كتَّاب إيلاف

مشكلة الخائفين من المحكمة الدولية في لبنان !

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ليس بالصراخ يمكن الغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في جرائم ذات طابع ارهابي على راسها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي تلتها او مهّدت لها. المحكمة مستمرة واي كلام عن "شهود الزور" لا معنى له نظرا الى ان احدا لم يحدد بعد من هم شهود الزور. الاهمّ من ذلك، ان المدعي العام للمحكمة نفسها لم يسرب اي معلومات تتعلق بوجود شهود زور او عدم وجود هؤلاء. وهذا يعني في طبيعة الحال ان الامر كله مقتصر على تكهنات ومحاولات تستهدف الضغط على الحكومة اللبنانية من اجل ان تعمل على نسف المحكمة. هل في استطاعة الحكومة اللبنانية نسف المحكمة التي بات "حزب الله" يعتبرها اسرائيلية؟
ربما لدى الحزب، الذي يمتلك ميليشيا مسلحة تشكل لواء في "الحرس الثوري الايراني"، اسبابه الخاصة التي تدفع في اتجاه الضغط من اجل التركيز على اسرائيل في التحقيق في اغتيال الحريري. تبقى اسرائيل، الى اشعار آخر، المكان المفضل لممارسة عملية الهروب الى امام من جهة ورفض الاعتراف بان على الطرف العربي، اي طرف عربي حتى لو كان تابعا لايران، تحمل مسؤولياته ومواجهة الواقع كما هو بدل السعي الى تجاهله عن طريقة ممارسة لعبة التذاكي وافتعال صدامات داخلية من جهة اخرى.
في النهاية، لا يمكن للمحكمة الدولية سوى ان تتابع سيرها. المحكمة ولدت في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بموجب قرار اتخذ تحت الفصل السابع. ولذلك، يمكن القول ان الرئيس سعد الحريري كان عاقلا عندما بذل كل ما يستطيع من اجل الفصل بين سير التحقيق وعمل المحكمة من جهة وموقفه الشخصي من جهة اخرى. فسعدالدين رفيق الحريري رئيس لمجلس الوزراء في لبنان. وفي اللحظة التي قبل فيها ان يكون في هذا الموقع، بدأ يتصرف بصفة كونه على راس حكومة "وحدة وطنية" يتوجب عليها اوّلا حماية مصالح لبنان والفصل بين المحكمة والعلاقة مع كل من سوريا وايران وتوابعهما في لبنان.
من هذا المنطلق، امتلك سعد الحريري ما يكفي من الشجاعة ليتحدث عن "اخطاء" ارتكبت في مرحلة معينة وليضع ما يسمى قضية "شهود الزور" في نصابها وليؤكد اهمية العلاقة مع سوريا والسوريين. وحده التحقيق الدولي سيثبت ما اذا كان النظام السوري متورطا ام لا في اغتيال رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي استهدفت اللبنانيين الشرفاء الذين يمثلون الوجه المشرق للعروبة في هذا الزمن العربي الرديء. وحده التحقيق الدولي سيظهر ما اذا كان "حزب الله" على علاقة ما بالجريمة والجرائم الاخرى بدءا بمحاولة اغتيال مروان حماده في الاول من تشرين الاول- اكتوبر 2004 بواسطة سيارة مفخخة... ام انه بريء من ذلك.
المهم في نهاية المطاف صدور القرار الاتهامي الذي سيحدد من وراء الجريمة والجرائم الاخرى. يكفي صدور القرار كي يعرف اللبنانيون ان جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي تلتها لم تمر ولن تمر كما مرت عمليات الاغتيال التي كان لبنان مسرحا لها منذ العام 1977 حين استُهدف كمال جنبلاط لاسباب ليست خافية على احد...
تكمن اهمية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ان المجتمع الدولي اخذ على عاتقه وضع حدّ للجرائم التي ترتكب في الوطن الصغير والقاء المسؤولية على طرف لا علاقة له بها من قريب او بعيد. هل من يريد ان يتذكر الاعتداءات التي استهدفت قرى مسيحية في الشوف بعيد استشهاد كمال جنبلاط؟ اغتيل مسيحيون وقتذاك ودمرت منازل بهدف تعميق الشرخ الطائفي في لبنان والتغطية على المجرم الحقيقي الآتي من خارج الحدود.
ليس لبنان وحده معنيا بالمحكمة الدولية. المحكمة مسألة مرتبطة بالعدالة الدولية واسسها، علما بانّ هناك من يعترض عليها. هل هناك عدالة دولية ام لا... هل يظل لبنان استثناء؟ ما على المحك يتجاوز لبنان وحدوده بكثير. فانهيار المحكمة الدولية يعني انهيار كل المحاولات الجارية لملاحقة مجرمي الحرب في يوغوسلافيا السابقة ودول افريقية عدة من ليبيريا، الى سييراليون، الى رواندا، الى السودان...
ستبذل جهود كثيرة للتخلص من المحكمة الدولية. حين يجد "حزب الله" نفسه مضطرا الى التزام الهدوء، سيحرك ادواته من مستوى النائب ميشال عون وما شابه ذلك من ايتام النظام الامني- السوري اللبناني الذين يستخدمون عادة في حملات تغطية كل انواع الجرائم في حق لبنان واللبنانيين. ستكون صدامات في الشمال والجبل والجنوب وستستهدف القوات الدولية في جنوب لبنان مجددا عن طريق "الاهالي". سيستخدم السلاح، كما حصل اخيرا في برج ابو حيدر، لتأكيد ان بيروت مدينة محتلة. سيٌستفز سعد الحريري يوميا اما عن طريق الحملات ذات الطابع الشخصي مثل تلك الحملة التي شنها عليه الامين العام لـ"حزب الله" بسبب تفقده اثار العدوان على مسجد لاهل السنّة في برج ابو حيدر، او عبر ابتزاز الحكومة بطريقة مبتذلة يمارسها الوزراء والنواب العونيون ومن على شاكلتهم من الذين لا يخجلون من تبرير الاعتداءات على المواطنين العزل في بيروت والمناطق اللبنانية الاخرى بواسطة سلاح ميليشيوي. ستستخدم كل انواع الاسلحة لتهديد المحكمة بما في ذلك المس بالسلم الاهلي في الوطن الصغير. مشكلة الذين يخافون المحكمة انهم لا يدرون ان الضغط على لبنان وحكومته لا يفيد في شيء. مشكلتهم انهم لا يعرفون شيئا عن العالم وعن التوازنات الاقليمية والدولية. مشكلة هؤلاء انهم لا يعرفون ايضا ان في الامكان قلب الطاولة على الجميع في لبنان من دون ان يعني ذلك سقوط المحكمة. قلب الطاولة شيء والتخلص من المحكمة الدولية شيء آخر. سقوط الحكومة شيء وسقوط المحكمة شيء آخر. العالم تغيّر. هل من يريد اخذ العلم بذلك وان اغتيال رفيق الحريري في العام 2005 لن يمرّ مثلما مرّ اغتيال كمال جنبلاط في العام 1977 ... او بشير الجميل في العام 1982 او رينيه معوض في العام 1989 !


