أصداء

طائف عراقي في دمشق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ذكرت مراسلة صحيفة الشرق الأوسط السعودية في دمشق، في خبر تصدر العدد 19.08 مفاده أن هنالك اتصالات تركية سورية سعودية من أجل عقد مؤتمر طائف عراقي، على غرار مؤتمر الطائف اللبناني، الذي غاب الآن عن ساحة الفعل وبقي معلقا منذ إقراره نهاية إيلول 1989، والتعليق أسبابه معروفة، ولكن أهمها على الإطلاق، أن كل الصيغ والاتفاقيات المطروحة لم تستطع تثبيت سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، بفضل الاحتلالات الطائفية، من قبل زعماء الطوائف ومؤسساتها لأراضي الدولة اللبنانية وتقاسم سيادتها، فيما بينهم، وهؤلاء الزعماء ليسوا مستقلين عن القوى الإقليمية والدولية، المتواجدة في الشرق الأوسط، والجميع يعرف ان احد اهم أسباب الأزمة اللبنانية هي هذه الاحتلالات الطائفية المغطاة إقليميا ودوليا، وكما هو معروف أيضا أن من يدعون تمثيل الطائفة الشيعية في لبنان، وأقصد حزب الله وحركة أمل، هما الطرف الوحيد في هذه الاحتلالات المتفق برنامجيا، أما بقية الطوائف فهي أيضا متوزعة القوى، وهذا يزيد من عدد هذه الاحتلالات، فإذا كانت الطائفة الشيعية لها ممثلين متحالفين على السراء والضراء، فإن الحال ليس كذلك عند السنة اللبنانيين، فهم موزعون على قوى متباينة الولاءات الإقليمية، وكذلك الطوائف المسيحية أيضا. فبين التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشيل عون وبين القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع خلافا في البرامج والولاءات أيضا..حتى الطائفة الدرزية منقسمة.

ولازالت كذلك رغم اقتراب وليد جنبلاط من وئام وهاب.
كيف يمكن لهؤلاء جميعا أن ينهوا احتلالهم لسيادة الدولة اللبنانية على أراضيها ومجتمعها؟

والآن تنقل السيدة سعاد جروس من دمشق أن نفس القوى الإقليمية التي عقدت اتفاق الطائف لبنانيا، وتنضم إليهم الآن تركيا يحضرون لاتفاق طائف عراقي، يثبت الاحتلالات الداخلية العراقية، لسيادة الدولة الجديدة، والتي لم نلمس حتى اللحظة سيادتها. والمؤشر الأهم أن العراق ذاهب نحو لبنان جديد رغم أنني وغيري من الكتاب العرب قد تحدثنا عن احتمال حدوث مثل هذا الخيار كثيرا! والذي حاولت وتحاول فرضه منذ سنوات القوى الإقليمية، والآن أعطاهم السيد باراك أوباما صك البدء بتثبيت الاحتلالات الداخلية، على حساب الدولة العراقية، عندما قرر سحب قواته من العراق، ودون حد أدنى من المسؤولية الأخلاقية.

وإدارة أوباما أكثر من تعرف ما الذي تركته خلفها، وتريد الاستمرار بتطبيق حرفي لتقرير بيكر هاملتون السيء الذكر 17.12.2006 فقد نص التقرير على أن "لا شيء يستطيع الجيش الأميركي فعله، فيضمن النجاح في العراق" (ص 70). وألح معدو التقرير أكثر من مرة على أنه "لا توجد بدائل للولايات المتحدة لا تنطوي على مخاطر" (ص 74).
وحينما خرج من هذه التعميمات، ونزل إلى أرض الواقع في العراق كشف عن حقائق مخيفة يعرفها الجمهور العراقي والعربي جيدا ويجهلها الجمهور الأميركي والغربي تماما، ومن هذه الحقائق المرة:
bull; أن الوحدات العسكرية العراقية -وهي قوات شيعية في الأساس- ترفض الخدمة خارج مناطقها الطائفية (ص 9) فولاؤها للطائفة لا للمجتمع.
bull; أن الشرطة العراقية -وهي قوات شيعية كذلك- تمارس "الاعتقال غير الضروري والتعذيب والتصفية الجسدية ضد العرب السنة" (ص 9-10).
bull; لا يوجد التزام بوحدة العراق لدى القيادات الشيعية والكردية (ص 19) والحكومة العراقية الحالية تحكم حكم تمييز طائفيا حتى في توزيع ساعات الكهرباء في بغداد (ص 20).
bull; 79% من العراقيين ينظرون نظرة سلبية إلى النفوذ الأميركي في بلادهم، و61% من العراقيين يؤيدون العمليات التي تستهدف الأميركيين في العراق (ص 35) الجزيرة.نت
هذا الوضع الكارثي الذي سيخلفه وراءه السيد باراك أوباما.

