أصداء

تحولات رجل الدين الشيعي والسني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في البدء، لابد من الإشارة إلى أنه لاتوجد هناك وظيفة في المجتمع الإسلامي تسمى رجل دين، وذلك لأن علاقة الإنسان بربه مباشرة ولاتحتاج إلى واسطة. نعم يوجد هناك عالم دين ووظيفته تبيان الإحكام الشرعية. أما في المسيحية فتوجد وظيفة لرجل الدين والذي يقوم بمراسم الزواج والإستماع لإعترافات المذنبين والتعميد، وهكذا. أما في التراث الإسلامي، فقد كان الأنبياء والأئمة يعملون وينفقون مما يكسبون. فقد كان نبي الله داوود حدادا ً، والنبي محمد راع للغنم ومن ثم تاجرا ً. وهكذا بالنسبة لأئمة الإسلام، فقد كان الإمام علي يحفر الآبار مقابل الشعير والتمر، وهكذا بقية الصحابة لكل عمله الذي ينفق منه.

بعد تطور الحياة وتعقيدها تحولت المدارس الدينية إلى مؤسسات لها قوانينها وقواعدها الخاصة، ولها منهجها الفكري الخاص بها. تقوم هذه المؤسسات بتخريج الطلبة وعلماء الدين والمبلغين ليبلغوا مبادئ الدين الإسلامي حسب رؤية المؤسسة التي تخرج منها المبلغ. وفي المقابل تقوم هذه المؤسسة بإعالة المبلغين ماديا ً، إضافة إلى مايكسبونه من الناس بعنوان الهدية. وعلى هذا الأساس تحول التبليغ إلى وظيفة يكسب منها المبلغ رزقه ويعتاش على واردها.

من هذه النقطة بدأ الإنفصال بين منظومة القيم الإسلامية والواقع المراد تطبيقه فيها. فذلك كان تحولا ً خطيرا ً جعل قيم الدين الإسلامي، وخصوصا ً الأخلاقية منها، تمر من خلال المؤسسة عموما ً والمبلغ خصوصا ً فيأخذ المال كأجر مقابل تبليغها. بإختصار شديد هي موعضة مقابل شيء من المال. فعالم الدين هو وسيلة لإيصال الأفكار، أما المبلغ فيقوم بنشر ثقافة أخلاقية وقيم ومبادئ وتلك هي المشكلة. إذ لايمكن إيصال قيم أخلاقية ومبادئ من خلال حديث يؤخذ عليه أجر، إذ تفقد تلك القيم والمبادئ قيمتها فتصبح مجرد لقلقة لسان. فهي تصل غالبا ً من خلال الممارسة والتربية والتعليم، وليس الوعض فقط.

ليس هذا فقط، بل تعدى الكسب من التبليغ ليتحول إلى الإنفاق. فيقوم المبلغ، وخصوصا ً من اصحاب الشهرة منهم، بإنفاق المال على المؤسسات الخيرية ودور الإيتمام لدعم الخط الفكري الذي يمثله. وعلى هذا الأساس يرتبط المبلغ بعلاقات قوية مع التجار وأصحاب الأموال والنفوذ ليكونا خطا ً واحدا ً يدعم أحدهما الآخر. أما في العقدين الأخيرين فقد نشأ هناك حلف بين المبلغ الديني والمؤسسة الإعلامية، فتقوم تلك المؤسسة من خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون بنشر أفكار المبلغ وخطه الفكري مقابل الإستفادة من شهرة المبلغ للوصول لأكبر قدر ممكن من القراء والمستمعين والمشاهدين. وعلى هذا الأساس يكسب المبلغ الكثير من الأموال من المؤسسة الإعلامية التي تدعمه كأجر عن المحاضرات التي يلقيها أو المقالات التي يكتبها.

لكن هناك بالتأكيد فرق بين المبلغ الشيعي والبلغ السني. فكما يقول الدكتور على الوردي أن المبلغ الشيعي مرتبط بالجماهير بعيدا ً عن السلطة ومؤسساتها. فهو يستمد قوته من الجماهير فيقوم بمغازلة عواطف تلك الجماهير من خلال محاضراته. فيسكت عن الكثير ويتخلى عن وظيفة النقد للمجتمع بعاداته وتقاليديه والثقافة السائدة فيه. فيوجه سهامه نحو السلطة الحاكمة فينتقدها نقدا ً لاذعا ً. أما المبلغ السني فيرتبط بالدولة ومؤسساتها بعيدا ً عن الجماهير. فيسكت عما تقوم به السلطة الحاكمة والفساد فيها، بل يبرر في أحيان كثيرة ماتقوم به تلك السلطة. فلايهتم كثيرا ً بما تريد الجماهير بقدر كسبها وضمها لجانب السلطة.

