فضاء الرأي

المجلس العسكري الخيار الوحيد للمصريين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا خيار للشعب المصري غير المجلس العسكري في ظل هذه الحراك الشعبي المتلاطم الامواج، حيث تعود مرَّة أخرى ظاهرة التجمعات المليونية في ميدان التحرير لا لتهتف بسقوط حسني مبارك بل لتهاجم المجلس العسكري بالذات، وتوجِّه له أكثر من إتهام، منها إن المجلس بمشيره الطنطاوي لم يشهد الحق في محاكمة مبارك،وانه متواطيء مع النظام القديم، ولم يتجاوب مع أهداف (الثورة)، ويعد لديكتاورية جديدة، وإنَّه يعمل على إفراغ (الثورة) من مضمونها الحقيقي تحت ستار نظام انتخابي مشوه، وغير ذلك من الاتهامات التي تكشف عن علاقة غير واثقة بين المجلس العسكري وقادة هذه الحراك!
السؤال المطروح حقا، وبإلحاح، تُرى أي جهة مصرية يمكنها أن تملأ الفراغ الحاصل في مصر بعد إسقاط نظام مبارك غير المجلس العسكري؟
الاحزاب المصرية التقليدية منها والمستحدثة، أم التيارات الدينية الجماهيرية مثل الصوفية والسلفية وما لهما من نظائر، أم الجماهير بلغتها العامة وحراكها العنفواني العنيف؟ أم رموز الشعب المصري الروحي من مسلمين ومسيحيين؟
مصر على مفترق طرق، وبقدر ما يتحمَّل المجلس العسكري مسؤوليته القومية والوطنية والشعبية تجاه مستقبل البلاد وسلامها ووحدتها، كذلك قادة ورموز الحراك الشعبي مسؤولون أمام الله والشعب والوطن تجاه تقدير الظروف التي تمر بها مصر، وما يمكن أن يحصل لها فيما فقدت القيادة المركزية الموحَّدة القادرة على ضبط الامور على أقل تقدير .
مصر قلب العروبة، وكعبة الاسلام، ونبض الشرق الاوسط، وضياعها بأي شكل من الأشكال ينعكس بالفوضى العارمة على كل المنطقة، وهذه هي الحال ينبغي على كلا الطرفين، المجلس العسكري وقادة الحراك أن يضبطا إيقاع إدائهما ومطالبهما على هذه الاوتار الدقيقة للغاية .
إنَّ نظرة بسيطة على الساحة المصرية من جهة الحراك الشعبي العارم تؤكد أنّ قادة هذا الحراك لا يشكلون بديلا ناجحا لقيادة البلاد، لانقسام هذه الرموز فيما بينها أزاء الكثير من القضايا، بما فيها الموقف من شرعية المجلس العسكري، وللعلاقات المتشنجة تاريخيا بين الكتل الشعبية التي تمثلها هذه القيادات، فصراع الاخوان مع اليسار في مصر معروف ووريث أحن وأحقاد، ولربما هناك بعض من القيادات تتحرك بدوافع شخصية، ولأن الفوضى لا تخلق نظاما ...
ليس كل خيار محبوباً بطبيعة الحال، ولكن قد تفرضه الظروف الصعبة العسيرة، وفيما كان هناك أكثر من اعتراض على المجلس العسكري تسجله بعض هذه القيادات، فإن الحقائق على الارض لا تجيز غيره بديلا لمليء الفراغ المخيف في البلد، فالمجلس العسكري جزء من مؤسسة هي الجيش المصري، والجيش المصري مهني، محترف، يجمع بشكل تقليدي بين الانتماء الوطني والديني والقومي، يمتلك تجربة عريقة بإدارة شؤون البلاد، له علاقات وطيدة بدول العالم، فليس من المعقول الاستغناء عنه، أو تنحيته، واستبداله بغيره من البدائل المتصوَّرة، حيث تثبت الوقائع عدم صلاحيتها، على اقل تقدير من جهة وحدتها وخبرتها وعلاقتها بالعالم .
ولكن هل يعني هذا أن يكف الحراك الشعبي عن نشاطه الفاعل، وحضوره المتميز؟
لا بطبيعة الحال ...
إن النشاط ليس له صورة أزلية أو شكل حتمي، أقصد على شكل مظاهرات مليونية صاخبة تعطل الحياة، وتبدد المال العام، وتربك البلد، وتحدث المزيد من الانشقاقات الخلافات داخل المجتمع، بل هناك النشاط الاعلامي والسياسي والتثقيفي الهاديء الذي من شانه ان يشكل أداة ضغط على المجلس العسكري للاستجابة لاهداف الحراك بالذات، بعد أن تتضح خطوط هذه الاهداف بحروفها العريضة .
المجلس العسكري ليس من السذاجة التي معها يتجاهل أهداف هذا الحراك القوي النشط، وليس من السذاجة أن يفكر بالتحايل على هذه الاهداف، لانها مدعومة بتيار شعبي بل بموج شعبي عارم، ولأنها جزء من تحرك عربي شرق أوسطي يطالب بالحرية والديمقراطية ومبدا تبادل السلطة، وبالتالي، على قادة الحراك الشعبي المصري أن يعوا هذه الحقائق، ويستفيدون منها في سياق تعامل موضوعي مع المجلس العسكري، لا أنْ يطالبوه بما لا يتحمله واقع المجلس، ولا واقع مصر ولا واقع الحراك بالذات .
ماذا لو انفلتت الامور في مصر؟
شعب مليوني ... مساحة جغرافية مترامية الاطراف ... تيارات شعبية مليونية ... علاقات اجتماعية متوترة!
هل تعي قيادات الحراك الشعبي كل هذه الحقائق المرَّة؟
من لمصر غير المجلس العسكري؟
سؤال في غاية البساطة يفرض نفسه في سياق معطيات واضحة كل الوضوح، والجواب هو الآخر واضح...
ليس لمصر في هذه الظروف غير المجلس العسكري ....
ولكن على المجلس العسكري أن يخطو خطوات شجاعة باتجاه التغيير، باتجاه المطالب الشعبية المشروعة، وفي مقدمتها المطلب الديمقراطي، وسوف يدخل التاريخ لو تحول إلى مجلس لحماية ديمقراطية مصرية وليس مجلسا لحكم مصر ....
وحفظ الله مصر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يا شهبندر زمانك
بندق -

