فضاء الرأي

الإنسان هو الذي يصنع قدره

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ظهرت فرقة في تاريخ المسلمين عرفت باسم الجبرية، تعتقد بأن الله هو الذي يخلق أفعال العباد وأن الإنسان مسير لا مخير..
هذه الفرقة وإن غاب اسمها في أحشاء التاريخ، إلا أن روحها لا تزال حيةً في قلوب أكثر المسلمين، بل أكثر الناس الذين يزعمون أن الظروف والأحداث هي التي تسيرهم، وأن أمواج الحياة تتقاذفهم لا يستطيعون ردها، وأنهم خيرون طيبون لولا أن الظروف اضطرتهم لئلا يكونوا كذلك..
ما يدفع الإنسان لمثل هذا الاعتقاد أنه يجد راحةً في إعفاء نفسه من تحمل المسئولية، وتعليقها على القضاء والقدر.فالاعتقاد بالجبرية يعني أننا لم نكن سبباً فيما يواجهنا من مصائب، وأنها كما جاءت وفق المشيئة الإلهية على غير إرادتنا، فإن الخلاص منها لن يكون إلا بالمشيئة الإلهية وحدها دون أن نقوم بأي دور تجاهها وأنها ليس لها من دون الله كاشفة.
وبذلك تصير النظرة إلى الأحداث بأنها تقع بشكل عشوائي، كلسان حال الشاعر الذي قال (جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت..ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت..وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت)
وخطورة هذه النظرة أنها تلغي أي أهمية للجهد البشري، بل إنها تلغي إنسانية الإنسان وتحوله من الإنسانية إلى الشيئية يسير على غير إرادة وهدى، وما دامت هذه هي نظرة الإنسان للحياة فلن يكون هناك أي قيمة للسعي وللعمل، لأن الحياة تسير على نحو عبثي دون سنن وقوانين تضبطها، وحين يظن الإنسان أن العبثية هي التي تحكم الوجود فلن يكون هناك داع للعمل والأخذ بالقوانين، فالعبثية تلغي جدوى القانون.
إن هذا الظن هو وصفة للتكاسل والتواكل والسلبية، وللفساد في الأرض، فمن يظن أنه لا دور له فيما يصيبه من أحداث وأن أمواج الحياة تتقاذفه بخبط عشوائي فلن يراجع نفسه ولن يصلح عمله.
لقد ميز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بالقدرة على الاختيار "وهديناه النجدين"، ومبدأ الاختيار هو الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، والاختيار في دلالته العميقة يعني أن الإنسان قادر على صناعة قدره بنفسه، فالله قد استخلفه في الأرض ومنحه القدرة على فعل ما يريد على أن يتحمل مسئولية اختياره، لذلك فإن الحساب والعقاب هو الوجه الآخر للحرية، وهذا هو تكريم الإنسان أن يختار ما يريد ويتحمل عاقبة هذا الاختيار: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".
إن قدرة الإنسان على الاختيار يعني أنه مسئول عن نتيجة كل أفعاله، وأن كل ما يفعله اليوم سيلاقي نتيجته غداً، وإذا كانت أفعال اليوم هي التي تصنع حياة الإنسان في الغد، فإن واقعه اليوم أيضاً ما هو إلا صناعة الأمس، فإذا تساءلنا عن المصائب التي تواجهنا في حاضرنا:أنى هذا؟ فإن علينا أن نبحث عما قدمت يدانا بالأمس، فهي لم تكن لتصيبنا إلا بما كسبت أيدينا: "قل هو من عند أنفسكم".
