المقولة الكاذبة التي اسقطتها الثورة التونسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اذا كان الانجاز الاساسي للثورة الشعبية التي تفجرت في تونس هو اسقاط النظام البوليسي القمعي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وفتح الافاق امام اقامة نظام ديمقراطي يحترم الحريات الخاصة والعامة ويصون المال العام من السرقات والفساد ويفي بالتزاماته نحو توفير العيش الكريم للمواطن التونسي واحترام حقوقه وحرماته التي كان ينتهكها النظام السابق، فان هناك انجازا اخر لا يقل اهمية عن هذا الانجاز هو اسقاط المقولة الكاذبة الباطلة التي كان يتعيش عليها النظام السابق وتتعيش عليها انظمة قمعية اخرى في البلاد العربية والاسلامية وهو ان البديل للنظام القمعي البوليسي الفاسد هو الاصولية الاسلامية التي يرتعب منها الغرب ويخشاها العالم لما قامت وتقوم باقترافه من اعمال العنف والارهاب وسفك دماء الاحرار، مما جعل نظام زين الدين بن علي، برغم اقتناع دول الغرب بفساده ووفساد وسائله في الحكم التي تسوغ استخدام القمع وارهاب المواطنين، يقبلون به ويدعمون وجوده ويوفرون له الحماية والرعاية باعتباره النظام الذي يمنع زحف الاوصولية الاسلامية من الوصول للحكم، الا ان الثورة الشعبية التي اندلعت، برغم دعم الغرب لنظام الرئيس التونسي المعزول، بعفوية وصدق وبراءة من كل الايعازات والتدخلات، ونجحت في اقتلاع النظام الديكتاتوري الفاسد من جذوره، وتهديم كل الاسوار والجدران الخارجية التي كانت تقيمها الدول الغربية لحمايته وتقويته على ابناء شعبه، فاجأت هذه الانظمة الغربية الداعمة لبن علي واسفطت مقولة الزحف الاصولي على الحكم بعد انهيار النظام السابق، فاذا بهذه الانظمة الغربية تهرع للترحيب بالثورة ونتائجها وتدين الممارسات القمعية المعادية للحريات وحقوق الانسان التي كان يرتكبها النظام السابق، فقد اكتشفت حقيقة الموقف، حقيقة انه لا يد للاسلام السياسي معتدلا او متطرفا في تحريك هذه الثورة العبقرية التي انطلقت من اعماق المعاناة والمرارة والالام التي عانى منها الشعب التونسي تحت وطأة نظام تميز بالقسوة ضد شعبه، والاحتقار لمواطنيه، والاعتماد على الاجهزة البوليسية القمعية واساليبها الوحشية في معاملة المواطنين والانتقام من المعارضين وتزوير حقيقة الحكم باجهزة كارتونية زائفة تسميها مجالس تشريعية وبرلمان ومجالس بلدية وانتخابات رئاسية كاذبة مزيفة بدليل ان هذا الرئيس الذي لم نسمع كلمة واحدة تنطلق لصالحه من افواه مواطنيه حصل في اخر انتخابات لتجديد الرئاسة لفترته الرابعة على خمسة وتمانين في المائة من اصوات الناخبين، وهي طبعا نتيجة كاذبة بطالة مزورة فاين هذه الجموع التي انتخبته من هذه الحشود التي انطلقت من المدن والقرى تدفع ضريبة الدم وتضحي بالارواح وتواجه بصدور عارية قمع الشرطة، اين هذه الجموع التي طالبت باعادة انتخابه اذا كانت هذه الانتخابات صادقة نزيهة، انها دون شك، انتخابات زائفة ومؤسسات زائفة وحكم زائف عاش بالقمع والارهاب ولم يكن ممكنا الا ان ينهار ويسقط بعمل شعبي مضاد مهما كانت قوته وزخمه وعنفه فلم يكن ممكنا الا ان يكون مع الحق ومع المستقبل ومع الصدق ومع الحرية والكرامة والغد الافضل للشعب التونسي العظيم، الذي برهن انه جدير بان يعيش حرا كريما موفور العزة والمنعة متمتعا بخيرات بلده تونس الخضراء.
