فضاء الرأي

الثورة التونسية.. بلا مثال يحتذى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس مجبرة على أن تشق طريقها الثوري بنفسها، إذ لا يوجد في محيطها المغاربي والعربي الإسلامي نموذج تقيس عليه، أو مثال يمكن لأهل الثورة الاستفادة منه سواء لحل القضايا العالقة أو لتفادي الأخطاء الممكنة، ولهذا يبدو التخبط والصراع السائد منذ 14 يناير 2011، حالا منطقيا لا يعود فقط إلى تناقض المصالح والرؤى والبرامج بين القوى الفاعلة على الساحة، إنما كذلك لما أشير إليه من غياب السيرة الهادية.
مآل الثورات الشعبية خلال التاريخين الحديث والمعاصر مختلف، وعددها قياسا إلى عدد الدول ليست كثيرة، فالثورة الفرنسية التي اندلعت سنة 1789، لم تنتج نظاما ديمقراطيا حقيقيا إلا بعد مائة عام أو يزيد، و الثورة الروسية البولشيفية لسنة 1917 قادت إلى قيام نظام سياسي هو الأكثر انغلاقا وشمولية وقهرا للمواطنين في العالم، أما الثورة الإيرانية لسنة 1979 فقد أفضت إلى إقامة أول دولة ثيوقراطية في العصر الراهن، و لايعتقد أن هذه الثورات جميعها يمكن أن تساعد التونسيين على تحقيق شعاراتهم في الحرية والكرامة والديمقراطية.
ثمة في المحيط المتوسطي لتونس نماذج ثورية خاصة، تبعتها حالات انتقال ديمقراطي متميزة، لكن دولها تظل على أية حال في وضع متأخر في لائحة الدول الديمقراطية الغربية، و هذه الدول هي اسبانيا والبرتغال واليونان التي التحقت جميعها بنادي الأنظمة الديمقراطية أواخر السبيعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي، بعد تخلصها من نير أنظمة ديكتاتورية عتية، إما عبر موت الديكتاتور كما الأمر بالنسبة لإسبانيا، أو عبر مزيج من الانتفاضات العسكرية والمدنية على غرار الحالتين البرتغالية واليونانية.
و تتسم هذه الدول الأوربية جميعها، على الرغم من تشابه المستوى المعيشي لمواطنيها مع التونسيين ساعة الانتقال إلى الديمقراطية، فهذه الدول كانت آخر دول أوربا الغربية التي ظلت خارج النادي الديمقراطي، وقد وجد ديمقراطيوها سندا كبيرا من قبل أشقائهم في الغرب، فضلا عن كونها دولا قومية وعلمانية، لا وجود لإشكالية الهوية فيها، و لا خلاف بين قواها السياسية حول مرجعية المجتمع و الدولة أو كيفية التعامل مع النظام الذي ساد في المراحل السابقة.
و في أواخر الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، شهدت دول أوربا الشرقية التي كانت تسير في ركاب المنظومة السوفياتية، حالات ثورية فككت خلالها الأنظمة الشيوعية لتحل محلها أنظمة تعددية ديمقراطية، غير أن ما ميز هذه الثورات هو الإشراف الغربي عليها من جهة، بالإضافة إلى حدوثها مجتمعة أو متواترة في التاريخ والجغرافيا، مما جعل بعضها يرفد بعضا، وبعضها يقيس على بعض، ولم تنجح الأنظمة الجديدة في أوربا الغربية في تحقيق آمال شعوبها في قدر من الاستقرار والرفاهية، إلا عندما قرر الاتحاد الأوربي ضمها إليه، و تنفيذ خطة استثمارية انقاذية على أراضيها، لم تشهد لها أوربا مثيلا منذ خطة مارشال الأمريكية التي ساعدت الحلفاء الأوربيين بعد الحرب العالمية الثانية، لتعيد بناء نفسها وتقف في وجه المارد الشيوعي المتحفز آنئذ.
و في مطلع القرن الحادي والعشرين، عرفت دول سوفياتية سابقة موجات احتجاجية شعبية، عرفت تحت مصطلح "الثورات البرتقالية"، بدأت في أوكرانيا، و انتقلت إلى جورجيا، قبل أن تضرب مؤخرا في وسط آسيا، وتحديدا في قرغيزيا، حيث تمكن الثوار من طرد حاكم طاغ، لكن مآلات هذه الثورات لم تستقر على حال بعد، ففي حين عرفت أوكرانيا تداولا على السلطة مع بقاء الأزمة الاقتصادية محتدمة، استبد قائد الثورة الجورجية ساكاشفيلي بالسلطة ليقيم بدوره نظاما استبداديا، أشد ربما من ذلك الذي أقامه سلفه شيفرنادزه، و تبقى الاحتمالات في قرغيزيا مفتوحة إلى اليوم على الاحتمالات كافة، بما في ذلك احتمال تفكك الدولة من أصلها.
