بين النص القرآنى وتفسير المفسرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
النص القرآنى يمثل النص الإلهى الموجود بين الدفتين والذى حفظ من التغيير والتحريف لقوله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظين) (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) وأما التفسير فهو محاولة بشرية لفهم وشرح وتفسير وتأويل المفسر للنص من خلال قابلياته وعلمه ومذهبه واتجاهاته واهتماماته لذلك فيه الغث والسمين والنافع والضار، وهنالك تعارض كبير جدا بين المفسرين وآرائهم الشخصية ومذاهبهم حتى كان البعض يحمل النص ما لايحتمله ويجره إلى آرائه جرا، وعندها لا يحمل التفسير من القداسة ما يحمله النص نفسه بل يخضع للتحليل والنقد والإعتراض. فقد ذكر الآلوسى فى تفسيره (وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ...) قصة رؤية النبى لزينب بنت جحش وهى جالسة وسط حجرتها وهى تسحق طيبا بفهر لها فقال: سبحان خالق النور، تبارك الله أحسن الخالقين،... ثم أخبرت زوجها زيد... ثم طلقها زيد وتزوجها النبي نفسه، وقد وردت على لسان قتادة وقبلها ابن جرير ولم يرفضها فخر الدين الرازى ولكن ردها ابن زهرة والذهبي وغيرهما. كما ذكر ابن كثير فى تفسيره لسورة النجم قصة الغرانيق عن سعيد ابن جبير ورفضها كثيرون، وقد ذكر ابن جرير والقرطبى فى تفسير حملة العرش أن أرجلهم فى الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش ونقل عن كعب الأحبار (لما خلق الله العرش، قال لن يخلق الله خلقا أعظم منى فاهتز فطوقه الله بحية لها سبعون ألف جناح، للجناح سبعون ألف ريشة ولكل ريشة سبعون ألف وجه، فى كل وجه سبعون ألف فم، فى كل فم سبعون ألف لسان يخرج من أفواهها فى كل يوم من التسبيح عدد قطر المطر والشجر والورق والحصى والثرى وأيام الدنيا وعدد الملائكة أجمعين، فالتوت الحية بالعرش فالعرش إلى نصف الحية وهي ملتوية عليه) وقد ذكر ابن كثير عن عمر بن الخطاب قوله لكعب الأحبار (لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة). وقد ذكر ابن جرير فى تفسير (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) قصة المارد الذى قعد على عرش سليمان كما سلط على النساء سليمان فكان يباشرهن وهن حيض وكن ينكرن عليه ذلك متوهمات أنه سليمان. كما ذكرت بعضها قصة ذبح البقرة وصناعة العجل وقصة استراحة الله فى اليوم السابع وكرسيه وعرشه فضلا عن صفة الجن والملائكة والشياطين وتفسير القصص القرآنية كهاروت وماروت وقصة خلقة آدم وقصة التابوت وغيرها فى تفاصيل عجيبة لبعض التفاسير المعروفة.
وجاء فى تفسير القرطبى والجلالين بأن النعجة فى قوله تعالى (إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة) بالمرأة، وتفسير (بما فضل الله بعضهم على بعض) أن الله قد فضل الرجل على المرأة لوجود الشارب واللحية، وكلها أمور غريبة... هذا وقد تحدثت بعض التفاسير عن أمور عجيبة وغريبة كليا عن التفسير حتى قال محقق معروف عنها (لقد تحدثت عن كل شئ ما عدا التفسير)
يذكر ابن خلدون فى مقدمته اضطراب التفاسير وتناقضاتها لعوامل اجتماعية وأخرى يسميها دينية وتحرى العرب عن تفاصيل ما لايجدونه عندهم فيما تتشوق إليه أنفسهم من أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود وغير ذلك فيلجؤون لملئه عند أمثال كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام، ودور القصاصين عندما سيطروا على المساجد، حتى قال ابن قتيبة (كانوا يميلون وجوه العوام إليهم ويستدرون ما عندهم بالمناكير والغريب والأكاذيب من الأحاديث)، وانتقد أحمد أمين والسيد محمد رشيد رضا كثيرا وهب بن منبه وكعب الأحبار وغيرهما ممن وضعوا الأحاديث الغريبة فى قصص التفاسير. كما كان للمذاهب والفرق كالجهمية والخوارج والإسماعيلية والكيسانية وغيرها دور كبير فى تأويل الآيات لنصرة مذاهبهم وتسقيط غيرهم إضافة لدور المذاهب الباطنية فى تحويل القرآن إلى رموز وألغاز غامضة بعيدة عن الفهم والإدراك والواقع والحياة.