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أهل السنة
m t -

لايهمني نشر التعليق أكثر مما يهمني أن يعرف أحدهم ممن يدعي أنه على سنة الرسول كيف كان الرسول في أقواله وأفعاله والتزامه بأمر الله لايؤثر في ذلك أحد,أما من يدعي أنه من أهل السنة في هذا العصر فلنرى أقواله وأفعاله , لايرى لهم جهادا ضد اليهود بل ويحاربوا المجاهدين بالذرائع المختلفة ويتمسح أحدهم بأقدام الصليبين وهم حماة الكيان اليهودي القذر في فلسطين الذي يمتهن كرامة كل مسلم يوميا وعلى مرأى ومسمع الجميع ,وما حجم رفيق الحريري أو ابنه سعد وهم رعاة المبادئ الصليبية في بلاد المسلمين أو هل من سنة الرسول الكريم هذا الإنفتاح الأخلاقي أمام الأخرين أم أن السنة هي تلك العبارة التي تدون على البطاقة الشخصية والتي هي صك غفران تعطى لصاحبها ولو كان راقصة في ملهى مؤمنة بمهنتها،كان المسلمين الأوائل يحاربوا الأهل والعشيرة في سبيل المبدأ أما الأن فيحارب المبدأ من أجل شخص يرمي بعض فتاته على الأخرينلو نظرتم بسيرة الرسول لما وافقت افعالكم ولأردتم آخر أكثر منه التزاما بسنتكم المزعومة ( وغرتكم الأماني وغركم بالله الغرور)

الله يرحمك ياحريري
أبوعبدالعزيز النجدي -

الله ينتقم من القتله دنيا و أخره....

