أقباط مصر: مشكلة قديمة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كُتب الكثير عن الهجوم الإرهابي على كنيسة القديسين بالإسكندرية، ليلة 31 ديسمبر 2010، ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى بين جموع المصلّين الأقباط، الذين كانوا يؤدون صلاة رأس السنة الميلادية الجديدة.
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها القبطي في مصره بشكل خاص، و المسيحي في شرقه بشكلٍ عام، للقتل والتكفير والتهجير، والتهديد والوعيد بمحوه وإبادته عن بكرة أبيه.
ولكنها، مقارنةً مع سابقاتها من الحوادث الإرهابية التي ارتُكبت بحق الآخر المسيحي في شرقنا المسلم، ربما تكون الحادثة الأولى التي يحظى فيها المسيحيون، بهذا القدر الكبير من العطف والإسترحام العربي والإسلامي، رسمياً وشعبياً.
دولٌ عربية كثيرة كالمملكة العربية السعودية والأردن وسوريا، ومؤسسات إسلامية كبيرة، مثل منظمة المؤتمر الإسلامي ودار الإفتاء والأزهر الشريف، أدانت بشدة حادث الإعتداء الإرهابي الأخير على أقباط مصر.
هذه الإدانات الدولية، لا سيما العربية والإسلامية منها، قد خففت، والحق يُقال، بعضاً من مصاب الأقباط الأليم، وهدّأت فورتهم، وأنقذت مصر من فتنةٍ كبيرة، كان يمكن لها أن توقع بين مصر ومصر أكثر.
البعض الأكبر من المنددين بالحادثة والمستنكرين للقائمين عليها، ركب "نظرية المؤامرة" كالعادة، ووجه أصابع الإتهام إلى "العدو الأزلي"، "الوجودي" إسرائيل، التي هي بحسب دعاة هذه النظرية الجاهزة تحت الطلب، كل السبب في مشاكل كل المسلمين وكل العرب.
بعضٌ من علماء الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية مثلاً، ممن استنكروا الحادث بشدة، أكدوا " أن تلك الأحداث وراءها أيادٍ خارجية وليست داخلية، وأن الموساد الإسرائيلي والإدارة الأمريكية ليست بمنأى عن تلك التفجيرات ومحاولات الوقيعة بين المصريين مسلمين وأقباط".
ولكن لماذا إسرائيل، وكيف إسرائيل، وأين إسرائيل، ومع مَن وضد مَن إسرائيل، وإلى متى إسرائيل، وإلى أين إسرائيل، فالجواب هو كما دائماً، واحد أحد: "إسرائيل عدوة وكفى"..عدوة لمصر وللمصريين أقباطاً ومسلمين، رغم كل اتفاقيات السلام الموقعة بين الطرفين، ورغم الزيارات والبعثات الديبلوماسية، وعلى أعلى وأرفع المستويات بين فوقي البلدين.
نعلم أنّ إسرائيل لم تفه حتى الآن ب"طز واحدة" ضد جارتها مصر، منذ الأول من سلامها معها، تحت قيادة الرئيس الراحل أنور السادات سنة 1979،، وإنما الذي أطلق ضد مصر والمصريين، أكثر من "طز" وأكثر من مرة، هو مرشد أخواني رفيع المستوى، من داخل مصر، ويمارس حزبه السياسة فيها طولاً وعرضاً، ومن أولها إلى آخرها.
الذي قال" طز في مصر..وأبو مصر. واللي في مصر"، هو المرشد السابق للأخوان المسلمين محمد مهدي عاكف. لماذا؟
لأن الإسلام، في رأيه ورأي الماشين على خطى إيديولوجيا حزبه(الإخوان المسلمين)، هو الحل الأوحد والنهائي لكل مصر وأخواتها المسلمات، ولأن "لا مانع لديه أن يحكم مصر غير مصري طالما هو مسلم".
والذين أقدموا قبل 11 سنة، بقتل 20 قبطي وجرح 23 آخرين، في 31 ديسمبر 1999 في منطقة الكشح بجنوب مصر، كانوا مصريين من قلب مصر(لا غرباء من إسرائيل وربيباتها)، أرادوا بعنفهم وعصبيتهم الدينية، أن تكون مصرهم "نقيةً خالصةً"، خاليةً من كل "شائبة مسيحية"، أو أية شائبة دينية أخرى.