لقد جاء فى تأويل تفاسير الشيعة الإسماعيلية فى كل كلمة (سبعة) وردت فى القرآن مثل (ولقد آتيناك سبعا من المثانى) وسبع سموات وسبع سنبلات وسبع طرائق يعنى الأئمة السبعة، ومن جانب آخر للأثنى عشرية كتفسير علي بن إبراهيم القمي فى القرن الرابع الهجري والصافى للملا محسن الكاشي فى القرن الحادي عشر لكل ما ورد من إثنى عشر شهرا ونقيبا وعينا وسبطا بالأئمة الإثنى عشر، وقد اشترك التطرف بينهما بتفسير يد الله وقدرته ومشيئته وكلماته ووجهه أنها الإمام المعصوم وتفسير الجبت والطاغوت بالخلفاء والبقرة للذبح بزوج النبى، وأن القرآن ربعه فى الإمام على وربعه فى أعدائه، وعن جعفر الصادق (نحن الصلاة والصيام والحج والشهر الحرام والبلد الحرام الكعبة القبلة ووجه الله فى قوله (فأينما تولوا فثم وجه الله) ونحن الآيات ونحن البينات) كما فى كنز الفوائد، وتفسير (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) بأنها مشيئة الأئمة كما فى تفسير القمى وفرات، وتفسير (أولم يروا أنا نأتى الأرض فننقصها من أطرافها) فى موت على بن أبى طالب كما فى مجمع البيان للطبرسى والكافى للكلينى، وكل ما جاء من الشرك فى القرآن فهو الإشراك فى ولاية على وأن المخالفين للإمامة هم المشركون كما فى تفسير القمى والبرهان وفرات والصافى، وتفسير (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) أى لايشرك مع على أحدا فى الخلافة كما فى تفسير العياشى والصافى والبرهان، وأن الكافر فى القرآن هو الكافر بإمامته كما فى تفسير القمى والعياشى والبرهان ومرآة الأنوار فضلا عن الكافى والبحار، وغيرها كثير جدا.
من هنا ينبغى التمييز بين النص القرآنى كمقدس وبين التفاسير المختلفة والمتعارضة التى تأثرت بالأهواء والفرق والظروف الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، والحقيقة أن المفسرين كبشر يؤخذ من كلامهم ويرد، فهم غير مقدسين ولا معصومين، وقد جرت كثير من هذه التفاسير الويلات على الأمة فى فكرها وعقائدها وثقافتها مما أثر على الواقع والخلاف والتعصب والجهل والتخلف مما يدعو إلى المراجعة والتنقيح والتحقيق والتدقيق فيما انتشر وتداول من التفاسير المطروحة فى الساحة والفكر.
التعليقات
Thank you
fate -اشكر الكاتب على هذه الجرأة. عادة أنا أقرأ المقالات ولا أعلق، ولكن جرأة الكاتب في طرح هذا الموضوع الخطير حثتني على شكره والتعليق على بحثه كما أنني أرجو منه أن يغنينا بإضافات أخرى في القريب العاجل، إضافات توسّع المدارك وتقرّب المذاهب.
