أصداء

في قصاص الشعوب.. ملعون أبو الدنيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أتذكر مرة وبالتحديد في سنوات الخوف والقحط والحاجة التي كانت تلبد سماء العراق وتزرع اليأس في مستقبل مجهول للعراقيين إبان الحكم الشمولي الديكتاتوري في منصف تسعينات القرن الماضي واثر الاحتجاجات الصامتة المقهورة إزاء ما يحدث وتزايد أعداد المهاجرين باتجاه الدول المجاورة التي كانت تأن من الأعداد المليونية الهاربة من جحيم الأفران الملتهبة وعيون عسس السلطة، قالت زوجة الدكتاتور في حينها لجليستها المتملقات ذات الكروش المنتفخة في قصر الرضوانية ( ليخرج العراقيين جميعا إذا رغبوا حيث يشاءون )، لكنها استدركت فقالت (مليون منهم أو أكثر بقليل نحتاجهم ليقدموا لنا الخدمة التي نحتاجها، إما الباقيين فإلى الجحيم ).

هذا كلام منقول عن مجلس " أم عدي " عبر بعض من كان يجالسها، وطبعا يعرفه الداني والقاصي من العراقيين جميعا وسمعوا به وسكتوا على مضض لأنهم يعرفون إن نظاما قاسيا لا يمكن أن يسكت على امتعاض أو إشارة عابرة بسيطة من مواطن محتج إلا وغاب في غياهب قافات الخاصة بسجون أبو غريب، وربما قد تجد جثته في إحدى المقابر الجماعية المنتشرة في بغداد والمحافظات.

وقد يتساءل بعض من العرب سؤالا منطقيا، لماذا انتم العراقيون تشتكون وتولون من نظام قهركم وتسلط على رقابكم دون أن تسعوا للتخلص منه كما تفعل الشعوب الأخرى، ولعل ما حدث في تونس أخيرا دليل ومثال حي على أن الشعوب قد تمرض لكنها لن تموت طالما أن الظلم يمس حياتها ويطبق على رقابها الموت، أقول نعم كلام فيه من المنطقية والحقيقة، لكن أحيانا وأنا لا أريد أن أدافع هنا عن شعب عظيم له سجل تاريخي طويل بالنضال من اجل حريته ووطنيته، المشكلة إن النظام السابق رهن الأجهزة الأمنية تحت إمرته من خلال هيمنة عائلته على مراكز القرار بما فيها القوات المسلحة التي كانت لا تتوانى بذبح المواطنين المحتجين والرافضين للسلطة، وهناك أمثلة سواء فيما حدث في كربلاء والنجف والبصرة أو في اهوار الناصرية والعمارة، وما حدث أيضا في مدينة الرمادي الباسلة حينما تدخلت قوات الأمن بقمع تظاهرة ضد النظام بعد إعدام احد أبنائها،ومع كل هذا الطوق الأمني فان للعراقيين مواقف في التصدي سواء لرأس النظام أو أعوانه في السلطة، وقد ذكر الكثير منها ولا مجال لتكرراها.

لقد ابعد الدكتاتور الجيش النظامي الوطني عن بغداد حتى وان كان له مرور فيها فانه يدخلها مجرد من أسلحته وعلى أطراف المدينة، فيما حشد أقرباءه لولاية فرق قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص وقوات الطوارئ لحمايته والتي كانت هي من تقوم بقمع أي حركة احتجاجية أو تظاهرة سلمية، وحينما اغتيل أية الله محمد محمد صادق الصدر وعلم العراقيين باليوم التالي بالخبر شهدت مدينة الصدر " الثورة سابقا " تظاهرة احتجاج قوية من المواطنين العزل، سرعان ما طوقت المدينة بهذه القوات وضربت بقسوة كل المحتجين بالرصاص الحي، ومن ماسي ذلك اليوم أن طالبات مدرسة ابتدائية للبنات حينما اندلعت المواجهات هربن نحو بيوتهن فتصدى لهن حرس النظام واسقط منهن قتلى في موقف يندى له الجبين، كما أن موقف هذه القوات من الانتفاضة الشعبانية عقب هزيمة حرب الخليج الثانية وقمعها بكل قسوة وصلت إلى حد الإعدام الفوري.

