فضاء الرأي

مصر إلى أين؟؟!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في مقالي الأخير قلت إن التغيير في مصر قد فرض نفسه منذ زمان، وخصوصا قضية التوريث والرئاسة الدائمة، وكان بإمكان الرئيس المصري، منذ وقت طويل، ترشيح بديل مرموق من داخل حزبه نفسه، مقبول شعبيا.والفقر في مصر وفوارق الطبقات من كبريات مشاكل مصر، وكان واجبا القيام بإصلاحات اجتماعية واقتصادية ناجعة لحل مشاكل الفقر والبطالة. ولكن هذا لم يحدث مع الأسف.

إن موقف النظام المصري في ردع الإخوان هو موقف صائب لأن البديل الإخواني سيكون كارثة الكوارث، مثلما كان نظام خميني أكثر كارثية من نظام الشاه برغم أن مبارك، وبرغم تحكمه وتفرده، ليس كالشاه.

إن الغضب الشعبي على مشاكل البطالة والفقر ومبدأ الرئاسة الأبدية غضب مشروع، وفي الوقت نفسه، فإن على القوى الديمقراطية واليسارية وكل القوى العلمانية المصرية التفكير الجدي والحاسم في احتمالات البديل، إن كانت القضية هي التطويح بمبارك، وليس تشديد الضغوط من أجل حمل النظام على قيام بإصلاحات جدية في مختلف المجالات.

إن أميركا تعلن الحياد بين النظام ومعارضيه، وهذا يذكرنا بموقف كارتر حين نفض اليد من الشاه، ولكنه انحاز لخميني. ونعرف العواقب الموجعة على إيران والمنطقة وأمن العالم. والتلفزيون الفرنسي راح يلمع صورة الدكتور البرادعي كخليفة لمبارك. وهذا أيضا يذكرنا بتلميع نفس القنوات والمحطات لخميني، وإرسال وفد تلفزيوني فرنسي للنجف لإقناعه بالهجرة لفرنسا. وكانت الخارجية مع والمخابرات الفرنسية ضد وجوده. وطبعا البرادعي ليس خميني ولا هو من الخمينيين، ولكنه متحالف مع الإخوان، وقد عرف بممالأته للنظام الإيراني في الموضوع النووي، ولحد عدم نشر تقرير سري خطير عن قدرات إيران النووية. والبرادعي هو بلا قاعدة شعبية، وبلا حزب يدعمه، وقد قضى سنوات طويلة في أوروبا دون تماس مباشر بمشاكل مصر وإشكاليات الوضع فيها، وإن تعاونه مع الإخوان لا يبشر بأي خير، وسيكون تحت رحمتهم لو جاء رئيسا.

وهكذا تبدو لي في هذه اللحظة الصورة مقلقة جدا وغير واضحة. هناك في رأيي مأزق خطير، فإذا تراجع مبارك أمام المظاهرات اليوم وقدم تنازلات كبرى، فإنه سيضعف موقفه وموقع النظام كما كانت الحال مع بن علي؛ وإذا استخدم القمع الدموي فسوف يجابه بغضب شعبي أشد وباستنكار دولي ومن الغرب نفسه، وقد يجبر على المغادرة.

في كل الأحوال، فإن القوى الديمقراطية والعلمانية المصرية مدعوة إلى درس شامل للوضع والاحتمالات الممكنة، وإن مجرد الغضب لا يغني عن التحليل العميق والهادئ والتفكير بكل الاحتمالات. فليست القضية هي مجرد بقاء أو رحيل حسني مبارك، وإنما قضية البديل المناسب لكيلا تقع مصر والمنطقة كلها في دوامة ظلامية شاملة، تهيمن عليها إيران وكل المتطرفين الإسلاميين.

نعم، إنه لمأزق. فهل يمكن للعقلاء بعيدي النظر في السلطة والحزب الحاكم وفي المعارضة العلمانية الديمقراطية وبين الشباب المتنور أن يجدوا الصيغة المناسبة للخروج من المأزق بما يخدم استقرار مصر ويحفظ مكاسب العلمنة وحقوق المرأة وسياسة الاعتدال الخارجية والعربية، مع تحقيق جملة من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية العميقة؟؟ يا ليت هذا سيكون هو المخرج. وعاشت مصر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أضحكتني
أحمد توفيق -

صدقني كلامك كله لا يمت للحقيقة بصلة وبعيد عن التحليل الموضوعي، ربما أعذرك لأنك على ما يبدوا تكره السيد/ البرادعي....

تخوف مشروع
مهدي -

تحية صادقةللاخ عزيز.. انه تخوف في محله فمن المحتمل ان يجد المصريون انفسهم امام ولاية الفقيه بالطريقة السنية تنمقها روتوسات شيعية

يكفي تخويف
محمد مهنا -

نتمنى ان يكون النظام المصري مثل النظام الخميني,فلقد جعل النظام الايراني تخاف منه وتحسب له الف حساب,ابتداءا من امريكا وانتهاءا بالسيد الكاتب,ولكن النظام المصري لم يعد يهابه الا شعبه,ولم تعد تحسب حسابه اصغر الدول الافريقية,لقد اصبح الشعب المصري من افقر الشعوب العربية,وكل هذا بفضل مبارك وابنه المصون,لذلك نقول للسيد الكاتب وامثاله يكفيكم التخويف من البعبع الايراني,......

