مصر ما بعد الثامن والعشرين من يناير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لست أنكر أن لحظات الفراغ الأمني التي شهدتها مصر مساء الأمس جعلتني أزداد أقتناعاً بأن الدكتاتورية بكل استبدادها وسلبياتها ومساوئها أفضل بكثير من الفلتان الذي يمكن أن يتسبب به نظام ضعف. كانت مشاهد قاسية جداً تلك التي قام فيها غوغاء بعمليات إحراق وسلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة. تملكني القلق على مصر وشعبها ومستقبلها عندما راح الأوغاد يستغلون ثورة المصريين الشريفة المطالبة بالحرية. تساءلت عن انتماءات وجنسيات من قاموا بتلك الأعمال البذيئة. فمن يحرق بلده خائن وليس وطنياً. تساءلت عما إذا كانوا أناساً يمتلكون ضمائر حية. استمعت لبعض من برروا عمليات النهب، واستمعت لمن تبرأوا من مسئوليتهم عن الفوضى، وتمنيت لو لم أكن موجوداً على سطح البسيطة أو لو كنت غائباً عن الوعي.
لعبت السياسة لعبتها القذرة في ما حدث بمصر بالأمس عندما قام النظام الحاكم والإخوان المسلمون بدور البطولة في إفساد المظاهرات. فالنظام الحاكم الذي يتشبث بالسلطة حتى الرمق الأخير تصدى بعنف للمتظاهرين، بينما الإخوان المسلمون الذين يحلمون بالسلطة منذ عشرينيات القرن الماضي ارتكبوا جريمة عظمى حين استخدموا من جديد العنف والتخريب اللذين يمتليء تاريخهم بهما لإحداث فوضى عارمة في الشارع المصري بغرض استنفار المصريين ودق المسامير الأخيرة في نعش النظام. وكم كان غريباً عدم تدخل أجهزة الأمن أو الجيش لوقف اعمال الإحراق والنهب والسرقة رغم فرض حظر التجوال، حتى أن الكثيرين شكّوا في أن النظام سمح أو ربما جند شباباً للقيام بتلك الأعمال لتبرير رفضه للمظاهرات وإلهاء المصريين عن مطالبهم.
كنت وضعت كل آمالي على مظاهرات القوى الوطنية الفاعلة لاستعادة مصر من أيدي أولئك الذين نصّبوا أنفسهم ملوكاً أبديين على مصر. تمنيت لو شهدت مصر بزوغ فجر جديد يشهد منح الإنسان حقوقه وكرامته. تمنيت لو أن المظاهرات أثمرت عن نظام ديمقراطي نظيف يعطي للإنسان المصري الأولوية ويضع هموم الفقراء الذين يشكلون الغالبية العظمى من المصريين على رأس اهتماماته. تمنيت لو أن حكومة يشكلها مدنيون عاقلون شرفاء جاءت لتقود مصر إلى طريق العلمانية والتنمية الاقتصادية والتقدم العلمي والوئام الاجتماعي والسلام الإقليمي والشراكة الدولية.
إلا أن آمالي العريضة لم تمنع مخاوفي الكبيرة من استغلال جماعات الإسلام السياسي للمظاهرات لتحقيق أغراضها وطموحاتها. كنت أخشى كثيراً لو أن المظاهرات أفضت عن نظام يقوده الإخوان المسلمون السيئون لأنه لو كان لي الاختيار بين نظام مدني يقوده دكتاتور كالنظام المصري ونظام ديني تمييزي يقوده الإخوان المتطرفون لاخترت من دون جدل أو نقاش النظام الدكتاتوري لأن نظام يقوده الإخوان سيجمع بكل تأكيد بين مساويء الدكتاتورية ومساويء الحكومة الدينية التي تلغي القواني الوضعية وتجعل من القادة حكاماً بأمر الله وتميز بين المواطنين على أسس دينية وعرقية وجنسية.