لا عودة الى الوراء ولا رجوع عن تحقيق مطالب الشعب في كل ما رفعه من مطالب ترضي طموحه في ان يعيش حياة تليق بانسان القرن الواحد والعشرين، ولا عذر لاي شعب عربي اخر يرضى بحياة المهانة والمذلة التي يريدها له حكام على شاكلة الزين المخلوع الذي ذهب غير ماسوف عليه الى مزبلة التاريخ.
fagih@hotmail.com
التعليقات
الكاتب والديكتاتور
علي السوري -ولماذا لم نسمع حتى الان كلمة منك تدين حاكم بلدك، عميد الديكتاتورية العربية؟؟ أنت وابراهيم الكوني وغيركما من بعض الكتاب أغمضتم أعينكم عن جرائم الحاكم .. فلا داعي للمزايدة في سوق الثورة التونسية!! يرجى النشر
والنظام الشمال افريقي
سالم ابو شريدة -مقالة موجزة مهمة، تعطي الثورة التونسية حقها، وبصفتك كاتبا معروفا بمواقفه الوطنية، ماذا عن النظام الذي يقمع شعبا بكامله منذ 42 عاما. لماذا غالبية الكتاب العرب يتجرأون في الكتابة عن الأنظمة العربية الأخرى ويسكتون خوفا وهلعا من كتابة كلمة واحدة عن النظام في بلدهم؟ أليست هذه مفارقة ليست في صالح الكتاب العرب؟.
المقالة و الموقف...
محمد صالح بويصير -مقالة الدكتور الفقى فى غاية الاهمية ، باعتبارها اعلان موقف واضح بالانحياز للديمقراطية، وهذا هو المهم. فهو موقف لا يتلاشى عند الحدود او يتبدل امام شرطة الجوازات .لقد بعثت ابيات الشابى حية واخذت ، بشكل ارادى او غير ارادى، تصدح فى رأس كل منا. اذا الشعب يوما ......
عجبا
زينب البيلي -لا أصدق أن الكاتب أحمد إبراهيم الفقيه يقول : ; لا عودة الى الوراء ولا رجوع عن تحقيق مطالب الشعب في كل ما رفعه من مطالب ترضي طموحه في ان يعيش حياة تليق بانسان القرن الواحد والعشرين، ولا عذر لاي شعب عربي اخر يرضى بحياة المهانة والمذلة التي يريدها له حكام على شاكلة الزين المخلوع الذي ذهب غير ماسوف عليه الى مزبلة التاريخ; ومن حقي كإنسانة أن لا أصدق أبدا لأن أخونا صديق ومناصر لديكتاتور يحكم شعبه منذ 42 عاما وبدون رحمة ، غريب أمر بعض الكتاب العرب ، يبدو أنهم استفاقوا فجأة ويريدون اللحاق بركب الثورة التي أسس لها الشعب التونسي
سؤال للمحرر
علي السوري -خالف شروط النشر
هل الكاتب واعياً؟
العمروصي -هل الكاتب الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه واعياً لما يرمي إليه في هذه المقالة خاصة ما جاء في خاتمتها؟ أم أنه نوع من المساهمة في التباهي بتضحيات الثوار في تونس الخضراء. .............
لا للمزايدة
صابر ليبيا -ثورةالشعب التونسى ربما أيقضت ضمائر كانت نائمة أو مهدت طريقا لشعوب مقهورة , وسيحاول بعض المأجورين والنفعيين ركوبها , ما أستغربه من مثقفينا العرب وخاصة الليبيين أنهم لم يتجرأوا على قول رأيهم فى خطاب القدافى الدى وجهه للشعب التونسى بعد هروب بن على . فهل هو الخوف أم مازال هناك أمل فى مزيد من العطايا أم كما يقول المثل الليبى البئر الدى تشرب منه لا تلقى فيه حجر
تأييد للمعلق الثالث
الزروق -نعم اصبت اخي محمد فإن ماجاء في المقال هو اعلان موقف واضح بالانحياز الى الديمقراطية من هذا الكاتب الكبير الذي لم يركب موجة التسلق والتملق في يوم من الايام والذي عبر عن معاني الحرية والانعتاق والقيم النبيلة في العديد من رواياته وكتاباته المختلفة.
