سفير فرنسا في العراق: يهرف بما لا يعرف، أم يرى ما لا يراه الآخرون؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
السفير الفرنسي الحالي في العراق، بوريس بوالون من جيل الدبلوماسيين الفرنسيين الشباب (40 عاما)، وكان قد عمل مع الرئيس ساركوزي عندما كان الأخير وزيرا للداخلية، ثم عمل مستشارا للشؤون الخارجية في قصر الإليزيه بمعية ساركوزي بعد أن أصبح الأخير رئيسا، وهو يجيد العربية وله معرفة بقضايا العالم العربي، وسبق أن عملا مستشارا في سفارتي بلده في مسقط والجزائر ويتمتع بثقافة سياسية واهتمامات بالفلسفة، ويتمتع بديناميكية عالية،. ومنذ وصوله العاصمة العراقية وهو يواصل نشاطه الدبلوماسي، فظهر في عدة مقابلات مع وسائل إعلام محلية، و زار عدة مدن عراقية، وجهد لنسج شبكة لا بأس بها من العلاقات مع صناع القرار وأفراد الطبقة السياسية باختلاف أطيافهم داخل العراق.
العراق مختبر حقيقي للديمقراطية في العالم العربي"
أثناء تواجد بوالون في باريس للمشاركة في أعمال مؤتمر سفراء فرنسا الذي عقد في آب/ أغسطس الماضي، أجرت معه بعض الصحف الفرنسية عدة مقابلات. في هذه المقابلات قدم السفير صورة فريدة من نوعها عن العراق، بل أنها بدت غريبة وربما استفزازية في عيون البعض بفرنسا. فرادة الصورة التي قدمها السفير الفرنسي تكمن في أنها تتقاطع، بل تتناقض كليا مع جميع ما تكتبه وتبثه وسائل الإعلام الفرنسية عن العراق، وتتناقض مع التقارير التي يبعث بها مراسلو الصحافة الفرنسية من بغداد، وتختلف بالكامل عن ما يقوله معظم المتخصصين الفرنسيين بالشأن العراقي.
الملاحظات التي ذكرها السفير الفرنسي عن الوضع العراقي كثيرة، وبالإمكان تلخيصها كالتالي (ونحن نستند على المقابلة التي أجرتها معه صحيفة لوفيغارو بتاريخ 31/8/2010 : تنظيم القاعدة فشل في العراق وأعضاؤه بدأوا يفرون من العراق. الرهان على نشوب حرب أهلية بعد الانسحاب الأميركي فشل، بالضد مما كان متوقعا. تقسيم العراق أصبح وراء ظهورنا. الوضع الأمني تحسن، خصوصا بعد تحمل القوات العراقية مسؤولية الملف الأمني. لا وجود لفراغ سياسي هذه الأيام، كما يقال، رغم عدم تشكيل حكومة عراقية جديدة بعد الانتخابات، بل أن هناك برلمان منتخب وهناك حكومة تمارس مهماتها، وهي تنفذ مهماتها بشكل جيد. الخلافات الداخلية الحالية حول تشكيل الحكومة هي دليل عافية سياسية ما دام حلها يعتمد على الحوار، وليس على السلاح، مثلما كان الأمر قبل ثلاث سنوات. الانتخابات الأخيرة هي انتخابات مثالية وهي انتصار للديمقراطية. القوات العسكرية العراقية حققت نجاحات، لم تحققها، مثلا، القوات العسكرية الأفغانية، والفضل في ذلك يعود لعوامل حضارية عراقية، منها، وجود تقاليد قوية للدولة في العراق، فالعراق هو البلد الذي ظهرت فيه كبريات المدن مثل مدينة بابل، ودائما ما كانت في العراق تقاليد عسكرية جعلت منه أن يصبح بروسيا الشرق الأوسط. الأوربيون هم أخر من يحق لهم إعطاء العراقيين دروسا في حل مشاكلهم السياسية الداخلية، ويكفي أن نشاهد ما يجري في ايطاليا وبلجيكا حتى نتيقن من ذلك.