لم تثمر ثورة المصريين بالأمس عن إسقاط النظام الحاكم. لم تتحقق كل الأحلام ولا الطموحات، ولكن هذا لا يمنع أن أموراً كثيرة مهمة تحققت. سيبقى الثامن والعشرون من يناير من عام ألفين وأحد عشر نقطة فاصلة في تاريخ مصر، نقطة سيشار إلي ما قبلها وما بعدها، نقطة بداية لمصر المختلفة عن تلك التي عرفناها طوال الأعوام الستين الماضية. سينظر المؤرخون إلى الثامن والعشرين من يناير على أنه شهد:
أولاً: انتصار إرادة الشعب المصري على إرادة الحاكم الدكتاتور
ثانياً: مساندة الجيش لمطالب الشعب و التي تجسدت في رفض قادة الجيش تنفيذ أوامر رئيس النظام الحاكم بفرض حظر التجوال
ثالثاً: قيام الشباب المصري عن وعي بالمطالبة بحقوقهم السياسية والاجتماعية
رابعاً: تحطم حاجز خوف المصريين من بطش النظام وأدواته الأمنية
خامساً: بداية النهاية لحكم الفرد الواحد وعصر القمع والكبت
سادساً: عدم اعتماد المصريين على الخطاب الديني في المطالبة بحقوقهم السياسية
سابعاً: توقف المجتمع الدولي عن اعتبار النظام الحاكم عنصر الاستقرار المضمون في مصر
لم تفشل ثورة الحرية في مصر رغم أنها لم تحقق هدفها الأول وهو إزاحة النظام الحاكم عن عرشه. ولم يسقط المصريون في اختبار الثورة رغم الأحداث المؤسفة التي قام بها الإخوان المسلمون والرعاع الذين خربوا ودمروا ونهبوا وسلبوا. لم تنهار أحلام المصريين بالديمقراطية والحرية وفرص العمل ورغيف الخبز لأن ما تحقق لن يسمح بعودة بمصر إلى ما قبل الثامن والعشرين من يناير الجاري. ولكن من المهم، إذا اختار المصريون الاستمرار في نضالهم، أن يعوا دروس الثامن والعشرين من يناير. من المهم أن يعزلوا أولاً الرعاع والاستغلاليين والإخوان المخربين.
المثير أن النظام الحاكم ظل يراهن على أنه بمأمن من ثورة المصريين، وخاب ظنه. لم يكن النظام الحاكم يدري أن المصريين الذين سئموا الظلم والكبت والقمع سينتفضون ضده. اعتقد النظام خاظئاً أن المتطرفين الإسلاميين هم القوة الأكبر في الشارع المصري، ولتجنب غضبهم راح يغازلهم ويتحالف معهم ضد مصر والمصريين. وكم كان مدهشاً أن يتجرع رموز النظام كأس المظاهرات المر التي كان سمح عبثاً وظلماً للأقباط بتجرعه مرات ومرات حين قبل بمظاهرات السلفين الحاشدة التي هددت وسبت وأهانت المسيحيين وقياداتهم الدينية. سمح النطام الحاكم للسلفيين بإهانة صور الزعيم الديني للأقباط، وبالأمس اقتصت العدالة من النظام الذي أزال المصريون صور رئيسه من الشوارع وأهانوها..
من المبكر معرفة ما إذا كان المصريون سيعطون النظام الحاكم فرصة جديدة بقبول مبادرته العرجاء التي أعلن عنها بالأمس والتي تمت بموجبها إقالة الحكومة. لم يطالب المصريون فقط بعزل الحكومة، المصريون نادوا بأعلى الصوت مطالبين باستقالة الرئيس مبارك ورحيل النظام الحاكم بأكمله. لست أتوقع أن يقبل المصريون طويلاً ببقاء النظام. تماماً كما فعل الشعب التونسي مع دكتاتورهم السابق زين العابدين بن علي. وفي نفس الوقت لست أتوقع أن يتخلى مبارك عن السلطة بسهولة. فمبارك الذي يري كيف يطالب التونسيون بمحاكمة زين العابدين بن علي وكيف أصدر الأنتربول الدولي مذكرة اعتقال بحقه يخشى بكل تأكيد نفس المصير. لذا أتوقع أن يقاتل النظام الحاكم حتى النفس الأخير مهما كانت الثمن.
التعليقات
The Poor Revolts!
Jad -You talk about Egypt as if you live there. Well, you do not, people do not have food to eat no jobs nothing. For 40 years and more they have been oppressed no food no life and no future while Mubarak is enjoying all with his tow sons and women who is not different from Lila Ben Ali.You are just repeating what the regime is saying a dictator is better than any one else... what is that you are talking about...a corrupt regime is better than what and why should we either eat shit or stone why not have full democrasy and justice whay it black or none... Who are you to sahe this on our behalf.. we lost our familier under mubarak and we have no one left. he killed my family and you are asking me to keep him NO and NO for death is better than a life that is worst than the a dog would live or a rat, we are not rats and Freedom is what we need. There are bad people within these groups Yes but these are from the special security and police and you know this. What this has to do what the Muslim brothers this is the police in civil outfits and you know like all they been recruiting thugs and now they used them again... Be accurate and say that Mubarak as you say it will kill all before he dies including his family if he has to... He said it once when flood comes will only look after myself... We should all Egyptian unite Muslims and Christians and even Jews if we still have them, we should unite to save Egypt she needs us NOW.It is now or never Freedom or it is the end of Egypt for another 100 years.J
The Poor Revolts!
