حول البرنامج الوزاري لحكومة السيد نوري المالكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أستمعت ومن ثم قرأت البرنامج الوزاري لحكومة المالكي، وأستغربت أن السيد رئيس الوزراء مع أحترامي له لم يستفد من تجربته قبل خمس سنوات ونقاط برنامجه الذي أحتوى حينذاك على 32 بند، لم يتحقق منها سوى جزء هام من بند واحد وهو بند الأمن، عاد الينا هذه السنة ببرنامج يحتوي على 43 بند وفيه الكثير الكثير من أحلام وردية تطال العراقيين في نومهم ليصحوا على واقع مختلف تماما.
يكرر السيد رئيس الوزراء العراقي طموحه ولا شك في صدق طموحه هذا، أن يبني الدولة العصرية في العراق ولكن ومع الأسف لا يعكس البرنامج الوزاري هذا الطموح،أذ لم يكن سوى عبارات أنشائية و تطلعات عامة لعمل جميع الوزارات والذي يمكن أن يكون برنامجا لخمسين سنة قادمة،أو أن يكون برنامجا لدول اخرى، الأردن مثلا أو جزر القمر، ليس هناك خصوصية عراقية ولا رؤى لمعالجة مشاكل قائمة، أحلام وردية لا يربطها رابط بواقع العراق بينما نلاحظ في برامج الدول العصرية أنها قائمة على أحصاءات دقيقة و طموحات محدودة مرتبطة بواقع البلد من كافة نواحي الحياة الأقتصادية والتعليمية والأجتماعية و القدرة البشرية ومدى كفائاتها و تقديرات مرحلية لكل من السنوات القادمة.
لم أجد ضمن ال43 بند من البرنامج الوزاري حتى أشارة بسيطة الى واقع الأمية في العراق وهي قضية محزنة و معيبة وحسب الأحصائيات المتوفرة سواء من اليونسكو أو وزارة التخطيط فأنها بين ثمانية ملايين أو تسعة ملايين عراقي ويزداد هذا العدد سنويا بينما كان عدد الأميين في عام2003 وحسب أحصائيات اليونسكو ثلاثة ملايين أمي، مع الأسف حتى لم ترد كلمة الأمية في البرنامج الوزاري ولا أعرف أن كان السيد رئيس الوزراء قد أعتبرها قضية ثانوية أم أن مستشاريه غفلوا عنها في زحمة الصفقات التي تدور في أوساط الطبقة الحاكمة في العراق، القراءة والكتابة جزء أساسي من حقوق الأنسان و حجر الزاوية لبناء دولة عصرية ليست قائمة على التمنيات فقط وأقتصر برنامج السيد رئيس الوزراء على بند للتعليم بشكل عام وعند الأطلاع على الميزانية المقترحة للتعليم نجد انها تشكل 10% من الميزانية العامة وتشمل هذه وزارة التربية ووزارة التعليم العالي
في أجتماع لأقتصاديين و مدراء شركات عالمية وحضره العديد من قادة العالم في مدينة دوربان، جنوب أفريقيا ذكر أن سبب اساسي في النهضة الصناعية الأقتصادية في الصين يرجع الى معرفة غالبية السكان في الريف والمدينة القراءة والكتابة حيث يستطيعون أن يتعاملوا مع أدوات الأنتاج و صيانتها بينما العمالة ألأمية تفشل.
العلم نور والجهل ظلام هكذا تعلمنا و هكذا تعلم السيد رئيس الوزراء كما أعتقد، فكيف غاب عن باله هذا القول الحكيم والذي يعني الكثير أذاما تعمقنا فيه وسبرنا أغواره،ألأمية مرض خطير ينهش روح شعب العراق و يبقيه أسير الظلمة المدمرة لكل شعب، ولا يمكن أقامة دولة عصرية لمجتمع حوالي ربع سكانه أميين،دول العالم وحكامها يضعون الخطط ويرصدون الأموال الطائلة للقضاء على ألأمية و يمضون بعدها الى ما يعرف بالتعليم المستدام أما السيد رئيس الوزراء لم يشر بكلمة واحدة لهذه المشكلة الاكبيرة والتي تبقي العراقيين أسرى الجهل وتركهم يتخبطون في ظلمة هذا الجهل.
