أصداء

هل أصبحت القنوات الفضائية العربية وسيلة للتضليل الاعلامى؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من الملاحظ ان بعض القنوات الفضائية العربية.تستشعر بحدسها الاعلامى.اهمية بعض الاحداث والموضوعات وما قد تجذبه من اعداد كبيرة من المشاهدين المتابعين لبرامجها.وبخاصة تلك الموضوعات ذات الحساسية الخاصة بالنسبة لشرائح واسعة من المتلقين.ومن اهمها الموضوعات ذات الصلة بالدين الاسلامى.وهى (اى تلك القنوات الفضائية )تدرك ان اثارة تساؤلات مضخمة عن تلك الموضوعات يزيد من اهمية الموضوع المطروح للنقاس. فكلمات مثل هل..ومتى....واين...ولماذا..وغيرها.مع بعض التحكم فى طريقة الالقاء.والموسيقى المرافقة للعرض.وغيرها.تجعل المشاهد او المتلقى وبخاصة ممن ليس لهم خلفية ثقافية او فكرية خاصة. رصينة. عرضة لتشكيل راى فى اذهانهم. مهما كانت قوته. او ضعفه. دون ان يكونوا على قدر كاف من الوعى.فى انهم ينساقون او يجرون الى عملية اشبه باعادة تشكيل المعرفه لديهم.كما ان قدرة هذه الطروحات باستخدام ما ذكر سابقا. تجعلهم يتصورون. ان كل ما يعرض اويقال امامهم حقائق لاجدال فيها..وهولاء ايضا لايدرون ايضا.

ان وراء الاكمة ما وراءها.وان غايات مثل هذه الطروحات ابعد مما يروه ويسمعوه..واذا وضعنا فى اعتبارنا ان تلك الطروحات والنقاشات لاتعرض حلا للموضوع المفترض. بل تترك بطريقة منظمة. من خلال الاحصائيات او التصويت المفترض.الاختيار للمتلقى او المشاهد. والذى كان قد عبى بالكثير.من التصورات المسبقة.فانه يكون من الطبيعى ان ينتهى الموضوع. الى فرض وجه نظر مقدم. او معد البرنامج. على المتلقى. او المشاهد. دون ان يشعر باى رغبه فى اعادة تشكيل الصور. وتكوين رايه الخاص به.ويصبح ايضا دون ان يدرى. ناشرا ومروجا.لوجهة نظر مقدم او معد البرنامج. فيما اذا طرح ذات الموضوع امامه فى مكان عام. او جلسة خاصة.وعلى سبيل المثال الحصر. فقد طرحت عدد من الفضائيات موضوع بناء مسجد فى نيويورك بطريقتها المعروفة قى اثارة انتباه المشاهد بطرح السوال التالى. هل بدا اليمين الحرب على الاسلام والمسلمين فى امريكا "؟ وهل تراجع الرئيس باراك اوباما عن تاييده لبناء مسجد اسلامي بالقرب من مركز التجارة العالمى فى نيويورك.؟

وبالطبع فان المتتبع لاراء معدي ومقدمي البرامج فى هذه القناة او تلك يعرف مسبقا الى اين سيقود النقاش فى هذا الموضوع.من خلال كم متراكم من موضوعات ذات صلة كانت غلى الدوام موضع اهتمام متواصل من قبل تلك القنوات.اذ ان توجهات بعض القنوات الفضائية.ومنذ زمن يمتد لسنوات. ما انفكت تطرح الاراء من خلالها. على انها المدافعة عن مسلمين مفترضين يتعرضون للاضطهاد الدينى.وهولاء المسلمين او الاسلاميين (كونهم يمثلون حركات سياسية الجوهر دينية المظهر )هم فئة بعينها. كانت ولازالت على تواصل مستمر مع هذه القنوات. لبث بياناتها. او وثائقها المصورة. او اجراء مقابلات معها.دون ان يعرف احد. لم تم اختيار هذه القناة او قنوات بعينها بالذات. لبث مثل هذه البيانات او الافلام او المقابلات عبرها.وبالطبع لااحد يستطيع ان ينكر حقها الاعلامى. فى ان تكون مع. او ضد اى موضوع.ولكنه مجرد تساءل.قد يثير على غرار اسلوب هذه القنوات الاعلامى.علامات استفهام كبيرة. عن ماهية الصلة العميقة بين مثل هذه القنوات. وتك الفئات بعينها..دون الدخول فى توصيف تلك الجهات التى هى اصلا معروفة بتشددها الدينى وتطرفها. كما ان لااحد يثير موضوعات عما حدث ويحدث فى العراق او اليمن او الجزائر او البلدان الاسلامية الاخرى من تفجير فى الاسواق العامة والمساجد والحسينيات وغيرها من الاماكن.وهل ان الدين الاسلامى يبيح قتل هولاء الناس الابرياء.؟ولكن.كما يبدو فان.ترك كل هذه الموضوعات التى تورق حياة الناس دون الولوج بها.اهم من حياة وعيش هولاء المسلمون اصلا.ويكون لهذه الفضائيات موضوعات اهم. مثل موضوع بناء جامع. فلماذا؟