غلطان يا شهبندر زمانك على المجلس العسكري ان لا يخاتل ولا يماري وان يفي بوعوده للشعب فيسلم السلطة الى من يختاره الشعب في اقرب الاجال ويرجع الى ثكناته

صجيج ما تقول
نزارالجاف -

اخي بالله صحيح ماتقول ، ماذا يحدث لو انفلت الامر ، المجلس العسكري خيار مجبرين عليه المصريين ، يعني اهون الشرين ، ولكن لفترةانتقاليةوانت اشرت إلى ذلك شكرا لك

بندق هه
محمد عنان -

مين يحمي البلد بندق ،الاحزاب ، الديمقراطية لازم تكون تحت عيون العسكر ،حتى في شكل بسيط ، مين يحمي البلد ، ما هو ميدان التحرير تحول إلى اكشاك ،

لا تتفلسف براسهم
احمد الحلي -

الاستاذ الشابندر اهم ما عانيناه ونعانيه في العراق تدخل العرب باعلاميهم وارهابيهم وسياسيهم بامورنا بعد سقوط صدام وتفلسفهم علينا ونصائحهم لنا والتي تظهر كم هم جهلة بواقع العراق فالافضل ان تترك مصر لاهلها لان متابعة اخبار التلفزيونات عن مصر لا تؤهل الانسان ان يكون خبيرا بها