لكن أهم ما ورد على لسان السفير العراقي وأثار حفيظة الآخرين هو قوله، حرفيا، ردا على سؤال فيما إذا كانت الحرب الأميركية على العراق تعتبر، في نهاية المطاف، ناجحة؟ : " بالطبع، كانت الحرب الأميركية ناجحة، والعراقيون يقولون إن تدخل الحلفاء عام 2003 كلفهم ثمنا باهضا في الأرواح وفي تدمير البنى التحتية، ولكنهم يقولون، أيضا، إن التدخل حرر بلادهم. وبالتالي فأن المحصلة هي إيجابية وسلبية في آن واحد. والعراقيون يقدرون ثمار العملية الديمقراطية الجارية والمتمثلة في حرية الصحافة وبروز منظمات المجتمع المدني وحرية تشكيل الأحزاب والانتخابات الديمقراطية المثالية، وهذه كلها وقائع على الأرض. إن علينا أن نبتعد تماما عن المواقف الآيدولوجية عندما نعطي تقييما للوضع العراقي. العراق الحالي هو مختبر حقيقي للديمقراطية في العالم العربي، وهنا، في العراق، سيتحدد مستقبل الديمقراطية في المنطقة. العراق سيصبح في المستقبل نموذجا سياسيا يحتذى به من قبل جيرانه. وهذا كله تم، سواء أردنا أو لم نرد، بفضل التدخل الأميركي عام 2003. أما إذا كانت هذه القضايا تستحق العناء أولا، فأن هذا سؤال يجيب عليه العراقيون أنفسهم."
تهمة المحافظين الجدد
أقوال السفير الفرنسي أثارت، كما قلنا، حفيظة البعض في فرنسا، وخلفت وما تزال ردود أفعال مستمرة (أخر أشارة تهكمية لتصريح السفير الفرنسي هي التي وردت في التقرير الذي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية قبل يومين لمراسها في بغداد). لن نتوقف عند كل الردود، وسنهتم برد واحد هو الذي نشره الباحث الفرنسي البارز، باسكال بونيفاس pascal Boniface، مدير معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية (IRIS ).
رد الباحث بونيفاس جاء على شكل تساؤلات، وليس بجمل تقريرية راسخة وواثقة من نفسها، وتركز الرد حول قول السفير الفرنسي الذي ذكرناه أعلاه "بالطبع، الحرب الأميركية على العراق كانت ناجحة... الخ."
أجمالا، بالإمكان تلخيص ما ورد في الرد بما يلي: السفير الفرنسي يتحدث عن الأوضاع في العراق بوحي من تأثره بأفكار المحافظين الجدد في أميركا. بالطبع، سيصبح العراق في يوم من الأيام ديمقراطيا ومسالما ومستقرا، ولكن هل أن حرب عام 2003 هي العامل الحقيقي لذلك؟ أما كان بالإمكان أن تتحقق هذه الأهداف بوسائل أخرى؟ هل يبرر إسقاط ديكتاتور ما شن حرب؟ وإذا كان الجواب بنعم، فلماذا لا تتم الاستعانة بالحروب للتخلص من ديكتاتوريين آخرين، هم أيضا قساة، وما يزالون يحكمون؟ معارضة فرنسا للحرب التي شنتها أمريكا على العراق جعلها تحظى بمكانة بارزة وباحترام وتقدير العالم.