و يفضل بعض خبراء الانتقال الديمقراطي أن يستهدي التونسيون بنماذج من أمريكا اللاتينية، حيث يبدو الواقع الاجتماعي والاقتصادي والمستوى المعيشي الأقرب نظريا إلى تونس، خصوصا مع وجود كنيسة كاثوليكية قوية وتيار محافظ مشدود إلى القيم الدينية المسيحية، يشبه في معالمه الكبرى وجود تيار إسلامي قوي في الساحة التونسية، غير أن المثال الأمريكي اللاتيني يظل في رأيي مختلفا، سواء من جهة وجود تحولات سياسية متزامنة في أمريكا اللاتينية تسند بعضها بعضا، أو عدم وجود أنظمة ملكية أو أي تباين صارخ بين دول المنطقة على مستوى الدخل القومي ومستوى معيشة السكان، أو كذلك من جهة وجود تيار يساري ديمقراطي مستعد للتوافق و التشارك مع القوى البورجوازية واليمينية المؤمنة بالديمقراطية.
و ثمة إلى جانب هذه الحالات، حالات ثورية أخرى، تمكنت فيها شعوب من طرد حكام شموليين أو طغاة وديكتاتوريين، مثلما جرى في الفلبين التي طرد شعبها ماركوس أو هايتي التي فر منها دوفالييه خوفا من سخط مواطنيه عليه، لكن الشعبين الفليبيني والهايتيي لم يظفرا رغم إقامة أنظمة ديمقراطية أو شبه ديمقراطية، بحياة أفضل بعد التغيير، إلى حد الآن على الأقل.
لقد تفجرت الثورة التونسية، رغم حديث الكثير عن وجود ممهدات و تراكمات على مر السنين، بشكل مفاجئ، و هي ثورة بلا رأس أو قيادة أو برنامج انتقال محدد على الرغم من وضوح وصراحة شعاراتها المرفوعة عند الثوار، و ستكون مجبرة بالتالي على خلق نموذجها الخاص بها في صناعة المصير و تحقيق الأهداف، ومن هنا فقد ثار الجدل و ما يزال بين السياسيين و قادة المجتمع المدني والنقابات حول الصيغة التي يجب أن تأخذها المرحلة الانتقالية.
كما تثور أسئلة حادة في وجه الثورة التونسية، تجاه الموقف من دول الجوار المحكومة بأنظمة غير ديمقراطية، و ما إذا كانت هذه الثورة ستكون الحلقة الأولى في سلسلة ثورات مشابهة ستجتاح العالم العربي و تنهي مرحلة الأنظمة الشمولية والمهترئة الحاكمة فيه، أم أنها ستخضع لشروط هجوم مضاد ستقوده هذه الأنظمة وستفرض من خلاله على تونس وضعا دفاعيا، كما هو شأن الحالة العراقية، على الرغم من اختلاف طبيعة الحدثين وطريقة إنهاء حكمي الرئيسين صدام وبن علي، بين التدخل العسكري الخارجي و الانتفاضة الشعبية الداخلية.
و يظل السؤال الأكثر إحراجا و إلحاحا وخطورة، الذي تواجهه الثورة التونسية، هو سؤال النظام السياسي البديل، والآليات التي سيجري اعتمادها في الإجابة عليه، ففي تونس لم تتمكن النخب السياسية والثقافية على الرغم من مرور ما يزيد عن نصف قرن من الاستقلال، من الاتفاق في الحدود الدنيا على حل عقد ثنائيات مزمنة من قبيل الإسلام والعلمانية، و الوطنية والقومية، و الهوية والحداثة، و الاشتراكية والرأسمالية..إلخ.
هناك في تونس اليوم اتفاق عام أو شبه إجماع على أن يكون النظام البديل هو نظام يحقق للتونسيين أشواقهم في الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية الجهوية المتوازنة، لكن اختلافات كثيرة لا تحصى ستظهر لهم كمارد وهم يتجهون أكثر فأكثر نحو التفاصيل..والشياطين عادة ما تكمن في التفاصيل..أرجو أن تنتصر الملائكة في أرض الخضراء حتى لا تتحول إلى سوداء مثلما عيرها أو ربما تمنى لها بعض جيرانها الطرزانيين..