والذي حرّض المسلمين عبر ميكروفونات الجامع، للهجوم على كنيسة السيدة العذراء والأنبا أبرام بمنطقة عين شمس القاهرة، في 23 نوفمبر 2008، كان إماماً في مسجدٍ مصري(مسجد النور مقابل الكنيسة)، الأمر الذي دفع بآلاف المتعصبين المصريين(دون غيرهم)، تحريضئذٍ، إلى حصار الكنيسة والقيام بأعمال عنف ضد المصلّين فيها، مرددين شعارات متطرفة من قبيل "خيبر خيبر يا يهود..جيش محمد سوف يعود"، وذلك تعبيراً عن غضبهم ورفضهم "الوجودي" ل"وجود" الكنيسة في المنطقة.
والدستور الذي يخلط الدين بالسياسة، ويصنع من السياسة ديناً ومن الدين سياسةً، ويديّن الدولة والمجتمع والشارع والمدرسة والجامعة، ويجعل من الدين طريقاً تمشي عليه الحكومة، أو صراطاً مستقيماً يسير عليه القانون؛ هذا الدستور الذي لا يترك الدين ليكون لله ولا الوطن ليكون للجميع، هو دستور مصري، وليس إسرائيلي.
والقانون الذي يفرّق بين "إله الكنيسة" و"إله الجامع"، الذي هو إله واحد لكل العالمين، ويعطي الحق(كل الحق) للجامع بالتوسع والإمتداد في أرض الله، على حساب حق الكنيسة، هو قانون مصري، مستوحى من قانون "الباب العالي"، زمان الحقبة العثمانية، لا من القانون الإسرائيلي.
هذا غيض من فيض، مما تعرض ويتعرض له الأقباط في مصرهم من مصرهم.
المتتبع لتاريخ الأقباط في مصر، ولتاريخ قتلهم المستمر والمستغرق فيها، سيرى بأنّ مشكلتهم أبعد من أن تكون لإسرائيل وأخواتها الخارجيات يدٌ فيها.
الأقباط في مصر كانوا ولا يزالون مستهدفين، من الداخل المصري قبل خارجه، ومن لدن الشارع المصري نفسه، قبل الشوراع الخارجية، المكشوفة أو الخفية.
السبب إذن، هو في قلب مصر، لا في أطرافها؛ وفي دستور مصر، لا في دساتير جاراتها؛ وفي قانون مصر، لا في قوانين الآخرين؛ وفي ناس مصر الأقربين، لا في الجيران ولا في الناس الأبعدين.
مشكلة أقباط مصر، هي مشكلة، من داخل مصر، ومن مصر إلى مصر: أنها مشكلة سياسة مصر، وثقافة مصر، واجتماع مصر، وقيام وقعود مصر.
المشكلة القبطية، هي مشكلة مصرية، أولاً وآخراً: مشكلة بنيوية، مستقرة في بنى الثقافة والإجتماع والسياسة. أنها مشكلة قابعة في قاع مصر والمصريين، تطفو آثارها، بين حينٍ وآخر، على سطح الحياة السياسية وما حواليها من حيوات متجاورة.
مشكلة الأقباط، الذين يشكلون أكثر من 10% من سكان مصر البالغ تعداده حوالي 80 مليون نسمة، هي مشكلة كلّ مصر وكل المصريين، مسلمين ومسيحيين.
هي مشكلةٌ قديمة جديدة، وقادمة أيضاً، ستبقى مفتوحة على كلّ الإحتمالات، ومحفوفة بأكثر من خطر داخلي أو خارجي، طالما بقي الداخل المصري، سياسةً وثقافةً واجتماعاً، نائماً في "سابع نومة"، على فتنته غير النائمة.
التعليقات
رائع
الشاهين العربي -مقال رائع, الاصلاح في مصر يجب ان يكون من الداخل بوضع قوانيين تحفظ حق المواطنيين كمصريين و ليس كمسلميين او مسيحيين القانون يجب ان يكون فوق الجميع دون تمييز هذا ما نسمعه في المظاهرات التي تخرج في الشوارع العربية اذا حصل اي شيء ضد اي مسلم في اوروبا و امريكا و لم نرى اي مظاهرة سلمية في دولنا العربية للتنديد في ما حصل بمصر و العراق من قبلها و لكن دم المسيحي غالي عند ربه . و شكرا على المقال
اقباط مصر
same -معظم الاقباط الذي يفوق عددهم 8 مليون اصحاب خبره وعلوم واداره-وهذه فائده كبيره لمصر-مثال ذالك رقم قله العدد الا ان على سبيل المثال لا الحصر نسبه العدد للعيادات الطبيه الخاصه والصيدليات اكثر من45%-وحسب ماعرفت من احدالمواقع المصريه ا المتعلقه بالشؤون الطبيه-تقول ان في مصر 60000 عياده خاصه الا يكفي هذا وحده دليل قوي لمدى الامكانات العلميه والادرايه والفنيه-اتركوا الدين لله لان الذي ويتفاعل على الارض الانسان وليس الله الذي لايحتاج لهذه الامور .كما احب القول ان مصر لن ولن تنهض بوجود التعصب ؟؟؟؟ --واذا استمر العنف ضد الاقباطفيفضل تواجد محافظات اغلبية السكان من الاقباط
شعب اصيل
ابو بغدادي -الاقباط عمرهم ما كانو مشكلة يا كاتبنا العزيز وانما جزء اصيل ومبدع في حب الوطن
توضيح للكاتب
عابر ايلاف -القبطية لا تعني المسيحية ! والأقباط لا تعني المسيحيين بل كل من سكن مصر بغض النظر عن ديانته او عرقيته اما كونهم اصل فهذا مشكوك فيه لان الكثرة الكاثرة. من سكان مصر قبيل الفتح العربي الاسلامي لمصر كانوا رومان ويونانيين ويهود وقد قام هؤلاء بإضطهاد المصريين الاصليين من الموحدين والوثنيين حتى انهم قتلوا منهم ثمانمائة الف انسان وهم اليوم يتوعدون المصريين المسلمين بالتطهير العرقي ؟!!