ويختتم بونيفاس رده على السفير الفرنسي بالتساؤل التالي :" هل من المناسب أن نعبر عن رضانا عن عمل (يعني الحرب على العراق) اعتبره العالم كله واحدا من الأخطاء الإستراتيجية والأخلاقية الشنيعة التي اقترفها جورج بوش، والتي حصلت فرنسا بسبب إدانتها الشجاعة له على مكانة مميزة وعلى شعبية في العالم كله؟ "
أيهما أكثر ابتعادا عن المواقف الآيدولوجية؟
فيما يخص تهمة الوقوع تحت تأثير فكر المحافظين الجدد، فنحن شخصيا لا نعرف، ولا يهمنا أن نعرف أن كان هذا السفير الفرنسي الشاب تلميذا عند رامسفيلد أو بول فولفتز أو بول كاغان، أو كان محررا في (وكيلي ستاندرد). ولعله، بالفعل يستوحي أفكاره من فلسفتهم، لكن تهمة كهذه ليست لها علاقة، حتى لو كانت صحيحة، فيما يتعلق بالصورة التي قدمها السفير عن الوضع العراقي. فالسفير الفرنسي لم (ينظر)، ولم يقدم تحليلا، بقدر ما قدم مشاهدات يومية، وتحدث عن معايشة على أرض الواقع العراقي. السفير أشار إلى وقائع يقول إنه يلمسها لمس اليد، يوميا، على الأرض العراقية. وهو لا يصدر، هنا، أحكاما أخلاقية، إنما يتحدث عن تفاعل لكيمياء عراقية خالصة، أي أنه يتحدث عن أمور تخص طبيعة المجتمع العراقي، ومدى قبول أو رفض العراقيين لما يسميها السفير بالتحولات الديمقراطية الجارية في بلادهم. والسفير الفرنسي على صواب عندما يقارن بين الوضعين الأفغانستاني والعراقي.
نعتقد أن الاختلاف الكبير بين ما يقوله الدبلوماسي وما يقوله الباحث يكمن في نقطتين، أولهما أن السفير الفرنسي يتحدث عن الوضع العراقي، بالضبط، بعيدا عن أي موقف آيدولوجي سياسي أو أخلاقي معد مسبقا، ويحاول الابتعاد ما أمكنه عن الشعاراتية. وإذا كان للايدولوجيا هنا حضور، فهي حاضرة، بالأحرى، في رد الباحث بينوفاس. نقطة الاختلاف الثانية تكمن في تحديد وتعريف ما هو ثانوي عابر وما هو استراتيجي بعيد المدى في الوضع العراقي.
الباحث بينوفاس يرى، وهو على حق، أن الحرب، أي حرب، هي، من حيث المبدأ، أسلوب غير أخلاقي وغير شرعي لحل المشاكل، وأن الحرب والاحتلال الأجنبي ليسا الوسيلة الشرعية والوحيدة للتخلص من نظام سياسي، حتى لو كان هذا النظام مغرقا في ديكتاتوريته. لكن السفير الفرنسي لا يتحدث، هنا، عن حرب ستقع ويتوجب اتخاذ موقف، سياسي أو أخلاقي، إزاءها، وإنما عن حرب حدثت وانتهت وخلقت نتائجها الخاصة بها. والأمر يتعلق الآن بتقييم النتائج.
وهنا، بالضبط، تظهر نقطة الخلاف أو الاتفاق عندما يتم الحديث عن الحرب الأميركية على العراق، وعن نتائجها، ويظهر رأيان،سواء في داخل فرنسا أو وخارجها. الرأي الأول، وهو الأكثرية، يرى أن الحرب التي شنتها أميركا على العراق وأسقطت نظام صدام حسين هي، باطل، وكل ما نتج عنها باطل. حتى لو كانت النتائج التخلص من نظام ديكتاتوري، وفتح طريق نحو تحول ديمقراطي؟ نعم، حتى لو تم ذلك، لأن كل ما بني على باطل هو باطل.
هذا الرأي يمثل، كما قلنا، الأكثرية، وتلتقي عنده الملائكة والشياطين: حركات الإرهاب العالمي، كتنظيم القاعدة، والحركات الإسلاموية المتشددة والتكفيرية، اليسار بكل مدارسه، اليمين المتطرف، الحركات المسالمة المناهضة للعنف (باسفيست)، أنصار نظام صدام حسين... الخ. هل يعني هذا أن جميع هولاء في سلة واحدة، أو أنهم جميعا عملاء لنظام صدام حسين، أو أن جميع هولاء يساندون الديكتاتورية ويناهضون التحولات الديمقراطية؟ بمعنى أخر، هل يتساوى يساري يدين الحرب الأميركية على العراق، مع إرهابي من تنظيم القاعدة، مثلا، أو مع بعثي قيادي فقد كل امتيازاته؟ بالتأكيد لا. وهذا السؤال وجوابه ينطبقان، أيضا، على الفريق الأخر. أي، ليس كل من يرى أن الحرب الأميركية على العراق فتحت بابا للتحول الديمقراطي يصبح، بالضرورة، وكتحصيل حاصل، بوقا لصقور المحافظين الجدد.
