخل الى قاعة الطعام التى تتسع الى ثلاثة الاف شخص تحمل اسم الملكة الراحلة.
تلك المدرسة "كلية فيكتوريا " التى ضمت ابناء مشاهير المنطقة العربية و حكامها و رؤوساء وزرائها و رجالات الاعمال الاثرياء بها و من ثم اصبحوا هم قادة الاعمال و السياسة و الفن على مستوى العالم، كانت السبب الرئيس في تحويل خط ترام الرمل من مركبات تسير بالبخار الى مركبات تسير بالكهرباء، و تم تحميل تكلفة التحويل المالية على مشروع كلية فيكتوريا بأعتباره الخط الذي سيحمل الدارسين في كلية فيكتوريا، من و الى المدرسة في الاساس، و اطلق عليه اسم "خط فيكتوريا " و تم تمويله على هذا الاساس. و ظهر الخط الى العمل عام 1902 و تم الافتتاح الرسمي لكلية فيكتوريا عام 1903، و ضمت بين طلابها جاسم الخرافي واخيه ناصر و عبد اللطيف الحمد و اخوانه و ال الغانم و البحر و المزيدي والامير على الصباح و عبد الله النفيسي من الكويت، عدنان خاشقجي و اخوانه و كمال ادهم مدير المخابرات السعودية و غازي و غسان شاكر و عبد اللطيف الجميل و ابناء الشيخ محمد بن لادن و، و محمد و حسن العطاس، و ال اسلام والامير عبد الله و محمد و فيصل و ووزير النفط هشام الناظر و ابناء عائلات الصبان و محفوظ و الشربتلي و الشوربجي من السعودية و الامام الصادق المهدي رئيس وزراء السودان و عائلة ابو العلا وكلاء المرسيدس و محافظ البنك المركزي السوداني ووزير المالية، و ابناء عائلات مسقاوي و غندور و الحميضي و حمدان من لبنان، و اداورد سعيد و همام الشوا و رفيق الحسيني و ابناء عائلات الفاروقي و الدباغ و من فلسطين، و رجل الاعمال و المصارف خالد شومان في البنك العربي و الامراء زيد بن شاكر و رعد بن زيد و رئيس مجلس الوزراء و الاعيان زيد الرفاعي و سفير الاردن الحالي في القاهرة هاني الملقى و الوزير الاسبق المحامي عمر النابلسي والوزير حازم نسيبه وزير الخارجية و ابناء عائلة طوقان و نسيبه و مراد و عازر ورصاص وغيرهم من الاردن. و ليس هذا فقط فقد كان هناك بوجازية و بلتمر و بن حليم و بن كاطو و بو نخيله و المهرك ابناء العائلات الليبية العريقة و الثرية و كان هناك وزير المالية العراقي محمد الحديد (والد زها المهندسة المعمارية ) و العسكري و و الباجي جي وزير الخارجية و المرشح لرئاسة العراق الحالي و غيرهم و من سوريا و اليمن و غانا و ايضا جالية يهودية من امثال هنري بوليتي و حداد و شيكوريل و صهيون و عدس.و لم يخلوا الامر من وجود ابناء الجاليات الدبلومساية في مصر و التى منها فيرنار فيكسر الذي اصبح وزيرا للعدل المانيا و هو اصلا من ميونيخ. و القائمة تطول.

ملوك و امراء كانوا في تلك المدرسة العريقة منهم من رحلوا على سبيل الذكر الملك الحسين من الاردن و الملك فيصل من العراق و منهم من لا يزال على قيد الحياة مثل الملك سيمون من اسبانيا و الملك قسطنين من اليونان و ملك البانيا و ملكة السويد، و سلطان زنزيبار و امراء ال الصباح ومن امراء ال سعود بالمملكة العربية السعودية، و من مصر منصور حسن وزير الثقافة و محمد منصور وزير النقل و الفريق فؤاد ذكري قائد القوات البحرية مستشار السادات العسكري و جلال زوربا عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني والفريق شرين اسماعيل عديل شاه ايران ووزير دفاع مصر والاميرة شويكار و الدكتور ادهم النقيب زوج الملكة ناريمان و عائلات البدراوي و حماده و النقيب و فرغلي باشا وشعلان و العلايلي باشا والكرداني و رئيس الديوان الملكي وسري رئيس الوزراء و الجمال و الهنيدي و رضوان و دوس و بقطر و قطري ومقار و يوسف للمجهورات و الالماس و ووالي و مصطفى و نوفل و الجزيري و لطفي و الكسنيان و عوض وعامر والوزير امين عثمان الذي اتهم السادات بأغتياله و حسن عيسى نائب مدير المخابرات المصرية وغيرهم من الشخصيات التى يذكرها التاريخ ثقافة و علما و مالا و سياسة و فنا. و هنا لا يمكن القفز على المبدعين من امثال المخرج يوسف شاهين و عمر الشريف و شادي عبد السلام و احمد رمزي و اخيرا نرمين الفقى و علا غانم من العهد الجديد في السينما.

