عام يمضي.. ومازلنا على « قيد الحياة وسائر الحكام»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
و... عام آخر لملم آخر أوراقه، وعدَّ الساعات والدقائق، وقد حسبها دهراً لكي يفرَّ من نفسه، وربما يفرَّ منا..
عام آخر يضاف إلى سيل أيامنا التي أصابها القحط والجدب جرّاء انتظارنا للأماني التي نمنُّ قلوبنا التعبة نحو رغبة نشتهيها بتحقيق شيء من أجندة الأماني والأحلام التي وضعناها أمام أعيننا قبل أن نبدأ في تمزيق أو إيقاظ شجيرات العام الجديد، لكنها.. الأحلام الشقيات تنأى.. تنأى، وتتركنا في حيرة الغياب، وقلق الحضور.
نتطلع بالقلوب ذاتها باتجاه فرح نريدُ اقتناصَهُ، ونقنعُ أنفسَنا أننا صرنا قاب قُبْلتين أو أدنى أو أعلى قليلاً، بيد أننا لا نفقه، ولا نفهم أنّا نصطاد سراب الوهم، ونحارب طواحين الجهات المكسورة، أو هكذا نزعم حتى نحافظ على بقايا رماد الأيام التي هرقناها يوماً دون رحمة على إسفلت الحياة، ونريد لهذه البقايا أن تستولد ناراً من أمنية منشودة، وأمل مرتجى.. لكن هيهات، ويكون صيدنا من جديد قبض الريح في أوج أوارها وفحولتها.
إنها الريح التي لا تجري، فلا نجري، كأن" الريح مسمار على الصلصال، تحفر قبونا فننام مثل النمل في القبو الصغير" كما قالها يوماً الحاضر بيننا بشراسة، والذي يأبى أن يتركنا لأحوالنا وأحزاننا في قفار الله الفسيحة لكنها الجَدِبَة، ويحبنا في أقصى المدى.. ابن الدرويش محمود.
فالآمال المرتجاة لم يعد لنا نصيبٌ في الفوز بها، ولم تعد لقلوبنا التعبة أية فسحة لرؤية الغد الأبهى والأكثر إشراقاً كما أبدع الشعراء في اشتعال نار الوهم في رؤوس أصابعنا، الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون، وهم في وعودهم لنا وكذبهم علينا إنما يقترفون أعذب المعاصي وهي القصائد الجميلة التي تُجمّل الحياة في عيوننا، ونشعر أننا ورغم فيض مآسينا وعظيم آلامنا أننا مازلنا على قيد هذه الحياة، ونقول بحناجر صدئة : تحيا الحياة.. تحيا الحياة رغم رايات الطواغيت السود، ورغم الموت المجاني الذي قد نجنيه، ونحن نرفع هاماتنا للشمس، ونعلنها ساعة جسارة، وفتوة، ساعة لعنة لكلِّ متَعلُّقٍ بطين الجُبْنِ والخوف من حفيف ورقة ذات نهار قائظ، حيث لا ظلمة.. لا رطوبة... ولا حيطان صمّاء.
هذه الحياة التي نشعر أنها غبنتنا، وظلمتنا، وضربتنا على قفا أيادينا كثيراً.. لكننا الذين تربينا على " الخبز الحافي" لا نضعُ عقولنا في رؤوسنا، ولا نفكر أننا نضحك على ذواتنا قبل أن نضحك على أي آخر يدبُّ على هذه الأرض، ومازلنا رغم كل اقترافات الحياة نحبُّها.. نحبُّها، ونحن روحياً جاهزون أن نبذل في سبيلها كلَّ غال ونفيس.
تقترب السنة الجديدة، ولن أقول العام الجديد لشأن في البلاغة المشتهاة، تقترب، فنتحسس أطراف أثوابنا الرثة، هل وصل إليها الحريق؟ نتلمس قلوبنا- القلوب إياها - التي داهمها العجز، وغزاها التشحُّم والتَّشظِّي، هل مازالت تنتظر فرجاً يأتي، ولا يأتي، فتزداد تفحماً وترمداً؟؟
ننظر إلى أطراف أصابعنا وذؤابات الشعر التي كانت يوماً غابة وقرنفلة وملعباً لأصابع الحبيبة، فلا تبصر عيوننا غير هذه الصحراء التي تلتهم كلَّ جميل فينا.. فنخجل منا من أنفس ذوتْ، وذابت في وعلى موائد الآخرين.
ننظر إلى الأيام التي تهرّبت منا أو هربنا نحن منها، فلا نلقى غير السراب، كم حلماً أجهضناه؟! كم قصة عشق تركناها تموت على قارعة الصبر؟!
كم خسارة كبيرة ألحقت، وستلحق بنا، ونحن ننظر بخوف إلى خلف أيامنا، ونغلق هذه العيون المريضة نحو الأمام.. خوفاً من الغد والأمام؟؟
في السنة الكبيسة الماضية فقدنا أحبة كثيرين، بكت عيوننا على فقدهم ورحيلهم المبكر، وأقنعنا أنفسنا إنهم الأروع منا، وكانوا الأجدر منا بالحياة، ولأنهم كانوا عظماء فقد غدوا قرباناً لنا، لكننا نسينا فضلهم.. نسيناهم، ونحن نقاتل في معركة البحث عن ضياعنا الرهيب.. وفقدنا قبل هؤلاء " حالنا" من يعيد لنا ذواتنا.. قلوبنا.. أحلامنا المهيضة الجناح؟ بالتأكيد لا أحد.
في السنة الماضية، لم نربح غير الخسارة، فهل أبلغ من الخسارة إلاها؟؟
لكننا نقول: "الحياة حلوة.. يقولها العصفور، ويرتمي ميتاً تحت حذاء الصياد" أوف: هل عدنا إلى الشعر ثانية.. إلى رياض الصالح.. إلى الوهم من جديد؟؟
إنها لعنة الشعراء الأبدية واللذيذة التي ستلحق بنا، وسنحلم أننا نحب الحياة، رغم الأذى والجحود.
التعليقات
مادة جميلة
سليمان أوسو -حقيقة الحياة مما نتوقع ونظل نتمسك بها إلى آخر رمق، ونبذل الغالي والرخيص من أجلها، رغم ان الكثير مما نطمح إليه لا يتحقق في يوم وليلةكما أخبرنا الاستاذ عمر كوجريمادة جميلة فيها مسحة شعرية موظفة توظيفاً راقياً
کن إيجابيا کالترکمان
فاضل عثمان -هذه النظرة التشاٶمية للحياة لاتصدر إلا عن رٶية کردية ضحلة للحياة ولو قد تم طرح نفس الفکرة من جانب کاتب عربي او ترکماني مثلا لرأيتم تفاٶلا و تطلعا إيجابيا للحياة و بشکل عام فإن الترکمان متفائلون و إيجابيون والاجدر بهذا الکاتب ان يقتدي بالترکمان.
کن إيجابيا کالترکمان
فاضل عثمان -هذه النظرة التشاٶمية للحياة لاتصدر إلا عن رٶية کردية ضحلة للحياة ولو قد تم طرح نفس الفکرة من جانب کاتب عربي او ترکماني مثلا لرأيتم تفاٶلا و تطلعا إيجابيا للحياة و بشکل عام فإن الترکمان متفائلون و إيجابيون والاجدر بهذا الکاتب ان يقتدي بالترکمان.