ثم، ما هي "الوسائل" الأخرى التي كان يتوجب الاستعانة بها للتخلص من نظام صدام حسين؟ ونؤكد أن سؤالنا هذا لا يتعلق بشرعية أو عدم شرعية الحرب الأميركية التي أسقطت نظام صدام حسين، بقدر ما يتعلق برصد "التناقض" الذي ينطوي عليه كلام الباحث بينوفاس، وكلام اليسار الفرنسي تحديدا، واليسار العربي والدولي بشأن الحرب على العراق.
ما يقوله الباحث الفرنسي يذكرنا بذاك الشعار المتناقض الذي كانت ترفعه بعض أوساط اليسار، عشية الحرب الأميركية على العراق، والقائل (لا لصدام حسين، لا للحرب). وهذا التناقض، أو هذه "الشاعرية" ما تزال تطغي على خطاب اليسار الفرنسي، ويبدو أن السيد بينوفاس ليس بعيدا تماما عن هذا الخطاب. بينوفاس يتحدث الآن ونحن في عام 2010 كما لو أنه يتحدث في الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان يقدم استشاراته لمجموعة الاشتراكيين داخل البرلمان الفرنسي، أو عندما كان مستشارا في مكتبي الوزيرين الاشتراكيين، جان- بير شفنمو وبير جوكس.
يرى بينوفاس،أيضا في معرض تفنيده لما ذكره السفير الفرنسي: " إن الحرب على العراق ساهمت في تعميق حال اللاستقرار في المنطقة، وفي زيادة حدة الإرهاب، وعززت موقع إيران في المنطقة ورسخت مواقع القوى الراديكالية داخل النظام الإيراني، وعمقت الفجوة بين العالمين الإسلامي والغربي." ومن جديد، نكرر ما علاقة هذه الأمور، حتى لو كانت تشخيصات صائبة، بالحال العراقية التي ظهرت للوجود بعد الحرب؟ ثم، وتنويعا لهذا الكلام، نقول: هل من الخطأ أن يقال أن هذه الحرب نفسها ساهمت، كذلك، في تمهيد الطريق أمام تحولات ديمقراطية جذرية تحدث لأول مرة في العراق وفي المنطقة، وفي زيادة فشل مشروع تنظيم الحركات الإرهابية، كتنظيم القاعدة، ومهدت الطريق، لأول مرة، لإمكانية إجراء عملية تصالح تاريخي بين الإسلام، بشقيه الشيعي والسني، وبين الديمقراطية الغربية، كنظام سياسي، أولا، وربما كممارسة اجتماعية، لاحقا؟
ونرجو من القارئ أن يلاحظ مدى التحفظ في كلامنا عندما نقول "مهدت، وفتحت، وساهمت" في فتح الطريق نحو التحول الديمقراطي. أي، أننا نقول إن الأمور ما تزال في بداياتها، وقد تنقلب رأسا على عقب. فالأمر كله مرهون بكيفية حسم الصراعات الدائرة داخل العراق، وتحديد الطريق الذي ستسير عليه. وهذه عملية معقدة جدا وتستغرق وقتا طويلا، بل هي بدون سقف تاريخي. ولهذا، فأن السفير الفرنسي على حق عندما قال: "العراق مختبر للديمقراطية"، ولم يقل إنه أصبح "واحة ديمقراطية". والفرق شاسع جدا بين التعبيرين.