مصر تحب الجيش
المنصوري -

الجيش المصري محبوب المصريين ، الضابط المصري عنصر اساس في المجتمع المصري ،والضباط في مصر ملتزمون بالدين، مش مصل بقية الجيوش ، وهم الامناء بالاخير على هذا البلد ، لولا الجيش المصري لقتل البلطجية ابناءنا في حي المهندسين ، القوات المسلحة المصرية درع مصر ، وهي ان شاءالله تحمي مصر

خصائص الشعب المصرى
el wad bellia -

مع انى اشكر الكاتب على الموضوع الا انه وقع بخطا جوهرى لكونه غير مصرى ولايعرف بالضرورة كل خصائص الشعب المصرى- الشعب صحى من غفوته ووجد نفسه كان مغفِلا و تم الضحك على ذقنه من عصابة حكمته منذ ١٩٥٢ عصابة ... من عصاببات القرون الوسطى اسوء من المافيا واسوء من هولاكو وتيمورلنك و ال كابونى- عصابة شفطت اللى وراه واللى قدامه وسابته جعان وحفيان وسط الطريق العام و تحالف معاها كل شواذ الافاق ولما فاق لقى ان عصابة تابعة للعصابة الاولى استولت على الحكم من غير احم ولا دستور ولا شرعية مجرد سرقوا الكرسى ولا نشلوه من تحت زعيم العصابة وقعدوا مكانه بدون اى تغيير و ادوله سرير مفتخر مكان الكرسى وبيجاما ملونة وقالولوا العب بصباعك زى مانت عاوز واحنا ها نطلعك زى الشعرة من العجينة موش علشان بنحبك لكن لاننا عصابة واحدة ولو وقع حد كلنا ها نتفضح ونروح فى ابو بلاش فيه كود غير اخلاقى يحمى العصابة دى وهو التلاحم والصمت وعلشان كده زعيم العصابة الجديد ما اتكلمش ضد القديم بكلمة تضره لانه مشترك و لسه بيسرق من القوات المسلحة وبيخبى فلوسه تحت البلاطة-- عيبك يا كاتب المقال انك بتخلط بين الجيش والعصابة التى تقوده وتقود مصر- الجيش مليان شرفا - لكن الشعب بعد ستين سنة اتاكد ان مكان الجيش يحمى الحدود ويبقى على وحدة التراب وبس كحكمة كان شورة مهببة جابتنا ورا كلنا للافلاس والشحاتة بالطريق العام- لازم مدنيين محترمين يمسكوا وانا بارشح مجلس من زويل والبرادعى ومجدى يعقوب او نجيب ساويرس - ويمشى العسكر من غير مطرود يمسكوا لغاية ما يعملوا الدستور وانتخابات الرياسة ومجلس الشعب وبعدين يجيبوالنا ضمانات دولية من الامم المتحدة بعدم الانقلاب على الدولة المدنية اللى بصحيح موش كده وكده زى السلفيين ما عايزين وعموما انت اجتهدت يا اخ الكاتب لكن استنتاجك فى غير محله ولا يمت لارادة الشعب المصرى بصلة- حكم مدنى والان يعتمد على كرش العسكريين وقيام مجلس مؤقت من شخصيات دولية كما ذكرت وهما اللى يبتدوا مشروع الدولة المدنية بدل من تهجيص العسكر المشكوك فى ذمتهم الاستك

