العنصرية الذكية.. النموذج الإسرائيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"اللغة العربية الزامية في المدارس الإسرائيلية" هذا هو الخبر الذي أوردته بي بي سي العربية الثلاثاء 24 أغسطس والذي أشار إلى أن السلطات الاسرائيلية تعكف على تنفيذ مشروع جديد يجعل من الدراسات العربية مادة الزامية في المدارس الحكومية. وجاء تحت نفس العنوان أن هذا المشروع يهدف إلى تحويل اللغة إلى "جسر ثقافي" وترويج ثقافة السلام بين العرب واليهود. ونقلت صحيفة هاآرتز عن شلومو ألون رئيس شعبة التعليم العربي والإسلامي بوزارة التعليم قوله "دراسة اللغة العربية ستعزز التسامح وسترسل رسالة للقبول بالآخر". وأضاف إن اسرائيل "تطمح إلى مساواة كاملة بشأن المواطنة"، مشيرا إلى أنهم لا يرغبون في نشوء صراعات بسبب "الهوية الثقافية".
فهل ينفي ها القرار صفة العنصرية عن الدولة اليهودية؟ وهل يدل هذا القرار على أن الإنسان اليهودي ليس عنصرياً؟ وهل تريد إسرائيل حقاً من وراء هذا القرار مصالح العرب والمسلمين؟ في الواقع أن الإجابة بكلمة لا لا لا هي أفضل إجابة على كل التساؤلات السابقة.. فبالصوت والصورة إسرائيل دولة عنصرية.. نعم عنصرية.. التاريخ القديم والحديث يشهد.. الأحداث الحالية تشهد.. والواقع المرير يشهد.. والكتب الدينية تشهد. إذن لماذا هذا القرار؟
الإجابة غاية في البساطة إنها استحقاقات الواقع، احتياجات الجغرافيا، ومتطلبات الزمن. إنها العنصرية الذكية التي تستطيع ببراعة أن تخفي قبحها أمام العالم أجمع لتظهر إسرائيل في أبهى صور الدول الحديثة التي تحترم حقوق مواطنيها بكل الأطياف الدينية والعرقية. إنها العنصرية الذكية الذي تحافظ على تفوق الإنسان اليهودي على العربي على الأقل من ناحية معرفته باللغات الإقليمية وثقافات المنطقة ويبقى المواطن العربي محدود الثقافة بينما يعرفون هم عنا أكثر مما نعرف نحن عنهم وعنا. هذا بالإضافة إلى أن تنفيذ هذا القرار يمكن أن يسهم بالفعل في وقاية المجتمع الإسرائيلي من أية احتقانات طائفية يمكن أن تحدثً. إن معرفة البعض بثقافات الكل ومعرفة الكل بثقافات الجزء من شأنه أن يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة عندما يتطلب الأمر ذلك. إذن فالقرار في صالح إسرائيل الدولة أكثر منه في صالح العرب.
لكن ! ماذا عن العرب؟ بالصوت والصورة وكل المشاهد الأخرى التي ذكرتها فإن العرب عنصريون أيضا. هل لا توجد أية فروق بين العنصرية العربية والعنصرية الإسرائيلية؟ كلا.. فالعنصرية هي العنصرية بكل المواصفات والخصائص والتفاعلات التي يعرفها العلماء والبسطاء. غير أن هنالك صفة نوعية تميز العنصرية العربية عن الإسرائيلية.. فالعنصرية الإسرائيلية عنصرية ذكية بينما العنصرية العربية ليست كذلك.
فالعرب لا يريدون معرفة أي شيء عن الدولة اليهودية، لا اللغة، ولا التاريخ، ولا الجغرافيا، ولا الحالة العلمية، ولا المستويات الاقتصادية، ولا طريقة التفكير اليهودية فكل هذا ليس له أهمية تذكر لأنها دولة معتدية محتلة لأراضينا ومقدساتنا. العرب يمنعون ترجمة الروايات والكتب الإسرائيلية التي توضح كالميكروسكوب كل ما يحدث في عمق المجتمع الإسرائيلي.... خوفا على الشباب العربي من ثقافة الغرباء والأعداء. ماذا يريد العرب إذن؟ العرب يريدون تحرير فلسطين والأقصى!