أما ما يقوله الباحث بينوفاس عن اختراق الخارجية الفرنسية حاليا من قبل أنصار المحافظين الجدد، أو ما يقوله عن التضحية بشعبية فرنسا، التي يقول أنها حصلت عليها بفضل معارضتها للحرب على العراق، لقاء ضمان المصالح الاقتصادية الفرنسية في العراق، فهذه كلها قضايا داخلية فرنسية ليست لها علاقة ب"المختبر" أو بالأحرى "المرجل الديمقراطي" العراقي الذي ما يزال يغلي ويغلي ويغلي:أما أن ينفجر، كما تسعى وتريد قوى عراقية داخلية وقوى إقليمية، فيلحق دمارا هائلا بالعراق، أو يواصل غليانه بشكل طبيعي، ويصل لمراحله الأخيرة بسلام، ويصبح واحة ديمقراطية، وعندها يلحق، هذه المرة، دمارا هائلا بالعقل العربي الشرقي التقليدي، داخل العراق وفي المنطقة.
التعليقات
تعليق
ن ف -للسفير الفرنسي رأي كما للناس آراء! المهم هنا ليس رأي زيد أو تحليل عبيد، إنما ((هو كيفية حسم الصراعات الدائرة داخل العراق، وتحديد الطريق الذي ستسير عليه)) كما أسلف الكاتب. برأي المتواضع أن حسم الصراعات أو جزءا منها يتم بمصافحة نوري المالكي ((رئيس الوزراء المنتهية ولايته)) للفائز في الإنتخابات التي اجريت منذ أكثر من سبعة أشهر (تحديداً في السابع من آذار/ مارس) والتنازل عن السلطة بشكل حضاري كيما يترسّخ عندنا مفهوم تداول السلطة ((وهي ممارسة ديموقراطية دون شك)). بذلك يتحقّق التالي: أولاً، يدخل نوري المالكي التاريخ من أوسع أبوابه. وثانياً، نكون بذلك قد وضعنا اللبنة الاولى في ((بتلو)) الديموقراطية. إن جدلية أو شرعية الحرب من عدمها لا تهمني الآن لأنها وقعت ومضى عليها زمن، إلا أن الذي يهمني الآن هو سبّابة المواطن العراقي التي لوّنها / لوّثها بالحبر البنفسجي. وما يهمني تحديداً هو: هل ما آلت إليه الإنتخابات في العراق ((تستاهل)) التضحية التي قدّمها المواطن من أجلها؟ إذا علمنا أن الشعب العراقي كله خرج متحدياً الإرهاب كله من أجل أن يمارس حقه في الإنتخاب ومن أجل أن يحظى بحياة حرّة كريمة! الهوامش: بتلو: هو أساس البيت الذي كنا نرشّه بالماء حين كنا صغاراُ ليزداد صلابة.
تعليق
ن ف -للسفير الفرنسي رأي كما للناس آراء! المهم هنا ليس رأي زيد أو تحليل عبيد، إنما ((هو كيفية حسم الصراعات الدائرة داخل العراق، وتحديد الطريق الذي ستسير عليه)) كما أسلف الكاتب. برأي المتواضع أن حسم الصراعات أو جزءا منها يتم بمصافحة نوري المالكي ((رئيس الوزراء المنتهية ولايته)) للفائز في الإنتخابات التي اجريت منذ أكثر من سبعة أشهر (تحديداً في السابع من آذار/ مارس) والتنازل عن السلطة بشكل حضاري كيما يترسّخ عندنا مفهوم تداول السلطة ((وهي ممارسة ديموقراطية دون شك)). بذلك يتحقّق التالي: أولاً، يدخل نوري المالكي التاريخ من أوسع أبوابه. وثانياً، نكون بذلك قد وضعنا اللبنة الاولى في ((بتلو)) الديموقراطية. إن جدلية أو شرعية الحرب من عدمها لا تهمني الآن لأنها وقعت ومضى عليها زمن، إلا أن الذي يهمني الآن هو سبّابة المواطن العراقي التي لوّنها / لوّثها بالحبر البنفسجي. وما يهمني تحديداً هو: هل ما آلت إليه الإنتخابات في العراق ((تستاهل)) التضحية التي قدّمها المواطن من أجلها؟ إذا علمنا أن الشعب العراقي كله خرج متحدياً الإرهاب كله من أجل أن يمارس حقه في الإنتخاب ومن أجل أن يحظى بحياة حرّة كريمة! الهوامش: بتلو: هو أساس البيت الذي كنا نرشّه بالماء حين كنا صغاراُ ليزداد صلابة.
