أصداء

يوم سقطت أميركا في الفخ الاستراتيجي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بالفعل تغيرت وصورة العالم بعد تفجيرات 11( سبتمبر 91م )، ولم يعد كما كان العالم من قبل. خاصة و الحادث تزامن تاريخياً مع انهيار الإمبراطورية الحمراء ونهاية الحرب الباردة، التي كان النظام العالمي في ظلها يقوم على توازن الرعب النووي بين المعسكرين الشيوعي الشمولي والليبرالي الديمقراطي. وما نتج عن انهيار المنظومة الاشتراكية من إنفراد الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم، في ظل نظام عالمي لم تتضح ولم تتبلور ملامحه النهائية بعد.

حينها كانت ملامح المرحلة الإمبراطورية في الولايات المتحدة قد بدأت تتضح وبصورة غائمة منذ حرب تحرير الكويت في عهد بوش الأب.

إلا أن أحداث سبتمبر (91) أعطت النزوع الإمبراطوري دفعة قوية ليعبر عن نفسه واقعياً وفعلياً في سياسات لم تدع الفرصة لأحد أن يشكك في مستقبل تأثيراتها على الأوضاع الدولية.
فداخلياً قامت إدارة بوش الابن بترتيب الأوضاع لتشدد من قبضة السلطة التنفيذية أمنياً عبر مجموعة من القوانين التي تكرس الرقابة وتنهك الحريات التي كفلها دستور الولايات المتحدة.

وخارجيا حلت الحروب الاستباقية أو الوقائية محل العمل الدبلوماسي، وحلت العمليات العسكرية محل الحلول السياسية فكادت، أن تصبح وزارة الخارجية فرعاً مدنياً من وزارة الدفاع، وبدأ الحديث بالفعل عن عدم الحاجة للسياسة الخارجية.

أحداث (11 سبتمبر ) يمكن أن ينظر إليها من هذا المنظور كفخ استراتيجي وقعت فيه الولايات المتحدة، ويغالب حلفائها في الغرب وفي غير الغرب أيضاً، مغبة السقوط فيه.
فأميركا التي أعطت عدوها أسم الإرهاب، لم تسع إلى تعريف وتحديد هذا العدو، فأصبح عنوانا لكل جهة تريد أميركا أن ترسل إليها قنابلها وعقوباتها الاقتصادية والسياسية.
وعملياً أصبح الإرهاب مع وجهه الأخر / الديمقراطية ( صفة / شبهة ) يمكن أن تلحق بكل من يبدي مجرد تحفظات على السياسات الخارجية الأميركية بمضامينها وأهدافها وآلياتها التي ذكرناها قبل قليل، وواضح من الإستراتيجية التي طرحها بو ش من قبل، وأثارت ما أثارت من ردات فعل يومها، إن دول حليفة مثل روسيا يمكن أن تصنف في خانة الأعداء.

الخطاء الاستراتيجي الذي وقعت فيه الولايات المتحدة نتيجة تحليلها لتفجيرات سبتمبر كعمل إرهابي هو أنها لم تحاول تحليل أسباب ودوافع الإرهاب والإرهابيين، لقد أعتمد تحليلها على تساؤل بوش العاطفي " لماذا يكرهوننا ؟!، " كقاعدة في التحليل، وذلك للوصول إلى إجابة نرجسية عاطفية / أنثوية، تتلخص في : " أنهم يغيرون منا " و " يحسدوننا " على ما ننعم به من حرية و رفاه.

ويا له من أساس تقوم عليه السياسة الدولية لأقوى دولة.
ولكن المرء يستطيع أن يتفهم دوافع مثل هذا السلوك السياسي الغبي، لأن الإجابة الأخرى على سؤال الكراهية هذا يمكن أن تقود إلى تفحص السياسة الأميركية برمتها تفحصاً نقدياً موضوعياً.

وربما تكون سذاجة بوش هذه هي التي أتاحت لمن يرغب في استغلال وتوظيف وتوجيه قوة العملاق الأمريكي الساذج على النحو الذي يريد.
وهذا ما تكفل به اللوبي الصهيوني بقيادة المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية لصالح إسرائيل بامتياز.

والآن وقد تغيرت الخارطة السياسية كما نظن ونأمل أو نرغب، في الولايات المتحدة، بفوز الديمقراطيين بأغلبية برلمانية في كلا المجلسين، هل تغير شيء في السياسات ؟.
الإجابة لا تحتاج إلى كثير ذكاء، لم يتغير شئ إلا للأسوأ بالنسبة لنا في منطقة الشرق، فقد كان بوش الابن أكثر بأسا في مواجهة ضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وكان أكثر قدرة على التصدي لمخططات بناء المستوطنات، وأكثر إصرارا على حل الدولتين، وها هو أوباما الديمقراطي يخضع لابتزاز المؤسسة الصهيونية في الولايات المتحدة ليؤكد عدم إسلامه بالخضوع لمطالب اللوبي.