ويبدو ايضا ان الالتفاف وادخال موضوع المسجد المزمع بناءه فى نيويورك.واظهارمعارضة او تاييد هذا الموضوع. وكانها حرب بين المسلمين اوغيرهم.قد يكون اهم.وبخاصه انه يفع فى نيويورك..وفى بلد ديمقراطى ييتح للكل ابداء اراءهم ولكن ذلك.يعتبر من وجهة نظر هذه القنوات الفضائية.حرب. كما.وبالطبع فان الغاية من ذكر كلمات مثل هذه معروف لما تثيره من استفزاز لمشاعر من يشاهدون هذا البرنامج..ولاثارة حفيضة المسلمين ليس الا.والذى سيصل حتما الى النتيجة المعدة مسبقا.والتى يرى معد البرنامج ومقدمه.انها هى الصائبة.مع اضافة مساحة لابداء الراى لمن يويد او يعارض بحيث تكون نسبة المويدين اكثر قليلا من المعارضين.وكان نتيجة الاراء نوع من لاستفتاء حول الموضوع. " وكالمعتاد فان كمية هل.....وهل...ستكون بقدر كافى لاثارة المشاهد واستنفاره لتلقى الراى الذى يود معد البرنامج اعلاء كلمته.ومقدم البرنامج وغيره فى فى هذه القنوات.يعلمون انهم يضللون الراى العام العربى والاسلامى بهذه الموضوعات المضخمة فى اطار عرضها. لاستنفار المشاهد. وجعله متحفزا لمتابعة المزيد. كما ان معدي ومقدمي هذه البرامج على معرفة تامة بالحرية الدينية التى يتمتع.جميع مواطني الولايات المتحدة الاميريكية بلا استثناء..;

وهم ايضا يعلمون اكثر من غيرهم ان جميع الطوائف الدينية فى الولايات المتحدة الاميريكية وبضمنهم المسلمين يمارسون طقوسهم الدينية بحرية تامة.وهم ايضايعلمون وتستطيع هذه القنوات ان رغبت ان تلتقى باى من مسلمى الولايات المتحدة او اى شيخ او امام من ائمة المساجد او الحوزات الدينية او الحسينيات.وتساءله ماتشاء قى امور المسلمين فى ولايته او الولايات الاحرى.ليطلع الانسان المسلم عربى كان ام غير عربى على حقيقة اوضاع المسلمين فى الولايات المتحدة،ولكن ذلك بالطبع نراه بصيغة اخرى.ومن زاوية تثير الكثير من اللبس والغموض حول اوضاع المسلمين.ويبدو ان توجهات بعض هذه القنوات.قد بدا ومنذ زمن ليس بالقريب. ياخذ توجها دينيا.رغم الكم الهائل من الفضائيات الدينية والتى اصبحت هى ايضا ظاهرة تستحق التوقف عندها.وربما كان السبب فى ذلك يتمثل فى ان مثل هذا الراى الاخر لو ظهر الى العلن. من خلال الاعلام المرئى.فانه سيجعل الملايين من لمسلمين فى اصقاع الارض يعيدون النظر فى اراءهم المسبقة عن هذا البلد.او البلدان الاوربية الاحرى التى هى ايضا تتعرض لحملات منظمة من التشويه الاعلامى.رغم ان الكثير من المسلمين قد هربوا من بلدانهم المسماة بالاسلامية ولجأوا الى هذه البلدان طلبا لحريتهم.ومن ضمنها حريتهم الدينية.ولكن وكما هو معروف فان وضوح الصورة الحقيقة لظروف المسلمين فى امريكا او اوربا.يضر بالاهداف السياسية للحركات التى تتخذ من الدين غطاء لها.كما ان وضوح الصورة يزيل ذلك الكم الهائل من التصورات المسبفة فى ذهن اللانسان المسلم..