النميمة المسيسة
جمال سعيد معروف -

يا أيها الذين أمنوا إذا جأكم فاسق بنبأ فتبينوا حتى لا تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . هذا الإصرار على الإشادة بهذه المحكمة التي بنيت على أسس الفسق والفجور والكذب والتزوبر وستغلت دم وأرواح الشهداء لغاية في نفس يعقوب تثير في نفوسنا القرف والإشمئزاز كل ما بنيى على باطل فهو بلتأكيد باطل , جميع البنانيون وعلى اختلاف مذاهبهم ومشاربهم يريدون معرفة الحقيقة ومعاقبة المجرمون هذه المحكمة التي ولدت من رحم مجلس الأمن وبإرادة امريكية صهيونية مدروسة وتحت الفصل السابع بعيدة عن العدل والعدالة فلكذب والتزوير هيكلها والمعاير المزدوجة أداتها هذه المحكمة وبهذا الهيكل ولأداء تشكل خطر عظيم ليس على من شاركوا ونفذوا هذه الجريمة النكراء أنما تشكل خطر على لبنان كل لبنان أرض وشعب نحمد الله على أن الخيط الأبيض من ألأسوداصبح واضح وجلي في عقول ونفوس أكثرية الشعب البناني المفجوع بهذه الجريمة لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك كل ما استطيع قوله للسيد خير الله وأمثله الذين مازالوا ينعقون ويرددون أنغام الفجر والفسوق والنمائم المفضوحة والمكشوفة أن القافلة تسير في نهاية المطاف لا بد للحقيقة أن تضهر ولا بد للمجرمون أن ينالوا عقابهم نتمنى أن تسلك هذه المحكمةالطريق السليم والصحيح ندعوا الله أن يحفظ لبنان وأهله ويجنبه مخاطر النميمة المسيسة

المحكمة
مجمد السوري -

المحكمة قادمة يا حسن نصراللات .المحكمة قادمة يا آل الأسد.المحكمة....أيها القتلة.

مسيسة
خوليو -

وهل بقي أمامهم جدار آخر يختبئون خلفه غير قولهم المحكمة مسيسة؟ باستطاعتهم إثبات ذلك للمحكمة نفسها عندما يدعي الداعي للمثول أمامها إن كانوا صادقين،أمثال من يهاجم المحكمة كمثل اللص الذي يسطوا بالسلاح على مصرف وعندما يضبطوه بالجرم المشهود يحلف لهم بنزاهته وأن القصد من السطو هو توزيع الأموال على الفقراء لوجه الله، فهو يعرض حاله للخطر من أجل المستضعفين في الأرض، وهم يريدون محاربة العدو الصهيوني وتحرير فلسطين من لبنان منفرداً لدماره، بينما جبهات حلفاؤهم الصامتة يخجل القبر من صمتها، واقعين في مأزق ومن أجل ذلك تكثر تصريحاتهم ويعلوا صراخهم، وأملهم القضاء على المحكمة، تمنيات ستنتهي بالخيبة، أحدهم يقول إن دعته المحكمة فلن يذهب ،أرى نهايته لاجئاً في إيران وعليه أن يلبس النقاب عند ظهور للشارع نهاراً.

منطق
علي -

لماذا الرد على الكاتب بدل الرد على المعطيات والوقائع التي تضمنها المقال، خاصة بالنسبة الى القضية الوهمية التي اسمها شهود الزور؟

سبحتك يا شيخ حسن
سليم شاهين المصرى -

اولا اتوجه الى الاخ الذى عنون مداخلته بعبارة اهل السنة واحسبنى منهم وادعوه ونفسى على كلمة سواء وتكون مرجعيتنا القران الكريم فهل يقبل اما من ناحية تقديسه للسياسيين تحت غطاء مرجعيات دينية ورموز اسلامية وكلنا فى هذا الهم سواء سنة وشيعة ولا اخص الشيعة ولكنى يشرفنى ان اقولها بكل شجاعة ولتكن مدوية بان ليس ممن مارسوا اعمال سياسية بغطاء دينى من اهل السنة على مستوى العالم الاسلامى وبالاخص فى لبنان التى هى قريبة من قلوب العرب جميعا من تلوثت ايديه بدماء اهل بلده وما زال يدعى الشرف والمصداقية ولا تحسبون اخوانى بان العرب غافلون عما يحدث بلبنان والان اتوجه الى اشرف الناس الذين قدموا الضحايا وليس غيرهم ومن كافة الطوائف واقول لهم ان العدالة اتية لانكم دفعتم الثمن ليظل لبنان حرا ولن يقبل اللبنانيون ان ترتهن بلدهم تحت ضغط الاغتيالات والتهديد بالاغتيالات ولا تحسبن الله غافل عما يفعل الظالمون

جيش السنه
جيش السنه -

الله اكبر الله اكبر ...سوف تدفع اسرائيل ثمن اغتيالها لرفيق الحريري ..اجلا ام عاجلا..جيش سنه محمد صلعم سوف تعرف كبف تدافع عن دماء شهيد العروبه و الاسلام

رب ضارة نافعة
معاوية -

يشكر النصيري الصفوي الصهيوني صاحب التعليق رقم ١ على كشف قناع أهل الخيانة والغدر عن وجوههم والبوح بحقدهم الدفين على أهل السنة ، علهم يتحدون ويوحدون صفوفهم في وجه أعداء الداخل قبل الخارج لتنظيف عتبة دارهم.