لكن ! أليس من الحق والإنصاف أيضا أن نحمي شبابنا وأجيالنا من غزو الثقافة اليهودية حتى نسترد أراضينا المحتلة ومقدساتنا المغتصبة. نعم وبكل تأكيد.. غير أن هذا التفكير يجب إن يتصف بالذكاء بحيث لا يعطينا الحق في مصادرة حقوق شبابنا وأجيالنا في المعرفة بحجة حمايتهم لأننا بذلك نكون مثل القطة التي تأكل صغارها عندما تتهدد حياتهم الأخطار.. فتسلبهم الحياة بدلا من حمايتها !
لقد تعبنا من كثرة الكلام.. قال أحدهم وأضاف يا إخوتي ما بالكم تتحدثون عن حاجتنا إلى معرفة الثقافة واللغة اليهودية إذا كان العرب لا يريدون حتى معرفة ثقافات ولغات وعادات وأديان شعوبهم بكل طوائفها وعرقياتها ولغاتها القديمة. هل يعرف أبناء العروبة المجيدة شيئاً عن لغات شعوبهم مجرد معرفة، هل سمعوا شيئاً عن اللغة القبطية، السريانية، الأشورية، الكلدانية، الكوردية، الآرامية، وغيرها.. وهي كلها لغات حية في المنطقة العربية؟ هل يعرف العرب شيئا عن ثقافات وأديان وعادات هذه الأقليات الأصيلة المتجذرة بالمنطقة العربية منذ آلاف السنين قبل أن يظهر العرب وغيرهم. في الواقع أن العرب لا يرغبون في مجرد معرفة تراث الأشقاء فكيف تطلب منهم أن يعرفوا تراث الغرباء والأعداء؟
لن تقوم للعرب قائمة إن لم يتخلصوا من أحمال وأثقال العنصرية البغيضة التي انقضت ظهورنا. تلك العنصرية التي تميز بين الناس على أساس الجنس، أو اللون،أو الدين أو أي شيء آخر.. تلك العنصرية البغيضة غير الذكية التي تجعل الإنسان العربي يفضل عنصره على غيره من عناصر البشر ويتعصب له فتحرمه من التفكير السليم الذي يمكنه من وضع الخطط والبرامج العلمية المدروسة بعناية والتي تضمن وتحمي وتؤمن مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة.
العجيب والمدهش أننا نعرف أن أول كائن عنصري هو إبليس حيث جاء في القرآن الكريم" أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ".فقد فضل الشيطان نفسه على الإنسان وفضل النار على الطين، ولم يرضى بحكم الله، واستعلى وتكبر، وجحد نعمة الله عليه، وعصى أمر الله سبحانه،.. وكل هذه الصفات البشعة هي صفات عنصرية بغيضة. فهل آن الأوان إن نبحث عن مصالح شعوبنا بصدق الواقع وحكمة التاريخ؟ لست أدري.
