أصداء

هل ان ايران وراء الانهيار الامني الحالي في العراق؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك اكثر من مؤشر على ان هناك انهيارا امنيا مفاجئا و سريعا في العراق يشمل حتى المناطق التي كانت تعد و منذ سقوط نظام صدام في العام 2003 بانها الاكثر امنا مثل الكوت و البصرة. يأتي هذا في الوقت الذي تعرض و يتعرض فيه تنظيم القاعدة في العراق خصوصا و في العالم عموما الى ضربات قوية اضعفته بشكل كبير. فلم يكن مقتل قيادته الثنائية في العراق و المؤلفة من ( ابو عمر البغدادي و ابو ايوب المصري ) هي الضربة الوحيدة الموجعة بل ان التقارير الامريكية العسكرية تشير الى مقتل 35 من قيادات التنظيم في العراق و من ضمن قائمة تحوي على 42 اسما قياديا تم القضاء عليهم اخيرا. كما ان جميع التقاريرر تشير الى نضوب المصادر المالية التي تغذي هذا التنظيم و انقطاع جريانها.
فماذا يحدث الان في العراق و كيف تسارعت وتائر العمليات الارهابية فيه بهذا الشكل الكارثي؟

يبدو ان الذي يقف وراء هذا الانهيار الامني في العراق ليس تنظيم القاعدة المترنح بل قوى اخرى تظهر في اوقات يكون فيها الصراع السياسي شديدا بين اصحاب المصالح من الدول التي تدير هذا الصراع.

بعض الحقائق المنطقية ترشح ايران على انها تقف وراء هذا الانهيار الامني السريع. فبينما تتعرض ايران الى موجة من الضغوطات الاقتصادية و العسكرية الحقيقية هذه المرة من قبل الولايات المتحدة و اوربا و حتى روسيا و اليابان بسبب برنامجها النووي، و كذلك الى التهديدات بالضربة العسكرية من قبل اسرائيل، تحاول ايران ان تقلب طاولة المصالح الغربية عموما و الامريكية خصوصا في العراق لكي تقابل هذه الضغوط و هذه التهديدات بما يناسبها في محاولة لصدها. فالاجواء العراقية السياسية و الامنية مؤاتية جدا لمثل هذا الفعل الايراني. فالحالة السياسية مشحونة و ملبدة بالاحتقانات نتيجة عدم التمكن من تشكيل الحكومة الجديدة. كما ان لايران قوى سياسية تعتمد عليها تريد لها ان تتحكم بالموازين السياسية باي ثمن لكي تتمكن ايران من ادارة الصراع السياسي في العراق حسب اهدافها و اجنداتها. و حيث ان هذه القوى مثل الائتلاف الوطني بزعامة المجلس الاعلى لم يحضى بثقة الناخب العراقي بل ان الناخب قد منح المالكي ( ضمن الخيمة الشيعية ) اصواتا اكثر و قدمه على غيره من السياسيين الشيعة في العراق، فان ايران تحاول بكل ما اوتيت من قوة ان تسقط المالكي كمرشح لتشكيل الحكومة القادمة، خصوصا و ان الرغبة الامريكية تحوم حول المالكي و علاوي صاحبي الاصوات الاعلى في نتائج الانتخابات و اللذين يمثلان القوى الاكبر في الشارع السياسي العراقي من الشيعة و السنة، و حيث يتوقع ان يستقر الوضع السياسي في العراق من خلال تشكيل الاثنين للحكومة المقبلة و يتفرغ البلد الى البناء و الاعمار ولملة الجراح، و حيث ان الاثنين مقبولين من قبل الولايات المتحدة عكس الائتلاف الوطني المعروف بولائه الى ايران و المنضوية تحته قوى تشهر عداءها الى الوجود و الاهداف الامريكية مثل التيار الصدري. فعلى ضوء هذه المعطيات فان من مصلحة ايران استمرار الازمة السياسية في العراق من خلال وضع العقبات اما تشكيل الحكومة بواسطة الائتلاف الوطني.

و ان ظهور حركات و منظمات ارهابية و اجرامية شيعية جديدة تضاف الى غيرها من هذه المنظمات لهو مؤشر آخر على ضلوع ايران في خلخلة الوضع الامني في العراق. فالانباء تتحدث عن ظهور منظمات ارهابية شيعية جديدة في مناطق شيعية خالصة مثل منظمة (سيوف الحق) في محافظة ذي قار و منظمة (جنود الموالين) في البصرة، بالاضافة الى مجاميع كانت قد ظهرت قريبا مثل (عصائب اهل الحق). و كل التقارير تشير الى ارتباط هذه المجاميع الارهابية بالحرس الثوري الايراني و بالمخابرات الايرانية (الاطلاعات) بشكل مباشر و مفضوح.

كما ان العمليات الارهابية الاخيرة لا تنسجم مع عقيدة و سياسة تنظيم القاعدة بالشكل و الطريقة المعروفتان عنه. حيث ان المستهدف من ضحايا العمليات الارهابية الاخيرة هم المواطنون العاديون و ابراج الكهرباء ذات الضغط العال. و يراعى في هذه العمليات اشعال الفتنة الطائفية من جديد حيث قد استهدفت المناطق الشيعية كما استهدفت المناطق السنية و على السواء. ففي المناطق السنية كان المستهدف من وراء العمليات هم قادة الصحوات و من ينتمون اليها، و كذلك علماء الدين.

كما انه ايضا لا يستبعد ان تكون ايران التي تحتفظ بعلاقات قوية مع تنظيم القاعدة ان تكون قد ساعدت في بناء قوة هذا التنظيم في العراق من جديد. و ايران تحتفظ بعلاقاتها القوية مع تنظيم القاعدة لانها تدخره لاوقات عصيبة مثل الوقت الحاضر الذي تتعرض فيه ايران الى هذه المخاطر.

غاية التكتيك الايراني في هذه المرحلة هي عرقلة تشكيل الحكومة العراقية و خلخلة الوضع الامني في البلد و اشاعة الفوضى في الوقت الذي يستعد فيه الامريكان و في نهاية شهر اب الحالي لبدء الانسحاب العسكري المنظم. فايران تريد وضع الولايات المتحدة و حلفاءها في العراق في ازمة لكي تمارس عليهم الضغط لكي يتخلوا هم عن الضغوطات التي يفرضونها هم عليها.

altamimiamir@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عاشت المقاومة
توتي السعودي -

فخار يكسر بعظة وبالتوفيق للمقاومة العراقية السنية الباسلة الممثل الوحيد والشرعي للعراق(العربي)