Jad -You talk about Egypt as if you live there. Well, you do not, people do not have food to eat no jobs nothing. For 40 years and more they have been oppressed no food no life and no future while Mubarak is enjoying all with his tow sons and women who is not different from Lila Ben Ali.You are just repeating what the regime is saying a dictator is better than any one else... what is that you are talking about...a corrupt regime is better than what and why should we either eat shit or stone why not have full democrasy and justice whay it black or none... Who are you to sahe this on our behalf.. we lost our familier under mubarak and we have no one left. he killed my family and you are asking me to keep him NO and NO for death is better than a life that is worst than the a dog would live or a rat, we are not rats and Freedom is what we need. There are bad people within these groups Yes but these are from the special security and police and you know this. What this has to do what the Muslim brothers this is the police in civil outfits and you know like all they been recruiting thugs and now they used them again... Be accurate and say that Mubarak as you say it will kill all before he dies including his family if he has to... He said it once when flood comes will only look after myself... We should all Egyptian unite Muslims and Christians and even Jews if we still have them, we should unite to save Egypt she needs us NOW.It is now or never Freedom or it is the end of Egypt for another 100 years.J
روح اجري بعيد
حدوقه الحدق -اجري بعيد يا جوزيف هوه في مسيحي مصري اسمه جوزيف ؟!
روح اجري بعيد
حدوقه الحدق -اجري بعيد يا جوزيف هوه في مسيحي مصري اسمه جوزيف ؟!
العمودان المتساندان
عابر ايلاف -يقوم الاستبداد في مصر على نظرية العمودان المتساندان مبارك وشنودة فالاول يتحكم في المصريين المسلمين فيما يتولى الاخر امر المسيحيين المصريين ومتى سقط مبارك سقط بالتبعية العمود الثاني وتحرر المصريون من الاستبداد ولم يعد المسيحيون يسجدون لشنوده من دون يسوع ؟!
العمودان المتساندان
عابر ايلاف -يقوم الاستبداد في مصر على نظرية العمودان المتساندان مبارك وشنودة فالاول يتحكم في المصريين المسلمين فيما يتولى الاخر امر المسيحيين المصريين ومتى سقط مبارك سقط بالتبعية العمود الثاني وتحرر المصريون من الاستبداد ولم يعد المسيحيون يسجدون لشنوده من دون يسوع ؟!
مليشيات المستبدين
عابر ايلاف -مخالف لشروط النشر
مليشيات المستبدين
عابر ايلاف -مخالف لشروط النشر
وضعنا الماساوي .
كوردي سوري . -قبل أن يشعلها التونسيون ، أشعلها الكرد في غرب كردستان، شمال سورية، يوم الثاني عشر من آذار سنة2004. لكن، المنتفضون الكرد، واجهوا طغمة البعثوجلاوزة أمنه، بظهرٍ مكشوف. وقتها، سعت الأحزاب الكرديّة، وبعض نخبها، وأد طاقة الانتقاض والتمرّد في الشارع الكردي، قبل أن يسعى النظام السوري الى ذلك. وقتها، كان الشارع العربي السوري وما يسمّى بالمعارضة السوريّة، بشكل أو بآخر، مع النظام، ضدّ المنتفضين، تحت مسمّيات وطنيّة وعقلانيّة ومناهضة انفصاليّة...!. كان بإمكان انتفاضة الثاني عشر من آذار الكرديّة أن تصبح سوريّة شاملة، ومدخلاً لثورة وطنيّة شعبيّة عارمة، على طغمة البعث، ومفسدة آل الأسد،الآن وحين تتابع صور ثورة الياسمين في تونس، وتفاعلاتها في مصر، وإجبارها للدكتاتور الحاكم في القاهرة على استجداء الشعب، ومحاولة إقناع غضب الشارع بالوعود، كل ذلك، يعيد للأذهان صور ومشاهد انتفاضة الثاني عشر من آذار في سورية.
وضعنا الماساوي .
كوردي سوري . -قبل أن يشعلها التونسيون ، أشعلها الكرد في غرب كردستان، شمال سورية، يوم الثاني عشر من آذار سنة2004. لكن، المنتفضون الكرد، واجهوا طغمة البعثوجلاوزة أمنه، بظهرٍ مكشوف. وقتها، سعت الأحزاب الكرديّة، وبعض نخبها، وأد طاقة الانتقاض والتمرّد في الشارع الكردي، قبل أن يسعى النظام السوري الى ذلك. وقتها، كان الشارع العربي السوري وما يسمّى بالمعارضة السوريّة، بشكل أو بآخر، مع النظام، ضدّ المنتفضين، تحت مسمّيات وطنيّة وعقلانيّة ومناهضة انفصاليّة...!. كان بإمكان انتفاضة الثاني عشر من آذار الكرديّة أن تصبح سوريّة شاملة، ومدخلاً لثورة وطنيّة شعبيّة عارمة، على طغمة البعث، ومفسدة آل الأسد،الآن وحين تتابع صور ثورة الياسمين في تونس، وتفاعلاتها في مصر، وإجبارها للدكتاتور الحاكم في القاهرة على استجداء الشعب، ومحاولة إقناع غضب الشارع بالوعود، كل ذلك، يعيد للأذهان صور ومشاهد انتفاضة الثاني عشر من آذار في سورية.