ما لم نفهمه نحن حتى الآن باختصار هو أن السياسات في دول الغرب لا لأهواء الحكام والسياسيين، وإنما لبرامج إستراتيجية تشارك في وضعها مراكز الأبحاث والخبراء، إلى جانب السياسيين والتكنوقراط.
المسالة عندهم غير

أكاديمي وكاتب سعودي
www.binsabaan.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وماذا فعل العربز؟
ابو ياسر -

صدقت استاذ صالح بن سبعان ونحن معك في كل ماذكرته ..ولكن اليس على العرب ان يكون لهم موقف حقيقي من القضايا المصيرية التي سميتها (قضايا الشرق الاوسط ) بدلا من الانجرار الاعمى وراء امريكا في سياستها التي جلبت لنا الذل والمصائب

وماذا فعل العربز؟
ابو ياسر -

صدقت استاذ صالح بن سبعان ونحن معك في كل ماذكرته ..ولكن اليس على العرب ان يكون لهم موقف حقيقي من القضايا المصيرية التي سميتها (قضايا الشرق الاوسط ) بدلا من الانجرار الاعمى وراء امريكا في سياستها التي جلبت لنا الذل والمصائب

2001 وليس 91
الكناني -

الاخ الاكاديمي السعودي يكتب مقلا طويلا عريضأ حول 11 سبتمبر ويتصور انها حدثت عام 1991ياللفضيحة ياعرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

2001 وليس 91
الكناني -

الاخ الاكاديمي السعودي يكتب مقلا طويلا عريضأ حول 11 سبتمبر ويتصور انها حدثت عام 1991ياللفضيحة ياعرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نعم ياللفضيحة ياعرب
ابو العز -

فعلاً لابد للعرب من ان يكون اكثر تفهما واستباقية لما يخططون له الغرب ،و قد شدني تعليق احد القراء في شدة ملاحظته وتركيزه العميق في المقاله الى ان انتهى به التركيز انه وجد نفسه لايزال يعاني من نفس المشكلة التي عانى منها العرب حيث ترك الموضوع وسرح بعيدا فيما لا يختلف عليه احد ، مما يؤكد كلام الكاتب القدير ان المساله عندهم غير عن ما هو عندنا .تحياتي لك يادكتور

السبب تردد امريكا
عارف حكيم الصريح -

نعم انا اتفق مع الكاتب بأن أميركا التي أعطت عدوها أسم الإرهاب، لم تسع إلى تعريف وتحديد هذا العدو، كان عليها ان تكون اكثر جرأة في تحديد عدوها و تسمية لأشياء بأسماءها و بنظرة بسيطة الى جنسيات الذين قاموا بالعمل يمكن الإستنتاج والقول ان عدو أمريكا و العالم الحر هو تلك التي التعليمات التي تثير الكراهية التي تلقاها القتلة في بلادهم و نفس تلك الثقافة لا تزال سائدة لم تتغير و خير دليل على ذلك هو اللهجة التحريضية في مقالة الكاتب نفسه و ان المناهج التي تحث على الكراهية و تكفير الآخر لم تتغير و سبب بقاء نفس الثقافة هو لأن أمريكا لم تحدد عدوها بدقة و كان على امريكا ان تضرب المصانع التي تفرخ الإرهاب بدلا من ملاحقتهم واحدا واحدا و المفروض بالرؤساء الأمريكيين ان يتحدثوا مع رؤساء الدول(المفارقة انهم يعتبرون حلفاء لأمريكا) التي اتى منها القتلة بلغة واضحة و يضعونهم امام الأمر الواقع و تحميلهم مسؤولية ما حدث و هنا الكاتب بدل ان يعبر عن اسفه لقيام اشحاص من بني قومه و دولته بقتل الناس الأبرياء لايزال يتكلم بنفس اللهجة التحريضية ضد أمريكا و لو كانت أمريكا ضربت بلاده ربما لتغير موقفه الآن و لعرف ان التشجيع على الكراهية له ثمن و لا يجوز ان يكون الشخص حرا بإثارة الكراهية و تبرير الأعمال الإجرامية و كان احداث سبتمبر لم تقع و كان المفروض بأمريكا معاقبة كل الذين يحاولون تهيئة الجو المساعد لأشعال الحرائق و كل من يحرض و يزود الوقود للفاعلين لاشعال الحرائق في العالم و ليس ان تعاقب فقط الفاعل الذي قام بالجريمة وتترك الذين يحرضون ن يهيئون الأجواء للحريق حتى لو بصورة غير مباشرة;