لكن أكثر الناس على اختلاف أديانهم وأجناسهم وألوانهم تجدهم يؤثرون تنزيه الذات، فبدل أن يلتفتوا إلى داخل أنفسهم فإنهم يبحثون عن أسباب مشكلاتهم خارج ذواتهم، ونقصد الذات هنا في جميع مستوياتها: الفردية، والجماعية، والحضارية، فالفرد يسب المجتمع والظروف لأنه فشل في حياته، والشعوب تحمل حكامها مسئولية الفساد والاستبداد، والعرب يحملون الغرب مسئولية خيبتهم وتأخرهم الحضاري، والغرب بدورهم يحملون العرب مسئولية الإرهاب والظلامية، ولا يفكرون بالأسباب التي قادت إلى هذه النتائج، وهكذا فإن كل حزب بما لديهم فرحون.
إن البشر يتقنون تبرئة النفس وتقديسها والعيش بنفسية الضحية وأنهم مظلومون مضطهدون، فتنتشر بيننا أقوال مثل: (فلان ما بيستاهل اللي صار فيه)، وحين نتحدث عن تاريخنا نستفيض في وصف الجرائم التي قامت بها جيوش التتار تجاه عاصمة الخلافة، من جبال الجماجم وإحراق المكتبات، واسوداد نهر دجلة، وقتل الخليفة، ولكننا لا نبحث بجدية في حياة الخليفة الغارقة في الترف مما كان سبباً في تجرأ التتار على غزو ديارنا.
ونفس المنهج في حديثنا عن تاريخنا المعاصر فنرسم صورةً ورديةً بأننا كنا نعيش بأمن وأمان وادعين مسالمين، وفجأةً نزلت علينا البلايا من السماء، وغزانا الاستعمار، وأقيمت إسرائيل على أنقاضنا..
لكن القرآن قد جاء بفكرة انقلابية تنسف هذه المفاهيم السائدة، فهو لا يقر نفسية الضحية، وعلى العكس من ذلك يرسخ فكرةً غير مألوفة بين البشر وهي فكرة (ظلم النفس)، والبشر يتحدثون عن ظلم كل أحد لهم إلا ظلمهم لأنفسهم وهو الظلم الرئيسي الذي يركز عليه القرآن دائماً "وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم"، "وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"، "ظلمنا أنفسنا"..
إننا نحن المسئولون عما يواجهنا من مصائب لأن الله قد أعطانا القدرة على الاختيار، ونحن الذين نملك أن نصنع الحياة بالطريقة التي نريدها فحياتنا من نسيج أفكارنا، وما واقعنا الحالي سوى نتيجة لأسباب قدمناها بأنفسنا، ولا يتغير هذا الواقع إلا إذا غيرنا الأسباب "حتى يغيروا ما بأنفسهم"..
إن القرآن يبرز دائماً المسئولية البشرية في كل ما يصيب البشر، ففي قضية الإيمان والكفر، والهدى والضلالة يبين أنها ليست عشوائيةً فالله لا يضل إنساناً إلا إذا اختار هو الضلالة "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً"، "قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً"، وفي المقابل إذا صدق إنسان في البحث عن الهداية ورغب في اتباع الحق فإن الله سيوفقه في ذلك "والذين اهتدوا زادهم هدى"..
الإنسان هو الذي يبدأ، والله يعطيه ما يريد، فهو مخير لا مسير.
إن الإسلام يعزز دور الإنسان في اختيار قدره بدعوته على الالتفات إلى داخل نفسه لتغيير واقعه، فهناك في الإسلام مبادئ مثل الاستغفار والدعاء ينبغي ألا نفهمها بالطريقة التعبدية وحسب، بل لها دلالتها الفلسفية العميقة، فالاستغفار يكون لتدارك أخطاء الماضي حتى نتجنب آثارها المستقبلية، فهي محاولة للتأثير في المستقبل، والدعاء كذلك بمعناه الإيجابي أن الإنسان يستطيع أن يرد القدر المستقبلي (لا يرد القضاء إلا الدعاء)..
