أصداء

إيجابيات من رحم مذبحة كنيسة القديسين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


باستثناء مذبحة كنيسة سيدة النجاة لم تحظ عملية إرهابية في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة بمثل ما حظيت به مذبحة كنيسة القديسين الأخيرة التي وقعت في الإسكندرية. كانت المذبحة بشعة وفضلاً عن أنها ساهمت في فضح عدم إنسانية التطرف والإرهاب، فأنها جذبت أنظار العالم إلى المآسي التي يعاني منها المسيحيون في الشرق الأوسط في واحدة من الحالات النادرة التي يلتفت فيها العالم إلى منطقتنا بمثل هذا الاهتمام. حدثت المذبحة، استشهد العشرات، ترمل أزواج، تيتم أطفال، وفقد البعض كل من لهم على سطح البسيطة. الأمر ليس هيناً إنها مأساة كبرى ستظل محفورة في وجدان الملايين من الأقباط الذين غدر بهم وسط احتفالهم بعيد رأس السنة. إنها مأساة لأن كل قبطي يعتقد بأنه كان من الممكن أن يكون واحداً من الضحايا لو اختار الإرهابيون كنيسة أخرى هدفاً لعمليتهم.

تدريجياً ستهدأ الأمور في الإسكندرية ومصر وستعود الأمور إلى طبيعتها. سينسى الإعلام المذبحة وستخفت الأضواء الملقاة على الأزمة التي يعيشها الأقباط في وطنهم. وتبقى الأسئلة الصعبة المتعلقة بالأوضاع المتردية التي شكلت بيئة خصبة للإرهاب. فهل ستعود اسطوانة الاضطهاد للدوران من جديد؟ وهل ستطل علينا من جديد قصص اختفاء الفتيات؟ وهل ستتردد علينا مرة أخرى أنباء رفض بناء الكنائس؟ وهل سترن في أذاننا بين الحين والأخر أخبار اعتداءات على مصالح قبطية؟ وهل ستظهر الوجوه التكفيرية على شاشات الفضائيات تطعن في صحة عقيدة المسيحيين كما كانت قبل المذبحة؟ إنها أمور ربما تحدث، وهي إن حدثت فهي ستخدث لأنه من المستحيل أن تتغير الأمور كلها في يوم وليلة، وهي ستحدث لأن ردود الفعل الحكومية على المذبحة التي اتسمت بالعاطفية والتشنج لم تطرح حلولاً جذرية لمشكلة التطرف التي تنخر في عمود مصر الفقري.

ولكن وسط المشهد المأساوي علينا أن نعترف بأنه كانت هناك بعض الإيجابيات الذي ولدت من رحم الأزمة المريرة التي عاشها الأقباط. من أهم الإيجابيات التي رأيناها في هذا الأسبوع هو ارتفاع صوت النخبة المثقفة التي أعلنت توحدها مع الأقباط في أزمتهم. لم يكن للمثقفين ظهور بارز عندما كانت تشتعل مصر بأحداث طائفية في الماضي. كان الأقباط يعتبون كثيراً على النخبة المصرية المثقفة ارتفاع صوتها عند كل أزمة خارجية حدثت لمسلمين أو عرب في غزة أو لبنان أو العراق أو أفغانستان واختفاء صوتها تماماً مع أي عملية إرهابية تعرض لها الأقباط. ولكن يبدو أن الدماء الكثيرة التي سفكت في كنيسة القديسين بالإسكندرية قد أيقظت ضمائر المثقفين فهرعوا يحتضنون الأقباط ويتحدثون بصوت مسموع عن معاناة واحتياجات شركاء الوطن الضعفاء المظلومين.

كشفت التغطية الإعلامية لمذبحة الإسكندرية عن الغث والسمين في الإعلام المصري. لست ممن ينجذبون بمعسول الكلام أو ينخدعون بالدموع المنسالة أمام الكاميرات حتى أصدق كل ما قيل ويقال عن المذبحة، ولكن من المؤكد أنه كانت هناك تغطية صادقة من قبل بعض الإعلاميين. لعلها المرة الأولى التي تتناول فيها شاشات الدولة متاعب المسيحيين عن حق من دون الاكتفاء باستخدام "أقباط الحكومة" في التعبير عن الحالة الوردية للوحدة الوطنية. كان هناك تعامل واقعي مع الأمور واستمعنا لإعلاميين محسوبين على الدولة يطالبون بسن قانون العبادة الموحد ورأينا صحفيين حكوميين يشددون على أهمية ترسيخ مبدأ المواطنة من دون مواربة وينددون باستبعاد الأقباط من الوظائف السيادية بالدولة. هذه كلها أمور إيجابية لم نعتدها من قبل. لم تعد كل الأمور على مايرام كما كنا نعتدها من قبل. صًارت هناك قضية وصارت هناك مطالب وحقوق يتباها ليس الأقباط فحسب ولكن بعض من شركاء الوطن الواعين.