نظره تشائميه
ابو العتاهيه -

بعد الذي حدث في العراق إثر سقوط الطاغيه الأكبر صدام وما تبع ذلك من شعار الديمقراطيه وتخبط السياسيين في الأحزاب المتنافره والتي تشارك في السلطه(الأخوه لأعداء)ثم مايحدث اليوم في تونس ومصر وتخبط التيارات فيها ،،كل ذلك يجعلني في أحباط متقع من أن (وراء التل زبيب)،،أشد على يديك سيدي الكاتب فنحن كشعوب عربيه لم نفقه اليمقراطية بعد،،فالديمقراطيه نحتاج الى أرض طيبه لبذارها ثم شمس ومياه لأنباتها وسماد لجذورها ومبيدات للآفات التي تعطل نموها وأيد أمينه ترعى نموها ثم يأتي الحصاد بعد أجل مسمى،،هكذا يجب زراعة الديمقراطيه وبذرها في الأسره أولا وفي رياض الأطفال والمدارس والجامعات الى أن تصل الى رأس الهرم في السلطه،،لا ينفع أن نبتدأ بالديمقراطيه من فوق لننتهي بالقاعده,,لذلك يجب أن نطلب من العسكر قيادة البلد ومسك زمام الأمور بعيده عن الأنفلات وغرس بذور الديمقراطيه وبعد نظوج الفكره وتمكن الشعب من حكم نفسه بوعي وعقلانيه سيتخلى الطغاة عن الحكم أوتوماتيكيا وتعود الأمور الى نصابها،،لكن من أين يأتي الصبر على كل ذلك الوقت ونحن محبطون من أن لا صلاح للأمه مادام قادتها غير نزيهون وهناك قوى خارجيه تتحكم بهم وتسيرهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اويد الكاتب
الهمشري -

اضم صوتي ايضا للكاتب لان شعب الكنانة بعدوه ،مش فاهم لعبة الديمقراطية ، والكاتب فطن لم يدعو الى حكم العسكر ، بل يدعو العسكر ان يحمي الديمقراطية الان ، وبعدين تصير انتخابات ، العسكر هو العمود الفقري لمنع الانفلات والفوضى تحياتي للكاتب

للعراقيين
salah -

والله المجلس العسكري الخيار الوحيد للعراقيين

من لمصر
الشيخ والبحر -

السيد غالب العزيز لقد اصبت في تحليلك بعضا من ظروف الشعب المصري لكنني اقترح عليك مع اعتذاري لك ..... ان تترك تحليلاتك العربيه لانها تتناقض تماما مع كونك عراقي في العراق تريد الشيعه هم اولا بالحكم والباقين تريدهم مستمعين لما يقوله رعاة الصفويه والمجوسيه الجالسين على كراسي الحكم في العراق حاليا ... نسأل الله ان يهديك في مقالاتك الى خدمة المجتمع بشكل عام وليس بشكل ناقص اسأله مرة اخرى ان يصحح افكارك التي تبعدك عن ىخدمة الاخرين بدون اسثناء وشكرالك وللقراء الكرام

إلى الأخ بندق
مهدي بندق - رئيس تحرير مجلة تحديات ثقافية -

من الواضح يا سميي العزيز أنك لم تتدبر ما قاله كاتب المقال ، وهو في خلاصته تحليل موضوعي للخريطة السياسية في مصر . والحق أن خيار بقاء المجلس لفترة معقولة - شريطة العمل على انضاج الظرف التاريخي لقبول الديمقراطية - هو الخيار الأسلم في ظل أوضاع حبالى بالفوضى ، ذلك أن الديمقراطية فلسفة وثقافة وليست مجرد انتخابات . وكم كتبنا نحذر من هذا الفهم المغلوط للديمقراطية ، فلقد وصل هتلر عدو الديمقراطية الأول الي سدة الحكم بواسطة الانتخابات وعبر الجماهير المضللة بالشعارات الغوغائية. لقد أسمعت اذ ناديت حيا / ولكن لا حياة لمن تنادي

حواء المصريه الشعبيه
nero -

المجلس العسكري الخيار الوحيد للمصريين امام تربيه حواء الشعبيه المصريه

كلامك استاذ فل
السعيد الصعيد -

والله والله لا خيار لاهل مصر غير المجلس العسكري ، مين يقدر يمسك هذه الهيصة الكبيرة ، مين يقدر يحمي الحدود مع هذه الفوضى يا ناس ، مين هو ؟ مثل ماقال بندق الثاني،تنضج الظروف وبعدين ياتواالاحزاب،الامزاب تتناحر وتصير حرب أهليةمصرية بين الاحزاب ياناس،بارك الله في يدالكاتب كان دقيق وحلو يكتب