والذى اكتسبه من خلال الضخ الاعلامى المستمر ومنذ اواسط القرن الماضى بحيث اصبح اسم الولايات المتحدة الاميريكية يثير فى نفسه العديد من المخاوف.وببساطة شديدة ايضا.فان لهذا الحشو المتواصل فى ذهن االمشاهد او المستمع او القارى اسباب بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامى او الخوف على مسلمى الولايات المتحدة او اوربا..انها وببساطة ايضا تضارب المصالح.ومحاولات الكسب الاعلامى او غيره.وللمعلومة فقط فان جميع مدن ومقاطعات الولايات المتحدة فيها مساجد اسلامية.يؤمها المصلون المسلمون يوميا. باستمرار.كما وتقام صلاة الجمعة فى جميع مساجد الولايات.بلا استثناء..كما ان الدستور الاميريكى يكفل حرية الدين والمعتقد.وهى حرية حقيقية ايها السادة وليست كلمات على الورق كما هى فى العديد من البلدان الاسلامية.ولقد كسب الكثير من المسلمين فى الولايات المتحدة العديد من القضايا التى رفعت بسبب مضايقات تعرضوا لها مثل سماعهم لبعض الكلمات من اشخاص.وجد قضاة المحاكم فيها انها تعارض روح الحرية الدينية فى الدستور الاميركى. او غيرها ن القضايا (كسبت مواطنة اميريكية من اصل مصرى قبل شهر دعوى قضائية لمثل هذا النوع من القضايا.وحصلت على تعويض مادى قدره 350 الف دولار).وللعودة الى مثل هذه القنوات وطريقة تناولها للحدث فان طرح مضلل لسوال على هذا المنوال مثل.هل تراجع الرئيس الاميريكى باراك اوباما عن تاييده لبناء مسجد فى موقع( كراوند زيرو)؟ يكشف بوضوح اما جهل هذه القنوات بماهية الحياة الديمقراطية فى الولايات المتحدة الاميريكية واوربا (والالماذا يلجا اليها المسلمون المضطهدون فى بلدانهم الاسلامية الى هذه البلدان). وهذا غير ممكن لوجود مراكز ابحاث ودراسات ومراسلون لهذه القنوات.او ان هذه القنوات لها اسبابها وتوجهاتها التى تخدم سياسات بعينها..

وحقيقة ما قاله الرئيس باراك اوياما هى " ان الدستور الاميريكى يكفل حرية الدين والمعتقد لكل الافراد المتديين منهم او حتى غير المتدينين " فكيف يتراجع الرئيس عن نص فى الدستور الامريكى.الذى هو ملزم بتطبيقه وحمايته.ولو ان الامر كذلك لاستطاع الرئيس بارك اوباما خرق قانون الهجرة الاميريكى والحصول على تاشبرة لدخول جدته الى الولايات المتحدة لزيارته..لكنه اضطر للانتظار عاما كاملا ليحصل على موافقة دائرة الهجرة لتاشيرة دخول جدته الى الولايات المتحدة.فجدة الرئيس لاتستطيع دخول الولايات المتحدة دون موافقة قانونية.فكيف له الرجوع عن نص دستورى،لكنه استثمار لجهل الناس.لديمقراطية هذه البلدان.وتراكم حجم التضليل الاعلامى لسنوات طويلة. والامية المتفشية بينهم فيما يعرفونه عن الولايات المتحدة الاميريكية.او اوربا.(تبلغ نسبة الامية فى العالم الاسلامى 45%من اعداد المسلمين.كما يزيد عدد الاميين فى العالم العربى عن 55مليونا )..وحين اقول ان حرية الدين والمعتقد يكفلها الدستور الامريكى.فهو فعلا يكفلها..وليس كما فى دساتير البلدان التى يعرفها القائمون على مثل هذه القنوات.حيث ان الدستور يكقل حرية كل شى. وفى نفس الوقت تنتهك حرمات كل شى. فى هذا الوطن العربى والاسلامى الفسيح.ولا يبقى لمثل هذه الفضائيات الا ان تقول ان المسلمون يطاردون من شارع لشارع ومن مدينة لمدينة على طول اوربا والولايات المتحدة الامريكية وعرضها.وهم يعلمون انهم لكاذبون.وهم ايضا يعلمون ان المسلمين. او غيرهم. من الادبان الاخرى. يمارسون حرياتهم الدينية دون رقيب.المسلمون فى الولايات المتحدة يقيمون جميع الصلوات وحتى صلوات التراويح.ويجلسون فى مساجد الولايات المتحدة ويتداولون ويتناقشون فى شوون دينهم.فهناك عشرات المساجد الاسلامية على طول اوربا والولايات المتحدة وعرضها.فمن اين اتو بهذه البالونات الاعلامية الضخمة عن الحرب التى تشن على المسلمين فى امريكا او اوربا.