مئات المسيحيين راحوا ضحية التطرف والإرهاب في العقود الأربعة الماضية، ومن المؤسف أن كل الجهود القبطية للمطالبة بحقوق دمائهم لم تنجح لأن الأقباط لم يتلقوا المساندة المطلوبة من رموز المجتمع المصري كالمثقفين والإعلاميين. ولكن الأمور تبدو أفضل اليوم بفضل انضمام مجموعات ذات تأثير كبير إلى صفوف الأقباط. لم تضع دماء شهداء كنيسة القديسين هباء ولن يسمح أحد بأن تضيع هذا ما تعهد به الكثيرون من المثقفين والإعلاميين هذا الأسبوع. صارت هناك صفحة جديدة هكذا قالوا. وقالوا أيضاً أنه صار هناك ما هو قبل مذبحة كنيسة القديسين وما بعدها. ربما كان هناك أمل في جديد جيد. ولهذ تبدو تحية دماء الشهداء الأبرار واجبة. تحية لمن أوقظوا ضمير الكثيرين من مثقفي وإعلاميي مصر. تحية لمن بفضلهم ربما تبدو في الأفق أمال. تحية لهم في عيد الميلاد المجيد الذي كانوا يستعدون لقضائه بين ذويهم، ولكن شاء الله بهم أن يقضوه في أحضان السماء.

josephhbishara@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اولاد الغزاة
متى المسكين -

مش عاوزين اي حاجة منهم عاوزينهم يسيبونا في حالنا ويرحلوا الى جزيرتهم

Must!
John Abdo -

أمن المسيحيّ هو حقّ على دولته، وليس في ذمّة أحد وليس في ذمّة جماعة

وهل المسيحين وحدهم م
aaaa -

وهل المسيحين وحدهم مظلومين في الشرق لاوسط

الرحمة والقلوب الرحي
donia -

هذه فتنه طائفيه واحنا يد وحده والمسحين والمسلمون اخواة

في رقبة الكنيسة
عابر ايلاف -

دم الضحايا في رقبة الكنيسة التي شحنت النفوس بالاحقاد اضافة الى تصريحات قساوستها المهينة للمصريين المسلمين . الذين يعتبرون وفق منطقهم غرباء واجانب اقرأوا التعليق رقم 1

....
عادل -

واثني على التعليق رقم 1و ولكن و هؤلاء حتى لم ياتوا من الجزيرة, فاصلهم غير معروف, ولا يجد من يقبلهم لانهم يعضون اليد التي تمتد لهم, وسيقلبون الدنيا على راس الجزيرة واصحابها كما فعلوا في اية بقعة وطائتها اقدامهم. ويا إيلاف نشرتم مليون مرة تعليقات عابر يعنوان الارهاب مصطلح كنسي, ويا ريت تنشرون ولو لمرة واحدة تعليقي هذا تحت هذا العنوان, وشكرا

كاذب
مينا الجاولى -

لا يمكن ان تكون مسيحيا . انت احد المتطرفين الذين يريدون اشعال الدنيا نارا. المسلمون و المسيحيون شركاء فى هذا الوطن و لا نريد ان يرحل احد بل ان نتعايش فى سلام.

......
مينا الجاولى -

لا يمكن تكون مسيحى. انت احد المتطرفين الذين يريدون اشعال الدنيا نارا. المسيحيون يريدون العيش فى سلام مع شركاء الوطن دون ان يرحل احد

عابر ايلاف
حازم -

الى ما ورد في 5 كلام لايخرج عن احادية خانقة ولا استبعدها ان تكون سادية وعقد لاسباب نجهلهانحن القراء ولعلة بالتحليل النفسي ستظهر تلك العقد ؟؟ لان كلامه ينطبق على ما جاء به المثل العربي القديم العرق دساس فهذا الحقد اعمى وفي كل مكان لانه ينطق من فكر غير سوى حتما ام انه ممن يريد ان يشار اليه باستمرار بالنقد او بغيره كما يقال خالف تعرف فهو بدون معرفة

عجبت لك يا زمن !
عابر ايلاف -

بقى احفاد الغزاة اليونانيين والرومان واليهود وفلول الصليبيين يعتبروننا نحن احفاد المصريين الموحدين والوثنيين غرباء وأجانب ؟!!! عجبت لك يا زمن !