ليبرالية عربية
مناف الاعسم -

انا اتفق مع ماجاء بالمقال من تحليل عميق ولكن من اين الاتيان بلربرالية عربية قادرة على ان تدير امور البلاد والعباد بعد هذا الدمار والفوضى فالمعروف ان الليبرالية تاتي للحكم لا عن طريق الثورات بل الاصلاح التدريجي واحترام الدستور وحقوق الاخرينالله بعون مصر وشعبها

الحياء
الديمقراطي -

انا احيى الشعب المصري الشجاع استطاع ان يعبر عن رايه وعن حريته وظهور الاراده

اين تعليقي المحايد
شلال مهدي الجبوري -

اتسائل مع هيئة تحرير ايلاف اين تعليقي الذي ارسلته لكم ؟وكان تعليق محايد ويستجيب لشروط النشر وبدون اي اساءة لاي شخص او جهة ما وكان مجرد وجهة نظر محايدةمع تحياتي للكاتب الحاج

الحذر
حسن البندر -

وكم بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا . قلبي على مصر واهلها ، اتمنى الا يؤول ما يجري الى قفزة في الفراغ وربما المجهول وتضيع تضحيات هذا الشعب الاصيل في دروب الفوضى وبريق الشعارات .

عين العقل
عبدالله المحيسن -

لقد لامس المقال بعض الجروح الدامية ، انما الحذر وكل الحذر ممن يريد استثمار هذه الاحداث لمآرب اخرى قد تكون عواقبها تتجاوز تغيير النظام بسبب الاندفاع الشعبي المصري دون الانتباه لما ستؤل اليه الامور بعد ذلك فتكون النتائج سوداء وحتمية قد لا تغير من الواقع شيئا سوى الاسماء

عين العقل
عبدالله المحيسن -

لقد لامس المقال بعض الجروح الدامية ، انما الحذر وكل الحذر ممن يريد استثمار هذه الاحداث لمآرب اخرى قد تكون عواقبها تتجاوز تغيير النظام بسبب الاندفاع الشعبي المصري دون الانتباه لما ستؤل اليه الامور بعد ذلك فتكون النتائج سوداء وحتمية قد لا تغير من الواقع شيئا سوى الاسماء

أتمني
الجوهري -

ما الذي يمنع الرئيس مبارك الآن ومن قبل أن يقدم حزمة إصلاحات (بناء دولة مؤسسات وتعديل الدستور- حل مجلس الشعب - محاسبة الفاسدين - بالإضافة إلي ما تم من حل للحكومة وتعيين نائب بما أنهى سيناريو التوريث)مازالت الفرصة سانحة وطبيعة الشعب المصري تقبل ذلك خاصة أن الرئيس مبارك وبصرف النظر عن مسئوليتة عن الوضع هو أحد أبطال العبوروالله لو إستفل الرئيس مبارك الفترة الباقية من حكمة في وضع مصر على أعتاب دولة مؤسسات وحرية يدخل التاريخ من أوسع ابوابه ويقضي على جميع مخاوف الإصدقاء من وصول الإخوان للحكملن يوصل الإخوان للحكم إلا الظلموالظلمات الموجودةيقييم لله الدولة العادلة ولو كانت كافرة وتتدهور وتتخلف الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.الآن وقد بدأ الطوفان فمصر والعالم العربي يحتاج للعقلاءوممن يحبون بلادهم ويأخذون بيد من حديد علي العابثين بمقدرات البلاد والعبادويبقى بالنهاية أن النظام مسئول حتى عما يحدث الآن؟ولا تبرر تلك المسئولية أن يقوم كل منا بواجبة في حفظ بلاد المسلمين .وحتي تهدأ العاصفة علي الجميع أن يقوم بواجبة وبعدها لابد من أخذ الدرسوفي كل الأحوال دخلت المنطقة العربيه عصر جديد غير معروف معالمةستتوقف معالم العصر الجديد علي العرب أنفسهم إما أن يلقوا فى مزابل التاريخ ويعودوا همج رعاع و إما يلملموا جراحهم ويصبوا مسارهم ويحترموا أنفسهم ليحترمهم العالمياليت قومي يعلمون.

أتمني
الجوهري -

ما الذي يمنع الرئيس مبارك الآن ومن قبل أن يقدم حزمة إصلاحات (بناء دولة مؤسسات وتعديل الدستور- حل مجلس الشعب - محاسبة الفاسدين - بالإضافة إلي ما تم من حل للحكومة وتعيين نائب بما أنهى سيناريو التوريث)مازالت الفرصة سانحة وطبيعة الشعب المصري تقبل ذلك خاصة أن الرئيس مبارك وبصرف النظر عن مسئوليتة عن الوضع هو أحد أبطال العبوروالله لو إستفل الرئيس مبارك الفترة الباقية من حكمة في وضع مصر على أعتاب دولة مؤسسات وحرية يدخل التاريخ من أوسع ابوابه ويقضي على جميع مخاوف الإصدقاء من وصول الإخوان للحكملن يوصل الإخوان للحكم إلا الظلموالظلمات الموجودةيقييم لله الدولة العادلة ولو كانت كافرة وتتدهور وتتخلف الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.الآن وقد بدأ الطوفان فمصر والعالم العربي يحتاج للعقلاءوممن يحبون بلادهم ويأخذون بيد من حديد علي العابثين بمقدرات البلاد والعبادويبقى بالنهاية أن النظام مسئول حتى عما يحدث الآن؟ولا تبرر تلك المسئولية أن يقوم كل منا بواجبة في حفظ بلاد المسلمين .وحتي تهدأ العاصفة علي الجميع أن يقوم بواجبة وبعدها لابد من أخذ الدرسوفي كل الأحوال دخلت المنطقة العربيه عصر جديد غير معروف معالمةستتوقف معالم العصر الجديد علي العرب أنفسهم إما أن يلقوا فى مزابل التاريخ ويعودوا همج رعاع و إما يلملموا جراحهم ويصبوا مسارهم ويحترموا أنفسهم ليحترمهم العالمياليت قومي يعلمون.