مقال ممتاز
د.عبد الأمير وجدان -مقال يميز بين النص كمقدس والتفاسير المختلفة وتناقضاتها وهى كلام غير مقدس وبين أمور لايقبلها العقل موجودة فى التفاسير المشهورة والمتداولة
هل المرأة نعجة
د.ليلى الجبورى -الغريب كيف أن بعض المفسرين يفسر النعجة بالمرأة وهى النظرة الرديئة للمرأة فى التراث وكذلك تفضيل الرجل للشارب واللحية فإذا حلقها الرجل تكون المرأة أفضل منه. أهجبنى قول الكاتب أنها تعتمد على مستوى عقل المفسر وبيئته لذلك يمكن رد الكثير من التفاسير للآيات
الله
فاتن البقري -في الحقيقة انا اري ان الامر أبسط من ذلك كله اذا سلك كل منا طريقا مختلفا للوصول الي المنزل فهل من المعقول عند وصولنا ان لا ندخل الي المنزل ويتجه كل منا ليتشاجر مع الاخر عن الطريق الذي اوصله للمنزل ؟ اذا كان الهدف من كل الرسل و الاديان هو الوصول الي الله فلماذا اذا وصلنا لمعرفة الله نترك الله ونتجه الي خلافات لا معني لها حول من اوصلنا اليه ؟ليتنا ننشغل بالهام من الامر واعتقد ان الله لا يوجد معه شيء مهم اخر ليتنا نعرف الله حق المعرفة لنسينا الطرق بل لنسينا حتي انفسنا
قصة الغرانيق
د. عبد الهادى الجابر -قصة الغرانيق قد اعتمد عليها الكثير من المستشرقين ولكنها موجودة فى تفاسير عندنا فلم يأتوا من جيبهم بالقصة فلماذا نعتب على المستشرقين ولانعتب على المفسرين، كما فعل الكاتب حيث كرس على أخطاء المفسرين كبشر غير مقدسين
what
iii -انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون
نقاش علمي
علي الكعبي -ان النقاش في مثل هذه الامور لابد وان يكون نقاشا فلسفيا للبحث العلمي عن ماهية واصل الاشياء وعندها سنصطدم بمحظورات رجال الدين والغرب المسيحي تقدم علينا نحن المسلمون اجيالا بل قرونا لعدم وجود لديهم خطوط حمر في مثل هكذا نقاشات فاذا سألنا المفسرين لدينا ب ---من ولماذا ومتى وكيف والى اين ---فتكون اجاباتهم حسب اهواءهم بل و مزاجاتهم فاذا سألتهم سؤالا واحدا من اسئلة لماذا لم ينزل الذكر واضحا ومفسرا من ابسط الناس الذين انزل عليهم الذكر فيكون اول اجوبتهم بانها احدى المعجزات القرانية فتتوقف بقية الاسئلة
أسئلة ذكية
د.حميد جبار -المقال يطرح أسئلة ذكية حول الشيطان والملائكة والجن والقصص القرآنية وقصة زينب بنت جحش وقصة سليمان ثم التطرف ضد المرأة فى تفسيرها بالنعجة وتفضيل الرجل للحيته وشاربه فهو يحرك العقول بذكاء وفطنة
المذاهب السياسية
.هدى بشير -الفرق المتعددة هى التى أدخلت سياساتها فى تفسير القرآن لمصالحها وقد خربت الأمة وما ذكره الكاتب من أمثلة كاف دليلا على ذلك
تأويل النص
هادى حامد -الكثير يستلم التفسير وكأنه حقيقة للنص فى تحجير الآراء الأخرى وتكفيرها ورفضها وهو ما حصل لنصر حامد أبو زيد عندما أعاد قراءة النص وتم تكفيره وتطليق زوجته
الأرقام القرآنية
سلوى زيدان -لقد أجاد الكاتب بنقد تأويل الأرقام للمذاهب المختلفة كالسبعة للأسماعيلية و12 للأثناعشرية ولقد صنفت كتب عن الأرقام فى دعم مذاهب ضد مذاهب أخرى
مرجعية التفاسير
د.حسن البكاء -ماهى المرجعية فى اختيار التفسير الصحيح ونحن عندنا عشرات التفاسير المتعارضة والتى تحمل الكثير من الأفكار التى لم تعد مقبولة عقلا ومنطقا
فهم القرأن
sas -هل يستطيع أحد قراءة وفهم القرأن دون تفسير؟ مستحيل. ثم أن الذكر ليس القرأن، انما هما التوراة والإنجيل بشهادة غالبية العلماء.