نعم كان هذا الحرس الذي اغد عليه الدكتاتور الهدايا والرتب أقسى حتى من النظام نفسه على شعبه، فلو كان العكس وحتى لو كان حياديا كما كان موقف الجيش التونسي اليوم لكان النظام برمته قد أسقطه شعبنا أو لولى هاربا مع عائلته إلى خارج الوطن.

يقول صديقي الفنان المخرج المسرحي علي عبد الحسين والذي نلقبه دائما " علي جنح " لسرعته وأدائه الجميل لأدواره في المسرح في كلية الفنون الجميلة، انه كان شاهد حي بما حل في مدينته كربلاء أبان التصدي للمنتفضين في ضد النظام، الموت والخراب والقتل والرعب من قادة هذا الجيش هذا، حتى الأطباء ممن كانوا يعالجون المصابين فأنهم يعدمون فورا مع المصابين دون محاكمات.

ويصف لي في كثير من الحزن يوم "المحشر" في معسكر الرضوانية ببغداد حينما اصطف جنود قساة ببنادقهم يثقبون أجساد المنتفضين بالرصاص والكثير منهم أبرياء، كان القائد العسكري الذي نعرف هويته من كلامه ينادي بأسماء الجالسين المرعوبين للذبح دورا يلي دور، ولنجاته قصة طويلة من هذه المذبحة الدموية التي ليس لها مثيل في تاريخ الإنسانية بعد مقتل الآلاف بهذه الطريقة البشعة، نجا صديقي علي لكنه ترك اثنين من أشقاءه يموتون بهذه الطريقة.

هذه حقيقة ما كان يحدث، فلا تشابه بيننا والعالم، كنا نتلقى القسوة من جبروت النظام وأزلامه سواء في هذه القوات التي نذرت نفسها له ولمصالحها الخاصة، ورجال الأمن والمخابرات الذي يخنقون الكلمة الحرة والمواقف الوطنية في السجون وسراديب الظلمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا بد أن ينجلي
معاوية -

لم يكتفِ المقبور حافظ أسد بالمجازر والمذابح الجماعية في المدن والقرى والسجون السورية، بل زاد في الذل والقهر والقمع بأن أفلتَ عاهرات وقوادي سرايا الخراب في شوارع دمشق عاصمة بني أمية لينزعوا حجاب النساء المحصنات .

الماضي والحاضر
حازم -

المستغرب من الكاتب الهمام الحريص على الشعب العراقي يتحدث بلغة الماضي وينسى حياة الحاضر الاهم للعباد قارن القحط بالموت الماثل في كل زاوية !!! والخوف بمئات الالاف من المعتقلين والاغتيالات التي حصدت كل عراقي شريف ومتعلم عمل لشعبة ومنع الكلمة الحرة بالاحتلال الفارسي والامريكي البغيض اما السيادة والاستقلال التي كانت للعراق فحل مكانها الاحتلال ومن جاء به الاحتلال الذي يدعى خائن في كل قواميس الارض ؟؟ اما المهجرين الذين تتحدث عنهم فلا تنسى بان غالبيتهم من الهاربين من الخدمة العسكرية وغيرها تعرفها جيدا اما المهجرين الحاليين فرغم انهم ملايين عديدة في الداخل وغيرها في الخارج فهم الاغلبية المتعلمة والهاربة من الموت الذي حمله الحقد الفارسي والامريكي والعملاء القادمين مع الاثنين فلماذا تنكر هرب الى الماضي وامامك الحاضر بابشع ما وجد في التاريخ الحديث بشهادات دولية ؟؟؟؟ ام تريد تبييض ماسي الحاضر باتهام الماضي الذي ذهب ؟؟؟؟ الم يكن الافضل لو دعوت للاتعاض من الماضي للسير في طريق الصح ؟؟؟ ام الاقتتال الطائفي والمذهبي يريحك ؟؟؟؟ اما القحط ونهب الثروات يكفي ان ما بني في عهد النظام الذي تنتقدة كان محط تدمير وتخريب ممنهج من قوى الاحتلال ومن رافقها ام تريد تبراة للماسي وانت خارج العراق المشجر بكل انواع الكتل الكونكريتية !! اليس الخوف والقحط والتدمير والقتل وجثث الشوارع والاغتيالات والاعتقالارت والنهب والفساد والدولة الفاشلة واخر قائمة الدول الفاسدة والكذب السياسي الذي لم يجد المعلقون مثيلا له هي سمات عصر الاحتلال ام عصر الانحطاط ؟؟؟؟ قارن واعطنا رايك بعد ذلك ولاتنسى تصريح بايدن نائب الرئيس الامريكي الذي ياسف لاجتياح العراق في 23 ؟؟؟ لما حمله من ماسي تاريخية مثار انتقاد العالم كله لكن السيطرة الاميركية اذا اضعفت الانتقادات لكنها ستبقى موجودة كما هي في التاريخ الذي لن تبيضه مقالتك !!!!!