إن إرادة الله الغالبة لا تنفي دور الإنسان في صناعة القدر، نحن نعلم أنه لا يكون إلا ما يريد الله ولكننا لسنا مطلعين على علم الله حتى نتحرك بناءً عليه، فنحن حين نعمل فإننا نعمل وفق إرادتنا وليس بناءً على معرفتنا باختيار الله، وما نصنعه في النهاية يكون هو إرادة الله، فنحن نتحرك ضمن قدر الله ولا نلغيه، فنفر من قدر الله إلى قدر الله، إن المرض والهزيمة والفقر أقدار إلهية ولكن العافية والنصر والغنى هي أقدار إلهية أيضاً، والسعي لتغيير الحال من هزيمة إلى نصر، ومن مرض إلى عافية هي أقدار أيضاً..
إن الإسلام يذهب بعيداً في إعلاء قيمة الدور الذي يستطيع الإنسان أن يقوم به في صناعة قدره حتى يشمل ذلك الدور أموراً تفصيلةً نظن أنَّ أحداً من البشر لا يستطيع التأثير عليها، وأنها قدر إلهي محض لا نملك تغييره، مثل الطريقة التي سنموت بها، وهذا ما توضحه قصة الأعرابي الذي ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه اتبعه على أن يصاب بسهم في حلقه فيخرج من نحره فكان الجواب النبوي: إن تصدق الله يصدقك، وهو ما كان له فمات بالطريقة التي يريدها بالضبط، ونفس المعنى في الحديث أن صدقة السر تقي مصارع السوء أن الإنسان يملك بعمله أن يختار طريقة موته.
إذا كان الإنسان يمكن أن يبلغ درجةً يختار فيها حتى طريقة موته، وإذا كان هناك من عباد الله الأشعث الأغبر الذي لو أقسم على الله لأبره، فهذا يعني أنه لم تعد هناك دائرة للغموض والقلق والعشوائية في هذه الحياة، وأن الإنسان يملك أن يصنع قدره بيده، وهذه هي قمة التكريم الإلهي للإنسان الذي نفخ فيه من روحه، وكون الإنسان فيه نفخة إلهية فهذا يعني أن فيه أثراً من صفات الله، وكما أن الله يفعل ما يريد، فإنه قد أعطى للإنسان القدرة على أن يفعل ما يريد، طبعاً في حدود بشريته وعبوديته "وما تشاءون إلا أن يشاء الله"..
وكما ذكرنا مثالاً من المستوى الفردي فإننا نذكر مثالاً آخر من المستوى الجماعي وهو قول الله عز وجل: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"، والمعنى أن الإنسان يستطيع أن يؤثر في الظواهر الطبيعية بتغيير رصيده النفسي..وبذلك تصير الطبيعة مسخرةً للإنسان، ويكون مسيطراً عليها بدلاً من أن يكون تائهاً حائراً مصدوماً أمام غضبها كما هو حاله اليوم.
جميل أن خبراء التنمية البشرية أدركوا جانباً من هذا المعنى الإيجابي للقدر فخرجوا لنا بقانون الجذب الذي يقول في خلاصته أننا نحن الذين نختار مستقبلنا إيجاباً أم سلباً، نجاحاً أم فشلاً..
إن هذا الفهم الإيجابي للقدر يؤكد لنا أن الحياة لا تسير على نحو غامض فتشقينا يوماً وتسعدنا آخر، أو أن الحظ يبتسم لنا يوماً فننجح، ويتجهم آخر فنفشل، ولكننا نعيش وفق اختياراتنا، وبذلك نتحرر من أغلال السلبية والتواكل والتكاسل، وتنطلق طاقاتنا باتجاه التغيير لبناء مستقبل أفضل..
والله أعلى وأعلم..
abu-rtema@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
عصام -