عربيا كان قرار الانسحاب وتنفيذه، انتصارا للسلطة العربية وإرهابها الذي أهدر الدم العراقي أكثر مما أهدر دماء الأمريكان من جهة، وانتصارا للاحتلالات الداخلية العراقية من جهة أخرى، فأصبح لهذه الاحتلات قوات عسكرية ميلشياوية من الشمال إلى الجنوب تحمي قادتها ومشاريعهم، احتلالات وجدت ضالتها في صيغة لبنان "التوافقية" التي تنهي سيادة الدولة العراقية، وانتصارا للسلطة العربية التي استطاعت أن تعطي درسا، بفضل تواطؤ نخب غربية قوية، على أن هذه الشعوب لا تستحق الديمقراطية ولا دولة قانون، وبهذا استطاعت السلطة العربية ومعها مقاومتها وإيرانها وسادة الطوائف والقوميات العراقية في تحالف لا يحتاج إلى كثير عناء لكي نصل إلى هذه الدعوة" نحو عقد اتفاق طائف جديد على غرار الطائف اللبناني، ولكن في الوضعية العراقية دخلت تركيا كلاعب إقليمي قوي على الدعوة هذه.

عن اتفاق طائف عراقي جديد، يعني نهاية الحلم بالتخلص من الاحتلالات الداخلية المسيطرة على سيادة الدولة العراقية ومتقاسمة لوظيفتها السيادية، وهذه أوضاع مرشحة لتكرار التجربة اللبنانية من حروب أهلية وبقاء العراق ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، ويحتاج منا اتفاق الطائف العراقي، ان نحدد من هي القوى التي ستشارك، الحزبين الكورديين، حزب عائلة الحكيم وحزب عائلة الصدر وحزب عائلة المطلق وحزب المالكي وتجمع علاوي الذي يشبه إلى حد كبير تجمعات السيد سليم الحص في لبنان، تجمعات سرعان ما سينفرط عقدها... وبعد عقدين من الزمن سيعاد تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية بالعراق، بعد اتفاق دوحة جديد عام 2025 وبنفس أسماء العائلات، لهذا السبب تسعى دمشق لعقد اتفاق طائف جديد.

الدولة هي رأس واحد اعتباري سيادي مؤسساتي غير مشخصن، أما التوافقية فهي عدة رؤوس شخصية مشخصنة عائليا أثنيا دينيا طائفيا ولكن بلا دولة واحدة.
كنت كتبت مقالا قبل أقل من عام عن العلاقة السعودية السورية، وقلت فيه أن الأولوية في المصالحة، باتت لعراق يشبه لبنان، وجاء انسحاب الجيش الأمريكي الآن ليبارك هذا الذي يجري ويعد له في العراق، من أجل التمديد الإقليمي للسيد جلال طالباني، والحصص الإقليمية المتوزعة على حكومات وحدة وطنية لحظة تشكلها، رامية إلى سلة المهملات نتائج العملية الانتخابية الأخيرة.

العراق مسرح ضخم لهذه التوافيقة الجديدة، مسرح ضخم لتأجيل الصراعات الداخلية في دول الشرق الأوسط، مسرح ضخم لإسرائيل كي تستمر في قضم الأرض الفلسطينية، ومسرح ضخم لتركيا الجديدة، ولإيران القديمة، وللسلطة العربية كي تظهر حرصها المتكرر على وحدة الأراضي العراقية، كما هي الحال في لبنان.
ملاحظة عابرة: من حق الحكومة الكويتية، جارة العراق المهددة به دوما، وحرصا على دولتها أن تقاسم الآخرين كعكة النفوذ الداخلي العراقية!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعلام اخر زمن
فاضل عثمان -

لو شغلت نفسك بالتنظير والعمل الاعلامي مع العصابات الكردية ضد سوريا لكنت اكثر تلائما مع نفسك . فنرجوا منك عدم التدخل بقضية لاتفهمها ولا تعنيك

السيد فاضل عثمان
sammi -

يبدو أنك تقرأ ما في نفسك..وتعلق المقالات..أقرأ المقال جيدا قبل أن تعلق باسم غير حقيقي...