لكن، وفي الآونة الأخيرة، جرى هناك تحول خطير لذلك النمط الكلاسيكي للكثير من المبلغين الشيعة والسنة على حد سواء. فقد تضخم المبلغ الشيعي من الحجم ليصبح مستقلا ً بذاته منفصلا ً عن المؤسسة التي تدعمه ليكون مؤسسة مستقلة بذاتها. من أبرز معالم هذه المؤسسة هو تحالفها مع السلطة الحاكمة ليأخذ نفس الدور للمبلغ السني. فيقوم بتبرير ماتقوم به السلطة ويسكت عن فسادها، بل تجاوز الحد ليمسك بيدية مؤسسات الدولة التنفيذية، كما يحدث في إيران والعراق.

أما المبلغ السني فأنتقل ليأخذ دور المبلغ الشيعي بمعارضة الدولة والخروج عن المؤسسة الدينية الرسمية التي تدعمها الدولة. فأنفصل عن تلك المؤسسة ليلتحق بالجماعات المعارضة للدولة فيقوم بتغذيتها بالأفكار المتطرفة التي تحتاجها لتصل غالبا ً حد العنف ضد الدولة ومؤسساتها وضد المجتمع بمؤسساته المدنية. وهذا مانراه واضحا ً في أغلب الدول العربية. ليكون قريبا ً من الجماهير التي تشعر بالقمع والإضظهاد من حكوماتها فيأخذ الدعم المادي منها من خلال الجمعيات الخيرية بإسم الجهاد.


imad_rasan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اصبت كبد الحقيقه
كاظم الخالدي -

لقد اصبت كبد الحقيقه ياعمادمع العلم ان رجال الدين يدورون في فلك المصلحه الشخصيه وتنفيذ مصالح الموؤسسات التي ينتمون اليها مع تحياتي بالموفقيه

اصبت كبد الحقيقه
كاظم الخالدي -

لقد اصبت كبد الحقيقه ياعمادمع العلم ان رجال الدين يدورون في فلك المصلحه الشخصيه وتنفيذ مصالح الموؤسسات التي ينتمون اليها مع تحياتي بالموفقيه

اصبت كبد الحقيقه
كاظم الخالدي -

لقد اصبت كبد الحقيقه ياعمادمع العلم ان رجال الدين يدورون في فلك المصلحه الشخصيه وتنفيذ مصالح الموؤسسات التي ينتمون اليها مع تحياتي بالموفقيه

جميل وغلط
نزيه -

كلامك جميل اذذا كان افتراضيا وومغلوط راسا على عقب من حيث الحقيقة المرة التي لم توردها وهو ان رجل دين الشيعة مبني على الكذب والخرافة احيانا وهو يورد كل خرافة تقع عليه يده من مواضيع من اجل لم كل ما يستطيع ان يجمع عواطف من حوله ويوجهها الى السلطة ..ولكن هل رايت رجال دين ايران وجهوا كلامهم نحو السلطة ..كلا ولن يفعلوا لسبب بسيط انه العقيدة الشيعية مبني على الموالاة لايران كيفما كان وباي وسيلة تكون

جميل وغلط
نزيه -

كلامك جميل اذذا كان افتراضيا وومغلوط راسا على عقب من حيث الحقيقة المرة التي لم توردها وهو ان رجل دين الشيعة مبني على الكذب والخرافة احيانا وهو يورد كل خرافة تقع عليه يده من مواضيع من اجل لم كل ما يستطيع ان يجمع عواطف من حوله ويوجهها الى السلطة ..ولكن هل رايت رجال دين ايران وجهوا كلامهم نحو السلطة ..كلا ولن يفعلوا لسبب بسيط انه العقيدة الشيعية مبني على الموالاة لايران كيفما كان وباي وسيلة تكون

حداد وراعي
خوليو -

الحداد والراعي عندهما قاسم مشترك: حبهما للنساء ،الحداد ألف زوجة وأرسل قائد جنده للمعركة ليستولي على زوجته، والراعي تسعة وما ملك اليمين ،ولللأسف لاتوجد وثائق تحدد عددهن مع كل غزوة، الآخرون الذين لامهنة لهم ولاواحدة ياحسرة، ما نوع هذا العدل السماوي؟ وأما الحصص فالخمس تأسس منذ غزوة