مسيحيو العراق
عربي محايد -انكم تستحقون ان تكون لكم منطقه حكم ذاتي لانكم اصحاب البلد الاصلاءوانتم ناس محترمين ومسالمين وضعفاء ومتعلمين(((نرجوا ان تكون(((( محافظه سهل نينوى))).
توضيح للكاتب
عابر ايلاف -القبطية لا تعني المسيحية ! والأقباط لا تعني المسيحيين بل كل من سكن مصر بغض النظر عن ديانته او عرقيته اما كونهم اصل فهذا مشكوك فيه لان الكثرة الكاثرة. من سكان مصر قبيل الفتح العربي الاسلامي لمصر كانوا رومان ويونانيين ويهود وقد قام هؤلاء بإضطهاد المصريين الاصليين من الموحدين والوثنيين حتى انهم قتلوا منهم ثمانمائة الف انسان وهم اليوم يتوعدون المصريين المسلمين بالتطهير العرقي ؟!!
أبو بغدادي
حسن -الكاتب يذكر أن مشكلة الأقباط في مصر هي مشكلة قديمة جديدة، ويكرر مشكلة أقباط مصر أكثر من مرة، فمن أين أتيت بأن الكاتب يعتبرهم مشكلة.
شكرا للكاتب
yoppi -شكرا للكاتب الذي تناول الموضوع بحيادية وبدون تعصب. يا ليت عابر ايلاف يتعلم منه عدم التعصب. الى الاخ عابر ايلاف اذا كنت صادق مع نفسك اولا ومع الذين تخاطبهم ثانيا ان تعطيني اسماء المراجع التي استقيت منها ان الاقباط مانوا رومان ويونانين مراجع عربية او اجنبية اوحتي هندية او صينية
أبو بغدادي
حسن -الكاتب يذكر أن مشكلة الأقباط في مصر هي مشكلة قديمة جديدة، ويكرر مشكلة أقباط مصر أكثر من مرة، فمن أين أتيت بأن الكاتب يعتبرهم مشكلة.
ربما التوعية مطلوبة
هشام محمد حماد -خارج الموضوع
حقيقة شىءمضحك
امير اديب -الاستاذ المحترم هل انت تقصد اقباط مصر ام بلد اخرى من فضلك اقراء التاريخ عدل وبلاش تقراءة بالمقلوب يمكن تفهم
ردا على 7
عابر ايلاف -هناك اكثر من خمسين مرجعيا خاصا بهذا الموضوع منها مثلا بتشلر وجاك تاجر آخرون ومحركات البحث يمكنها ان تسعفك وتخبرك بوضع مصر قبل الفتح العربي الاسلامي المبارك لها حاول ان تتحرر من سيطرة الكنيسة اليونانية في مصر وآباءها المتطرفين وتبحث عن الحقيقة وستجدها حتما
الحل
ابن مصر -لا حل لمشاكل جميع أبناء مصر الا بتطبيق مبادىْ العدل والحرية واصلاح التعليم والمساواة العادلة بين جميع المصريين .
الى عابر ايلاف 4
solav -نعم الاقباط هم الاصحاب الحقيقيين لمصر وتستطيع قول الاحتلال الاسلامي بدل الفتح لان الفتح ليست الا تجميل لكلمة احتلال
الى عابر ايلاف
yoppi -للاسف واتحدي ان تكون قرأت اي كتاب من هذه الكتب. ولعلمك بتلر (وليس بتشلر) كتب سنة 1904 والمعلومات التي به قديمة وهناك رسالة دكتوراة في هذا الموضوع نوقشت في جامعة كاليفورنيا لو انجلوس منذ اربع سنوات.ولمزيد من التحدي امام جميع القراء اكتب اسم المرجع بالانجليرية والطبعة ورقم الصفحة.