مؤتمر لا ينعقد
فرات عبدالله -

اكيد كلام المراسلة غير صحيح و من غير الممكن عقد مؤتمر في ديمشق على شكل طائف لبناني لأسباب كثيرة_اولا عراق ليس دولة صغيرة و ضعيفة كلبنان_ثانيا امريكا موجودة بكل قوتها في العراق و هي تحكم العراق فعليا و لا يمكن ان تسلم العراق و بالتالي المنطقة على طبق من ذهب لسوريا و تركيا و سعوديا بعدما ضحى بألآف الجنود و صرف مليارات الدولارات_ثالثا عراق دولة غنية اقتصاديا و ذو مساحة كبيرة جدا و كثافة سكانية و شعب صعب المراس كيف لهذه الدول ان يستوعب العراق مثلا سوريا دولة ضعيفة اقتصاديا عسكريا استرابيجيا و هي بنفسها مهددة اصلا و لا يمكن مقارنة العراق بلبنان في هذه الحالة لبنان دولة ضعيفة اقتصاديا عسكريا و ذو مساحة محدودة_الحاصل سوريا لا يمكن ان يقوم بالدور الوسيط او الحكم بين العراقيين لأنه هو طرف في تخريب العراق و تركيا ايضا لا يمكن ان تؤثر في القضية العراقية فهي لديها ما تكفيها من مشاكل و امريكا ما ناسي ان تركيا ما شارك في تحرير العراق و لهذا ليس له نصيب من الكعكة العراقية_و بالأمس صرح فؤاد حسين كبير مستشاري الزعيم بارزاني ان هذه المؤتمرات لا يمكن ان تنجح اذن كيف ينجح المؤتمر بدون الكورد _بعد كل هذه الاسباب لا ننسى تأثير ايران القوي في العراق و طبعا ايران لا يترك العراق لسعوديا و تركيا و سوريا خاصة ايران يرى من سوريا حديقة خلفية لأمبراطوريتها العظيمة

لااحد منهم يحب بشار
الدليمي -

نعم لن يجلس اي عراقي في حضرة مستهتر يعيث خرابا في بلادهم بسبب خوفه من امتداد لهيب الديموقراطية الى قصره الرئاسي لكي تطيح به , لن يجلسوا في حضرة رجل يعتقد نفسه انه ملكا باق للابد على صدوؤ شعبه ويديه ملطخة بدماء الكثيرين من ابرياء الشعب العراقي الصابر. لا , هذا يوم بعيد جدا ولن يحصل .

نصيحة
عربي اصيل -

قال الامام علي كرم الله وجهه (اهل النفاق والشقاق) العراق سيتحول الى بركة دماءوالاكراد العلمانيون يرفضون الاستقرار في العراق لتحقيق حلم برطانيا العظمى الفديم بدولة كردية

الى رقم 2
مجمد حسن -

اين يعقد اللقاء ان كان هناك لقاء ؟ هل تريده في اسرائيل ؟ ثم انك سبق وان ذكرت في تعليق سابق بانك غير عربي فلماذا تدخل نفسك فيما لا يخصك