حداد وراعي
خوليو -

الحداد والراعي عندهما قاسم مشترك: حبهما للنساء ،الحداد ألف زوجة وأرسل قائد جنده للمعركة ليستولي على زوجته، والراعي تسعة وما ملك اليمين ،ولللأسف لاتوجد وثائق تحدد عددهن مع كل غزوة، الآخرون الذين لامهنة لهم ولاواحدة ياحسرة، ما نوع هذا العدل السماوي؟ وأما الحصص فالخمس تأسس منذ غزوة

تعميم لا يخدم القضيّة
علي نور -

منطق التّعميم-أيها الكاتب الكريم-لايجدي نفعا في هكذا مواضيع حسّاسة.فكما أن في كلا المذهبين-السنّي والشّيعي-نجدعالم الدّين المصلحي الذي يغض الطّرف عن عيوب نظامه السياسي ومجتمعه إمّا لتخلف أو لأجل أن لا يحرم العطاءات ،كذلك نجد عالم الدّين ذا العقل النّيّر والواعي والرّاشد الحامل لهموم شعبه وأمّته كالعالم الفذّ محمّد باقر الصّدر والعالم الحركي محمّد حسين فضل الله والعالم المترفع عن سفاسف النّعرات المذهبيّة الشّيخ القرضاوي،وبا عتبار تطور هذا العصر الذي من بين ميزاته التّخصّص فليس عيبا ان يتوفّر هذا العالم الواعي الرّاشد -المتفرّغ لمسؤوليّاته الجسيمة المتمثّلة في توعية مجتمعه وإرشاده-على بعض المال أوكثيره لدعم نهجه الحركي الخدماتي كتمويل مؤسّسات ثقافيّة وأخرى خيريّة وثالثة إعلاميّة هادفة من أجل مجتمع متوازن،فإنّ هكذا مسؤولية جسيمة ونهجا توعويّا لجدير بأن يلقى الدّعم المالي ومن جماهير هذه الأمّة المعذّبة كي تحافظ تلكم المؤسّسات العلمائيّة على إستقلاليّتها وفاعليّتها ويمومتها.

تعميم لا يخدم القضيّة
علي نور -

منطق التّعميم-أيها الكاتب الكريم-لايجدي نفعا في هكذا مواضيع حسّاسة.فكما أن في كلا المذهبين-السنّي والشّيعي-نجدعالم الدّين المصلحي الذي يغض الطّرف عن عيوب نظامه السياسي ومجتمعه إمّا لتخلف أو لأجل أن لا يحرم العطاءات ،كذلك نجد عالم الدّين ذا العقل النّيّر والواعي والرّاشد الحامل لهموم شعبه وأمّته كالعالم الفذّ محمّد باقر الصّدر والعالم الحركي محمّد حسين فضل الله والعالم المترفع عن سفاسف النّعرات المذهبيّة الشّيخ القرضاوي،وبا عتبار تطور هذا العصر الذي من بين ميزاته التّخصّص فليس عيبا ان يتوفّر هذا العالم الواعي الرّاشد -المتفرّغ لمسؤوليّاته الجسيمة المتمثّلة في توعية مجتمعه وإرشاده-على بعض المال أوكثيره لدعم نهجه الحركي الخدماتي كتمويل مؤسّسات ثقافيّة وأخرى خيريّة وثالثة إعلاميّة هادفة من أجل مجتمع متوازن،فإنّ هكذا مسؤولية جسيمة ونهجا توعويّا لجدير بأن يلقى الدّعم المالي ومن جماهير هذه الأمّة المعذّبة كي تحافظ تلكم المؤسّسات العلمائيّة على إستقلاليّتها وفاعليّتها ويمومتها.

جميل وغلط
نزيه -

كلامك جميل اذذا كان افتراضيا وومغلوط راسا على عقب من حيث الحقيقة المرة التي لم توردها وهو ان رجل دين الشيعة مبني على الكذب والخرافة احيانا وهو يورد كل خرافة تقع عليه يده من مواضيع من اجل لم كل ما يستطيع ان يجمع عواطف من حوله ويوجهها الى السلطة ..ولكن هل رايت رجال دين ايران وجهوا كلامهم نحو السلطة ..كلا ولن يفعلوا لسبب بسيط انه العقيدة الشيعية مبني على الموالاة لايران كيفما كان وباي وسيلة تكون