عابر ايلاف
الشاهين العربي -

المشكلة يا عابر ايلاف انت من الاشخاص الذين يتهمون الكنيسة بدون دلائل. تعاليم الكتاب المقدس تعلمنا المحبة و الكنيسة تعلمنا من الكتاب المقدس . لم ارى بحياتي رجل دين مسيحي يحرض على العنف و القتل. انت تتهم تصريحات بعض رجال الدين المسيحي بالتحريض الم تسمع بحياتك تحريض رجال الدين المسلمين او انك انت منهم اكيد. نحن المسيحيين موجوديين في هذه البلاد منذ القدم و لن نخرج منها ابدا لو مهما حصل , و كما قال لنا السيد المسيح فيالعالم سيكون لكم ضيق،لكن ثقوا، أنا قد غلبتُ العالم يوحنا 16: 33) ) و قال لنا ايضا بل تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله وسيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني. افرحوا و ابتهجوا ... ان اجركم في السماوات عظيم فنحن لا نخاف افهم . بالنسبة لتعليق رقم 1 ارجوك لا تظلم العرب لاني عربي اصيل من عرب الغساسنة , و انا و اجدادي من الذين حافظوا على دينهم و بقوا عليه فارجوك لا تخلط بين العرب و المسلمين. و في نفس الوقت اقول ان ليس كل المسلمين مثل عابر ايلاف اكيد فمنهم الكثير الذي ظلم من الارهاب اكيد, و ليس من مؤيديين الارهاب

الى رقم واحد
الاردني -

هل تريد اخراج المصرين من مصر وردهم الى جزيرة العرب يا محترم هؤلاء وقبل مجيء الاسلام كانوا مسيحين ثم اصبحوا مسلمين كما في بلاد الشام المصريون يقولون انهم احفاد الفراعنه ولو الشعب في مصر مقتصر على ذرية الاقباط لما كان في مصر اثارا للفراعنه لان عددكم في ذلك الزمان لايسطيع ان يحرك حجرا صغيرا من حجارة الاهرامات

الى الشاهين العربي
الاردني الغساني -

بسم الله الرحمن الرحيم لتجدن اقرب الناس للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك ان فيهم قسسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون صدق الله العظيم ارجوا ان اكون قد ذكرت الايه صحيحه اخي الكريم اكاد ان اجزم بانك اردني وليس غريبا ان تقول بانك لم تسمع برجل دين مسيحي لم يسىء للاسلام فانا معك واصدق ذلك تماما اذا كان قولك هذا يقتصر على رجال الدين في بلاد الشام واقصد الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق ايضا ولكن لا تقل لي بانك لم تسمع عن المحطه الفضائيه القبطيه والتي تبث سموم الفتنه الطائفيه من قبرص ولا تقل لي انك لم تسمع بمن اراد حرق القران مؤخرا بامريكا اخي الكريم سوؤل بطريرك القدس المنفي في برنامج خليك بالبيت لزاهي وهبه على قناة المستقبل اللبنانيه هل الغرب مسيحي فكانت اجابته مفاجئه لي حينما اجاب بالنفي نحن العرب هم اول من حمل لواء المسيحية الى العالم كما ان العرب هم اول من حمل لواء نشر الاسلام وقوله سبحانه وتعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر انما قيلت بحق العرب لانه وقت نزول الايه لم يكن احدا من عير العرب قددخل الاسلام اخي الحبيب المسيحيه منبعها هنا في الشرق نحن اهلها ونحن حماتها مسيحين ومسلمين فهي ارث لنا جميعا والا ماذا نسمي حينما اختلفت الطوائف المسيحيه على امانة كنيسة القيامه الم يتفقوا فيما بينهم على تسليم مفاتيحها الى احد اعرق العائلات المقدسيه المسلمه وما زالت حتى يومنا الحاضر اخي الكريم مسيحيتنا تختلف عن مسيحية الغرب والا لما كانت هناك مايسمى صكوك غفران ولم تشن على بلادنا حروب صليبيه بحجة حماية المسيحين من ابناء جلدتهم اعتذر عنها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني اليوم نسمع اصواتا من هنا وهناك تنادي بحماية المسيحين بالشرق اخرها فرنسا واطرح سؤالا كبيرا وكبيرا جدا كم هو حجم اللعبه الجديده اليس مقتل الحريري بلبنان لصناعة فتنه يشبه تفجير الاسكندريه لصناعة فتنه فالنبحث عن المستفيد لجلاء الحقيقه