أصداء

حماس تقدم هدايا لنتنياهو في العلن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مساء الثلاثاء 31 أغسطس (آب) وصل إلى مرافقي بنيامين نتنياهو النبأ السار بينما كانت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي تحط في واشنطن، سارع المرافقون لنقل النبأ إلى نتنياهو: "حماس قدمت لك هدية جديدة، قتلت أربعة مستوطنين بالقرب من مدينة الخليل في الضفة الغربية"، وبالتأكيد فرح نتنياهو بهذه الهدية، ومن وجهة نظره فأن الذرائع باتت جاهزة لإعلان فشل المفاوضات المباشرة قبل إنطلاقها ويمكن تحميل الفلسطينيين مسؤوليتها بشكل مباشر.

وتدرك حركة حماس، أن إسرائيل تفرح كثيرا عند وقوع عمليات ضد إسرائيليين، وكثيرا ما كانت تل أبيب تعلن تجميد المفاوضات مع كل جديدة تقع، بينما تبدأ قوات الاحتلال بعمليات اجتياح واستباحة للمدن الفلسطينية بذريعة محاربة "العنف"، وفي الحقيقة ما يحدث هو قتل وخراب وتدمير للبنى التحية.

وأعلنت حركة حماس بشكل رسمي على لسان مشير المصري أحد قادة الحركة، أن عملية الخليل هي الرد المناسب على انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية الولايات المتحدة الأميركية، وفي ذلك رسالة واضحة من حركة حماس أنها تريد إفشال المفاوضات بأي طريقة، ولا تريد التوصل لاتفاق سلام ينهي الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

بالعودة قليلا إلى الوراء هددت حركة حماس بـ"رد مؤلم" على اغتيال قادتها خلال الحرب على قطاع غزة، ومنهم وزير داخليتها في الحكومة المقالة سعيد صيام، وكذلك القيادي في الحركة نزار ريان، ومضت الأيام وذهبت تلك التهديدات أدراج الرياح، بينما هددت في الأيام الماضية وعلى لسان القيادي في الحركة خليل الحية باللجوء إلى العمل العسكري مجددا لإفشال المفاوضات ووفت حماس بوعودها هذه المرة، فكيف يمكن تفسير ذلك؟

حملت العملية التي وقعت بالقرب من مدينة الخليل، رسالة واضحة بأن حركة حماس تحارب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكثر من ما تحارب إسرائيل، وإلا كيف يمكن تفسير تنفيذ عملية مع إنطلاق المفاوضات المباشرة، بينما صمتت خلال الفترة الماضية.

ورغم تواجد قوة حركة حماس الحقيقية في قطاع غزة، وامتلاكها آلاف الصواريخ، وغيرها من العتاد، إلا أنها لم تختار تنفيذ عملية تنطلق من القطاع، فهي لا تريد أن يكون الرد الإسرائيلي ضدها على أرض غزة المحاصرة، ولا تريد المزيد من الحصار هناك، فاختارت الضفة الغربية لتنفيذ العملية، رغم أن مهاجمة إسرائيل من غزة أسهل بالكثير من الضفة، لكن كانت هناك رسالة واضحة أرادت حماس إيصالها، وهي أن من يتحمل مسؤولية الأمن في الضفة هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالتالي فأن إسرائيل ستحمل المسؤولية لعباس وليس لحركة حماس، وطالما حملتها لرئيس السلطة، فأن هذا يشكلل مبررا لنتنياهو لإفشال المفاوضات، وتوجيه إتهامات للسلطة الفلسطينية بأنها غير قادرة على ضبط الأمن في الضفة الغربية، رغم أن العملية وقعت في منطقة غير تابعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية، لكن إسرائيل تريد أي ذريعة الآن بعد أن وجدت نفسها مضطرة للذهاب إلى واشنطن والشروع في مفاوضات مباشرة.