الحرب فعلا نجحت
ابن الفرات -الحرب على العراق حققت اهدافا فعلا فقد تم تدمير البنية التحتية بالكامل والانكى من هذا هو تدمير البنية التحتية للشعب العراقي وهو المستهدف الاول، تدمير النخبة من هذا الشعب الحي، اما بالقتل او التهجير ، النخبة اليوم هي خارج العراق ومنتشرة في المعمرة كافة، اساتذة الجامعة في كل بلدان العالم منهدسون واطباء وفي اشهر مستشفيات وجامعات ومصانع العالم يعملون، هذا هو المطلوب ترك العراق للجهلاء لاجل السيطره عليه بسهوله. امريكا حطمت العراق لاجل عيون الصهيونية، اليس ساركوزي صديق الصهاينه وكذا السفير الفرنسي. العراق اليوم فيه دكتاتوريه اعتى من دكتاتوريه صدام. المليشيات هي التي تحكم العراق اليوم ومليشيات من المليشيات التابعة لايران.
To N F
AL-saady -Nf never to baathparti igen,do you know.
To N F
AL-saady -Nf never to baathparti igen,do you know.
إلى المعلق الثالث
ن ف -أتفق معك تماماً! إذ لا ينبغي أن يعود حزب البعث الفاشي إلى دفة الحكم في العراق لأسباب يعلمها القاصي والداني. ولكن ما لفت انتباهي في تعليقك هو أنك لا تجيد القراءة، ولست أدري هل هو بسبب الغموض الذي يكتنف لغتنا أم أنك لم تحظى بتعليم منتظم، إذ ليس في تعليقي ما يوحي، لا من قريب ولا حتى من بعيد، باني مؤسس حزب البعث أو أحد أهم أركانه! إن انتقاد الوضع الحالي لا يعني بالضرورة إننا نفاضل بين هذا النظام أو ذاك. فما أسوء من النظام الحالي إلا النظام البائد والعكس صحيح. ولله في خلقه شجون وشؤون! ملاحظة: لغتك الانجليزية ركيكة جداً.
إلى المعلق الثالث
ن ف -أتفق معك تماماً! إذ لا ينبغي أن يعود حزب البعث الفاشي إلى دفة الحكم في العراق لأسباب يعلمها القاصي والداني. ولكن ما لفت انتباهي في تعليقك هو أنك لا تجيد القراءة، ولست أدري هل هو بسبب الغموض الذي يكتنف لغتنا أم أنك لم تحظى بتعليم منتظم، إذ ليس في تعليقي ما يوحي، لا من قريب ولا حتى من بعيد، باني مؤسس حزب البعث أو أحد أهم أركانه! إن انتقاد الوضع الحالي لا يعني بالضرورة إننا نفاضل بين هذا النظام أو ذاك. فما أسوء من النظام الحالي إلا النظام البائد والعكس صحيح. ولله في خلقه شجون وشؤون! ملاحظة: لغتك الانجليزية ركيكة جداً.