ولم أجد في خطابه الوزاري والذي يطمح لأقامة الدولة العصرية الى مشكلة خطرة أخرى ألا وهي أن 50% من أطفال العراق لا يكملون دراستهم الأبتدائية وهذا جيش أخر سوف ينظم عاجلا أم أجلا الى جيش الأميين المتنامي، في زيارة خاصة الى كمبوديا تحدث مرافقنا عن هذه المشكلة لديهم، أن 70% من أطفال كمبوديا لا يكملون دراستهم اللابتائية وجرت دراسة المشكلة وسببها عمالة الاطفال لمساعدة ذويهم وتقر صرف راتب شهري للاطفال كي يعودوا الى مقاعد الدراسة وأنخفضت النسبة اى 7% فقط، لا ادعو الى تطبيق الأجراء الكمبودي ولكن هذه المشكلة خطيرة يجب أن تعالج ولا زال الباب مفتوح للسيد رئيس الوزراء لمعالجتها وفقا لظروف العراق.
المضحك المبكي أن تخصص ميزانية الرئاسات الثلاث (االأجتماعية) بحوالي 20%من الميزانية العراقية والتعليم بمختلف درجاته 10% بينما ميزانية التعليم تشكل في المملكة العربية السعودية 26% والولايات المتحدة 27% والصين ضاعفت ميزانية التلعيم 300% وتشكل ميزانية التعليم في دول جنوب أسيا 18% وتشكل ميزانية التعليم في تركيا أكبر بند من بنود الميزانية.
لا أعتقد أن السيد رئيس الوزراء من أنصار من قال ( أمي جاهل خير من مثقف هدام )، ولكني متأكد أن هناك من له دور في التأثير في مفاصل الحكومة من يؤمن بهذا القول فالجاهل الذي يعيش في ظلمته يبقى أسير ما يقال له يديرون له عقله ويغسلون له دماغه بما يحلو لهم من قصص لا علاقة لها بما يعيشه من واقع، أحادي النظرة يتلقف ما يقال له ليلتزم به ويصبح ديدنه في الحياة وما يفرزه من بعدها من سلوك تابعا من دون دراية أو عقل ما لقن له يعيش في ظلمة العقل الذي منحه الله له
ليس العراق أول من يسعى لبناء دولة عصرية، وهناك تجارب لشعوب العالم في هذا المضمار، من كيفية رسم البرنامج الوزاري الى الصرامة في التطبيق الى وضع ميزانية مكملة للبرنامج الوزاري و الى تقسيم البرنامج الى مراحل تدرس كل مرحلة قبل السير في المرحلة الثانية.
دول في العالم خرجت من محن أشد من المحنة التي خرجنا منها مثل رواندا التي عاشت مجازر رهيبة بين القبيلتين الرئيسيتين واليوم تبني دولة عصرية بخطى ثابتة تعتمد العلم والنزاهة والعمل الجاد تحت الهوية الراوندية فقط.
ومن أجل عدم الأنتقاد فقط أدعو الى تشكيل هيئة عليا لمكافحة الأمية وتستقطع 30%من الميزانية الأجتماعية للرئاسات الثلاث لتشكل ميزانية اللجنة العليا لمكافحة الأمية على أن تبدأ بتقديم تقرير عن الحالة الحقيقية للأمية في العراق ومن ثم برنامج مرحلي للقضاء على الأمية في فترة زمنية محددة.
كما أقترح استقطاع 30% من الميزانية الأجتماعية للرئاسات الثلاث لدراسة ووضع الحلول للتقليل الى حد أدنى لا يتجاوز ال5% من الذين لايكملون دراستهم الأبتدائية.
