أصداء

تحذيرات أوباما لأردوغان وانعكاساتها على العلاقات التركيّة الأمريكيّة؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ دخولها حلف الشمال الاطلسي، مطلع الخمسينات، وعلاقات تركيا بالولايات المتّحدة، مميّزة. وأعطت الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو السوفياتيّة، زخماً لهذه العلاقات. وتجاوبت تركيا مع المطالب الامريكيّة، لجهة الاشتراك في الحرب الكوريّة، وتأسيس حلف بغداد "السنتو"، منتصف الخمسينات، ومحاصرة ومحاربة المدّ الشيوعي في تركيا والشرق الاوسط، في الستينات والسبعينات. دون أن ننسى، إن تركيا الجمهوريّة، ومنذ تأسيسها سنة 1923، وهي تسعى نحو الغربنة، وتبتغي كسب رضى ودعم الغرب، الذي كانت على أيديه، نهاية دولة الخلافة. وربما اعتراف تركيا بالكيان العبري سنة 1949، كان أولى الخطوات الاستراتجيّة في هذا المسعى، من باب طمأنة الغرب، على أن تركيا خلعت جلدها الشرقي الإسلامي، إلى الأبد.

وبعد اندلاع الثورة الخمينيّة في ايران، سنة 1979، وتوطيدها اركان حكمها سنة 1980، ونظراً لتعاظم المدّ الكردي اليساري، والمدّ اليساري التركي في تركيا، ما جعل واشنطن تخشى ان تفقد المخفر التركي أيضاً، بعد فقدانها للمخفر الايراني (نظام الشاه). لذا، دعمت وساندت الولايات المتّحدة انقلاب 12 أيلول سنة 1980، كإجراء استباقي، منعاً لتسّرب التجربة الخمينيّة، بصبغة يساريّة، الى تركيا. وبالتالي، بقيت تركيا، ملتزمة بالادوار المرسومة لها أمريكيّاً، منذ مطلع الخمسينات ولغاية سنة 2001. وتحديداً، بعد احداث 11 سبتمبر. إذ بدأت واشنطن تفكّر بإناطة مهام جديدة لأنقرة، في حربها على الارهاب. وذلك بجعلها أنموذج للاسلام السياسي المعتدل، في مواجهة الاسلام السياسي الراديكالي، الذي كان بضاعة أمريكيّة، وما ان استنفدت صلاحيّتها، حتّى انقلبت على صانعيها. وعليه، لم يكد يمضِ سنة على احداث 11 سبتمر الارهابيّة، حتّى استلم حزب العدالة والتنمية، الإسلامي، الحكمَ في تركيا سنة 2002!. ورويداً، يبدو أن خلطة الاسلام السياسي المعتدل، بزعامة حزب العدالة والتنمية، بدأت هي أيضاً توشك على الخروج عن السكّة والوجهة المحددة لها، والدور المناط بها أمريكيّاً. ولم تعد دوائر صنع القرار في الغرب، وفي واشنطن تحديداً، تخفي قلقلها من الانزلاق التركي نحو إيران، وملاحقها العربيَّة من تيّارت وأحزاب كـ"حماس"، "حزب الله"، "الجهاد الاسلامي"، ناهيكم عن تنامي الاسلام السياسي المتطرّف في تركيا، وتنامي مشاعر الكراهية والعداء لامريكا واسرائيل والغرب عموماً، بين الاتراك، تحت عباءة الاسلام السياسي المعتدل في تركيا!.

قبل فترة، نقلت صحيفة "طرف" التركيّة، عن مصادر إعلاميّة إيطاليّة، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يسعى الى تمرير أسلحة إيرانيّة ثقيلة ومتطوّرة، عبر الاراضي التركيّة، إلى "حزب الله" اللبناني. ومع تنامي منسوب معاداة الاتراك لامريكا واسرائيل، وتقارب تركيا من إيران، و"حماس" و"حزب الله"، كما أسلفنا، لا يغدو هذا الخبر من باب التخضيم أو التهويل أو المبالغة. ويستحقّ المزيد من التحليل والتدقيق والغوص في تبعاته، في حال كان صحيحاً، والتحسّب والاحتراز له، بخاصة من جانب الدول العربيّة، التي وضعت تركيا عينيها على استلاب أدوارها الاقليميّة، كمصر والسعوديّة والاردن.

