أصداء

إلى الحكام العرب: استقيموا يرحمكم الله

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


هبت نسائم الحرية من تونس الخضراء، فهل تسري هذه النسائم في شوارع مصر، وليبيا والجزائر، والمغرب، والسودان، والأردن، واليمن، وسوريا، وغيرها أم أن هذه الشعوب فقدت حاسة الشم منذ عدة عقود، شعب مصر بالفعل فقد حاسة الشم بفعل التلوث والفساد الذي يزكم الأنوف، وأصبح عاجزا عن الفعل لأنه فضل أن يجاري الحكومة في فسادها عوضا عن العيش حياة كريمة، التونسيون وهم أفضل حظا من المصريين في التعليم والصحة، رفضوا الظلم الذي تمارسه فئة قليلة سيطرت على مقدرات البلاد، وتركت الشعب يكتوي بنيران البطالة والفساد وغلاء الأسعار، وأشعل الشرارة الأولى شاب جامعي يدعى "محمد بوعزيزي" حين أضرم النار في جسده النحيل في ولاية "سيدي بوزيد" احتجاجا على مصادرة سلطات البلدية "عربة خضار" كان يكسب منها قوت يومه ليعول أمه المسنة وأخواته البنات بل واهانته بصفعه على وجهه وهي مشاهد تتكرر ألاف المرات في مصر وها هم الشباب البائس يحرق نفسه في مصر والجزائر لعل الشعوب تتحرك.

الحكاية هي أن العاملين في مصر بمختلف مستوياتهم، اعتادوا على تلقي الرشا نظير قضاء المصالح، فكل موظف لديه راتب شهري من الحكومة، وما يوازي أضعاف هذا الراتب عشرات المرات من الرشاوى واستغلال الوظيفة، فمن المستحيل أن تقضي مصلحة في مؤسسة حكومية دون أن تدفع "المعلوم" وتسمع كلمة "كل سنة وأنت طيب" طوال أيام السنة "والجنيه غلب الكرنيه" وغيرها من مصطلحات التسول، ترتفع الأسعار ويكتوي الموظفون بنارها ولا احد يتكلم لأن الحكومة تتغاضى عن فساد الجهاز الحكومي مادام لا يسبب لها صداعا، وتسمح للبرامج الحوارية بأن تطرح المشاكل وتكشف الفساد كنوع من التنفيس، أما بقية الشعب من الفقراء والمعدمين فتتولى بعض الجمعيات الخيرية شؤونهم، وبعض مؤسسات حقوق الإنسان وغيرها تتاجر بآلامهم لتستجدي الأموال من مؤسسات خليجية وغربية.

علاوة على ذلك فان النقابات في مصر فشلت في أن تؤدي دورها بمهنية، وتدافع عن مطالب أعضائها، وسارت في فلك الفساد، ومن تتمرد يكون مصيرها الوضع تحت الحراسة، ويمكن لهذه النقابات أن تفعل الكثير إن هي فكت ارتباطها بالنظام، فنقابة المحامين والمهندسين والصحفيين وغيرها يمكن أن تلعب دورا كبيرا في الدفاع عن مصالح أعضائها ضد الظلم بكافة أنواعه، اتحاد العمال في مصر يعد مثالا للفشل لأن المسئولين فيه عبارة شرذمة من الجهلة وضيقي الأفق، يسهل قيادتهم كالقطيع، عكس "الاتحاد التونسي للشغل" الذي يقوده قادة يدافعون عن مصالح العمال أولا لا مصالح النظام الحاكم.

بين هذا وذاك تأتي الأحزاب المستأنسة، ففي مصر أكثر من أربعة وعشرين حزبا ليس لهم وجود في الشارع، الصراعات بين زعاماتها وأعضائها من المضحكات المبكيات، ومعظمها تدعو إلى الديمقراطية، وهي دكتاتورية في ممارساتها، وكلها ديكور لتجميل وجه نظام قبيح، هذا بالإضافة إلى أن مصر تعيش مرحلة "التدين الشكلي" فالسياسيون احترفوا الكذب والخداع، والشباب بات مخدرا بفضل "دعاة جدد" كل ما فعلوه تغيير في الشكل لا في السلوك، ويجنون من وراء ذلك أموالا طائلة و"خطباء مساجد" لا يربطون الدين بالواقع، على غرار ما كان يفعل الشيخ "عبد الرشيد صقر" رحمه الله في خطبة الجمعة بمسجد صلاح الدين بالمنيل قبل أكثر من ربع قرن، يتحدث خطباء هذه الأيام عن أشياء يغلب عليها الجهل وإزكاء روح التعصب، فلا الشباب أنصلح حاله، ولا المجتمع المصري تقدم، أيمكن في ظل هذه الأحوال أن تقود الجماهير الشارع المصري نحو التغيير، وتناضل بشكل سلمي من اجل رحيل النظام طمعا في حياة كريمة تسودها الحرية والعدالة، وتفتح آفاقا جديدة لحل مشاكل البطالة والفساد والتعليم وغيرها من القضايا المزمنة التي تتفاقم عاما بعد عام.