التعليم هو حجر الأساس لبناء دولة عصرية ومن دون ذلك سوف نبقى نتخبط ونفشل كما فشلنا في السنوات السبع الماضية
التعليقات
المهالكي،
السيد -من تنطبق عليه الأمثله التي تعني فقدان الغيرة والشجاعة والكرم.. فهم (أناس دخلاء على أرض العراق) لحكومة المالكي، لايملكون من الأصالة شيئا.. لذلك نرى ان إدعاءاتهم وتصريحاتهم تختلف عن أفعالهم.. وبقدر تعلق الامر بنا فـ (نعطيهم الحق) لأنهم غرباء عن الوطن وعن تربته وشعبه ، فما هم إلا (تبع)لأيران وعمائمها وللمحتل الأمريكي وبساطيله.. من هذا التعريف البسيط نتسائل.. ماذا نتوقع منهم غير السرقات العلنية وفي بوضح النهار..؟ وماذا نتوقع منهم غير سرقة ثروات العراق؟؟ وهل سأل أحدهم عن هذه الأموال الطائلة وهذه الميزانية الضخمة أين ذهبت وأين ستذهب..!؟ وهل هناك منصف يقول من اين جاءت تلك الأرصدة في حساب لتلك العصابات التي تتحكم الآن..!؟ وهل سأل هذا المنصف من اين اتت هذه العقارات والفلل والعمارات والمشاريع والشركات الإستثمارية التي يملكها هؤلاء..!؟ هناك الكثير من الأسئلة لكن لا نتوقع جوابا واحدا ممن يدعي بوطنيته للعراق من هؤلاء الأقزام السراق.قبل مايسمى بالإنتخابات التشريعية طالبوا المالكي ا بتوضيح عن كيفية صرف (300) مليار دولار..! أين المستمسكات والوثائق التي صرفت بموجبها..؟ لكن تلك المطالبات تبخرت ونسي أمرها كما نسيت ملفات الجرائم التي لحقت بالشعب العراقي.. العراق وشعبه وخيراته وثرواته كان يحسب لها حساب قبل الأحتلال، لذلك نرى ان تلك الأجندة نفذت من بداية الاحتلال ولاتزال.إخواني الأفاضل.. نشاهد على البالتوك عجائبا وغرائب، ونرى من يحاول أن يضفي صبغة وطنية لهؤلاء العملاء بإدعاء البعض أنهم كانوا يتقاضون رواتبا لاتكفي لسد معيشتهم، لكنهم الان يمتلكون ما يسيل له اللعاب..؟! وعندما تسأل احدهم عن مصدر ثروته، فيقول كفاية ماأخذتهم فقد جاء دورنا لنتنعم..!! من هذه الإجابة البسيطة التي تعطي مؤشرا أن مسألة سرقة أموال وثروات العراق معدٌ لها سلفا..! وان من يريد التنعم الآن هم هؤلاء الأبواق التي كثر ت بعد الإحتلال.. فلقد كشفوا عن تقيتهم الصفوية التي دأبت الغدر بشرفاء العراق وأصالة هذا البلد لو عملت إحصائية بعدد الحرامية فى العالم مجتمعا وعملت إحصائية للحرامية فى العراق لوجدت ان الحرامية فى العراق أكثر من حرامية العالم بكثير وأقصد الحرامية الحاكمة.. انهم يسرقون قوت الشعب..!! والذى يقتلك ان اغلب الحرامية هم من رجال الدين والمعممين وجامعى الخمس..! لعن ان اغلب المقاوليين الذين ينفذون المقاولات هم من المدفوع
عرب وين وطنبورة وين
شوكت الماجدي -لا ادري عن اي برنامج وزاري يتكلم عنه الكاتب.برنامج ال42 وزارة من الحفاة والطارئين على العمل السياسي،والا هل يعقل بدولة متهرئة مثل العراق ان يكون فيها هذا الجيش الفاشل من الوزراء،وهل سيستطيع المالكي ادارة هذه الوزارات المركزية بأهلية السياسة المحكمة المنفذة لأرادة الشعب،لا يا أخي انت واهم.منهاج وزاري يلحق بمزانية تقدر ب78 مليار دولار منها 20 % منافع اجتماعية ومرتبات للرئاسة الفاشلة الثلاث و10 منها للتعليم.ان الاميين والمعممين ومن قدس سره في التخريف لا يؤمنون بالعلم والمتعلمين لانهم اعدائهم في استمرارية الحكم.ان هذه العصابة الامية لا تؤمن الا بمصالحها والشعب اخر من يفكرون به،لكن عاقبتهم لن تكون احسن من عاقبة صدام الذي أضاع ملكه واهله والاخرين.