الحقيقة المرة
القس ورقة بن نوفل -مخالف لشروط النشر
ساكن
من سكان العالم -الله قال حياه فقط و الدين الحياه الاولى ثم انزل اكثر من حياه حتى لا يخاف الناس و تفهم ان الله معها و ليس معنى ان يسمى حياه
من
صوت الحق -من الذي نزل الذكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تفاسير
نزيه -ان الاوان ان نرى تفسيرا حضاريا للقران فان كان القران لكل زمان ومكان فالاجدر ايجاد تفسير مواكب للعصر لا ان نعتمد على تفاسير قيلت قبل 1500 سنة في زمن كان التخلف منتشرا..ولكني ارى ان ابعد التفاسير التي بين ايدينا هي تفاسير الشيعة فيحلو لهم تفسير اي اية على مرامهم والصاق التهم بغير من يشتهون وتأليه البشر
اسراييليات
سيد عطاالله مهاجراني -الاستاذ معرفت كتب كتابا اسمه التفسير و المفسرون في ثوب القشيبفي هذا الكتاب ركز علي لدور الاسرائيليات في التفاسير
العلمُ المفيد مفيد
هشام محمد حماد -بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ صدق اللهُ العظيم ؛ [*] يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة : يقول الله عز وجل إنى والإنس والجن لفي نبأ عظيم : أخلقُ ويُعبَد غيري ؛ أرزُق ويُشكرُ سواى ؛ خيري إلى العِبادِ نازل .. وشرهُم إليَّ صاعد ؛ أتحببُ إليهُم بالنِعم .. وأنا الغنى عنهُم ؛ ويتبغضُون إليَّ بالمعاصي .. وهُم أحوج شيء إليَّ .. أهل ذكري .. أهل مجالستي - فمن أراد أن يُجالسُني فليذكُرني ؛ أهل طاعتي .. أهل محبتيوأهل معصيتى لا أقنطهُم من رحمتي : فإن تابوا إليَّ - فأنا حبيبهُم ؛ وإن لم يتوبوا إليِّ - فأنا طبيبهُم .. إن أقبَل إليَّ واحدُ منهُم - تلقيتهُ من بعيدٍ .. وإن أعرض عني واحدُ منهُم عاصياً - ناديته من قريبٍ قائلاً : إلى أين تذهب - ألك رَبُ ُ غيريِّ .. الحسنةُ عندي : بعشرِ أمثالها وأزيد .. والسيئةُ عنديِّ بمثلها وقد أعفو .. صدق رسول اللهُ ؛ [*] والنشر أمانة تحاسب عليها وعزتيّ وجلاليّ لأن يستغفروني غفرتها لهُم .. صدق رسول الله لا إله إلا اللهُ محمد رسول الله والنشر أمانة تحاسب عليها ؛ ومجلبة لحسناتٍ
ماذا نفعل
ari -حسنا أعطینا تفسیرا مقبولا وعقلانیا ومنطقییا وعلمیا،ماذا نفعل بین متاهات هذه التفاسیر لماذا ینحصر التفاسیر بمجموعه من المفسرین القدامی فقط ،الا یو جد علماء مسلمون فی هذا العصر أعتقد کل منا یدور فی حلقة مفرغه الی ان یموت .
to sas 13
ari -فی القرآن اخطاء نحویه کثیره فی تقدیم وتأ خیر الافعال والاسماء فمثلا یقول (الرحمن علم القرآن،خلق الإنسان)ای ان تعلیم القرآن قبل خلق الإنسان کیف یتعلم الإنسان قبل خلقه...وهکذا(خلق الإنسان من صلصال کالفخار). الصلصال هو الفخار نفسه لماذا یشبه الفخار بنفسه.طبعا الإجابه رأسا یقول لك انه معجزة ولکن لیس هناك ای دلیل لکون القرآن معجزة.
إعجاب
د. عبد الله سلمان -أعجبنى المقال والطرح والنتيجة أن المفسرين بشر أدخلوا آراءهم وأفكارهم فى تفسير النص ومن حقنا إعادة قراءته
إعجاب
د. عبد الله سلمان -أعجبنى المقال والطرح والنتيجة أن المفسرين بشر أدخلوا آراءهم وأفكارهم فى تفسير النص ومن حقنا إعادة قراءته