فضاء الرأي

التحرر من الدكتاتور.. والحرية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الفوضى بعد انهيار الدكتاتورية نتيجة متوقعة. كل ما قمعته يبرز للسطح بانهياره. تتنافس الإرادات وربما تتقاتل. ما عاد الطاغية يمسك بالخيوط. كل شيء كان خاضع لجبروته تحرر. والمنعتقون لا يعرفون سوى اثنين قوة القمع وانطلاقة الفوضى. بعد الانهيار تبدأ الشعوب بمرحلة انتقالية تبحث فيها عن البديل. والخلفاء بين خيارين إما أن يساعدوا أممهم لبناء خيار حر أو يصنعوا دكتاتورية أخرى.
بلداننا ليست محصنة من الدكتاتورية ومن الفوضى. هي معرضة دائما للخيارين بل ومسكونة بهما. يسهل للجنرال أو الشمولي أن يحكم بقوة وقمع، كما يسهل أن تنفلت الأمور. وقدر الفوضى في الغالب يصنعه الدكتاتور. هو يربط المصائر به، وان ذهب تتوه. ويستغل الفوضى لبسط نفوذه. يركب صهوتها ويقدم نفسه كقاض عليها، مبررا طغيانه. يستغل حاجة الناس إلى الاستقرار لتمرير لعبته. لتدخل المجتمعات قمعا اخرا وخناقا جديدا.
فالدكتاتور ابن الفوضى وامتدادها. وهو أيضا أبوها وصانعها. وقالها يوما دكتاتور العراق السابق "لن أسلم العراق إلا ترابا". مهد بعده لانفلات ضرب أطناب الحياة في بلاد اعتادت طويلا على الخوف من السلطة وليس احترامها. وأكثر من مكان عربي سيعاني بعد انهيار الدكتاتوريات. فاستبداد الشرق الأوسط احدث فراغا. خلق إنسانا يعيش في الخوف، وما أن ينكسر حاجزه حتى يرى كل فرد نفسه بديلا عن حاكمه. شعوب المنطقة لم تعتد على الحرية.
لهذا تجد المجتمعات العربية نفسها أمام عثرات عدة لتتعلم الحرية. وتعلمها في فترات الاستبداد ضرب من المستحيل. الشعوب تستدل على الحرية وتطورها عندما يغيب نيرون. في لحظة الدكتاتور تفكر الشعوب بالتحرر منه والخلاص. وفرق بين الحرية والتحرر من الشخص والنظام. هي قيمة أعلى من كونها حرية من شخص أو وضع سياسي محدد.
هذه القيمة لا تتأسس إلا بتشكل حساسية شعب تجاه الاستعباد. إنها تكفل للشعوب رفض عودة الدكتاتورية، والبحث عن طرق للخلاص من الفوضى. الحرية ليست ردة فعل على ظرف ينتهي بانتهائه، هي قناعة وسلوك. في لحظة المحنة يبحث ضحاياها عن الخلاص، وما أن يتخلصوا حتى ينسوها، وحدهم أولئك الذي يعرفون إن الخلاص ليس ابن لحظة إنما ابن تأسيس وبناء، هم من يضمنون السلامة.
إن التأسيس للحرية هو معالجة ملحة لثنائيتي دكتاتور ـ فوضى. وليس ردود الفعل الجوفاء المبنية على لحظة العذاب. في عصر الدكتاتور تعمل الشعوب من اجل الخلاص منه حتى ولو أنتج ذلك فوضى. ووسط الفوضى تعمل كي تقضي عليها ولو بيد دكتاتور. انه تكريس لحلول وقتية تصبح مرضا مزمنا.
في عام 2004 علا صوت بعض المثقفين بضرورة وجود "دكتاتور عادل" ينهي مذابح الإرهاب والانفلات الأمني في العراق. رغبة فرضتها ردة فعل تجاه الموت اليومي. المفارقة أن أصحاب هذا الرأي من المثقفين الذين ينشطون اليوم بالضد من التسلط في العملية السياسية الحالية. فهل يكون الدكتاتور عادلا يوما ما؟.
البعض فصل حلما على مخيلته، لا صلة له بالواقع. لا يمكن إيجاد حاكم يقضي على الشر، وينمي الخير، ويعامل خصومه بذهنية أن الدولة هي حكم ومعارضة، ويدافع عن حياة مدنية وديمقراطية مستقبلية، من غير وجود مؤسسات ديمقراطية تدفعه للقيام بذلك. ربما يرسم المسرح حاكما بهذه المواصفات. الواقع اثبت إن أنانية الإنسان تكبر كلما بقي في كرسي حكمه. وأنانية الحكام لا يعالجها غير إرادة حرة لشعب ومؤسسات قادرة على كبح جموح الاستبداد. وما دامت الإرادة الشعبية مفقودة، والمؤسسات منقسمة وعاجزة فإن فرصة الاستبداد كبيرة.
تحرر العراق من الدكتاتور بعد عقود التشويه. ثم جاءت الفوضى لتصنع معاناة أخرى. الشعب يريد الخلاص والاستقرار والحياة. من هذه الثغرة قد يتسرب الدكتاتور. هو يجد دائما ما يبرر بداياته. سابقا كانت المؤامرة الخارجية عكاز البداية، ويتعكز على محاربة الفوضى اليوم. ليس شرطا أن يكون الاستبداد بالطريقة المعهودة ذاتها، فالمستبد ليس بالضرورة شخصا واحدا، أحيانا يصبح مجموعة متضامنين يتقاسمون الهيمنة والظلم والاضطهاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العراق الديمقراطي
عدو البعثية -