وما رأيك بالآيه التي تقول ان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء.

يصنع ارادته ليس قدره
سهام -

الإنسان يختار أفعاله بمحض إرادته والله يهديه إذا اراد الخير ويضله إذا اراد الشر! يهدي من يشاء لنفسه الهداية ويضل من يشاء لنفسه الضلال.. المشيئة تعود على إرادة الإنسان وليس الله!إذا اختار الإنسان عمل الخير هداه الله له ولن يكون بمقدور أحد تغيير إختياره حتى وإن أكره على ما لا يحب والعكس صحيح فلو اختار طريق الضلال فلن يهديه بشر إلا إذا عدل عن إختياره بمحض إرادته وتفكيره.. من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هاد له!الخلاصة الإختيار إنساني محض وفعله يتم بعون الله وقدرته لعباده أي كان اختيارهم..والله أعلم.

الجبر والأختيار
باسم العبيدي -

موضوع رائع وجميل قديم كتب فيه الكثيرون من الفقهاء والفلاسفه والمفكرون وكل يدلو بدلوه وله وجهة نظره التي يعتقد صحتها أقول بأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الأنسان عبثآ في الحياة فيجبره على فعل الأشياء ثم يعاقبه فهذا لايقبله المنطق ولاالعقل السليم بل أن عدالة الله ورحمته لاتقبل مثل هذا الكلامفقد خلق الله الناس على فطرة طيبة صافيه سمحاء نقيه ولم يكتف بذلك بل أرسل المرسلين مبشرين ومنذرين من أنحراف البشر نحو الشر وجعل الأئمه والمصلحين من الناس يسعون من أجل صلاح الأفراد والمجتمعات ولكن المشكله أن من يسلك طرق الشر يحصل على لذاته بشكل آني ويبرر ويتقول مثلما أشار الكاتب ليبعد عن نفسه سؤ الأختياروحقيقة الأمر هو أن الأنسان ليس مخيرآ بالمطلق وليس مسيرآ أو مجبرآ بالمطلق فأنا وأنت وكل الناس لم نختر أبائنا أو أمهاتنا أو أشكالنا وأسمائنا فهذه كلها أشياء فرضت علينا ولكننا أخترنا سلوكنا وصداقتنا وعلاقاتنا وطريقة عيشنا أدركنا الحلال والحرام ونختار بملأ أردتنا أي منهما والأمثله لاتعد ولاتحصى على هذا المنوال وبالمناسبه ماأجبرنا عليه من قبل الله لانحاسب عليه وأنما الحساب على ماأخترناهوقد سئل الأمام جعفر الصادق (ع) هل الأنسان مخير أم مسير ؟ فأجاب ليس هناك جبر ولاتفويض بالمطلق بل هو أمر بين آمرينوهذا هو عين العقل وكما أشرنا سابقا وأود أن أجيب الأخ عصام صاحب التعليق رقم1 الذي يسأل عن الآيه التي تقول أن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فهي صحيحه أي أنك أذاشئت أن تختا الهدايه فسيسددك الله للهدى وأن شئت أن تختار الضلاله فلاتلومن الأ نفسك لأن الله وهبك عقلآ وضميرآ وجوارحآ تستطيع أن تفرز بين الهدى والضلاله ولو دققت فيما أورده الكاتب لوصلت ال نتيجه حتميه هو أن الله لم يخلقنا ليجبرنا على فعل القبيح ثم يعاقبنا عليه فهذه عبثيه وتتنافى مع عدالة الله حيث قال سبحان(( أنا هديناه السبيل أما شاكرآ وأما كفورا)) قتبارك الله أحسن الخالقين والسلام على من أتبع الهدى وصدق مع نفسه ومع الله وأولئك هم الفائزون

ليس للانسان الاماسعى
ابو ياسر -

مقالتك رائعة في توضيح مفهوم القضاء والقدر والدعوة لاصلاح النفس وعدم التواكل والحقيقة ان هذا المفهوم ليس سهلا حتى على بعض علماء الدين والله تعالى واضح في افعال الانسان بقول: وليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى... صدق الله العظيم...وتبقى هناك امور خارجة عن قدرة الانسان وطاقته وتخضع لامر الله وقدرته .وشكرا

Comment
Mohammad -

Free will is one of the most complicated topics many philosophers and scientists tried to answer. The author should have discussed the issue from a scientific point of view (determinism vs quantum mechanics) instead of using G-d and religion

إلى تعليق 1
الاســ بقلم ــــتاذ -

يوجد تفسيرين لهذه الأية يترنح بينهم المسلمون، التفسير الأول هو أن فعل يشاء عائد على الله لأن كل شيء يحدث بأمر ومشيئة الله، أما التفسير الثاني هو أن فعل يشاء عائد على الإنسان، فالإنسان إن شاء مثلاً أن يسرق سيضلة الله، فالأعمال بالنيات، وهذا معناه أن الذي يفكر في السرقة سيعاقبه الله كالذي سرق فعلاً، وبالتالي الذي يشتهي إمرأة في ذهنه يتساوى مع الذي زنى فعلاً، حاولوا أن تفهموا ما وراء الكلام

الى المفروس
اختار الفاظك يا محب! -

ليس أكثر ترنح من اعتقاد أن الرسول سيتحمل أوزار وآثام العالم وسيختصر كل الشر في شخصه! دعوة صريحة للرذيلة ويتساوى فيها العاصي والمطيع الفاجر والصالح! هل هناك ضرورة وحكمة في هذا الدين بهذه الكيفية؟

طبعا مخير
محمد -

عندك حق سيدىالإنسان مخير تماماوالا لماذا الحِساب

للأستاذ رقم 6
تعّلم الأدب -

عندما تفرغ الجعبة من أي كلام منطقي موضوعي راقي لمواجهة المكتوب أعلاه تبقى فقط هذه النوعية من الكلام المزري مهيناً لصاحبه دون أن يدري

أحسنت يا أحمد
عماد -

موضوع ممتاز وتحليل هادئ ومنطق جيد. أرجو لك الموفقيةودوام العطاءالمهم هو تحرير الطاقات الكامنة في الإنسان واللتي لا يراهااو يدركها ولكنها تتحرر وتتبلور عندما يؤمن بحق عمله ومبادئه ومثله ويصمم عليه مستعينا بفكره وإيمانه

العنوان كافي
مهاجر -

الانسان يصنع مصيره بسوء عمله او باحسانه ، والناس يعلمون هذا ، المشكلة ان التغلب على الشهوات وهوى النفس ليس امر سهل تسمح لك تختار بسهولة ، تحتاج صبر واخلاق وصلاح ونفس طيبة ، والخبيث لن تنفعه موعظة ولو تقرأ عليه القران كله ،ولن يترك سيئة !