فضاء الرأي

مناورات حماس: كذب ورصاص طائش

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يقول الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي تعليقاً على العملية التي قام بها مسلحون من حركة "حماس" في الضفة الغربية واودت برجلين وامرأتين من المستوطنين اليهود: كنا نعرف ان ثمة من سيسعون لإعاقة عملية التفاوض، وهذا لن يؤثر على العملية ابداً. إنه يكذب. عملية "حماس" تؤثر على عملية المفاوضات. ذلك انها تعيد تذكير المتفاوضين ان العملية لو كللت بالنجاح لن تؤدي إلى السلام. ثمة اطراف اخرى ستعالج قضاياها بالحرب.
حركة "حماس" تعلن ان العملية التي قام بها مجاهدوها هي ضمن سلسلة عمليات متتابعة. وإذا ما سألها سائل عن التوقيت، لن يتردد احد ملتحيها بالقول: نحن عارضنا عملية المفاوضات منذ البداية، ويحق لنا ان نسعى لإفشالها. إذا حشرت في زاوية المنطق سترد بالحجة التي لا تموت: نحن نضرب العدو اينما وكيفما وحالما تسنح لنا الفرصة اللوجستية بذلك. حركة "حماس" تكذب ايضاً. لقد قرر مجاهدوها تنفيذ العملية، توقيتاً وموقعاً واستهدافاً، بسبب ثقة الحركة ان الرد سيكون على ابو مازن لا على "حماس". والأرجح ان الرد الإسرائيلي سيكون موجعاً على طاولة المفاوضات أكثر مما سيكون موجعاً في الميدان.
السلطة الفلسطينية تقول انها لن تخسر شيئاً في حال فشلت المفاوضات. ذلك ان ما لها لها، ولن يأخذه منها أحد، إسرائيل على وجه التحديد والحصر، فإن نجحت المفاوضات في استدرار تنازل إسرائيلي ما، فخيراً، وإن لم تنجح في تحقيق اي تنازل فلا بأس: حنين كان حافياً أصلاً ولم يخسر غير تعب رحلة البحث عن فردة الحذاء. السلطة تكذب أيضاً: حين تنهار المفاوضات ستخسر كثيراً، لأن الراعي سيحمل المسؤولية للطرفين. إسرائيل يمكنها ان تخسر من دون ان تفلس. السلطة على باب الإفلاس الفعلي. ذلك ان قوتها تكمن في علاقاتها الدولية اولاً وأخيراً. ولا يجدر بأحد ان يستهين بمصدر القوة هذه.
المستوطنون الذين قضوا في العملية يكذبون على انفسهم. لا أحد غيرهم يصدق ان العيش كمستوطنين محاطين بشعب يتوق إلى حريته، هو عيش طبيعي. مع ذلك يصرون عليه، ويعتبرونه عيشاً طبيعياً.
نتانياهو من جهته لم يبدأ الكذب هذه اللحظة. بل ربما بدأ يقول الصدق. تصريحاته الاخيرة عن رفضه اي تنازل أمني او جغرافي في هذه المفاوضات، هي تكذيب لما اعلنه في خطبة بار إيلان، في حزيران - يونيو من العام الماضي. جمهور نتانياهو في الليكود واليمين كان يعرف ان الزعيم يكذب في تلك الخطبة. لهذا استمر مسانداً له.
حصيلة الكذب المتبادل واضحة: سترد "حماس" على منتقديها بأن الحرب سجال مع المحتل، وأن مقاتليها ومجاهديها في حالة حرب. وهذا غير صحيح. ذلك ان نتانياهو سيواجه الرئيس الفلسطيني بالقول: في وسعي ان اعتبر العملية التي حصلت مثابة حادث فردي ومعزول، بشرط ان نتفاهم على كونك لا تستطيع معاقبة الجناة، وفي هذا ما ينتقص من جدارتك ويهدد صداقاتك الدولية التي بنيت على ادعاء المأسسة في الضفة. وبوسعي ان اعتبرها جزءاً من الحرب الدائرة، شرط ان نتفاهم على كونك لا تمثل إلا نفسك. فلو ان هذه العملية جزء من الحرب الدائرة حيث يستخدم فيها الطرفان ما يسعهما استخدامه من أسلحة لكان الجيش الإسرائيلي اليوم يدك غزة بالمدفعية وربما رام الله.
الخلاصة: عملية "حماس" قتلت مستوطنين اربعة. لكنها أعطت زخماً للموقف الإسرائيلي. العملية كانت موجهة ضد السلطة الفلسطينية في الأساس. السلطة الفلسطينية بعد هذه العملية وفي خضم المفاوضات تحتاج وقتاً لتتعافى. على الأقل يجب ان تثبت أن صداقاتها وجدار الثقة الذي بنته مع العالم العربي والغربي لن تهدمه رشقة رصاص طائش. الرصاص الطائش: يبدو انه اصبح من اختصاص المقاومات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Religion problem
saad al qatai -