shoukrala@hotmail.com
التعليقات
أين فلسطين؟
مازن -سؤال أتوجة به للكاتب المحترم عن أي فلسطين تتحدث عن فلسطين الضفة ولا فلسطين غزة؟ يا سيدي فلسطين ضاعت والعرب لا يتحركون وتائهون. حسبنا الله
خير أمة
بولص -العرب خير أمة أخرجت للناس!!أنها عنصرية الفطرة التي يولد عليها المسلم مثله مثل اليهودي ضمن شعب الله المختار. وتحية للكاتب
عنصرية وكراهية
مهاب -ومذا تسمي منع الدول الاوروبية للنسوان من ارتداء البرقع بحجة انه اهانه لكرامة المراة وماذا تسمي منع الذبح الحلال رفقا بالحيوان وماذا تسمي منع الماذن منعا للتلوث السمعي وماذا تسمي مرافبة المساجد منعا للارهاب وماذا تسمي منع دخول المسيحيين مكة لانهم كفار وماذا تسمي منع الصلبان والاناجيل من الظهور في العلن خوفا من الفتن وماذا تسمي وماذا تسمي
تهذيب الفطرة
meron -العنصرية في الجاهلية هي نفس العنصرية بعدها الاديان لم تلغي العنصرية من صدور الناس لأنها الفطرة الانسانية في المنزل في المدرسة في المسجد في الشارع وهي ليست عنصرية الجنس فقط بل النوع بالتميز ضد المراة وعنصرية المهن التي تنادي بتفوق مهنة على مهنة والمهم هو تهذيب
arab
ali -هذه سياسة ذكية جدا صدق المثل تريد ان تغلب على عدوك اعرف لغتهم وتاريخهم وعاداتهم ليس اسرائيل وحدها هناك الاوربيين وامريكان واتراك واكراد والفرس ليس حبا بالعرب وانما من اجل مصالحم يتقنون لغة العربية بدقة اما العربي سبحان الله بالعكس بسبب جهله وحقده وعنصريته وكرهه للاخريين لايتقن حتى لغة عربية بدقة برغم امتلاك العرب ل٤٠بالمئة من ثروة العالم الا انهم لايصرفو على تصرف على تعليم اكثر من العرب؟تعليم سوى صفر بالمئة والباقي على ملذاتهم وغرائزهم حتى كوبا
ذكاء وعنصرية
عبالله حمدي -الاستثمار في المشروع الاسرائيلي وسط الساعين ركوب موج التكسب السريع مازال الاكثر رواجا وانتشارا في الحلقات المتجانسة مع الاستبداد . اذا كانت الخطوة الاسرائيلية لادخال اللغة العربية الى المناهج الدراسية (عنصريه) ذكية ام غبية فالف اهلا وسهلا ومرحبا بهكذا( عنصرية ) .يستحضر المقال ذاك الجواب الغريب لشيخ ارمني كان يرغي ويزبد ويروي قصص عن الفظائع التي ارتكبتها تركيا بحق الشعب الارمني ويتحدث باللغة التركية وهو يحسن التعبير باللعة العربية. سالناه لماذا يتكلم التركية .فاستغرب سؤالنا وجهلنا من غايته في التحدث باللغة التركية ! ،وجاء لنا بمثل اكثر غرابة وقال : كيف يمكن ان تتلف شيئا بدون ان تستخدمه ؟ وهل تهترئ ثيابك بدون ان تستخدمها . الظاهر ان اسرائيل قد اعتمدت حكمة ذلك الشيخ الارمني لاتلاف اللغة العربية في الاكثار من استخدامها وقد ياتي قريبا من يقيم الندوات والمهرجانات الخطابية لكشف ابعاد المؤامرة الاسرائيلية الذكية على اللغة العربية . دعوتنا ودعواتنا الى العرب ان يحذو حذو اسرائيل والشيخ الارمني للسماح بتعليم لغات شعوب المنطقة كالكردية والامازيغية لان اللغات التي ذكرها الكاتب سريانيه اشوريه ارمنية مسموع تعليمها على الاقل في المدارس الخاصة
الحقيقة الغائبة