وقد قال نتانياهو لدى هبوط طائرته في واشنطن بأنه أوعز إلى الجهات الأمنية بالرد على عملية الخليل العمل ضد مرتكبيها دون الخضوع لأي قيود سياسية، كما بعث نتانياهو برسالة من الدعم والتعاطف إلى المستوطنين. وسيلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ليشدد لها على أن العملية المذكورة "تؤكد ضرورة أن تصر إسرائيل على تلبية مطالبها الأمنية الصارمة" وتمثل هذه التصريحات أولى العقبات أمام المفاوضات المباشرة، فكيف لا يمكن تسمية هذه العملية بمثابة هدية مجانية لإسرائيل.
البعض سيقول أن العملية لم تقع ضد مدنيين داخل إسرائيل، وأن العملية وقعت في الضفة الغربية وهي منطقة محتلة بموجب قرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي، لكن هناك تساؤلات لا بد من إثاراتها، فلماذا تصمت حماس طيلة الفترة الماضية ولم تستفزها اعتداءات المستوطنيين، وجرائم الاحتلال، واستيقظت اليوم وأعلنت بشكل صريح أنها تريد إفشال المفاوضات، فهل محاربة المفاوض الفلسطيني باتت أولية بالنسبة لحركة حماس.

قلنا سابقا، أن أي خطوة تريد الأحزاب الفلسطينية القيام بها، يجب أن تكون في إطار إجماع فلسطيني، والرئيس محمود عباس عندما قرر التوجه إلى المفاوضات المباشرة، لم يكن قراره منفردا، بل حظي بالإجماع العربي وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية بعد ذلك، وبالتالي فأن اللجوء إلى العمل العسكري يجب أن يكون أيضا في إطار الإجماع الفلسطيني وأن لا يكون القرار منفردا في يد أي من الأحزاب، وقد أتت الأعمال الفردية بالويلات على شعبنا.

أخيرا، لا بد من تغليب المصلحة الفلسطينية العليا على المصلحة الحزبية، وما حدث هو مصلحة حزبية بإمتياز، كما يجب أن يكون القرار فلسطينيا، بعيدا أن الخضوع لأوامر إقليمية، وأعتقد أن وقوع علمية في هذا الوقت بالذات، لم يكن بأي شكل من الاشكال قرارا من حركة حماس وحدها، وربما شاركت أطراف إقليمية تعارض العملية السلمية في هذا القرار ومن مصلحتها استمرار التوتر في المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هموم حماس
روان -

لا هم لحماس سوا محاربة الفلسطينيين، اما محاربة إسرائيل فهي آخر اهتماماتها

هموم حماس
روان -

لا هم لحماس سوا محاربة الفلسطينيين، اما محاربة إسرائيل فهي آخر اهتماماتها

abu.abdallah1984@gma
أبوعبدالله -

تحليل خاطئ مع الأسف فالكاتب يصور وكأن المفاوضات المباشرة عبء على إسرائيل وتريد التخلص منه بأي حجة وأنها سيقت إليها بالإكراه في حين أن الاحتلال الصهيوني هو المستفيد الأكبر من هذه المفاوضات والتي هي في حقيقتها إملاءات وليس مفاوضات.وإفشال هذه المفاوضات هو مصلحة وطنية فلسطينية.وهل يريد نتنياهو أفضل من هذا الوضع لتقديم تنازلات على حساب الحقوق الوطنية دون إلزام الاحتلال بفعل أي شئ.شئ من بعد النظر السياسي

abu.abdallah1984@gma
أبوعبدالله -

تحليل خاطئ مع الأسف فالكاتب يصور وكأن المفاوضات المباشرة عبء على إسرائيل وتريد التخلص منه بأي حجة وأنها سيقت إليها بالإكراه في حين أن الاحتلال الصهيوني هو المستفيد الأكبر من هذه المفاوضات والتي هي في حقيقتها إملاءات وليس مفاوضات.وإفشال هذه المفاوضات هو مصلحة وطنية فلسطينية.وهل يريد نتنياهو أفضل من هذا الوضع لتقديم تنازلات على حساب الحقوق الوطنية دون إلزام الاحتلال بفعل أي شئ.شئ من بعد النظر السياسي

