أصداء

"خلن بوكا"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ان وسائل الإعلام كثيراً، ما تضحي بالجانب الأخلاقي عند ممارسة عملها في سبيل الحصول على نسبة مشاهدة وتحقيق السبق الصحفي، ويتصادم حق وسائل الإعلام في الحصول على الأخبار والمعلومات ونقل الثقافة والفنون والعلوم مع حق المجتمع في الحفاظ على بنائه وأمنه وقيمه وتقاليده، وكذلك حق المواطنين في حماية سمعتهم من القذف والتشهير والحفاظ على أسرار حياتهم. ولكن في رأيي أن الإعلام مظلوم، وحسب نظرية الأواني المستطرقة، فالمياه تأتي عليها من كل جانب سواء من الحكومة أو الرأي العام، ومن النخب، إلا أن هذا لا يبرئ الإعلام، ولكن يجب أن ننظر إلى أطراف المعادلة بالكامل، لأن الإعلام ليس هو المتهم الرئيسي بل الذين يعملون في مجال الإعلام.

أن برنامج (خلن بوكا ) الذي تعرضه أحدى القنوات الفضائية في شهر رمضان يمثل تلاعب في مشاعر المواطن،واستخفاف بإنسانيته، حيث تقوم قصة البرنامج على الإيقاع بشخصية إعلامية معروفة من خلال زرع عبوة في سيارته،وتعثر الشرطة على هذه العبوة،ويتبرى مقدم البرنامج من هذه الشخصية وبالاتفاق مع عمليات بغداد، وتترك هذه الشخصية في حيرة من أمرها وهو بين ليلة وضحها قد أصبحت متهمة.

ولاعتقد إن أحدا من المشاهدين لم يتعاطف مع الشخصية التي تظهر عليها علامة الحيرة والتعجب والذهول،وصرن نرى الفنان في وضع لايحسد علية وهو ولايفكر في شي سوى بمصير عائلته، وكيف أصبح إرهابيا،بعد إن قدم هذه لإنسان الكثير البلدة خلال هذه السنين الطوال، وكنا نتمنى إن لانرى مثقفينا في هذا الموفق وهو فاقدا الاعصابة، متوترا، حاد المزاج،مما يغير الصورة التي نرسمها له طيلة هذه السنين،فكيف يقوم بزرع العبوات، وهو الذي رسم الضحكة على شفاه الملايين،وقدم حياته وشبابه خدمة لهذا الوطن، وكان الممكن إن يكون هذا الإنسان مصاب بمرض مزمن كالقلب،أو الجلطة، أو الضغط ولأسامح الله قد يقع حادث لاتحمد عقباه ونخسر شخصية إعلامية أو أدبية.
ولاعتقد إن البرنامج يختلف عن الجزء الأول الذي عرض في رمضان الماضي لما فيه من تجاوز وسلبيات عديدة، فهو رغم ذلك كان اقل تأثيرا على الشخصية المشاركة في البرنامج من الجزء الذي عرض هذه السنة، والادري كيف وافقت قيادة عمليات بغداد على المشاركة فيه، وجعل هذا لإنسان يعيش في رعب كبير، لان أصعب شي على المواطن العراقي هو اتهامه بخيانة بلدة، وهو الذي قضى حياته في محاربة الإرهاب من خلال الإعمال الأدبية التي قدمها كأن تكون قصة أو مسلسل أو رواية،أو قصيدة شعرية.

كما أن احترام القيم الإنسانية كالمواطنة هي التي يجب أن تسود في علاقة الإعلامي بالمؤسسة التي يعمل فيها أو بالمواطن أو بالحكومة أو بالمستهلكين أو بالرأي العام أو بالفكرة، وهذه الأطراف هي التي تخلق هذه القيم والتنافس الجاد في وسائل الإعلام، يجب إن لا يجعل القناة والمسئول عنها من الأطراف الضعيفة جداً، لأنه يجب أن يلهث في هذا الصدد حتى يكون موجوداً في السوق. ولكن إذا خرج عن المعايير التي تسود السوق أو حاول أن يستغل مهنته، سوف يفشل وينزوي، وبالتالي لا تكون ذات تأثير كبير، وخاصة أن الإعلام لم يعد مكلفاً، ويصل الآن للجميع، كما أن الميزة الاحتكارية سقطت منذ زمن طويل.

فوسائل الإعلام تعكس الكثير من القيم والعادات وأساليب الحياة، ليس لكونها تعبر عن الواقع والحقيقة وإنما لتلبية بعض حاجات المجتمع، ولا يستطيع الكثيرون منا أن يميّزوا بين الواقع الذي تخلقه وسائل الإعلام والواقع الحقيقي الذي نعيشه اليوم.



mahdyzaer@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
برنامج سخيف
متابع -

للاسف هذا البرنامج يقدم صورة سوداء عن واقع العراق والعراقيين بطريقة سخيفة,ومقدم البرنامج السيد الخالدي اتحفنا قبل عام بهذا البرنامج ;الروعه; محاولا تقديم كاميرا خفيه خفيفة الظل مثل التي قدموها اخوننا السوريون وقبلهم المصريون والتي تميزت بخفة الظل والفكاهة دون تحقير الضيف واهانته,لذا ادعوه قناة البغدادية الى اعادة النظر بهذه البرامج الهابطة.

شئ مخجل
ليلى الصالح -

برنامج تافه ...ونحذر كمواطنيين من بثه...وندين قناة البغدادية التي باتت هي الاخرى تستخف بعقل المواطن العراقي كما تفعل حكومته به.. شكرا لكاتب الرأي.