العراق الان بلد ديمقراطي السياسيون فيه يحكمون بالانتخابات وليس بالانقلابات نحن لا نخاف من الدكتاتورية الخوف هو من الانقلابيين البعثيين الذين يقتلون الناس ويفخخون السيارات والان دخلو بالحكومة ويريدون تخريب العملية السياسية.الان الحكومة للجميع فاين الدكتاتورية اذن.

حزب الدعوة
hashem -

العراق اليوم هو بلد العجائب والغرائب التي لا تعد ولا تحصى.. حاملي الشهادات الابتدائية يتحولون الى عمداء وألوية في الجيش والشرطة، عملاء مطرودين من الخدمة لأسباب أخلاقية يصبحون وزراء ومدراء.. لطامة وقراء مقتل يتحولون الى نواب برلمان..! المهم أننا اصبحنا بلدا ديمقراطيا تجوب فيه الميليشيات بكل حرية وتفجر فيه المساجد والأسواق وتنتشر فيه ثقافة الكواتم.. بكل حرية أيضا. (طالب الحسن) محافظ الناصريه كان معنا في سدني يعيش (معارضا) و (مناضلا) هو وعائلته من خلال تقاضي المعونات الاجتماعية كعاطلين عن العمل... وهو الى الان كل 6 اشهر يأتي الى سدني بزياره لعائلته التي لاتزل تعيش في سدني وتستلم راتب الرعايه الاجتماعيه!! وما لايعلمه الناس ان محافظ ذي قار الاسترالي الجنسية كان طالب الحسن يعمل هنا في مدينة سدني الاسترالية بالترولي، يعني يجمع العربات في اماكن التسوق ويعيدها الى مكانها الاصلي حتى يستخدمها المتسوقون مره اخرى..! وكانوا يعطوه في الساعه عشرة دولارات، وهي الحد الأدنى للرواتب لافي أستراليا. العمل ليس عيبا لكن العيب ان نضع الرجل الغير مناسب في مكان ليس هو اهل له..! طالب الحسن عندما لم يعطه حزب الدعوه اي شئ من كعكه العراق جاء الى سدني وبدء يتهجم على الحزب والحكومة، فلما أعطوه سكت وأخذ يمجد بالقائد الاوحد نوري المالكي..! قام السيد المحافظ بتعيين خاله وهو رجل فلاح امي لايقراء ولايكتب وعمره 80 سنة .. وعين بدرجة عميد في الداخلية براتب ومخصصات عميد مستمر بالخدمة...! ونحجي على العقيد معمر القذافي الي من 40 سنة ما ترفع فوك درجة عقيد! أما مدير مكتب المحافظ وامنه الشخصي المدعو (ابو طلال عطا الله العلي) فاختفى مؤخرا وبحوزته 5 مليار دينار عراقي وكان ضمن وفد يراسه المحافظ الى احدى دول الجوار (معروفة الدولة مو لو نكتبها؟) ثم ظهر لاحقا ومعه الخمسة مليار في لندن !!! علما بان ابو طلال طرد من استراليا لان سلوكه همجي (ضارب مواطن استرالي كلة فقالوا له (برة هنا العيش للآدميين فقط)..! ويقال أن طالب الحسن كان يعمل عميلا او وكيل أمن لصالح الامن السوري وتحديدا ضمن تشكيلات قيادة فرع فلسطين العسكري لحزب البعث العربي الاشتراكي من عام 1981 الى عام 2002 اي قبل سقوط بغداد بستة اشهر..! وكان ضمن مهامه مراقبة ومتابعة العراقيين في سوريا وخارجها، أي انه اشبه باستخبارات الشعبة الخامسة العراقية السابقة..! كان طال