عين المنصف
احمد المهاجر -كل ما نطق به السفير الفرنسي هو عين الصواب والحقيقه والسبب ببساطه شديده جدا ان الرجل يتكلم بواقعيه ومنطقيه وحياديه عندما يشخص الحاله العراقيه وهذا ما يفتقره البعض الاخر عندما يريد ان يتكلم او يشخص الحاله العراقيه لان السفير لا ينطلق مما ينطلق منه البعض فهو لم يتضرر من التغيير الذي حصل في العراق والذي يجعل الاخرين المتضررين من ايتام البعث وقائد الحفرة يتباكون ويذرفون دموع التماسيح.شكرا للنشر
تحرير العراق
شلال مهدي الجبوري -انا ارى ان ماقام به الامريكان في اسقاط صدام ونظامه البعثي مايشبه تحرير المانيا من النازية من قبل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.اليوم العراق محاصر من قبل كل الدول الاقليمية ومايسمى المحيط العربي لاجل اسقاط التجربة الديمقراطية وبالتحالف مع بقايا شراذم البعث المتحالفة مع القاعدة والتي تقود الارهاب او من خلال القوى الدينية المعادية للديمقراطية والتي تضع العصا امام التحول صوب بناء الدولة الديمقراطية الحديثة. انا مواطن عراقي ارى العراق يمر بمرحلة انتقالية صعبه وسوف يتجاوز العراق هذه المرحلة وفي آخر المطاف ستنتصر ارادة الشعب العراقي وتنتصر العملية السياسية الديمقراطية.قال الفيلسوف الالماني هيكل ان ولادة الاشياء العظيمة دائما مصحوبة بألم. ماجرى بالعراق هو شئ عظيم وانتصاره سيكون له تاثير كبير على عموم منطقة الشرق الاوسط ولذلك نرى الانظمة الاستبدادية في المنطقة تبذل المستحيل لاجل افشال التجربة الديمقراطية بالعراق .على قناعة وثقة وتفائل كبير ان مستقبل العراق دولة اتحادية علمانية ليبرالية ديمقراطية نموذجية بالمنطقة.فهو مجرد وقت لا اكثر وطبعا لاننسى الرعاية الامريكية لها. الف قبلة وتحية وشكر للرئيس الامريكي السابق دبليو جورج بوش محرر العراق من النازية البعثيةارجو نشر تعليقي
تحرير العراق
شلال مهدي الجبوري -انا ارى ان ماقام به الامريكان في اسقاط صدام ونظامه البعثي مايشبه تحرير المانيا من النازية من قبل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.اليوم العراق محاصر من قبل كل الدول الاقليمية ومايسمى المحيط العربي لاجل اسقاط التجربة الديمقراطية وبالتحالف مع بقايا شراذم البعث المتحالفة مع القاعدة والتي تقود الارهاب او من خلال القوى الدينية المعادية للديمقراطية والتي تضع العصا امام التحول صوب بناء الدولة الديمقراطية الحديثة. انا مواطن عراقي ارى العراق يمر بمرحلة انتقالية صعبه وسوف يتجاوز العراق هذه المرحلة وفي آخر المطاف ستنتصر ارادة الشعب العراقي وتنتصر العملية السياسية الديمقراطية.قال الفيلسوف الالماني هيكل ان ولادة الاشياء العظيمة دائما مصحوبة بألم. ماجرى بالعراق هو شئ عظيم وانتصاره سيكون له تاثير كبير على عموم منطقة الشرق الاوسط ولذلك نرى الانظمة الاستبدادية في المنطقة تبذل المستحيل لاجل افشال التجربة الديمقراطية بالعراق .على قناعة وثقة وتفائل كبير ان مستقبل العراق دولة اتحادية علمانية ليبرالية ديمقراطية نموذجية بالمنطقة.فهو مجرد وقت لا اكثر وطبعا لاننسى الرعاية الامريكية لها. الف قبلة وتحية وشكر للرئيس الامريكي السابق دبليو جورج بوش محرر العراق من النازية البعثيةارجو نشر تعليقي
الديمقراطية منتصرة
سالم سلمان -شكرا للسيد الكاتب على هذا المقال القيم ، ولكن يا أستاذ حضر نفسك وربما سيرد عليك الحاقدون على عراق ما بعد صدام بأن هذا السفير الفرنسي على خطأ لأنه خيب أملهم ولم يقل أن العراق غارق في بحر الظلمات ، أو أنه صارة إيرانية مستعمرة ، هذا السفير قال الحق وأغلبهم للحق كارهون