أصداء

"سحور سياسي" بنكهة لاذعة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أول ما يلفت في هذا العمل هو ذكاء التسمية "سحور سياسي". مذاقٌ متميّز في تخمة اعلامية مترامية تجترها محطات التلفزة أرضيةً كانت أم فضائية وهي تحشّد وتحتشد في شهر رمضان. مبادرة تُحتسَب وعلامة فارقة في المنحى الذي تكون عليه مثل هذه البرامج عادة ويكمن ذلك في المواجهة، حدّ الاستجواب للشخصيات التي استضافها. المواجهة ليست جديدة في البرامج السياسية بشكل خاص لكن الجديد هنا في أن لا أحد يتوقع المواجهة على مشارف سحور رمضاني حتى وإن كانت التسمية تلمح الى شيء من ذلك قبلاً. قوة البرنامج أوقوة فكرته بالأصحّ هي في استثمار هذا الفصل من العتمة، الشبيه بالعتمة التي عليها الكثير من أوجه الحياة العراقية، لأضاءته بوهج الأسئلة التي تعتمل في صدور كُثر من العراقيين، لكن كم كان مبهجاً ومفيداً ومؤثّراً بما هو أكبر لو ان حرارة الأسئلة ذاتها قد "لسعت" كلّ الضيوف، إذ اختفت هذه الحرارة في بعض الحلقات، أو بعض أجزاء هذه الحلقات لتحلّ محلها أسئلة قاسية في برودتها ازاء شخصيات كانت تستحق أن يطالها شرارالاستنطاق والاعتراض بمصارحة أقسى وهو ما حوّل في الأخير المواجهة المنتظرة الى ما يُشبه الدردشة، الأمر الذي يُعدّ نسفاً لهوية البرنامج والنجاح المرتبط بهذه الهوية.

الثلاثون شخصية لعماد العبادي في "ألبومه" الرمضاني هذا ـ أتمنى أن يضمها "سي دي" يُطرح في المكتبات أو تُعلن عنه القناة مباشرة ـ كانت على صنفين: "نمور" و "ثعالب".
وصفات كلّ من هذا وذاك معروفة فالنوع فالأول مُميّز بالنُبل والتعفف.


والثاني مجبول على المراوغة والتملّص وما بينهما من كذب وما يلحق به وإن كانت بعض هذه الشخصيات ـ كما يعرفها العراقيون ـ ألصَق بمرتبة الذئاب. وما كان يُحب أن يراها المشاهد أصلاً حتى لو حاولت أن تخفي بقفازات الكلام الناعم مخالبَها الملطّخة وان لم تستطع التخلّص من صفاقتها.

لكن بالأخير هل للذئب من وجهة نظر؟

و أيضاً.. ما كان أقلَّ النمور في "سحور سياسي" و أكثرَ الثعالب!

السَّحور في اللغة: هو آخر الليل قُبَيْل الصبح. إذاً أليس لليل العراق الطويل من آخِر وأليس للصبح من متنفّس!

ما أحوج المتاهة السياسية العراقية وباقي مناحي الحياة من اجتماعية وغيرها، وان كانت كلّ هذه تستتبع السياسي، الى "برامج" مواجهات من هذا الطراز بشكل دائم أي خارج التغطية والخطة الرمضانية ومنذ الآن.

في هذا الصدد تقتضي الاشارة الى الإعلامي "عدنان الطائي" في قناة العراقية واسلوبه المتميّز في المواجهة والمساءلة الجريئة لضيوفه في برنامج "تحت اليد" الذي جاء إثر برنامج سابق له ذات طابع المواجهة والذي تعرفنا فيه على "الطائي" للمرة الأولى منذ سنوات وعبر "العراقية" أيضاً.

"سحور سياسي" وأميل أكثر الى تسميته بالعمل فهو أكبر من كونه مجرد برنامح إذ أضاف للبغدادية ـ لا برامج التهريج والإسفاف طبعاً ـ وأضفى عليها حضوراً أكبر وقبل ذلك هو علامة مميزة ومهمة في مسيرة الإعلامي الزميل "عماد العبادي"، صاحب هذا العمل اعداداً وتقديماً، الذي عرفه الجمهور العراقي من قبل، عبر قناة الديار بشكل خاص، بمواجهاته وصراحته التي كاد أن يدفع حياته ثمناً لها.