حزب الدعوة
hashem -

العراق اليوم هو بلد العجائب والغرائب التي لا تعد ولا تحصى.. حاملي الشهادات الابتدائية يتحولون الى عمداء وألوية في الجيش والشرطة، عملاء مطرودين من الخدمة لأسباب أخلاقية يصبحون وزراء ومدراء.. لطامة وقراء مقتل يتحولون الى نواب برلمان..! المهم أننا اصبحنا بلدا ديمقراطيا تجوب فيه الميليشيات بكل حرية وتفجر فيه المساجد والأسواق وتنتشر فيه ثقافة الكواتم.. بكل حرية أيضا. (طالب الحسن) محافظ الناصريه كان معنا في سدني يعيش (معارضا) و (مناضلا) هو وعائلته من خلال تقاضي المعونات الاجتماعية كعاطلين عن العمل... وهو الى الان كل 6 اشهر يأتي الى سدني بزياره لعائلته التي لاتزل تعيش في سدني وتستلم راتب الرعايه الاجتماعيه!! وما لايعلمه الناس ان محافظ ذي قار الاسترالي الجنسية كان طالب الحسن يعمل هنا في مدينة سدني الاسترالية بالترولي، يعني يجمع العربات في اماكن التسوق ويعيدها الى مكانها الاصلي حتى يستخدمها المتسوقون مره اخرى..! وكانوا يعطوه في الساعه عشرة دولارات، وهي الحد الأدنى للرواتب لافي أستراليا. العمل ليس عيبا لكن العيب ان نضع الرجل الغير مناسب في مكان ليس هو اهل له..! طالب الحسن عندما لم يعطه حزب الدعوه اي شئ من كعكه العراق جاء الى سدني وبدء يتهجم على الحزب والحكومة، فلما أعطوه سكت وأخذ يمجد بالقائد الاوحد نوري المالكي..! قام السيد المحافظ بتعيين خاله وهو رجل فلاح امي لايقراء ولايكتب وعمره 80 سنة .. وعين بدرجة عميد في الداخلية براتب ومخصصات عميد مستمر بالخدمة...! ونحجي على العقيد معمر القذافي الي من 40 سنة ما ترفع فوك درجة عقيد! أما مدير مكتب المحافظ وامنه الشخصي المدعو (ابو طلال عطا الله العلي) فاختفى مؤخرا وبحوزته 5 مليار دينار عراقي وكان ضمن وفد يراسه المحافظ الى احدى دول الجوار (معروفة الدولة مو لو نكتبها؟) ثم ظهر لاحقا ومعه الخمسة مليار في لندن !!! علما بان ابو طلال طرد من استراليا لان سلوكه همجي (ضارب مواطن استرالي كلة فقالوا له (برة هنا العيش للآدميين فقط)..! ويقال أن طالب الحسن كان يعمل عميلا او وكيل أمن لصالح الامن السوري وتحديدا ضمن تشكيلات قيادة فرع فلسطين العسكري لحزب البعث العربي الاشتراكي من عام 1981 الى عام 2002 اي قبل سقوط بغداد بستة اشهر..! وكان ضمن مهامه مراقبة ومتابعة العراقيين في سوريا وخارجها، أي انه اشبه باستخبارات الشعبة الخامسة العراقية السابقة..! كان طال