الأناء ينضح مافيه
سليم احمد -

ماذا تتوقع من قناة مديرها سبق له العمل كضابط مخابرات لدى نظام صدام وهو واكثرية طاقمها ينحدرون من منطقة جغرافية في العراق تدعى منطقة الشجرة الخبيثة بمعنى انهم خرجوا من بيئة لاتحترم القيم الانسانية وكرامة البشر !!

.....
لور -

مثل هذه البرامج تسبب بقصد او بدون قصد نشر ثقافة مدمرة بين البسطاء من الناس لانها تعتمد البلادة وتحقير الاخر واذلاله واستسهال هذا الامر الى درجة اعتباره خفة دم وتسلية مشروعة... انه تعبير عن عقد نفسية متأصلة في مؤلفيها ومنتجيها ومقدميها وحتى جمهورها... اي انسان يستسيغ هذه الفظاظة البليدة ويعتبرها مادة تسلية هو بالفعل بحاجة ماسة الى تأهيل نفسي وحضاري من جديد

النقد المؤدب
احمد السيد -

الاخ سليم احمد نتفق مع المنتقدين ان برنامج خل نبوكا هو برنامج سيئ ولايضحك بل هو يسخر والفنانون الذين يقعون في قيوده يستحقون مايحصل لانفسهم كونهم ارتضوا الذلة والاهانة مقابل مبلغ تافه من المال لايساوي شيئا امام كرامة الانسان، ولكن لانستطيع ان نتهجم على منطقة جغرافية بسبب اساءة شخص واحد ونعمم، وحتى تسمية الشجرة الخبيثة هي تسمية يتشرف بها اهل الناصرية كونها ترمز الى مقاومتهم للاحتلال الاجنبي وارجو ان ترجع الى سبب التسمية لتعرف انه يرمز الى الشجاعة وكرامة البشر وليس كما تعتقد انت، اعتذر نيابة عنك لكل اهالي الناصرية الطيبين

ضحك كالبكاء
جواد -

للفن دور يصقل ويهذب نفوس المشاهدين ليرقى بهم صوب آفاق النجاح والتقدم. ولكن وسائل الإعلام الحديثة التي غزت الأجواء والبيوت أخذت تنفث الغث والسمين كما يقال. ومنذ أحتلال العراق العزيز وتسلط زمرة الطائفية المعممة العفنة على المشهد السياسي إزدادت الفضائيات في العراق كل حزب بما لديهم فرحون كل قناة تغني على ليلاها، وترسل الرسائل صوب هذا وذاك بمحض الطائفية البغيضة التي تروج لها كل قناة على حدة. نريد أن نقول إن الحرية الإعلامية لا يعني التهجم على الخصوصية للناس والضحك عليهم من أجل الضحك ليس إلاً. وهذا ما شاهدناه العام الفائت في برنامج ساذج الفكرة وساذج التقديم لشبه مقدم لا يتقن حتى مخارج الحروف بل التهريج الطفولي و:أنه يقدم حفل لطلاب مدارس في الأصطفاف المدرسي ليوم الخميس، إنه برنامج& ; خلن بوكة& ; أو& ; خلي نبوكة& ; فمن اشتقاق الإسم من اللهجة العامية العراقية لفضائية البغدادية التي لا ننكر لها برامجها الراقية التي تبحث في الحراك السياسي والثقافي العراقي، لكن أن يستمر هذا البرنامج خلال شهر رمضان الحالي بهذه السخافةللفكرة وللمقدم المراهق بحركاته الصبيانية، إنما يستدعي من إدارة القناة الوقوف على احترام المشاهد لا تسفيهه مثل هذا البرنامج الذي لو ألغي فإن خريطة منهاج الفضائية مزدحم ببرامج أفضل ومصروف عليها. وتذكرة للقنوات كافة وللبغدادية: إن مقدم خلن بوكة بهذا اللفظ وغيره، هو شخص لا يتقن اللغة العربية وعليها ىأن تختار من يحسن النطق السليمللغة القرآن، لأنه قرآن عربي غير ذي عوج، فأوقفوا البرنامج واحترموا الناس لافي شهر الخيرات يأ أولي الألباب.

الى سليم احمد
احمد الفراتي -

يكفينا نحن اهل الناصريه شرفا وفخرا ان مجموعة شجاعة من شبابنا المؤمن ذهب الى بغداد لتضرب مغتصب النساء عدي المنحدر من منطقة ومثلث الخبث الحقيقي الذي لم يشهد له التاريخ من انحطاط في القيم والاخلاق منطقة الشناعة التي تقتل الاطفال والابرياء اليوم وتحرق جثثهم بعد ان كانت تدفنهم احياء ابان حكمهم بمقابر جماعيه . لا اعاد الله حكم المثلث الخبيث . وحقا الاناء ينضح بما فيه

لاتظلم الناس تعليق 3
ابو جاسم -

يشهد الله اني طبيب عراقي وسني المذهب.عملت كطبيب مقيم في عام 2000 في البصره وانا من محافظة بغداد.لم اجد اطيب من اهلنا في البصره وابناء محافظات الجنوب العماره والناصريه والسماوه.لايصح ان تصف اهالي الناصريه بهذا الوصف الغير مهذب .اتمنى ان يستقر كل العراق العزيز وصدقني اول محافظه سوف ارجع للعمل بها هي البصره.حفظ الله العراق واهله