الأخ أبو عبدالله
روان -

إلى الاخ ابو عبدالله في الرد رقم 2، اسمح لي ان اعارضكك الرأي، فالتحليل الصحيح، والكاتب تحدث عن امر واقع فعلا، والفكرة ليست في ان افشال المفاوضات هو مصلحة إسرائيلية، بقدر ما ان حماس تريد افشال المفاوضات حتى لا تسمح للرئيس الفلسطيني الحصول على اي انجازات، اما اسرائيل فهي معنية فعليا بافشال المفاوضات والسبب الاهم وهو حفاظ نتنياهو على ائتلافه الحكومي اليميني.شكرا لك

الأخ أبو عبدالله
روان -

إلى الاخ ابو عبدالله في الرد رقم 2، اسمح لي ان اعارضكك الرأي، فالتحليل الصحيح، والكاتب تحدث عن امر واقع فعلا، والفكرة ليست في ان افشال المفاوضات هو مصلحة إسرائيلية، بقدر ما ان حماس تريد افشال المفاوضات حتى لا تسمح للرئيس الفلسطيني الحصول على اي انجازات، اما اسرائيل فهي معنية فعليا بافشال المفاوضات والسبب الاهم وهو حفاظ نتنياهو على ائتلافه الحكومي اليميني.شكرا لك

ضيعوها
خوليو -

لقد ضاعت قضية فلسطين بسبب تحويلها لقضية دينية، في هذه الناحية الأحقية فيها لليهود لأنهم احتلوها بقيادة يشوع بن نون بعد موت موسى في سيناء قبل الاحتلال الاسلامي لها بزمن بعيد، لوأنهم أبقوها قضية شعب يطالب بأرضه ليؤسس دولة علمانية حديثة يتعايش بها الجميع لكانوا مافقدوا الدعم العالمي، اليهود أذكى من أولاد عمهم أولاد اسماعيل وأمه الجارية هاجر(حسب توراة اليهود)حيث استطاعوا أن يقدموا أنفسهم كضحية ووظفوا توراتهم ووعد إلههم لهم بإعطاءهم تلك الأراضي ولكنهم كانوا واعين لهشاشة هذه الوعود فبنوا دولة حديثة، أولاد اسماعيل صدقوا وعودهم بالنصر وبقيوا كما هم منذ 1400 سنة ولايسمعون أي نصيحة أرضية، لايزالون ينتظرون الملائكة التي لاتأتي لأنها أذكى منهم تعرف جيداً أن لاقدرة لها على المواجهة، أسلحتها قديمة ومعلوماتها نفذت صلاحيتها.

ضيعوها
خوليو -

لقد ضاعت قضية فلسطين بسبب تحويلها لقضية دينية، في هذه الناحية الأحقية فيها لليهود لأنهم احتلوها بقيادة يشوع بن نون بعد موت موسى في سيناء قبل الاحتلال الاسلامي لها بزمن بعيد، لوأنهم أبقوها قضية شعب يطالب بأرضه ليؤسس دولة علمانية حديثة يتعايش بها الجميع لكانوا مافقدوا الدعم العالمي، اليهود أذكى من أولاد عمهم أولاد اسماعيل وأمه الجارية هاجر(حسب توراة اليهود)حيث استطاعوا أن يقدموا أنفسهم كضحية ووظفوا توراتهم ووعد إلههم لهم بإعطاءهم تلك الأراضي ولكنهم كانوا واعين لهشاشة هذه الوعود فبنوا دولة حديثة، أولاد اسماعيل صدقوا وعودهم بالنصر وبقيوا كما هم منذ 1400 سنة ولايسمعون أي نصيحة أرضية، لايزالون ينتظرون الملائكة التي لاتأتي لأنها أذكى منهم تعرف جيداً أن لاقدرة لها على المواجهة، أسلحتها قديمة ومعلوماتها نفذت صلاحيتها.