وتقاطعاً مع الخبر السالف، نشرت الفاينايشل تايمز البريطانيّة، ما قيل أنها تفاصيل ما دار بين أوباما واردوغان في اجتماع الدول العشرين في تورينتو. وسلّطت الضوء على التحذيرات الامريكيّة في ضرورة مراجعة تركيا لعلاقاتها مع ايران واسرائيل. وبحسب الفاينايشل تايمز، إن أوباما قال لاردوغان: "إذا لم تنجح تركيا في تغيير سياساتها من اسرائيل، والابتعاد عن ايران، فأنّ حظّ انقرة في شراء الاسلحة من واشنطن يزداد ضألة". وإشارت الفينايشل تايمز إلى أهميّة تحذيرات الرئيس الامريكي لاردوغان، لكون تركيا تريد شراء طائرات قاذفة للقنابل، بدون طيّار، من أمريكا. وان تركيا تريد استخدام هذه الطائرات ضدّ العمال الكردستاني، بعد انسحاب الجيش الامريكي من العراق.
والحال هذه، وإذا كانت تركيا وحكومتها، تريد تمرير الاسلحة لـ"حزب الله" لمحاربة اسرائيل، وتريد شراء اسلحة من امريكا لمحاربة حزب العمال الكردستاني، (والاخير، اعلن في 13 من الشهر الجاري عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد، هو السابع من نوعه، كبادرة حسن نيّة، ولإفساح المجال امام الحلول السلميّة للقضيّة الكرديّة في تركيا)، السؤال المطروح هنا: إذا كانت واشنطن وتل أبيب، وحلف الشمال الاطلسي، ومنذ اعلان الكردستاني كفاحه المسلّح ضدّ الدولة التركيّة في 15/8/1984 وحتّى الآن، إلى جانب أنقرة في محاربة الكردستاني، فهل تحسب تركيا ضريبة قربها من ايران ودعمها لحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي!؟. وماذا لو سحبت واشنطن وتل أبيب دعميهما العسكري واللوجستني والاستخباري والسياسي لأنقرة في حربها على الكردستاني، فما عسى تركيا فعالة؟. والسؤال الآخر، في حال لو عرضت تل أبيب وواشنطن تقديم الدعم للكردستاني، فهل سيقبل الاخير، هل سيقبل بذلك!؟.

غنيٌّ عن البيان ان الجيش التركي، ومنذ اكثر من نصف قرن، وهو يعتمد بشكل كامل في تسليحه وتدريباته على الجيش الامريكي والاسرائيلي. وإذا كانت تهديدات _ تحذيرات اوباما الأخيرة لاردوغان، متعلّقة بوقف بيع الاسلحة لانقرة، بالتأكيد، أن توتّر العلاقات الامريكيّة _ التركيّة، (المتأثّرة جدّاً بالعلاقات التركيّة _ الاسرائيليّة) لن تقتصر على ذلك وحسب، وبل ستتدّاعاها الى مستويات أخرى، أقلّها شأناً، إثارة الملفّ الارمني، والكردي، وملفّات عديدة في مواجهة تركيا. إذ أن الأخيرة، قد انتابها "جنون العظمة"، بعد التهليل والترحيب التي حظيت به في العالمين العربي والإسلامي، ما جعلها تتجاوز الحدود المرسوم لدورها، أمريكيّاً، وحتّى إسرائيليّاً. وما ليس بخافٍ، إن الإعلام التركي، بدأ يناقش بشكل جدّي، تبعات سياسات حزب العدالة والتنمية، وتأثيراتها السلبيّة على علاقات انقرة بواشنطن وتل أبيب. وحتّى لو لم يكن هذا ظاهريَّاً، فأن السياسات التركيّة، وبغية استقطاب الشارع العربي والاسلامي، كان يغمز من ساقية التطاول على الدور المصري _ السعودي _ الاردني، في الشرق الاوسط، وفي الملفّ الفلسطيني على وجه الخصوص، ما كان يخلق انزعاجاً وارتياباً، خفيّاً لدى عواصم هذه الدول. بمعنى، إن سياسة "تصفير المشاكل الخارجيّة"، التي طرحها، رئيس الدبلوماسيّة التركيّة، أحمد داوود أوغلو، (وكان لكاتب السطور، مقالات، قبل أشهر، تشير إلى أنّ داوود أوغلو يحضّر نفسه لأن يكون زعيم العدالة والتنمية، بعد أن يرشّح نفسه لرئاسة الجمهوريّة) شابها الكثير من العلل، وشارفت على منزلقات خطرة، تهدد مستقبل علاقات تركيا الاستراتيجيّة، من أهم وأبرز حلفائها في العالم والمنطقة. وإذا لم تجرِ أنقرة، مراجعة نقديّة جادّة لسياساتها، ربما تكون الأكلاف والآثار والعوائد السلبيّة أكثر وأكبر وأعمق، مما تتوُّقعه الحكومة التركيَّة!.