لكنهم دائما مايتكلون على عمق جهل الناس بكثير من امورهم.واوكلوا لانفسهم توعية الناس ولكن على طريفتهم.فما يجدث فى العراق خبر بسيط عابر،فما يهمهم الارقام الكبيرة للقتلى لكى يكون الخبر مثيرا وبستحق الاشارة اليه بشى من التروى.لكنهم يصدعون رووسنا بما يحدث فى افغانستان والصومال وغيرها. واخبار الحركات المتطرفه والتى يطلقون عليها تسمية المجاهدة.وبالتفصيل الممل حتى ان بعض هذه القنوات اصبحت وكانها وكالة لترويح. كل شى عن هولاء الذى يعانى منهم العرب المسلمون فى العديد من البلدان، ومن يتابع موضوعات وبرامج بعض هذه القنوات سيجد انها من اكثر المروجين اعلاميا لتوجهات الحركات المتطرفة. وللعودة الى موضوع بناء مسجد فى نيويورك فان المبنى المزمع هدمه وبناء مجمع يتالف من 13 طابقا او 15 طابقا فيقع على بعد شارعين من مبنى التجارة العالميين والذان يجرى العمل على اعادة بناءهما الان.وهناك فى كل ولاية اميريكية لجنة فى بلدية المدينة تمنح اجازة هدم بعض المبانى فى المدينة والتى اى اللجنة لها تقدير ان كان المبنى ضمن المبان التاريخية التى لايجوز هدمها.وابفاءها كتراث للمدينة. او هدمها وانشاء مبان جديدة بدلا عنها..وقد حصل المبنى المشار اليه على عدد الاصوات اللازمة للموافقه على هدمه.والذى عمره (153سنه ) والذى يرجع بناءه الى العام 1857 م.وسيتضمن المبنى بيت قرطبة " وهو مجمع ثقافى ومسجد.وقاعة اجتمتعات تتسع ل500 شخص ومسبح.كما ان السيد شريف جمال وهو المدير التنفيذى لشركة سوهو بروبرتيز المنفذة للمشروع اكد فى حديث له قائلا "نحن اميريكيون مسلمون اميريكيون رجال اعمال ومحامون واطباء وعمال مطاعم وسائقوا تاكسيات واصحاب حرف نشكل ديمغرافية ونسيج اساسى فى منهاتن (نيويورك).كما ان المشروع سيكلف بحدود 100 مليون دولار. وللمسلمين فى جميع انحاء العالم ان يقدروا كم مدرسة يمكن بناءه وكم مستشفى وكم وكم بمثل هذا المبلغ الذى قد يزداد الى اكثر من 100 مليون دولار،ورحم الله الخليفة عمر بن عبد العزيز حين كتب اليه "ان الكعبة المشرفة بحاجة الى كسوة جديدة.فارسل الينا المال لذلك.فكتب يقول لهم "انى رايت ان اجعل ذلك فى اكباد جائعة فانها اولى بذلك المال من البيت "


muntheralqaysee@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف