فضاء الرأي

المصعد الفضائي والإبداع الياباني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من مفكرة سفير عربي في اليابان
تطورت تكنولوجية الاتصالات والمواصلات خلال العقود القليلة الماضية لكي تحول الكرة الأرضية لقرية عولمة صغيرة. وبدأت تزدحم هذه القرية بالسكان وتقل مواردها ويزداد التلوث فيها، ومن المتوقع أن تنفذ طاقتها الحجرية، وأن ترتفع حرارة سطحها، لتؤدي لتزايد الكوارث الطبيعية ونقص الغذاء والمياه. وقد زادت رغبة العلماء في اكتشاف أسرار الكون لإيجاد حلول لهذه التحديات، بل امتد خيالهم لبدأ التفكير في مستوطنات فضائية توفر مساحات جديدة وموارد طبيعية إضافية. وقد حقق التطور التكنولوجي للإنسان غزو الفضاء، وترافق بتكلفة عالية للطاقة لدفع السفن الفضائية لاختراق الجاذبية الأرضية، لذلك، استمرت إبداعات العلماء اليابانيين في تطوير مصعد فضائي يوصل الأرض بمحطة فضائية على بعد 38 ألف كيلومتر، تسهل الحركة للفضاء وتخفض التكلفة. ويبقى السؤال: ما هو المصعد الفضائي؟ وكيف سيصنع سلك طوله 38 ألف كيلومتر أخف من الحديد وأقوى ب 180 مرة؟ وما هو نوع محرك هذا المصعد؟ وكيف ستوفر طاقته؟
عقد المؤتمر الثالث للجمعية اليابانية للمصعد الفضائي، بالجامعة اليابانية بطوكيو، في الثاني عشر من شهر ديسمبر الماضي، وشارك فيه عدد من علماء الفضاء اليابانيين، لمحاولة الإجابة على تلك الأسئلة. واتفق العلماء بأنه من الممكن ربط محطة فضائية بسلك عرضة متر واحد وطوله 38 ألف كيلومتر، لتبقى هذه المحطة في مدار خط الاستواء حول الأرض. وقد يتساءل القارئ: كيف يمكن أن تتعلق كرة صلبة في الفضاء بدون أن تسقط؟ لتسهيل فهم هذا الموضوع، تصور عزيزي القارئ بأنك تلف بيدك كرة صلبة مربوطة بخيط في الهواء، فستلاحظ بأن الكرة طائرة في الجو والخيط مشدود، ما دامت يدك تلف الكرة. وهذا ما يحدث حينما يعلق محطة فضائية بحبل طوله 38 ألف كيلومتر على سطح كوكب الأرض، حيث سيكون الحبل مشدودا، وستكون المحطة ثابتة في الفضاء خارج مجال الجاذبية الأرضية، وفي طبقة فضائية تسمى "بالجيوستشناري". وسيحتاج طبعا المصعد الفضائي لمحرك تشغيل قوي وسريع، ولسلك أقوى من الحديد بحوالي 180 مرة، وبأن يكون خفيف جدا، وذو شد توتري عالي ليتحمل حركة وثقل المصعد، ولأن لا يصدأ بتعرضه للتغيرات الفضائية. فالحاجة ملحة، لمادة جديدة تجمع هذه الخواص، لصنع السلك الفضائي، فما الحل؟
من المعروف بأن الماس هو أقوى مادة في الطبيعة، ويتكون من ذرات كربون متراصة، والمشكلة أنها مادة صلبة ثقيلة ومن الصعب تحويلها لحبل، فهل هناك طريقة للاستفادة من مكونات الماس لصنع الحبل المطلوب؟ ليسمح لي القارئ العزيز بوقفة علمية. لنتصور بأننا أخذنا قطعة صغيرة من الماس وقطعناها ميكروسكوبيا لقطع أصغر وأصغر حتى نصل لجزيئات لا يمكن قطعها أكثر، وتسمى هذه الجزيئات الصغيرة بالذرات. فالذرة أصغر وحدة تشكل المادة، وتتكون مادة الماس من ذرة الكربون، ولو تفحصنا هذه الذرة لوجدناها مشابه للمجموعة الشمسية، نواة مركزية، وتدور في محيطها الالكترونات. ولتسهيل الفكرة لنتصور ذرة غاز الهيدروجين بنواتها المركزية ببروتونه واحده وتدور حولها إلكترون واحد، بينما تتكون مادة الكربون من نواة مركزية مكونة من ستة بروتونات، وتدور حولها ستة الكترونات.
وتربط ذرات الكربون في الماس بعضها ببعض قوة جذب الكترونية عالية، تؤدي لصلابة هذه المادة فلا يمكن كسرها أو تفتيتها بسهولة. بينما تكون ذرات الهيدروجين سهلة الانفصال عن بعضها البعض بسبب ضعف الجذب بين ذراتها، فلذلك تكون مادة غازية متطايرة. وقد أكتشف العلماء بأن دفع تيار من غاز الهيدروجين على ذرات من الكربون، وفي درجة حرارة عالية جدا، تؤدي لاندماج ذرات الهيدروجين مع ذرات الكربون، لتكون جزيئات ألياف أنابيب النانو كربون، التي قطرها أصغر من قطر شعرة الرأس بخمسين ألف مرة. وتغزل هذه الألياف الصغيرة الكترونيا لصنع حبل خفيف الوزن وأقوى من الحديد بحوالي ثلاثمائة مرة، كما يمكن تحويل هذه الألياف لألواح صلبة يمكن الاستفادة منها في صنع المحطة والمصعد الفضائي، وتبقى هناك مشكلة المحرك الفضائي والطاقة التشغيلية.
لقد قام فريق من مهندسي المحركات بالجامعة اليابانية بتصميم محرك ذو قوة دفع نفاثة، ويعتمد على طاقة الليزر، والتي يمكن توفيرها من محطة كهربائية نووية أرضية لارتفاع عشرة كليومتر، وبعدها يمكن أن يعتمد المحرك على الطاقة الشمسية. وسيتكون المصعد الفضائي الياباني المقترح من مركبة تحمل ستة عشر مسافر وأربعة طاقم فضائي، تدفعها محرك تشغيل. ومن المتوقع أن تبدأ الرحلة من مركز بوسط البحر، بجزيرة قرب خط الاستواء. وتبدأ الرحلة بمصعد الكرة الأرضية السريع، والذي سيقطع مسافة قدرها مائة كيلومتر، ليصل "للمحطة الفضائية الأولى،" التي يمكن التمتع فيها بمشاهدة الكرة الأرضية والاستمتاع بكأس من القهوة في المطعم الفضائي. وتستمر الرحلة بتبديل المحرك الكهربائي بمحرك الطاقة الشمسية، لتستمر الرحلة مسافة ألف ومائتي كيلومتر للوصول لمحطة دخول الفضاء، التي يمكن أن يستمتع المسافرون منها برحلة في مركبة تدور حول الكرة الأرضية. وتكمل الرحلة بمصعد "الأجرام الكونية السريع،" في رحلة مسافتها ستة وثلاثين ألف كيلومتر، لتصل "للمحطة متزامنة مع الأرض." ومن هذه لمحطة يستطيع رجال الفضاء تكملة سفرهم للأجرام السماوية الأخرى.
وسيستفيد علماء اليابان من خبرتهم في تصميم القطار المسمى "بقطار الرصاصة" لتطوير المصعد الفضائي. ومن المتوقع أن يكمل علماء اليابان النموذج الهندسي للمصعد الفضائي الياباني في هذا العام، وسيجرب المصعد بعد تكملة تصميمه في المختبرات اليابانية مع بداية عام 2016، كما ستجرب جميع المواد المستخدمة والمحركات التشغيلية في الفضاء عام 2021. وسيبدأ بنائه خارج اليابان، بجزيرة نائية قريبة من خط الاستواء، مع بداية عام 2021، ليكتمل في عام 2030، وستبدأ رحلاته التجارية الفضائية في عام 2031 ولمدة خمس سنوات، وبعدها سيتم التقييم الشامل للمشروع. فهل تصدق عزيزي القارئ إمكانية تحقيق هذا الحلم؟ ولنا لقاء.
سفير مملكة البحرين في اليابان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العلم
safwat -

السلام عليكم كلام نقول عنه خيال وغدا حقيقة اخوتي لدى انسان قدرات عقلية خارقة يجب تنميتها بالعلم واول اية في القران الكريم لرسولنا الحبيب \ اقرا\ فبقراءة ومفهوم القراءة رؤية المشهد العام وتحليل والتفكير والحلول تصل للرقي الانساني وعلم يفيد الانسانية بعد حين الاسلام دين علم و سلام لاحول ولاقوة الا بالله

خطأ علمي فادح !
قلم جاف -

سمك الغلاف الجوي لا يتجاوز 53-60 كيلومتر فقط و ليس 38000 كيلومتر !اعتقد ان القصد هو ان مجموع اطوال السلك قبل لفها مع بعضها البعض هو 38000 كيلومتر لتكون سلك يصل الى المحطة الدولية في المدار الذي يبعد 53 كيلومتر . يا حبذا لو كان في ايلاف مدقق علمي يتحقق من صحة المعلومات قبل النشر , فالفرق شاسع بين 53 و 38000 .

العروج في السماء
عابر ايلاف -

على الذين يصفون معراج النبي بالخرافة ان يخرسوا فالعلم يقول بالإمكانية فكيف بخالق العلم والإنسان ؟!

خطأ علمي فادح
قلم حر -

The notion of a geosynchronous satellite for communication purposes was first published in 1928 (but not widely so) by Herman Potočnik.[1] The idea of a geostationary orbit was first disseminated on a wide scale in a 1945 paper entitled "Extra-Terrestrial Relays — Can Rocket Stations Give Worldwide Radio Coverage?; by British science fiction writer Arthur C. Clarke, published in Wireless World magazine. The orbit, which Clarke first described as useful for broadcast and relay communications satellites,[2] is sometimes called the Clarke Orbit.[3] Similarly, the Clarke Belt is the part of space about 36,000 km (22,000 mi) above sea level, in the plane of the equator, where near-geostationary orbits may be implemented. The Clarke Orbit is about 265,000 km (165,000 mi) long.

تعليق على تعليق
زياد طويل -

نعم العلم والعقل يأخذون بالبشريةالى الامام وعندنا من لايزال بعيدا عن ذلك بعد الثرى عن الثريا!الى صفوت: لا يوجد اي خطاء لان مسافة ال38000كم (في الواقع 36000كم) هي مسافة المدار الثابت الذي توضع عليه مثلا أقمار الاتصالات. الى القلم الجاف: رطب قلمك قليلا. لقد سئمنا ملاحظات الاسلاميين فعند كل تقدم للعلم والعقل لا تجد لديهم من تعليق سوى الاشارة الى إعجازات مزعومة او إشارات من دون فائدة.

رد على زياد الطويل
قلم جاف -

يبلغ ارتفاع مدار محطة الفضاء الدولية 340 كلم فقط ,وعندما ذكرت ان سمك الغلاف الجوي 53 كلم لم اكن اعني بها المدار لان هناك فرق بين المدار وبين الغلاف الجوي .... و كما تلاحض فان الفرق شاسع بين الآلاف التي ذكرها الكاتب و بين هذه الحقائق العلمية المتوفرة للجميع .يبدو انك تحتاج الى بحث بسيط في الانترنت لتجدها بنفسك . و لا اعرف على اي اساس رميتني بتهمة انني اسلامي و لا اؤمن بالعلم فانا على الجانب الآخر تماما...يبدو انك من يحتاج الى التمحيص قليلا فيما كتبت و شكرا