كاتب تونسي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تونس
نادر -

ستنتهي تونس الى دولة اسلامية يحكمها الاسلاميون

رد
د.سعد منصور القطبي -

لقد قال صدام اما شاشات التفلزيون ان الرفيق ( ويقصد به عبد الحسن راهي فرعون ) امر بأطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين فهل نحن نحتفل... وطبعا طرد فرعون من عصابة البعث رغم كل الخدمات التي قدمها لعصابة البعث لعشرات السنين لأن صدام يريده ان يأمر بأطلاق النار مباشرتا على المتظاهرين وليس فوق رؤوسهم ..أن سبب بقاء حكم البعث البغيض هو خستهم في معاقبتهم للوطنيين فهم لايكتفون بأعدام الوطنيين الشرفاء بل يعتدون على شرفه امام عينه قبل اعدامه وهذا سر بقاء البعث هذه المدة الطويلة لذلك فلم يستطع الوطنيين العراقيين أزاحة هذه العصابة أي ان الطبيب المحلي لم يستطيع ازاحة سرطان البعث لذلك وجب الأستعانة بالطبيب ألأجنبي وكان لأمريكا نصرها الله الفظل العظيم في تحرير العراق كما حررت الكويت في سنة 1991 وكما حررت أوربا من هتلر وموسوليني سنة 1945 فالف تحية لأمريكا نصيرة الشعوب المظطهدة وعدوة الطغاة. ..على اعدائهم ولكن على ابناء جلدتهم اسود وهذا القول ينطبق مئة بالمئة على صدام وجلاوزته البعثية فهم استعملوا الكيمياوي وقصفوا مدن الشيعة وألأكراد ولكنهم هربوا امام القوات ألأمريكية وأختفوا في جحورهم ...وكان صدام يستخدم البعثية في فرق اعدام الهاربين من الجبهة حيث يكون مكانهم خلف الجبهات لكي يقتلوا اي جندي تراجع عن جبهة القتال وبدون محكمة ولاحتى سماع اقوال الجنود كذلك يمنع اهالي الجنود المعدومين من اقامة الفواتح على ابنائهم لابل يغرمون اثمان الرصاص الذي استخدم في اعدامهم وعندما قبض على صدام في حفرته مثل الجرذ لم يطلق حتى ولو طلقة واحدة وكل ماأراده هو الحفاظ على حياته حتى وقبل ان يكون سجين مذلول تحت حراب ألأمريكان بينما كان يردد دائما ان شوارب الزلم لازم ماتهتز بالكونات (اي الحروب) .

رد
د.سعد منصور القطبي -

لقد قال صدام اما شاشات التفلزيون ان الرفيق ( ويقصد به عبد الحسن راهي فرعون ) امر بأطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين فهل نحن نحتفل... وطبعا طرد فرعون من عصابة البعث رغم كل الخدمات التي قدمها لعصابة البعث لعشرات السنين لأن صدام يريده ان يأمر بأطلاق النار مباشرتا على المتظاهرين وليس فوق رؤوسهم ..أن سبب بقاء حكم البعث البغيض هو خستهم في معاقبتهم للوطنيين فهم لايكتفون بأعدام الوطنيين الشرفاء بل يعتدون على شرفه امام عينه قبل اعدامه وهذا سر بقاء البعث هذه المدة الطويلة لذلك فلم يستطع الوطنيين العراقيين أزاحة هذه العصابة أي ان الطبيب المحلي لم يستطيع ازاحة سرطان البعث لذلك وجب الأستعانة بالطبيب ألأجنبي وكان لأمريكا نصرها الله الفظل العظيم في تحرير العراق كما حررت الكويت في سنة 1991 وكما حررت أوربا من هتلر وموسوليني سنة 1945 فالف تحية لأمريكا نصيرة الشعوب المظطهدة وعدوة الطغاة. ..على اعدائهم ولكن على ابناء جلدتهم اسود وهذا القول ينطبق مئة بالمئة على صدام وجلاوزته البعثية فهم استعملوا الكيمياوي وقصفوا مدن الشيعة وألأكراد ولكنهم هربوا امام القوات ألأمريكية وأختفوا في جحورهم ...وكان صدام يستخدم البعثية في فرق اعدام الهاربين من الجبهة حيث يكون مكانهم خلف الجبهات لكي يقتلوا اي جندي تراجع عن جبهة القتال وبدون محكمة ولاحتى سماع اقوال الجنود كذلك يمنع اهالي الجنود المعدومين من اقامة الفواتح على ابنائهم لابل يغرمون اثمان الرصاص الذي استخدم في اعدامهم وعندما قبض على صدام في حفرته مثل الجرذ لم يطلق حتى ولو طلقة واحدة وكل ماأراده هو الحفاظ على حياته حتى وقبل ان يكون سجين مذلول تحت حراب ألأمريكان بينما كان يردد دائما ان شوارب الزلم لازم ماتهتز بالكونات (اي الحروب) .