جهلاء مخبولون
فادي جبران -ياجماعة الرد على هؤلاء الذين دعاهم الشيخ الراحل الطنطاوي رئيس الازهر بالرعاع امثال عابر امر لافائدة منه لان من لايحس ولايخجل يبق التعامل معه صعب للغاية انا على يقين انه واحد من هؤلاء المجرمين الجبناء الذين فجروا امام كنيسة القديسين هذا المريض عبارةعن اداة صماء تدار باصابع لئيمة ولو كان يملك فهما ولو يسيرا او يخجل قليلا لما تحدث بهذا الشكل الفاضح القبيح عن تاريخ مصر والاقباط ظنا منه انه يعيش في غابة جهلاء مخبولون كبيئته وكفى هذا
بلسان الشيخ وجدي غني
2242 -مخالف لشروط النشر
شكرا اخى هوشنك
مدحت قلادة -اخى العزيز هوشنك احييك على مقالك الرائعولكن الحقيقة لاتعجب عديدين لانه ادمنوا الكذب والخداع وادمنوا العيش فى الظلام شكرا لقلمك الحر الجرىء الانسانى
هذا نفاق وافتراء
سميه -فعلا ضجيج في ضجيج لوك لوك كلام علي الفاضي كلام مرسل بيتقال في كل مناسبه أو حادثه تحدث مع أن من يتحدثون عن أضطهاد الآقباط يعلمون جيد أن كرامه المسيحين في مصر تفوق في أحيان كثيره كرامه كثير من المسلمين وبعدين يعني أيه مضطهدين يعني أحنا لنا مستشفيات راقيه بنتعالج فيها والنصاري يا عيني بيتعالجو في مستشفيات تانيه فقيره ولا أحنا لنا مواصلات خاصه مكيفه ومرفهه وبنركبها براحتنا وهم لهم وسائل مواصلات منتهيه الصلاحيه وبيتشعبطو فيها ومثلا المسلمين بيجيلهم العيش لحد عندهم في البيت والنصاري متمرمطين في الطوابير ولا يمكن المسلمين بياخدو أجور مقضيه معاشهم وفاضيه كمان منهم والنصاري يا عيني بياخدو مرتبات ملاليم ولا يمكن قوانين زي المعاشات والتأمين الصحي بتطبق علي المسلمين بشكل وعلي النصاري بشكل تاني ولا لما أتنيين يروحو القسم بيجيبو للمسلم قهوه وبيدو النصراني بالشلوط طيب في دي بالذات العكس اللي بيحصل يبقي يا ريت نبطل كلمه مضطهدين علشان بقي مسلسل بايخ وسخيف ومكشوف وكلام مليء بالنفاق والكذب والتزوير وبالنسبه للي بيتكلم علي بناء الكنائس أقل كنيسه فيكي يا مصر ولا الدير بيبني علي فدادين يعني تعمل كده كام مسجد في بعض وغير كده أحنا موافقين أن يتبني كنائس علي حسب عدد السكان يعني كل كذا قبطي .... يبقي لهم كنيسه وساعتها حتكتشفو ان عدد الكنائس الموجوده زياده ولو عازو يبنو تاني مفهاش مشكله والحوادث اللتي تحدث هي حوادث فرديه من شخص لا يفقه دينه مجرم وملايين المسلمين المصريين يرفضون ذلك ويعيشون مع النصاري جنب ألي جنب بمنتهي التسامح فلماذا تصرون علي خلط الآوراق وتريدون أن تأخذو ملايين المصريين المسلمين بذنب أشخاص مجرمون يقومون بعده حوادث فرديه أنكم تصرون لسيء ما في نفوسكم والنوايا والآلاعيب بدأت تضح يوما بعد يوم تريدون طمس هويه مصر الآسلاميه أو للآنفصال عن مصرهيهات هيهات هيهات نعم النصاري أصحاب وطن حقوقهم حقوقنا واجباتهم واجباتنا ويجب علي الدوله الضرب بيد من حديد علي أي متطاول عليهم أو علي دور عبادتهم ويجب أعدام أي معتدي علي أرواحهملكن الطلبات المستحيله زي الآنفصال أو التدخل الخارجي لحمايتهم أو طمس هويه مصر الاسلاميه فهذا من رابع المستحيلات وأياكم وتأجيج مشاعر الآكثريه المسلمه لآن وقتها سينقلب السحر علي لساحر واللي بيلعب بالنار هو أول من سيحترق بها وسيندم الجميع صدقوني لا توجد أقليه بالعال