في الأيام التي رقد فيها عماد في المانيا للعلاج من آثار محاولة اغتياله، فكّرت بايصال سلام وباقة ورد له في مستشفاه هناك. ولم يكن من سبيل. لتكن هذه الكلمة شيئاً من ذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماذا مأساة العراق ؟
جمال سليم -

أستغرب جدا صمت السيد باسم المرعبي على الكوارث الدموية التي حصلت لشعبه العراقي ومن المؤسف ان انهار دماء ضحايا الإرهاب لم تهز مشاعره وتدفعه للكتابه عنها والدفاع عن شعبه ، ولكنه تحرك بسرعة للكتابة عن برنامج تلفزيوني مستواه جداعادي ولايستحق كل هذه الأهتمام ، ترى هل للمصالح الشخصية علاقة في الأمر ؟!

سي دي
عبد الستار -

اقتراح جيد ان تكون جميع حلقات البرنامج المذكور على سي دي ويطرح في الاسواق لأننا لم نتمكن من متابعة الجميع

الى رقم 1
مشاهد -

لماذا يتم التقليل من شأن الكتابة عن برنامج تلفزيوني سياسي ناقد وتشجيع ظاهرة المواجهة بشكل ديمقراطي مع السلطات من أجل الكشف عن الخلل. الخطأ. الفساد. الجريمة. الا يصب كل دلك في مصلحة الشعب وكشفاً وتعرية لقتلته؟

سياسيين
كريم محمد -

هل من الممكن ان نسمي نفرا من الذين اعطاهم البرنامج بعض الاعتبار وظهروا فيه مثل الاعرجي بالسياسيين؟؟ حرام ياناس

ملاحظات
سهى -

رغم الاشادة من قبل كاتب المقال للبرنامج ومقدمه الا ان هناك بعض الملاحظات واهمها هو ان العديد من الضيوف لم بقدمو اي جديد للمستمع من ناحية المعلومات او المواقف. وشكرا لايلاف

برنامج رائع
عمر العراقي -

أني عن نفسي شفت أكثر الحلقات وبصراحة كان برنامج مميز جدا من البغدادية وأحس أنو أكثر السياسين الي تمت أستضافتهم تكلمو الحقيقة بس الحقيقة الي هم يشوفوهة وبمنظورهم الخاص يعني كل واحد منهم يشوف نفسة هوة الي حرر العراق ويريد يبني بس خصومة تمنعة وكنت أتمنى أنو هذة البرنامج يكون قبل الانتخابات حتى الشعب العراقي يميز بين الصادق والكاذب منهم لان الحمد الله بعد الاوضاع والظروف الي مرت بالشعب العراق صار الطفل العراقي سياسي محنك ومحلل للاوضاع الي تدور حولة

اعتراف بقوة البرنامج
رعد -

بالفعل كان برنامجا متميزاً ومثيرا للاهتمام ومتفوقا على كثير من البرامج السياسية حتى لو كانت هناك القليل من الملاحظات عليه.

الشاعر باسم المرعبي
زياد القاسم -

لدي بعض الملاحظات علئ مقال الشاعر باسم المرعبي و علئ برنامج سحور سياسي.1- مستوئ البرنامج ضعيف جدا و انا مستغرب من اطراء المرعبي.2- كشف البرنامج و بشكل واضح المستوئ المتواضع لثقافة الزميل العبادي و خصوصااللقاء مع الشيخ أحمد القبانجي, حيث كان هناك بون شاسع بين ثقافة الضيف العالية و ثقافة العبادي المتواضعة.3- أطلق المرعبي تسمية برنامج المواجهة, في الحقيقة لم تكن مواجهة حقيقية تفاجئ الضيوف و تحرجهم كما يفعل الزميل عدنان الطائي و بشكل ذكي بل كانت اتهامات مباشرةو ساذجة يضعها العبادي دائما تحت عنوان (الناس يكولون شعلية آني , آني سمعت الناس تكول) و في أحيان كثيرة خرجت عن الذوق و أقول هذا ليس دفاعا عن السياسين, لأني فعلا أعتقد أن أكثر السياسين ليسوا بسياسيين حقيقين و غير مثقفين و لا حتئ نزيهين بالمرة,الشئ الوحيد الجيد في البرنامج هو اختيار التسمية فقط و لكن كان البرنامج يحتاج الئ عمل و جهد أكبر لكي يكون بمستوئ مقبول. أقول هذا و انا أحمل كل الحب و الأحترام للشاعر المرعبي و للاعلامي العبادي