حتى الحركات الدينيه كثير منهم يستغل الدين للمصلحه وقد دمروا الحداثه والتمدن واصبح معظمهم يعيشون وكانهم في تورا بورا-وكانوا قبل سيطرتهم وقبل نشوؤ الحركانت الدينيه كانوا متحضرين ولكن الان الظلاميه والجهل يعمهم

الأخوه الأعداء
أ.د.اسامه عبداللطيف -

سواء كان من قام بتلك العمليه أفراد موالين لحماس أو أفراد موالين لاسرائيل ..فهى بلا شك فرقعه اعلاميه تهدف لافشال أى مفاوضات يمكن من شأنها احراج اسرائيل ووضعها بالزاويه الضيقه أمام العالم...فهذه العمليه لم ولن تحرر فلسطين المحتله واللا لوكانت كذلك فلماذا قبلت حماس منذ حرب غزه الموافقه على عدم اطلاق أيه صواريخ على باقى ربوع فلسطين المحتله بما فيها غزه والزمت باقى الفصائل بذلك اذعانا لشروط اسرائيل التى املتها على حماس عبر المفاوضات غير المباشره بين حماس والمحتل الاسرائيلى فى مقابل أن لا تعاود اسرائيل الكره من جديد فى دك حصون حماس بغزه ..........ان ما حدث هو جريمه ارتكبها من يريد أن تظل الأمور على ما هو عليه من احتلال اسرائيلى وادعاءات حمساويه/سوريه/ايرانيه/جنوب لبنانيه بالصمود والتصدى الذى اصبح كلمه جوفاء لا تحمل من معناها اللا معنى واحد وهو أن هناك خطوطا سريه تربط هذا الخماسى(حماس-سوريه-ايران-حزب الله-اسرائيل) والذى لن أكون متجاوزا للحقيقه ان سميتهم بالاخوه الأعداء.

يكفي المستسلمون ذلا
امير الحكمه -

كفاكم كفاكم ....عن اي سلام وعن اي مفاوضات تتحدثون اسرائيل تعلنها علانيه لا لحق اللاجئين الفلسطينيين بالعوده و القدس الموحده عاصمه اسرائيل ولا لدوله فلسطينيه على حدود عام 1967 ولا لازالة جدار الفصل العنصري الاسرائيلي ، ولا لازالة المستوطنات ولا لوقف الاستيطان علما ان الاستيطان زاد بنسبة 100% منذ قيام مايسمى بالعملية السلمية، لقد تنازلت السلطه الفلسطينيه عن كل شيء وفرطت في كل شيء واعترفت باسرائيل وهي الان تتفاوض على فقط 22% من مساحة فلسطين الطبيعية وجزء كبير من هذه المساحه يحتله المستوطنون والاستيطان يبتلع تدريجيا ماتبقى ، ثم يخرج نتنياهو ليطلب من عباس وجماعته ان يعترفوا بيهودية اسرائيل كشرط لنجاح المفاوضات ، الى صاحب التعليق رقم (2) اسامه عبد اللطيف حسب رأيه فان هذه العمليات البطولية لن تحرر فلسطين اذا ماذا سيحرر فلسطين يا اسامه عبد اللطيف يمكن تقصد الشملول محمود عباس الذي تنازل عن كل شيء لليهود وتعرى حتى لم يبقى له سوى ان يتنازل عن لباسه الداخلي دون فائده فالاستيطان مستمر ومصادرة الاراضي مستمره بل اسرائيل تتعنت وتتجبر وتقتل وتشرد والبعض منا استمرأ الذل والهوان وكانه اصبح ادمان ، ملاحظه مقاومة الابطال هي التي اخرجت المستوطنين من قطاع غزه ومقاومة الابطال هي التي اخرجت المستوطنين من مقام النبي ابراهيم في الخليل واوقفت المستوطنين عند حدهم في الخليل ومقاومة الابطال هي التي حمت المسجد الاقصى من اعتداءات المستوطنين وليس انبطاح عباس وجماعته .انتم ترفضون مقاومة الاحتلال وترفضون مقاومة الاستيطان وترفضون الدفاع عن الارض والوطن انتم لاتمثلون سوى انفسكم يامن اخترتم الذل والهوان وبعتم الوطن والمقدسات وتنازلتم عن كل الحقوق التي سقط من اجلها الاف الشهداء منذ خمسين عاما ثم من يمثل محمود عباس ومجموعته وبأي حق يتفاوضوا باسم الشعب الفلسطيني الذي يبلغ عدده 11 مليون الان في فلسطين وانحاء العالم وبأي شرعيه ، أخيرا صاحب التعليق رقم 2 يعتبر المفاوضات احراجا لاسرائيل امام العالم ماهذا المنطق السخيف الذي لايقنع طفلا صغيرا عن اي احراج يتحدث اسرائيل ضربت قطاع غزه لمدة 30 يوما وقتلت 2000 شهيد و 4000 جريح وارتكبت افظع المجازر امام انظار العالم اجمع وعلى شاشات التلفزيون ولم تشعر بأي حرج ، اسرائيل تحاصر قطاع غزه منذ عامين ولم تشعر بالاحراج اسرائيل قتلت وهاجمت اعضاء سفن الغذاء الى غزه ولم

يارب توب علي
طارق والي -

الرد غير واضح