حداد وراعي
خوليو -

الحداد والراعي عندهما قاسم مشترك: حبهما للنساء ،الحداد ألف زوجة وأرسل قائد جنده للمعركة ليستولي على زوجته، والراعي تسعة وما ملك اليمين ،ولللأسف لاتوجد وثائق تحدد عددهن مع كل غزوة، الآخرون الذين لامهنة لهم ولاواحدة ياحسرة، ما نوع هذا العدل السماوي؟ وأما الحصص فالخمس تأسس منذ غزوة

تعميم لا يخدم القضيّة
علي نور -

منطق التّعميم-أيها الكاتب الكريم-لايجدي نفعا في هكذا مواضيع حسّاسة.فكما أن في كلا المذهبين-السنّي والشّيعي-نجدعالم الدّين المصلحي الذي يغض الطّرف عن عيوب نظامه السياسي ومجتمعه إمّا لتخلف أو لأجل أن لا يحرم العطاءات ،كذلك نجد عالم الدّين ذا العقل النّيّر والواعي والرّاشد الحامل لهموم شعبه وأمّته كالعالم الفذّ محمّد باقر الصّدر والعالم الحركي محمّد حسين فضل الله والعالم المترفع عن سفاسف النّعرات المذهبيّة الشّيخ القرضاوي،وبا عتبار تطور هذا العصر الذي من بين ميزاته التّخصّص فليس عيبا ان يتوفّر هذا العالم الواعي الرّاشد -المتفرّغ لمسؤوليّاته الجسيمة المتمثّلة في توعية مجتمعه وإرشاده-على بعض المال أوكثيره لدعم نهجه الحركي الخدماتي كتمويل مؤسّسات ثقافيّة وأخرى خيريّة وثالثة إعلاميّة هادفة من أجل مجتمع متوازن،فإنّ هكذا مسؤولية جسيمة ونهجا توعويّا لجدير بأن يلقى الدّعم المالي ومن جماهير هذه الأمّة المعذّبة كي تحافظ تلكم المؤسّسات العلمائيّة على إستقلاليّتها وفاعليّتها ويمومتها.

اتق الله
سعودي -

ليس من اسمك نصيب

اتق الله
سعودي -

ليس من اسمك نصيب

اتق الله
سعودي -

ليس من اسمك نصيب

الحدادوالراعي وخوليو
منار -

الحداد والراعي تجمعهم صفة حب النساء; هل لا تحب النساء يا سيد خوليو؟؟ أم تخادع نفسك مدعياً الطهر!!;مكتوب من ضمن شروط نشر التعليقات:احترام الأديان فأين الرقابة هنا؟؟ما كان لنبي أن يتبع هوى نفسه!!;طبعاً أنا اختلف مع الكاتب كثيراً في تحويله منطق التبليغ إلى منطق سياسي مادي ولكني أحترم أسلوبه الراقي.شكراً.

الحدادوالراعي وخوليو
منار -

الحداد والراعي تجمعهم صفة حب النساء; هل لا تحب النساء يا سيد خوليو؟؟ أم تخادع نفسك مدعياً الطهر!!;مكتوب من ضمن شروط نشر التعليقات:احترام الأديان فأين الرقابة هنا؟؟ما كان لنبي أن يتبع هوى نفسه!!;طبعاً أنا اختلف مع الكاتب كثيراً في تحويله منطق التبليغ إلى منطق سياسي مادي ولكني أحترم أسلوبه الراقي.شكراً.

الحدادوالراعي وخوليو
منار -

الحداد والراعي تجمعهم صفة حب النساء; هل لا تحب النساء يا سيد خوليو؟؟ أم تخادع نفسك مدعياً الطهر!!;مكتوب من ضمن شروط نشر التعليقات:احترام الأديان فأين الرقابة هنا؟؟ما كان لنبي أن يتبع هوى نفسه!!;طبعاً أنا اختلف مع الكاتب كثيراً في تحويله منطق التبليغ إلى منطق سياسي مادي ولكني أحترم أسلوبه الراقي.شكراً.

السلطه
ابو فادي -

ألسلطه والمال تفسد النفوس وتخرس السنتها وتستعبدها

السلطه
ابو فادي -

ألسلطه والمال تفسد النفوس وتخرس السنتها وتستعبدها

السلطه
ابو فادي -

ألسلطه والمال تفسد النفوس وتخرس السنتها وتستعبدها

السلطه
ابو فادي -

ألسلطه والمال تفسد النفوس وتخرس السنتها وتستعبدها

السلطه
ابو فادي -

ألسلطه والمال تفسد النفوس وتخرس السنتها وتستعبدها