محايد -لاتقتصر مظاهر العنصرية الصهيونية في فلسطين على مجرد سياسات حكومة بعينها . بل هي سمة لازمت الأسس التي قامت عليها اسرائيل .تقول ماريون ولفنسون: ان الصندوق الوطني اليهودي قد اسس عام 1901 خلال المؤتمر الخامس للمنظمة اليهودية العالمية وذلك لغرض واحد فقط وهو اقتناء الأراضي في فلسطين لأقامة المستعمرات اليهودية عليها . واليوم اصبح هذا الصندوق بالاضافة الى دولة اسرائيل يمتلكان 95% من الاراضي الريفية في فلسطين المحتلة التي تتألف من اراضي تم الاستيلاء عليها من العرب ويستفاد من دستور مؤسسة الصندوق المذكور ان الارض الي يمتلكها الصندوق هي لاقامة المستعمرات لليهود فقط ولا يمكن ان تشغل المنازل المبنية فوق هذه الارض اية عناصر غير يهودية كما ان العناصر غير اليهودية بما في ذلك المواطنون العرب في اسرائيل لايمكن حتى تشغيلهم في هذه الاراضي .فالاراضي التي اقيمت عليها المستعمرات هي اراضي عربية تم الاستيلاء عليها بالقوة وبارتكاب المجازر في حق اهلها الأصليين .فالنقاء العرقي اليهودي قد انعكس على مظاهر الحياة الانسانية فاصبحت المستعمرات بذلك تمثل نقاءا سكنيا ان صح التعبير .ان موقف الصهيونية من الشعب العربي في الاراضي المحتلة بل ومن اليهود العرب انما هو مستمد من المفاهيم العنصرية التي نادى بها فاشر دي لابوج الذي فسر العلاقات بين الاجناس على اساس بيولوجي اجتماعي فهو يدعي ان الطبقات هي حصيلة الفرز الاجتماعي والفروق الموفولوجية (التشكلية) القائمة بين التركيب البيولوجي لهذه الطبقات كما يزعم ان الطبقات غير البيضاء هي من سلالة الوحوش غير المؤهلة للحياة المتحضرة واشد درجات العنصرية خطورة تلك التي توجه الى صميم وجود شعب من الشعوب وتتخذ شكل ابادة مجتمع ما واجتثاثه من جذوره على نحو ما نراه في المذابح الاسرائيلية الي وقعت على مدى نصف قرن من الزمان بين الشعب الفلسطيني بالاضافة الى رفض اسرائيل مجرد الاعتراف بحق هذا الشعب في الحياة على ارضه وتقرير مصيره.وهناك شكل اخر لايقل خطورة عما سبق من اشكال ابادة الجنس البشري تمارسه الصهيونية العنصرية وهو الابادة الثقافية .. لقد تعمدت الصهيونية ممثلة في اسرائيل تدمير ثقافة الفلسطينيين تدميرا تاما ولم تبق اسرائيل في كثير من المناطق الفلسطينية مايدل على ان هناك شعبا آخر كان يسكن في هذه الارض .ومحاولات احراق المسجد الأقصى والحفريات وهدم المعالم التاريخية غير اليهودية
لا تدينوا انفسكم
ُsara -في السنة التاسعة للهجرة، أعلن محمد صلى الله عليه وسلم سيطرته المطلقة على قلب الجزيرة العربية، وأعتبر الإسلام ديناً وحيداً للمنطقة التي خضعت له. وقد جاء الإعلان بالآيات الأربعين الأولى من سورة التوبة. آيات التوبة لم تعلن الهيمنة العسكرية على أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية فحسب، بل تضمنت موقفاً يرى أن الإسلام ديناً مقدساً، وأن كل ما عداه من أديان هي عقائد مدنسة. ووسمت كل من لا يعتنق الإسلام بأنه نجس، فقالت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ! إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ، فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَ. هذه العنصرية اذكى من عنصرية اليهود
يا للهول
sara -مخالف لشروط النشر
مقال رائع
يوحنا الشهيد -مقالك هذا ياسيد شكرالله ، من أروع وأصدق المقالات التي كـُتِبَت في إيلاف ! ليت قومي يعلمون ! وليت كل الأقباط يفكرون بهذه الطريقة الرائعة !
قبول الاخر
Nazar -ونقلت صحيفة هاآرتز عن شلومو ألون رئيس شعبة التعليم العربي والإسلامي بوزارة التعليم قوله "دراسة اللغة العربية ستعزز التسامح وسترسل رسالة للقبول بالآخر". طبعا من جانب واحد
سؤال وجيه
احمس -لماذ لا تدرس الدول العربية ثقافات الشعوب الاسلية في جامعاتها ولا هي برضة خايفة من اغزو الثقافي على الثقافة الاسلامية