رئيس مدى الحياه
هريدى ابو عصفرتين -للأخوه الأعزاء الذين يعتقدون ان ماحدث فى تونس يمكن ان يحدث فى مصر اقول ان الوضع مختلف. اولا اننا ننظر الى رئيسنا كأنه اب لنا جميعا ولا يمكن لأبن ان يعارض الأب لأنه سوف يكون ابنا عاقا. انظروا الى ماحدث فى العراق حيث كان صدام ابا لكل العراقيين و لم يرفض لأحد طلب وكان حنونا على شعبه حتى ان جميع اقاربه كانو مجندين لخدمه شعبه. عندنا فى مصر الرئيس يسهر على راحه شعبه وافنى عمره فى خدمه مصر وحافظ على امن واستقرار البلد واعتقل الاف المشاغبين ووضعهم فى السجون حتى يؤمن الشعب شرورهم ومع ذلك فأن السجون مريحه ومكيفه وتقدم لهم افخم الوجبات والنشاطات الترفيهيه. لقد بزل الرئيس كل طاقاته ليجعل من مصر دوله عصريه فأدخل فيها الدش والفضائيات و اشترى لنا اقمار صناعيه ووجه اهتمامه لتوظيف الشباب ولكن نتيجه فشل الوزراء فى التخطيط لم يستطع حتى ابنائه الحصول على فرصه عمل فأضطروا للعمل فى التجاره والأخر اخذ وظيفه فى الحزب واخونا عز متكفل بمصاريفه. يعنى الراجل وولديه ومراته ضيعوا عمرهم فى خدمه البلد. حتى عندما اشتدت عليه وطأه المرض قامت المانيا بعلاجه لأن القصر العينى لم يكن فيه سرير مجانى متاح لأنه قال الشعب احق منى. بعنى شفتم زى كده فين. وحتى يكون جدير بالرئاسه فأنه التحق بالفصول الليليه حتى يحصل على الثانويه العامه التى رسب فيها مرارا وفى النهايه كانت الكليه العسكريه ملازه الأخير. كان صاحب الضربه الأولى لأسرائيل وهو الذى اجبر السادات على العبور لأن السادات كان مرعوب. ولا يمكن ان ننسى انه انه اول زعيم عربى دفع الجزيه لأسرائيل ولكن الرجل ده مكار لأنه حسبها صح فبدل مايصرف عده مليارات من الدولارات على تسليح الجيش وجد انه من الأرخص ان يضحك على الأسرائليين ويعطيهم الغاز بسعر بخث فى مقابل عدم الأعتداء على مصر ووفر ذلك الكثير على الدوله وحتى الأن لا يستطيع المتعلمين فهم اللعبه. وانتم برضه عارفين ان جيش قوى مش كويس للبلد. أظن انتم دلوقتى عرفتم ازى الرجل ده خدم البلد وانا مدان له بلحم كتافى. كل مره يكون فيه انتخابات احصل انا والولاد على كذا كيلو لحمه وكام جنيه علشان اصوت للحزب وليه لأ مش احسن من مفيش واهه خير وجلنا اقول لأ؟ وللحديث بقيه.
Courage
Gasem -Please accept my utmost admiration on your last article regarding the Tunisian uprising. I know it takes a lot of courage, knowing your delicate situation, but that is not strange coming from you as I marveled your guts tackling social issues that considered taboo to our Libyan mentalities. Reading some comments to your article, oh, I can not help it but I feel petty for those parasites that nothing pleases them; as the proverb goes: Jew if you open your mouth, and donkey if you remain silent.
ليست شجاعة أبداً!!
نحن أولى -الأقربون أولى بالمعروف.. الليبيين هم الذين يستحقون ان يكتب لهم وكيف يستفاد من التجربة التونسية .. لكن أن نوصف ونحلل الثورة التونسية وكأن بيتنا على ما يرام بينما الكاتب وغيره من النخب الليبية لا تضع يدها على جروح بيتها ولم تتشجع للكتابة عن إنتفاضة الظلم والفساد إلا عندما حدثت عند الجيران