شكرا على نصائحك
هوشنك احسان -

اخي رقم 4 عربي اصيل_المعروف عندما قال الامام علي هذا القول المشهور منظقة كوردستان ما كانت تابعة للدولة العراقية هذا في حالة اذا هو قال هذا الكلام فلا يشملنا و قد يشمل العرب السنة ثم انت تقول ان (الاكراد يرفضون استقرار العراق) طبعا كلامك ليس صحيحا بل الواقع يقول عكس ذلك فأقليم كوردستان البقعة الوحيدة المستقرة في العراق_اما بالنسبة لقولك في( تحقيق حلم بريطانيا العظمة بدولة كوردية) فالعكس صحيح عندما انتصر بريطانيا و فرنسا في حرب العالمية الاولى هم من صنعوا هذه الدول العربية و هم من قسموا تركة دولة العثمانية لكن رفضوا بشكل قاطع ان يكون للكورد دولة خاصة بهم و قسموا كوردستان لأربعة اجزاء لأسباب معروفة و ثورات شيخ محمود الحفيد و ثورة بارزان معروفة للجميع اما دولة كوردستان فأكيد سيتحقق هذا الحلم بمشيئة الله اولا و ارادة شعبنا الابي ثانيا

لايستحق العيش
عراقي -

هذه أمنايتكم للعراق لاكنها لن تحدث والله فلسنا لبنان مع أحترامي الشديد لجميع الأشقاء في لبنان .... لن نسمح ان تتحكم بمصيرنا بعض الدول التي تم ذكرها ولن يكون هناك شئ اسمه طائف ولا غيره ولن تجروننا الى حرب طائفية كما فعلتموها في لبنان. العراق حر بشعبه السنة أخوة الشيعة والأثنين اخوان للأكراد وكلنا أخوة للمسيحيين وغيرهم ممن يعيش على ارض العراق لانحتاج طائفكم فعندنا بغداد السلام تجمع ابنائها وأذا ظهر احدا منا يريد طائف عراقي سنرسله لكم بمستطيل من خشب مكتوب عليه (( لايستحق العيش على ارض العراق )).

لايستحق العيش
عراقي -

هذه أمنايتكم للعراق لاكنها لن تحدث والله فلسنا لبنان مع أحترامي الشديد لجميع الأشقاء في لبنان .... لن نسمح ان تتحكم بمصيرنا بعض الدول التي تم ذكرها ولن يكون هناك شئ اسمه طائف ولا غيره ولن تجروننا الى حرب طائفية كما فعلتموها في لبنان. العراق حر بشعبه السنة أخوة الشيعة والأثنين اخوان للأكراد وكلنا أخوة للمسيحيين وغيرهم ممن يعيش على ارض العراق لانحتاج طائفكم فعندنا بغداد السلام تجمع ابنائها وأذا ظهر احدا منا يريد طائف عراقي سنرسله لكم بمستطيل من خشب مكتوب عليه (( لايستحق العيش على ارض العراق )).

الى عربي فصيل
احمد الفراتي -

يا عربي اصيل للغاية اصيل كاصاله جدك الحجاج في عروبته المتوحشه اقول لك ان الذي قال هذه المقوله هو الحجاج وكفى باهل العراق شرفا ان يذمهم الطغاة امثال الحجاج اما الامام علي فلم يذكر ذلك لاهل العراق بل قال عن اهل الشام العرب الاصلاء للغايه انهم (جفاة طغام عبيد اقزام) نهج البلاغه

الى عربي فصيل
احمد الفراتي -

يا عربي اصيل للغاية اصيل كاصاله جدك الحجاج في عروبته المتوحشه اقول لك ان الذي قال هذه المقوله هو الحجاج وكفى باهل العراق شرفا ان يذمهم الطغاة امثال الحجاج اما الامام علي فلم يذكر ذلك لاهل العراق بل قال عن اهل الشام العرب الاصلاء للغايه انهم (جفاة طغام عبيد اقزام) نهج البلاغه

مبروك
أبو صطيف -

مبروك سعدت بهذا الخبر فلا أحد يتحكم بالعراق وسعدت أكثر بروح الإخاء بين طوائف العراق السنة والشيعية والمسيحية شيء جميل مبروك عليكم العراق . لكن لم تقل لي أين يقع هذا العراق الذي تتحدث عنه هل هو على سطح هذا الكوكب ؟

مبروك
أبو صطيف -

مبروك سعدت بهذا الخبر فلا أحد يتحكم بالعراق وسعدت أكثر بروح الإخاء بين طوائف العراق السنة والشيعية والمسيحية شيء جميل مبروك عليكم العراق . لكن لم تقل لي أين يقع هذا العراق الذي تتحدث عنه هل هو على سطح هذا الكوكب ؟