كاتب في الشؤون الكرديّة والتركيّة
Shengo76@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Turkish public opini
Rizgar -

In my view that, In Turkey was not an out pouring of sympathy for the Palestinians but a vomiting of base anti-Semitic hatred and anti Kurd hatred. All across Istanbul and other cities crowds of Islamists and Communist took to the streets waving Turkish, Communists and Green Islamic flags, shouting “God is Great” , “Damn Israel” and “down with the PKK.” When they are chanting down with PKK often associated with down with Kurdistan in the racist mentality of Turks. In the same breath realize that Mossad aided in the capture of PKK leader Abdullah ;calan? Do they realize that Israel made an operated “herons” drones are being used to hunt down PKK fighters? The illiterate Turkish mob and the Turkish opinion do not understand that if it is not Israeli and American support, their generals will run away with white flags, like their Arab colleagues in South Kurdistan.Once again thanks for this excellent analyse Haval Hoshang.

Turkish public opini
Rizgar -

In my view that, In Turkey was not an out pouring of sympathy for the Palestinians but a vomiting of base anti-Semitic hatred and anti Kurd hatred. All across Istanbul and other cities crowds of Islamists and Communist took to the streets waving Turkish, Communists and Green Islamic flags, shouting “God is Great” , “Damn Israel” and “down with the PKK.” When they are chanting down with PKK often associated with down with Kurdistan in the racist mentality of Turks. In the same breath realize that Mossad aided in the capture of PKK leader Abdullah ;calan? Do they realize that Israel made an operated “herons” drones are being used to hunt down PKK fighters? The illiterate Turkish mob and the Turkish opinion do not understand that if it is not Israeli and American support, their generals will run away with white flags, like their Arab colleagues in South Kurdistan.Once again thanks for this excellent analyse Haval Hoshang.

حقيقة طركيا !
كوردستانى -

الدولة الطورانية الطركية لن تكون قادرة على المضى قدما في عنصريتها و فاشيتها بدون الدعم الذى تتلقاه من اسرائيل و امريكا تماما مثل نظام صدام العنصرى ففى اى وقت تتلاشى هذا الدعم الخبيث لهذه الدولة الخبيثة التى تسمى ب(طركيا) فان مصيرها لن يكون بافضل من مصير العراق و لكن هذه المرة سيكون على يد الكورد مباشرة !

ثمن العمالة ؟؟؟؟؟؟؟
كنعان محمد -

احيي الاخ الكاتب هوشنك لمقاله الواقعي ولكني اردت ان اعلق على العايير المزدوجة التي استخدمها السيد رزكار الذي سبقني بالتعليق- فرزكار خلط الحق بالباطل عندما قال ان الاتراك يجب ان يدركوا انه لولا الدعم الامريكي والاسرائيلي لرفع الجيش التركي الرايات البيضاء امام مقاتلي العمال الكردستاني التركي اسوة بما فعل الجنرالات العراقيون امام قوة البشمركة في شمال العراق- ولكن السيد رزكار تذاكي واخفىالجزء الاهم من كلامه ولم يقل من اعان قوات البشمركة الجنوبية ضد الجيش العراقي ياسيد رزكار كن شجاعا وقل الحقيقة كاملة وهي ان االجهات نفسها التي تقل انها تدعم الاتراك ضد المتمردين الكرد وقفت وبقوة-ولمصلحتها-معالبشمركة الاكراد العراقيين ضد الجيش العراقيولولا دعم هذه الجهات لكانت النتيجة غير التي تعيش في ظلها الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مجموعة مجرمين
زياد -

يجب على كل احرار العالم دعم تركيا للتخلص من العصابات الكردية المجرمة وانهاء هذه العصابات الارهابية .