وما كان يحدث في تونس مشابه تماما لما يحدث في العالم العربي، وأتمنى أن تتكلل ثورة تونس الشعبية بالنجاح، ولا اخفي عليكم القلق الذي ينتابني على هذه الثورة الوليدة من لصوص الثورة، فهاهو رئيس الحكومة محمد الغنوشي يصرح لقناة "فرانس 24 " بأنه اتصل بالرئيس المخلوع في منفاه في السعودية، ليطلعه على تطورات الوضع، واستشعر بأن هناك مؤامرات تحاك في الغرف المغلقة لنشر الفوضى وإجهاض " ثورة الياسمين" وإعادة الرئيس المخلوع ليرتاح من ترتعد فرائضهم في عواصم عربية عديدة، خاصة وان حزبه "التجمع الدستوري" هو الذي شكل الحكومة وهو ما يتطلب من شعب تونس مواصلة النضال، وحل حزب الرئيس والقبض على رموزه وأولهم الوزير الأول محمد الغنوشي والرئيس المؤقت "فؤاد المبزع" وقبل الختام اطرح مجموعة تساؤلات على القادة العرب وهم يحضرون قمتهم الاقتصادية في شرم الشيخ اعرف أن الإجابة عليها صعبة وهي :هل يعيد الحكام العرب النظر في الإصرار علي البقاء في السلطة حتى يأتيهم اليقين أي "الموت"، وتغيير الدساتير من اجل البقاء والتوريث؟ وهل يراجعون مواقفهم من مستشاريهم اللذين يزينون لهم الباطل كما اعترف زين العابدين في أخر خطاب ألقاه قبل الرحيل؟ وهل يفكون عرى العلاقة بين رأس المال بالسلطة ويعرفون أن رجال الأعمال لا يهمهم سوى مصالحهم؟ وهل يكفون عن الخداع والكذب على شعوبهم وإقصاء المعارضين والشرفاء؟ وهل يكفون عن الثقة في حماية واشنطن والغرب لعروشهم؟ وهل يمتنعون عن تنفيذ مطالب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما من المؤسسات الغربية طالما تعارضت مع مصالح شعوبهم؟

هل آن الأوان أن يقتربوا من شعوبهم وقوى المعارضة المخلصة ويحتضنون كل الأفكار من علمائهم ومفكريهم الذين ضاقت بهم الحياة في أوطانهم فعاشوا في مجتمعات تقدرهم وتستفيد من علمهم، أم سيصمون آذانهم عن كل ذلك حتى تأتي انتفاضة شعبية تقتلعهم من على عروشهم فيفروا مذعورين كالفئران، ويتخلى عنهم الصديق قبل العدو. أقول للحكام العرب قبل أن يقترب الطوفان خذوا العبرة من "زين العابدين" واستقيموا يرحمكم الله.

rlm;إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جيد
makowakt -

مقال جيد بارك الله في كاتبه

ثورة الجياع
علي القاهرة -

مصر والجزائر والاردن وموريتانيا واليمن وسوريا و بعض انظمة شمال افريقياوصلت الفساد فيها لدرجة لا تصدق وارجو ان يرحل النظام المصري قبل ان يرحل بالقوة وان اختفى هذا النظام ستختفي الانظمة العربية الفاسدة من حوله مللنا من الزعيم الولهم والزعيم الى الابد لازم الكلام ده ينتهي ولازم الشعوب تقرر مصيرها الحاكم الحكومة تضع برنامجا محددا اذا لم تنجزه ويشعر الشعب بذلك ترحل غير مأسوف عليها.