كل هؤلاء درسوا في كلية فيكتوريا و كان لهم ذكريات و رحلات مع ترام فيكتوريا، ترام الرمل لان اخر محطة كانت هي محطة الرمل حيث لا يوجد الا رمال انذاك.
لاجل هؤلاء اللذين يمثلوا الصفوة في مجتمع الشرق الاوسط، و اللذين تم انتقائهم بعناية في العهد البريطاني لدخول تلك المدرسة المتميزة، تم تحديث و انشاء ترام فيكتوريا الذي ادخل عليه نظام الكهرباء بعد ان كان خيولا ثم بخاري الحركة.

ليس ذلك فقط، بل بعد فترة من انشاء كلية فيكتوريا قام مجموعة من اولياء امور الطلبة، بشراء ارض في منطقة كامب شيزار، قريبة من كلية الهندسة الحالية، و قاموا بالتبرع لبناء مدرسة لبناتهم و اخوات ابنائهم الدارسين في كلية فيكتوريا، فكانت مدرسة الاي جي سي للبنات، و التى هي ايضا احد ثمار كلية فيكتوريا.

اليوم، جاء قرار الغاء ترام الرمل، الغاء القاطرات التى كانت تمثل متعة التنقل لنا كطلاب كلية فيكتوريا، و الشريان الحيوي الذي، ايام الدراسة،كان في الصباح يماثل عربات خاصة مليئة بطلاب يلبسون الجاكيت الازرق و البنطال الرصاصي للقسم الثانوي، و الجاكيت و البنطال الرصاصي للمرحلة الاعدادية و الابتدائية.

كانت عربات الترام شبه قطاع خاص لطلاب كلية فيكتوريا و كانت المدرسة تضع مشرفين في الصباح و المساء لمتابعة الطلبة و الحفاظ على سلامتهم، و كان الترام جزءا من المدرسة لا خارج عنها و يحمل اسمها. و في تلك الرحلات كثيرا من الذكريات و قصص الحب و المغامرات، انها متعة لا تجدها في اي بقعه مواصلات، حيث قرب الترام الطلاب و جمعهم في رحلة صباحية و مسائية. و ربط بينهم و بين المدارس الاخرى على الخط، و لتلك قصص اخرى و حكايات.

كلية فيكتوريا ليست مدرسة، و انما عامود فقري في تنشئة اجيال عربية و عالمية و توسعه مدينة و تقوية بينتها التحتية، فكان مشروع الترام الكهربائي"فيكتوريا " هدية منها لمدينة الاسكندرية حمل اسم الملكة البريطانية فيكتوريا.

اليوم يٌزال الترام الذي كان يوما ما اصفر اللون، ثم احمر اللون، ثم ارزق اللون، كان طابقا ثم طابقين ثم طابقا مرة اخرى، و التذكرة في الطابق الثاني الاعلى درجة ثاينة لا تتعدي نصف قرش لطول ثلاثين كيلومترا، و الدرجة الاولى قرش صاغ، و كانت هناك اشتراكات شهرية و سنوية، و كان هناك مفتش و كمسري يقطع التذاكر و صافرة لكل محطة، و اكشاك بيع الجرائد عند كل محطة، و لقاءات حارة بين احباء و نظرات، و مواعيد غرام.

اليوم سينزل الترام اسفل الارض مع تاريخ كامل امتد لاكثر من مائة عام، و يبدء مشروع مترو الانفاق، و لكن لن تنفق الذكريات الجميلة لترام فيكتوريا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

ان يجب اعطاء كل اثنين يأخذان حقنه منع الانجاب مبلغ كبير مثل 100000 جنيه مصرى او اعطائهم فوائده مدى الحياه و اخذه من الورثه و تأمين معاش لهم ان هذا افضل لـ الغاء احياء شعبيه او عشوائيه

معالم مصر
طلعت جبر -

كلية فيكتوريا هى احدى مفاخر مصر والتى كانت منبع لتخريج ابناء كبار العائلات المصرية والعربية . ولكن هيهات ،انها من ضمن الأشياء التى لمسها عبد الناصر بيده ولم يشأ ان تعفى من لمسته الخربة مثل الأزهر والأوقاف التى كانتا حتى مجىء عبدالناصر هيئتان مستقلتان ولهما دور عظيم فى المجتمع ، حتى اتى لزعيم الأكبر وبلمسته التى تخرب اى شىء يتعرض لها فخربها وهذا شأن فيكتوريا التى حولها لفيكتورى أى النصر ومن السخرية اننا لم نرى نصرا واحدا فى فترة حكمه . المهم ياليت المسئولين فى مصر يعتنوا بفيكتوريا كوليدج وتدار بإستقلالية من نخبة من رجالها الذبن تخروجوا منها ومحاولة ربطها بالتعليم البريطانى حتى تستعيد إسمها وتاريخها القديم .

ذكريات
.ziad qaraman -

مقال جميل لذكريات اجمل سلمت يداك

معالم المينه
كمال الدين -

من المحزن ازاله هذا الترام بحجه مترو الانفاق لانه معلم هام للاسكندريه ونحن نري بلاد اكثر منا تقدما وتحافظ عليه للتاريخ والسياحه علي سبيل المثال لا الحصر هونج كونج ولاحول ولا قوة الا بالله

welldone
MOHAMED SAAD -

excellent article on very true ,old,good and special memories

Beautiful article
Marwan Shamaa -

Thank you for the article and comments. Good old days... Good old days my friends!!!