طريق الألف ميل
أحمد توفيق -من قال لك بأن الثورة المصرية لم تحقق أهدافها، يا مستر جوزيف الثورة مازالت في بداياتها، ولم تنتهي بعد والشباب لن يرضوا بأقل من سقوط مبارك وتنحيه عن الحكم وإلا فأعتقد بأن هناك إنقلاب سيدبر من قبل الجيش وإلا فالحال ستبقى على ما هي عليه ولن تنتهي والشباب لن تذهب للبيوت دون محصلة لما إتفقوا عليه، إسقاط النظام وإسقاط النظام وإزاحة الرئيس عن كرسي العرش
طريق الألف ميل
أحمد توفيق -من قال لك بأن الثورة المصرية لم تحقق أهدافها، يا مستر جوزيف الثورة مازالت في بداياتها، ولم تنتهي بعد والشباب لن يرضوا بأقل من سقوط مبارك وتنحيه عن الحكم وإلا فأعتقد بأن هناك إنقلاب سيدبر من قبل الجيش وإلا فالحال ستبقى على ما هي عليه ولن تنتهي والشباب لن تذهب للبيوت دون محصلة لما إتفقوا عليه، إسقاط النظام وإسقاط النظام وإزاحة الرئيس عن كرسي العرش
Egypt
Zaki -ما يقوله ألمصريون ألأن أننا عدنا ولن ننصرف الى بيوتنا إلا بعد عزل مبارك ونظامه بالكامل وقلعه من جذوره الممتده لأعالى البحار , وبعدها ألتفرغ لتكوين جبهه وطنيه من مصريون وطنيين يحافظوا على مصالح مصر والمصريين والعرب والدول العربيه والمسلمين جميعاً بالتفاعل على الساحه الدوليه , ولن يسمح المصريون للظروف السياسيه السابقه أن تستمر تحت أى ظرف كان أو بأعمال البهلوانات , وهذا للعلم ستكون ألأداره ألمصريه الجديده مستقله إستقلالاً تاماً وعلى إستعداد للدفاع عن هذا ألأستقلال بكل الخيارات فى سبيل أمن مصر وألمصريين و فى أى وقت , لن يسمح المصريين لأى إن كان أن يفرض أشخاص بعينهم للقياده , فالقياده هى من إختصاص الشعب الذى سيرشح من يكون على كفاىُه لتحمل مسىؤلية دوله كمصر , فكل ألأمور ستقرر ديموقراطياً , ومن يراهن على زرع رخيص هنا أوهناك لأستمرار العار , يقولوا لهم المصريون , Thank you but no thank you ,the game is over ;don
We are back
Zaki -ألشعب ألمصرى لا ينادى لعمر سليمان أو شفيق أو سامى أوحسنين وإنما ينادون بعزل ألنظام كله عن بكرة ابيه وإجتزازه من جذوره , وبعدها يُكَون الشعب حكومه وطنيه لقياده مصر , فالشعب لا يعنيه سامى أو عمرو موسى أوعمر سليمان أو أبو ذيد الهلالى فهم مجرد خادمين مدنيين وعسكريين تحت خدمة الشعب ككل النظم الديموقراطيه , فالشعب هو ما يختار من يشاء لقيادة مصر ومن يمثلها فى المجالس وفى جميع ادارات الدوله , فمن لديه الكفاىُه فى شئ عليه أن ينتظر أوامر الشعب فى المستقبل القريب عن من يصلح لخدمته وخدمة بلدنا ومن لايصلح ومن يجب محاسبته , فكل هذه القرارات أصبحت فى يد الشعب , وألنظام سقط ولكنه يتجمل وفى حالة غيبوبه ولكن على مين فأنتم تعرفونا.سنبشركم قريباً بحكومه ديموقراطيه وطنيه إنتقاليه مختاره من الشعب وللشعب وألأهم مستقله تماماً مهما تكلف ذلك فاحريات لا تعطى ونحن كفيلين أن نأخذها من فم ألأسد فهو أفريقى ونحن كذلك .