تونس: لا للتحكم الفردي والانغلاق، ولا للتصعيد وخطر الفراغ السياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كما يقال، أهل تونس أعرف بشعاب وضع البلد وتضاريسه؛ ولكن تطورات الوضع التونسي تمس المنطقة العربية كلها، بل والوضع العالمي أيضا.
الرئيس التونسي أدرك، في اللحظات الأخيرة، خطورة الوضع، واضطر لتقديم تنازلات كبرى يجب على المعارضة الديمقراطية استثمارها للسير من أجل إصلاحات سياسية واجتماعية وفق خارطة طريق عملية مدروسة، ولكن بالتعاون، وليس بالضد، من الرئاسة التونسية. صحيح أن هناك مسألة الثقة المتصدعة، ولكن ساسة التبصر والواقعية لا يحكمون بالسلب مسبقا، بل يجب أن يبدوا المرونة السياسية لإنقاذ البلد من خطر الفوضى، ولوضع الرئيس التونسي على محك مصداقية وعوده والتزاماته المعلنة للملأ كله، وتحقيق الإصلاحات المتدرجة، أولا بأول، بلا هزات عنيفة تزعزع الاستقرار.
إن النظام التونسي ظل مع الأسف مغلقا سياسيا، وفرض قيودا ثقيلة على وسائل الاتصالات. وهو لم يعرف كيف يتعامل مع المظاهرات، وما رافقها من أعمال عنف وتخريب- ربما تتحمل قلة من المندسين مسئوليتها. فقد كان يمكن الاسترشاد بكيفية تعامل فرنسا والدول الغربية الأخرى في هذه الحالات بدلا من استخدام الذخيرة الحية، وما أدى إليه ذلك من سقوط العشرات. والنظام التونسي لم يتخذ تدابير جادة لمكافحة مظاهر الفساد الذي يتهم به بعض المقربين.
يبقى أن دولة تونس ظلت أمينة للعلمانية، التي تكاد تغيب من العالم الإسلامي، وهي لا تزال دولة حقوق المرأة، مما يميزها عن معظم أقطار العالم العربي والإسلامي- ومنها العراق. والتعليم التونسي ظل موضع تقدير المنظمات الدولية المختصة، وأعداد خريجي الجامعات في ازدياد والأمية انحسرت.
لقد سبق للرئيس التونسي عام 1987 أن أسس صندوقين للعمالة وللتضامن الاجتماعي، ووعد، بعد سنوات، بخلق 421000 وظيفة وعمل. غير أن ما تحقق لم يكن عند مستوى المطلوب، ومن هنا مشكلة بطالة حملة الشهادات العليا، وهي مشكلة لا يمكن حلها بين عشية وضحاها لان الاقتصاد التونسي قائم على الخدمات والسياحة والمهن الصغيرة، ولابد من خطط مدروسة لضمان خلق مشاريع تستوعب بطالة الجامعيين- علما بان النمو الاقتصادي التونسي كان أفضل مما جرى في أكثرية بلدان " العالم الثالث".
من المؤسف أن تونس بلد فقير بالنسبة لدول النفط والغاز، ولكن مشكلة البطالة الجامعية لابد لها من حلول عملية على المدى المتوسط. وهنا تقع على القوى والشخصيات الوطنية والنقابية الواعية أن تدرس وتصوغ أفكارا وخططا عملية، للحاضر والمستقبل، وأن تقدم مقترحات لحل مشكلة البطالة والإصلاحات السياسية والاجتماعية. وهذا، لا يمكن - في رأيي - من دون التعاون مع بن علي للجلوس معا والعمل معا من أجل هذه الأهداف المشروعة. أما التصعيد بالمطالب، واشتراط رحيل بن علي عن السلطة، فهو موقف غير مدروس، ولم يحسب حساب الفراغ الذي سينجم لو ذهب بن علي: فهل أحزاب اليسار التونسي وأقصى اليسار والنقابات قادرة على إدارة البلد لوحدها، وفي هذا الوضع المتوتر، بينما القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى بالمرصاد؟؟ أم يجازفون باحتمال انقلاب عسكري؟
الوضع التونسي مفتوح على احتمالات بعضها خطير، و من القلب أتمنى لو أن عقلاء البلد تكاتفوا معا للسير ببلادهم نحو الإصلاح والديمقراطية. وتحية لأرواح الضحايا.