ثمن العمالة ؟؟؟؟؟؟؟
كنعان محمد -

احيي الاخ الكاتب هوشنك لمقاله الواقعي ولكني اردت ان اعلق على العايير المزدوجة التي استخدمها السيد رزكار الذي سبقني بالتعليق- فرزكار خلط الحق بالباطل عندما قال ان الاتراك يجب ان يدركوا انه لولا الدعم الامريكي والاسرائيلي لرفع الجيش التركي الرايات البيضاء امام مقاتلي العمال الكردستاني التركي اسوة بما فعل الجنرالات العراقيون امام قوة البشمركة في شمال العراق- ولكن السيد رزكار تذاكي واخفىالجزء الاهم من كلامه ولم يقل من اعان قوات البشمركة الجنوبية ضد الجيش العراقي ياسيد رزكار كن شجاعا وقل الحقيقة كاملة وهي ان االجهات نفسها التي تقل انها تدعم الاتراك ضد المتمردين الكرد وقفت وبقوة-ولمصلحتها-معالبشمركة الاكراد العراقيين ضد الجيش العراقيولولا دعم هذه الجهات لكانت النتيجة غير التي تعيش في ظلها الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

New Turkey
Salem -

Turkey need to stay with the west for now other wise will pay a heavy price for not to.They have too many problems in their hands for now, Kurds, Christians Armenians, soon it will be Cypres too.They should stay away from Iran and other issues will disturb the peace in the area,They have too many problems in their hands and they dont need another.I think Mr. Ardogam went wild after some Arabs an Muslims Countries cheerd for him.Please we seen it so many times don''t go wild because the same people will sell you in a heart beat tomorrow

كنعان محمد 3
متابع -

اود ان ارد على السيد كنعان محمد الذي يبدو كأنه يؤيد الكاتب الذي يناصر حقوق الكورد في تركيا وهذا موقف يشكر عليه لكنه ينسى موقفه الانساني ويتخذ موقفا مناقضا له تماما في كلامه عن البيشمركة الذين قاتلوا ببسالة وضحوا من اجل حقوق الشعب الكوردي ومن اجل الديمقراطية في العراق.الجيش العراقي الذي وجه اسلحته الى الشعب الكوردي لم يكن يدافع عن العراق بل كان مأمورا من نظام الطغيان الشوفيني وكانت هزيمته هزيمة للطغيان وليس للجيش العراقي الوطني الذي ربما لم يتشكل بعد، وهي هزيمةعادلة.انت مع حقوق الكورد في تركيا وضدها في العراق.ثم تقول عن غيرك انه يستخدم معايير مزدوجة ويخلط الحق والباطل!!

ارد على المجرم نمرة
ali -

ارد على نمرة 4 والله انك اعمى واصم

كنعان محمد 3
متابع -

اود ان ارد على السيد كنعان محمد الذي يبدو كأنه يؤيد الكاتب الذي يناصر حقوق الكورد في تركيا وهذا موقف يشكر عليه لكنه ينسى موقفه الانساني ويتخذ موقفا مناقضا له تماما في كلامه عن البيشمركة الذين قاتلوا ببسالة وضحوا من اجل حقوق الشعب الكوردي ومن اجل الديمقراطية في العراق.الجيش العراقي الذي وجه اسلحته الى الشعب الكوردي لم يكن يدافع عن العراق بل كان مأمورا من نظام الطغيان الشوفيني وكانت هزيمته هزيمة للطغيان وليس للجيش العراقي الوطني الذي ربما لم يتشكل بعد، وهي هزيمةعادلة.انت مع حقوق الكورد في تركيا وضدها في العراق.ثم تقول عن غيرك انه يستخدم معايير مزدوجة ويخلط الحق والباطل!!

الى زياد رقم4
متابع -

لا يحق لك ان تحكي عن الاحرار والحرية لانك مع اعدائها.

الى زياد رقم4
متابع -

لا يحق لك ان تحكي عن الاحرار والحرية لانك مع اعدائها.

تجميع ا
قارئ -

المقال لم يحمل جديدا وهو اقرب الى تجميع اخبار قدبمة لا اكثر.