تركمان
نزيه -قيل قديما ان التركمان احفاد للجن وهنا فاضل يأصل تلك المقولة بعدم المبالاة بالاوضاع والتنحي نحو التطبيل والتزمير كالغجر
وكل عام وأنتم بخير
diyar -أنك أصبت كبد الحقيقة هذا هو واقعنا الذي فرض علينا بقوة الحديد والنار وأرجوا من جميع ألأخوة عدم ألرد على الدونكيشوت عثمان وتجميده لأنه فقط يريد أن يشوه سمعة التركمان والسلام عليكم وكل عام وأنتم بخير
وكل عام وأنتم بخير
diyar -أنك أصبت كبد الحقيقة هذا هو واقعنا الذي فرض علينا بقوة الحديد والنار وأرجوا من جميع ألأخوة عدم ألرد على الدونكيشوت عثمان وتجميده لأنه فقط يريد أن يشوه سمعة التركمان والسلام عليكم وكل عام وأنتم بخير
وكيف عرفت
سليم دعدوش -يبدو ان السيد فاضل مصاب بداء اسمه معاداة الكردكيف عرفت بالله عليك ان الكاتب انطلق من نظرة كردية ضحلة ولا مليئة؟؟الرجل لم يتكلم عن الكرد مطلقاحرام عليك ياسيد فاضلكلنا نحترم ونقدر جهود أي كاتب دون النظر لدينه أو عرقهوالكاتب عمر كوجري يكتب نصوصا تفيض بالإنسانية والمحبة وانا اتابعه دائماولا ينطلق من نظرة ضيقةبكل الاحوال سامحك الله ياسيد فاضل
jahel
ali -قبل كل شئ كل عام والاف بخير٠ اكتب تعليقي هذا للرد على التركماني الحاقد الذي لايوجد عنده اي هم سوى الهجوم على اسياده الابطال كما يبدو ان الاكراد متصاهرين هذا الطركماني غصبن عنه لايوجد سوى هذا السبب ٠ وسوف تموت بحقدك هذا ٠وكما هو معروف عن التركمان فهم خدم وعبيد عند الاكراد وخفافيش لا يظهرون الا ليلا
jahel
ali -قبل كل شئ كل عام والاف بخير٠ اكتب تعليقي هذا للرد على التركماني الحاقد الذي لايوجد عنده اي هم سوى الهجوم على اسياده الابطال كما يبدو ان الاكراد متصاهرين هذا الطركماني غصبن عنه لايوجد سوى هذا السبب ٠ وسوف تموت بحقدك هذا ٠وكما هو معروف عن التركمان فهم خدم وعبيد عند الاكراد وخفافيش لا يظهرون الا ليلا
la yfhm
ali -حتى لو كان الموضوع عن المريخ تجد المدعو فضولة يهاجم الاكراد تكلم الحقيقة وريح حالك يا ابو لعريف
عليل النفس فازل
عبدلله حمدي -احمل سراجا يافازل .اوقد شعة تبدد عتمة وجدانك،وتشعل النهار في دياجير بصيرتك .انت مريض يافازل.راجع طبيب يعالج داءك .ادعولك بالشفاءالعاجل ولاهلك التركمان طيب المقام
تحياتي
ابراهيم قاسم -تحياتي الى اخي و استاذي الكبير عمر كوجري و انا من المتابعين لمقالاتك القيمة ودائما ننتظر منكم الجديد ووفقك الله
عليل النفس فازل
عبدلله حمدي -احمل سراجا يافازل .اوقد شعة تبدد عتمة وجدانك،وتشعل النهار في دياجير بصيرتك .انت مريض يافازل.راجع طبيب يعالج داءك .ادعولك بالشفاءالعاجل ولاهلك التركمان طيب المقام
دعوا العالم
هيثم جود -من الصعب أن تقنع شخصاً بجدوى أفكارك طالما أنه ينطلق من رؤى موتورة، وربما السيد فاضل ليس تركمانياً أيضاًلكنه تحدث باسمهم لغاية في نفسه، أتصور أن العلاقة بين الكرد والتركمان جيدة رغم أ ن العديد من أحزابها تعادي الكورد جهاراً نهاراً وخاصة الجبهة التركمانية التي تعادي الكرد وهي عميلة لتركيا.. لكن بكل الاحوال المقالة جيدة.. وصاحبها متمكن من فن الكتابةوأحييه.. سواء اكان كوردياأو من اية قومية أخرى
دعوا العالم
هيثم جود -من الصعب أن تقنع شخصاً بجدوى أفكارك طالما أنه ينطلق من رؤى موتورة، وربما السيد فاضل ليس تركمانياً أيضاًلكنه تحدث باسمهم لغاية في نفسه، أتصور أن العلاقة بين الكرد والتركمان جيدة رغم أ ن العديد من أحزابها تعادي الكورد جهاراً نهاراً وخاصة الجبهة التركمانية التي تعادي الكرد وهي عميلة لتركيا.. لكن بكل الاحوال المقالة جيدة.. وصاحبها متمكن من فن الكتابةوأحييه.. سواء اكان كوردياأو من اية قومية أخرى