الى حازم
وليد -

الحاضر الذي تتحدث عنه ما هو الا نتيجة الماضي البغيض يا فهمان .

كاتب منافق
إبن الناصرية -

طافر جلود عمل في الصحف البعثية ,فلايحق له أن يخربش .أرجو أن يتوقف عن الكتابة

رسله من صدام لبن علي
احمد الفراتي -

كتابات - بينما نحن جلوس في قعر جهنم , انا صدام وطواغيت التاريخ من حولي تناهى الى اسماعنا انك يا بن علي قد تنازلت عن الرئاسه في تونس ووليت هاربا ........................لايهمنا هربك فنحن السابقون في الهروب وانت لاحق لنا فكلنا ولى هاربا بعد ان فعل مافعل لكن المرجلة ليست في الهروب بل في ماتخلفه بعد هروبك فهل من الرجوله بمكان ان تتنازل عن كل شئ بهذه السهوله لمجرد ان خمسين او ستين شخصا قتلوا( .... ولو). مذا تقول الاعراب عنا نحن الطغاة وانت محسوب علينا , فنشهد .....اننا براء منك يامن جلبت العار لكل طاغية ومستبد ودكتاتور, فما اكبر فضحيتنا وعارنا خصوصا وسط العربان لان سوقنا نحن ....مزدهر في عالم الاعراب فكلما قتلت اكثر وفتكت اكثر واعتديت على الحرمات والاعراض اكثر كنت رمزا خالدا لامتنا العربيه , لذلك اجتمعت عليك كما تناهى الى اسماعنا لعنات العربان لانك تركت تونس خضراء نظيفه باقتصاد مزدهر قياسا الى جيرانها وعلى ذكر جيرانها نريدك ان تبلغ تحياتنا الى حبيبنا الباقي على العهد في تركيع شعبه وجعلهم عبيدا اذلاء عنده وعند اولاده ونقصد بذلك ملك ملوك ....معمر القذافي( ما ادري شلون ملك ..... , . ثم اقول لك يازين ....افلا تخجل من نفسك وانت قد رايت وسمعت عني وعن افعالي في العراق ,فالملايين قد قتلت والملايين الاخرى شردت والبلاد احرقت ولولا امريكا الشيطان الاكبر كما يقول اغا نجادي لقضيت على البقيه الباقيه ولكن ماذا تقول للاقدار وتحولاتها والمعجزه التي حصلت في ضياع حكمي وحكم عصابتي واللحظه التاريخيه التي لم تستوعبها لحد الان هذه الجماهير العربيه الشغوفه بي حبا وبافعالي في التدمير والعدوان , فانا سيد الشهداء عند هذه الجماهير ....لا لشئ الأ لأني القاتل الاكبر والدكتاتور الاكبر والشيطان الاكبر كذلك ( على عناد اغا نجاد ) فلو كنت مثلك لين العريكه اهرب بعد مظاهرتين اثنتين وبعد ان يقتل العشرات فقط لخرجت من قلوب الجماهير العربيه التافهه , كما انت اليوم تصب عليك اللعنات من قبل هذه الجماهير ليس لانك دكتاتور اعتقل وقتل المعارضين بل لانك لم تقتل بطرق تنم عن هستيريا القتل ولم تخرب كما انا خربت بحيث تترك بلدك خرابا يبابا ,لا انت لم تفعل هذا, لذلك فانت ترى هذه الجماهير العربيه اليوم لاترحمك لانك جبان في نظرها حتى وان اختصرت الطريق على شعبك, فقياس الرجوله عند امة ال