!
mankai -

الجزيرة تبحث عن الاقليات التي ترفض لمجرد الرفض لتصنع الخبر على حساب الوحدة الوطنية في تونس...محاولة غريبة من هذه القناة لاثارة الفتنة بيننا...لنكن يد واحدة ضد أي محاولة لنقض ثورتنا المباركة...ثورة الاحرارIl y a 9 heures

المثال الاندونيسي
شعلان شريف -

هناك مثال أقرب إلى تونس، حدث في بلد إسلامي وهو إندونيسيا. في عام 1998 شهدت اندونيسيا انتفاضة شعبية عارمة وعنيفة،وتخلى الجيش عن مساندة الدكتاتور سوهارتو الذي حكم البلاد 30 عاماً، فاضطر إلى التنحي. وهناك شبه كبير بين سوهارتو وبن علي، من حيث التوجهات السياسية والخلفية العسكرية، وجشع السلطة والمال، وإن كان سوهارتو أكثر دموية بكثير.خلفه نائبه حبيبي، وهو يشبه إلى حد كبير شخصية محمد الغنوشي، فهو تكنوقراط معتدل وكفوء. شكل حبيبي حكومة انتقالية أشرك فيها شخصيات معارضة، وبعد عام واحد انتهت الفترة الانتقالية بانتخابات ديمقراطية لم يشارك فيها حبيبي. وتحولت اندونيسيا إلى بلد ديمقراطي.. مع العلم أن مشاكل اندونيسيا أعقد بكثير من تونس.

!
mankai -

الجزيرة تبحث عن الاقليات التي ترفض لمجرد الرفض لتصنع الخبر على حساب الوحدة الوطنية في تونس...محاولة غريبة من هذه القناة لاثارة الفتنة بيننا...لنكن يد واحدة ضد أي محاولة لنقض ثورتنا المباركة...ثورة الاحرارIl y a 9 heures

شوكات لا يمل
سفيان جبير -

خالد شوكات يمعن في محاولاته اليائسة لدفعنا نحن التونسيين صوب الشعور بالإحباط والتشكيك في إمكانية تحقيق شيء ما من تورثنا الرائعة التي أنجزناها بتضحياتنا. نقول لشوكات، إننا حققنا في المرحلة الأولى الإنجاز الأروع الذي هو التخلص من بن علي الذي شبهه الكاتب في أحد مقالاته بالرسول محمد ( ص)، رغم أنه لم يكن إلا ديكتاتورا أشرف على واحدة من أبشع الديكتاتوريات الموجودة في العالم. الشعب الذي انتصر على أكبر طاغية في تاريخ تونس، قادر على الانتصار على كل خصومه، وقهر جميع الصعاب والعراقيل التي تواجهه من أجل تشييد نظام ديمقراطي يكون القدوة التي سيتم الاحتذاء بها. وإنه لأمر مخجل أن يوغل خالد شوكات في التشنيع على الثورة التونسية حين يقارن معاملة العرب معها كما تم التعامل مع ما جرى في العراق، علما بأن تونس حدثت فيها ثورة شعبية، بينما ما جرى في العراق كان غزوا واحتلالا للبلد وتدميره من طرف الأمريكان، وكان شوكات من مؤيدي ومباركي هذا الغزو والاحتلال.

شوكات لا يمل
سفيان جبير -

خالد شوكات يمعن في محاولاته اليائسة لدفعنا نحن التونسيين صوب الشعور بالإحباط والتشكيك في إمكانية تحقيق شيء ما من تورثنا الرائعة التي أنجزناها بتضحياتنا. نقول لشوكات، إننا حققنا في المرحلة الأولى الإنجاز الأروع الذي هو التخلص من بن علي الذي شبهه الكاتب في أحد مقالاته بالرسول محمد ( ص)، رغم أنه لم يكن إلا ديكتاتورا أشرف على واحدة من أبشع الديكتاتوريات الموجودة في العالم. الشعب الذي انتصر على أكبر طاغية في تاريخ تونس، قادر على الانتصار على كل خصومه، وقهر جميع الصعاب والعراقيل التي تواجهه من أجل تشييد نظام ديمقراطي يكون القدوة التي سيتم الاحتذاء بها. وإنه لأمر مخجل أن يوغل خالد شوكات في التشنيع على الثورة التونسية حين يقارن معاملة العرب معها كما تم التعامل مع ما جرى في العراق، علما بأن تونس حدثت فيها ثورة شعبية، بينما ما جرى في العراق كان غزوا واحتلالا للبلد وتدميره من طرف الأمريكان، وكان شوكات من مؤيدي ومباركي هذا الغزو والاحتلال.