التعليقات
لو دامت لغيرك
ما وصلت اليك -خلاص باي باي ولا محك ولا يحزنون! ان شاء الله تونس تحكم بحكم عادل حر نظيف وينتهي فيها الظلم والفقر والفساد.
مبروك الانتصار
ازاد -من اعماق قلبي اهدي تحياتي وتبريكاتي للشعب التونسي بمناسبة الانتصار العظيم على الحكم الدكتاتوري ، واتمنى لجميع شعوب الشرق الاوسط ان تحذوا حذوة شعب التونسي الثائر للتخلص من جميع الحكام ( حكام مدى الحياة)
العلمانية والديمقراط
شلال مهدي الجبوري -تونس البلد العلماني الوحيد في الشرق الاوسط ولكن التاريخ اثبت لايمكن تطور العلمانية بدون الديمقراطية.كان نظاما علمانيا ولكنه نظاما استبداديا وتطور تونس الخضراء وصل الى مرحلةلابد من التغير وازالة العقبة لاجل المضي قدما لبناء البلد وتحقيق شعار دولة علمانية ديمقراطية.اذن العقدة ازالة الاستبداد واقامة الديمقراطية ولتكتمل الصورة دولة علمانية ديمقراطية واتمنى من القوى العلمانية المنتفضة ان تتعاون مع الرئيس الجديد الموقت الغنوشي لوضع برنامج عمل ديمقراطي وتعزيز الديمقراطية والتنمية الاقتصادية وقطع الطريق امام قوى الظلام التي تتربص للانقضاض على السلطة واقامة نظام ديني استبدادي. ثم يجب ان لانبخس ماقام به بن علي من منجزات تذكر .فالزائر لتونس الخضراء يرى بانها اجمل بلد مابين البلدان العربية بالرغم من شحة مواردها الطبيعية.اتمنى للشعب التونسي كل الخير والرفاه والتقدم
اعتصام
ناظم -اعتصام اعتصام حتى سقوط النظام هذا مابجب ان يهتف به العراقيون فالنظام الحالى في العراق - يدعى بمحاربة الفساد ولكن يمارسه -يعتمد الطائفية والمحاصصة - يغلق النوادي الاجتمماعية ومحلات الموسيقى بحجة الدين - فشل فشلا كبيرا في تقديم الخدمات - فشل في حفظ الامن والنظام - يسلب حقوق الناس في املاكههم حيث قام الحكيم واليعقوبي وهم المعممان الطائفيان بسلب اراضي الغير -يضطهد المراة - يدعم النظام زعامات متخلفة عشائرية ودينية كبرزاني وصدر - فشل النظام في معالجة مشاكل الشعب وتطوير حياته للاحسن - اعتماد مهرجانات اللطم وصرف الدولة مبالغ طائلة عليها - عدم اصلاح التعليم والتركيز على النفس الطائفي فيه وانعدام جودة الخدمات الصحيةوالكهرباء اعتصام اعتصام حتى سقوط النظام وحتى تتدحرج عمامات المعممين السراق والجهلة الى خارج السلطة لانهم غير مؤهلين لها واقامة نظام مدني ديمقراطي غير طائفي
Dangeraous
Joker -The situation in our area is very dangerous, Lebanon, Egypt, Sudan, Iraq not stable, To tel you the truth I am afraid of tomorrow what it will bring, is it the end of dictation, or something else,
النموذج الأتاتوركي ا
كاميل محمود-كردستان -لقط اسقط الشعب التونسي النموذج الأتاتوركي الثاني في بلدهم بعد ما ان اسقط حزب العدالة والتنمية النموذج الأول في تركيا.. العلمانية سقطت وسيسقط في كل مكان في العالم الإسلامي لأنه لايأتي الا بالدكتاتورية والإستبداد.. فليرجع العرب الى ما اوصلهم الى قمة الحضارة في الماضي الا وهو الإسلام..
علك كلام مكرر
عزت -هذا الكاتب دخل مرحلة الغيبوبة بعد سنوات النضال البروليتاري والتمسك بالكفاح المسلح على الطريق الشيوعية الإنتهازية إياها التي سرعان ما أوقعته أمام أول خضّه بعد فقدان مصالحه في الأحضان النفطيةـ البوشيّة . إنه نمذج آخر من بن علي الرعديد . نموذج من تحت بعد أن كان قريبا من كانوا فوق الذين فوق !!