اعادة للتذكير
د.سعد منصور القطبي -

صدام في زيارته للبصرة اثناء الحرب التي اشعلها صدام ضد ايران قال امام عدسات التلفزيون يخاطب المصريين لو ان ابن البصرة قال لك اخرج قل له انت اخرج والبصرة بصرتي وبسبب العنصرية الطائفية جلب صدام ملايين المصريين واصدر قرارات تميزهم وتفظلهم على العراقيين على امل ان يبقوا في العراق وفي احد المرات تباهى طه الجزرواي حيث قال ان حكومته قد الغت صفقة كبيرة لاستيراد اللحم والحليب ومواد غذائية اخرى للعراق لأنها احتاجت المال في تحويلات المصريين .وفي الوقت الذي يعيش فيه فلاحين ألأهوار في صرائف بنى صدام مئات البيوت للفلاحين المصريين الذين جلبهم في قرية الخالصة التي اصبحت ألأن وكرا للأرهابيين في مثلث الموت جنوب بغداد ..وعندما باشرت قوات التحالف بتحرير العراق سنة 2003 قامت عصابات فدائيو صدام الجبناء بضربها من بين البيوت لكي ترد عليهم قوات التحالف وتضرب البيوت ويقتل المدنيين ولكن قوات التحالف جزاها الله كل خير لم تشترك بهذه اللعبة القذرة ولم ترد عليهم وتحملت الضربات لكي تحمي المدنيين العراقيين وهذه الحقائق التي أذكرها يعرفها كل العراقيين لكنني أذكرهم بها لكي لاننسى خسة البعث وطائفيته واجرامه .لقد قال صدام اما شاشات التفلزيون ان الرفيق ( ويقصد به عبد الحسن راهي فرعون ) امر بأطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين فهل نحن نحتفل... وطبعا طرد فرعون من عصابة البعث رغم كل الخدمات التي قدمها لعصابة البعث لعشرات السنين لأن صدام يريده ان يأمر بأطلاق النار مباشرتا على المتظاهرين وليس فوق رؤوسهم ..أن سبب بقاء حكم البعث البغيض هو خستهم في معاقبتهم للوطنيين فهم لايكتفون بأعدام الوطنيين الشرفاء بل يعتدون على شرفه امام عينه قبل اعدامه وهذا سر بقاء البعث هذه المدة الطويلة لذلك فلم يستطع الوطنيين العراقيين أزاحة هذه العصابة أي ان الطبيب المحلي لم يستطيع ازاحة سرطان البعث لذلك وجب الأستعانة بالطبيب ألأجنبي وكان لأمريكا نصرها الله الفظل العظيم في تحرير العراق كما حررت الكويت في سنة 1991 وكما حررت أوربا من هتلر وموسوليني سنة 1945 فالف تحية لأمريكا نصيرة الشعوب المظطهدة وعدوة الطغاة.

الصورة تتكرر
سارة -

سبحان الله..نفس الجبروت و القسوة و القمع مكرره في أرض الشهيد عمر المختار.لهدا السبب كان الشعب الوحيد المقهور الدي نئا بنفسه عن محاولة تكرار سيناريو ;البوعزيزي; لعلمه بالعواقب الوخيمه التي ستحل على رأسه.

الصورة تتكرر
سارة -

سبحان الله..نفس الجبروت و القسوة و القمع مكرره في أرض الشهيد عمر المختار.لهدا السبب كان الشعب الوحيد المقهور الدي نئا بنفسه عن محاولة تكرار سيناريو ;البوعزيزي; لعلمه بالعواقب الوخيمه التي ستحل على رأسه.