100% correct
mahmoud -

This is 100% correct. No one operation happened with no cause. Look behind it, it is money

100% correct
mahmoud -

This is 100% correct. No one operation happened with no cause. Look behind it, it is money

عيب
العنود -

لسنا بحاجة الا انهزاميين مثلك يا روان على مدار ستين عام لم نحصل على شيء من المفاوضات العبثية ولن نحصل فهي فقط لمحاولة كسر شوكة المقاومة الباسلة .

عيب
العنود -

لسنا بحاجة الا انهزاميين مثلك يا روان على مدار ستين عام لم نحصل على شيء من المفاوضات العبثية ولن نحصل فهي فقط لمحاولة كسر شوكة المقاومة الباسلة .

كلام مزبوط
منتصر -

هاد شئ طبيعي من حماس ان تقدم الذرائع والحجج لاسرائيل لنسف عملية السلام و تجعلها تتهرب من مسؤلياتها امام المجتمع الدولي

كلام مزبوط
منتصر -

هاد شئ طبيعي من حماس ان تقدم الذرائع والحجج لاسرائيل لنسف عملية السلام و تجعلها تتهرب من مسؤلياتها امام المجتمع الدولي

مجرد تعليق
الصنم العربي -

تتفاوض مع من ؟ اليهود...! من الملاحظ عندما تضرب حماس في العمق الصهيوني تتسائلون لماذا في هذا الوقت , وعندما يتفاوض الفتحيون مع حماس يستعرضون عضلاتهم عليهم ومن المؤسف اذا أن عباس ومؤيديهتفاوضوا مع الصهاينة اليهود يتصافحون وتتوزع الأبتسامات الزائفة بينهم أن حركة حماس تعلم ماذا تفعل ومع من تتفاوض .أن من الهراء التفاوض مع من سرق وأحتل وعاث فسادآ وسرق أرضك وأغتصبها بالأكراه ,ولا عجبآ عندما نسمع من حين لآخر تصريحات (هيلاري كلينتون) تعلمون أجندتها ودعمها للوبي الصهيوني اليهودي (آباك) المنظمة اليهودية في الولايات المتحدة ونعلم تاريخها المظلم المتغطرس ضد المسلمون والمسحيون العرب والأستخفاف بعقولنا ومن يقول التفاوض مع اليهود يجب أن يعلم بأنها سلسلة طويلة الأمدلصالح اليهود ولاسلام مع الماسونيون .

مجرد تعليق
الصنم العربي -

تتفاوض مع من ؟ اليهود...! من الملاحظ عندما تضرب حماس في العمق الصهيوني تتسائلون لماذا في هذا الوقت , وعندما يتفاوض الفتحيون مع حماس يستعرضون عضلاتهم عليهم ومن المؤسف اذا أن عباس ومؤيديهتفاوضوا مع الصهاينة اليهود يتصافحون وتتوزع الأبتسامات الزائفة بينهم أن حركة حماس تعلم ماذا تفعل ومع من تتفاوض .أن من الهراء التفاوض مع من سرق وأحتل وعاث فسادآ وسرق أرضك وأغتصبها بالأكراه ,ولا عجبآ عندما نسمع من حين لآخر تصريحات (هيلاري كلينتون) تعلمون أجندتها ودعمها للوبي الصهيوني اليهودي (آباك) المنظمة اليهودية في الولايات المتحدة ونعلم تاريخها المظلم المتغطرس ضد المسلمون والمسحيون العرب والأستخفاف بعقولنا ومن يقول التفاوض مع اليهود يجب أن يعلم بأنها سلسلة طويلة الأمدلصالح اليهود ولاسلام مع الماسونيون .