السبب تردد امريكا
عارف حكيم الصريح -

نعم انا اتفق مع الكاتب بأن أميركا التي أعطت عدوها أسم الإرهاب، لم تسع إلى تعريف وتحديد هذا العدو، كان عليها ان تكون اكثر جرأة في تحديد عدوها و تسمية لأشياء بأسماءها و بنظرة بسيطة الى جنسيات الذين قاموا بالعمل يمكن الإستنتاج والقول ان عدو أمريكا و العالم الحر هو تلك التي التعليمات التي تثير الكراهية التي تلقاها القتلة في بلادهم و نفس تلك الثقافة لا تزال سائدة لم تتغير و خير دليل على ذلك هو اللهجة التحريضية في مقالة الكاتب نفسه و ان المناهج التي تحث على الكراهية و تكفير الآخر لم تتغير و سبب بقاء نفس الثقافة هو لأن أمريكا لم تحدد عدوها بدقة و كان على امريكا ان تضرب المصانع التي تفرخ الإرهاب بدلا من ملاحقتهم واحدا واحدا و المفروض بالرؤساء الأمريكيين ان يتحدثوا مع رؤساء الدول(المفارقة انهم يعتبرون حلفاء لأمريكا) التي اتى منها القتلة بلغة واضحة و يضعونهم امام الأمر الواقع و تحميلهم مسؤولية ما حدث و هنا الكاتب بدل ان يعبر عن اسفه لقيام اشحاص من بني قومه و دولته بقتل الناس الأبرياء لايزال يتكلم بنفس اللهجة التحريضية ضد أمريكا و لو كانت أمريكا ضربت بلاده ربما لتغير موقفه الآن و لعرف ان التشجيع على الكراهية له ثمن و لا يجوز ان يكون الشخص حرا بإثارة الكراهية و تبرير الأعمال الإجرامية و كان احداث سبتمبر لم تقع و كان المفروض بأمريكا معاقبة كل الذين يحاولون تهيئة الجو المساعد لأشعال الحرائق و كل من يحرض و يزود الوقود للفاعلين لاشعال الحرائق في العالم و ليس ان تعاقب فقط الفاعل الذي قام بالجريمة وتترك الذين يحرضون ن يهيئون الأجواء للحريق حتى لو بصورة غير مباشرة;

عجبي
أمل عوض -

الأخ الكناني تجاوز التحليل الموضوعي للكاتب رغم ما فيه من دقة بهرتني بحق ، وما فيه من عمق ، ليكتشف بعبقرية فذة ان حادث تفجيرات نيويورك حدثت في عام 2001 وليس في 1/1/1991 كما أورد الدكتور الفاضل!! فيا لعبقرية الكناني!.يعني تركت التحليل وركزت على حطأ في تاريخ الجدث رعم ان أي شخص يعرفه ؟؟ قل لنا رأيك شنو في التحليل : هل السياسة في أمريكا مثلما هي عندنا تخضع لأهواء الحكام مثلا؟؟ هذه هي القضية

عجبي
أمل عوض -

الأخ الكناني تجاوز التحليل الموضوعي للكاتب رغم ما فيه من دقة بهرتني بحق ، وما فيه من عمق ، ليكتشف بعبقرية فذة ان حادث تفجيرات نيويورك حدثت في عام 2001 وليس في 1/1/1991 كما أورد الدكتور الفاضل!! فيا لعبقرية الكناني!.يعني تركت التحليل وركزت على حطأ في تاريخ الجدث رعم ان أي شخص يعرفه ؟؟ قل لنا رأيك شنو في التحليل : هل السياسة في أمريكا مثلما هي عندنا تخضع لأهواء الحكام مثلا؟؟ هذه هي القضية

عجبي
أمل عوض -

الأخ الكناني تجاوز التحليل الموضوعي للكاتب رغم ما فيه من دقة بهرتني بحق ، وما فيه من عمق ، ليكتشف بعبقرية فذة ان حادث تفجيرات نيويورك حدثت في عام 2001 وليس في 1/1/1991 كما أورد الدكتور الفاضل!! فيا لعبقرية الكناني!.يعني تركت التحليل وركزت على حطأ في تاريخ الجدث رعم ان أي شخص يعرفه ؟؟ قل لنا رأيك شنو في التحليل : هل السياسة في أمريكا مثلما هي عندنا تخضع لأهواء الحكام مثلا؟؟ هذه هي القضية

أبحث بدقة
عبد العزبز الحجازي -

أمريكا احتارت الاسلام عدو لها وللغرب بعد سقوط الشيوعية، وسياساتها في منطقتنا تؤكد هذا ، والحكام العرب فيهم الحائف منها ، وفيهم من يعتمد عليها، والأخ جاي يتكلم على ارهابنا ؟! أسأل نفسك ليش بيقولوا ارهاب اسلامي؟! هل الارهاب عندو دين ؟! ولما يكون الارهابي منهم ليش ما بيصرخوا خوفا من الارهاب المسيحي ؟؟ ياخي اللعبة مكشوفة ، بس نحنا العمايا