الخوف
نجلا الاسكندرية -

كسر حاجز الخوف مهم جدا عندنا في اسكندرية شاب عاطل حرق نفسه بسبب البطاله والحكومة اقترحت حلا كوميديا بمنع محطات البنزين بيع البنزين في جراكن الحكومة خايفة والنظام يعيش في رعب والغريب ان واحد زي ابو الغيط يقول ان انتقال انتفاضة تونس لدول اخرى كلام فارغ طيب بينا وبينك الايام يا بو الغيط وحنشوف كلام فارغ ولا لا

الهم واحد
نور الدين الجزائر -

العرب في الهم سواء فما تعاني منه مصر تعاني منه الجزائر وبقية الدول العربية بطالة وفساد وعصابة تحكم وتتمتع بكل المزايا والشعب مسكين والفساد حدث ولا حرج انظمة عفنة لازم التخلص منها انا متفائل ان هذا العام سيكون عام الخلاص ان شاء الله تحية للكاتب ولموقع ايلاف والقائمين عليه .

الفرج قريب
هشام دمشق -

والله عندنا في سوريا فساد للركب ابن خالة الرئيس السوري رامي مخلوف يسيطر على قطاع الاتصالات والبناء وكل مشروع له نسبه والمواطن لا يستطيع اقامة مشروع ضخم يؤثر على الاباطرة الكبار الشعب السوري يتضور جوعا وما بدنا اكثر من عيشة كريمة فليرحل هذا النظام الفاسد ولترحل كل الانطمة الفاسدة العاجزة عن تحقيق حياة كريمة لشعوبها.

لافض فوك
وجدي الجيزة -

وضعت يدك على الجرح ايها الكاتب العزيز حقا حان وقت التغيير لمتى يظل الشعب عاجز عن الفعل لمتي يظل الخوف لمتى يظل الخنوع انتفضوا ولن يجروء الجبناء على اغتيال شعب بكامله السموات المفتوحة والفضائيات تسجل كل شي انتفضوا من اجل مستقبل افضل لما الانتظار الان الان الان.

سيأتي الصبح
ابراهيم القاهرة -

اقول للبيبحرقوا انفسهم اتهدوا واقول للنظام والحكومة ارحلوا فقد فشلتوا اوالله يبعت ليكم مصيبة تاخدكو كلكم في ستين داهية.

نعم للاستقرار
سيف الدين -

بدنا استقرار او تحول سلمي الناس مش ناقصة فقر وفساد مسشري والبلد خرابة وبتزعق فيها الغربان

المستشارين
ابو هاني العراقي -

اولا الكاتب وضع اصبعه عالجرح وخاصة تحليله لمصر وانا لاادري لماذا اغلب الحكام العرب يحيطون انفسهم بمستشارين فاسدين يمكن لان شبيه الشيء منجذب اليه ولانهم اي الحكام العرب ذو ذهنية ضعيفة في البناء والتطور ولكنهم ذو ذهنية رائعة في المكر والدهاء ولكن السياسيين العراقيين اوفر حظا من الحكام العرب لسببين الاول لاثورة في العراق قادمة لاننا تعودنا على البكاء فقط وليس التمرد والثاني اغلب السياسيين لهم جنسية اجنبية مع اموال مكدسة من السحت الحرام فلا يبحثون عن بلد يؤويهم كما تصدع بن علي عندما بحث عن بلد يستقبله

okey
adnan -

every thing will be okey after tunisia rvolution all arab regimes will try to solve the finicial crisis unemployment and poverty let us wait and see

مع الافضل
مصطفى -

ولى زمن الطغاة في القرن ال21 واهلا بكل مخلص يجتهد في سبيل رفعة وطنه ، ولى زمن سرقة الشعوب والسلب والنهب وغدا تشرق شمس الحرية .

مهما طال الفجر
نورا -

مهما طال الفحر سيشرق صبح مصر والجزائر وليبيا والمغرب وسوريا واليمن والسودان وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

نعم
بلال -

الثورة قريبة للاطاحة بهذه الانطمة العفنة التي فشلت في تحقيق التنمية لمواطنيهم نداء الشارع لا يمكن لاي نظام فاسد ان يتجاهله والا فالقتل مصير كل الطغاة.

ابو الحفرة أولأً !
ازاد -

صدام العرب او ما كان يسمونة بسيف العرب أخر القابة هو بطل الحفرة لأنة هرب الى الحفرة وشارك الجريذية في العيش في حفرة صغيرة بمسافة مترين في متر وهذة الحفرة لم تبعد عن احد قصورة الضخمة والتي كلف من اموال العراقيين الملآيين من الدولآرات كان بداية لسقوط الطغاة وها هو اليوم يهرب بطل تونس زين بن علي وغداً اللة يعلم حسني الزعيم ام اسد بطل جبهة التصدي والصمود لنعيش ونرى انها مهزلة واللة ياناس ؟!