الوجوه العفنه
SALAM -

رحم الله شهيد الحج الاكبر عندما اطلق صفة العمالة على حزب الدعوة وجعل اسمه حزب الدعوة العميل..وقد ثبت قطعا وبما لايقبل الشك بان هذا الحزب وافراده عملاء لانظمة هي من جندتهم ورعتهم وجائت بهم للسلطة لتحقيق مصالحها لا مصالح العراق وشعبه..فمنذ ان تولي المالكي قيادة العراق او حزب الدعوة والعراق من سيء الى اسوء في كل مجالات الحياة وتفاقم الوضع وازداد خطورة اكثر واكثر وخصوصا في هذه المئة يوم...فكثير الكثير من الفضائح طفت على السطح في الفترة الاخيرة ولا احد يبالي لها لان الجميع قد قبض ثمن التواطؤ والخيانة,وسواء المالكي وغيره ممن جاء بهم الاحتلال ونصبهم وجعلهم قادة العراق سيديرون العراق ويحكموه كما حكمه المالكي ولاخلاص منهم الا بانتفاضة شعبيه عارمة من الشمال الى الجنوب ولا تتجزء وتصبح مسلسل في حلقات هذه الجمعة واخرى الاحد واخرى الخميس القادم بل تبدأ ولاتنتهي الا بازاحة كل هذه الوجوه العفنه ان كان العراقيين يريدون الخير لبلدهم وابنائهم والا ان نتظاهر غدا ونترك فرصة ونعود بعد كم يوم نتظاهر ومن ثم نشحذ الهمم ليوم الجمعة وهكذا فهذا لايحقق ابدا اي شي سوى خسائر ربما بالارواح وتعب من غير فائدة...فيجب ان تبدأ وتستمر على وتيرة واحدة حتى تحقيق الهدف منها والا فلنرضى بالمالكي وغيره وبالاحتلال وعملائه.......

مقال
صلاح -

ماهذا المقال ياإيلاف؟ لم اقرأ لهذا الكاتب مقالا مهما؟ هل يليق بنشر مقالاته في إيلاف ونشر صورته؟ الرجاء مراجعة ماينشر قبل النشر؟

صحيح
احمد الموسوي -

امريكا اعطتنا مالم نحلم به يوما واسقطت صدام حسين الطاغية الذي قتل العراقيين وحارب الجوار واحرق الحرث والنسل. ولكن ماذا فعلنا بانفسنا؟ جاء الاسلاميين الى الحكم ولم يقوموا الا بتغيير الوجوه، بمساعة ايران وبلدان اخرى تسعى لتخريب العراق كله. نحن فرطنا بذلك، انتخبنا هؤلاء الذين لا يختلفون عن صدام. وصحيح ما قاله الكاتب ان الدكتاتور يريد العودة والمالكي هو دكتاتور العراق القادم يتصرف مثل صدام اول حكمه.

مقال
صلاح -

ماهذا المقال ياإيلاف؟ لم اقرأ لهذا الكاتب مقالا مهما؟ هل يليق بنشر مقالاته في إيلاف ونشر صورته؟ الرجاء مراجعة ماينشر قبل النشر؟

أركا ن الدكتاتورية العربية
عمر بلعيد -

أركا ن الدكتاتورية العربية1. يشهد الحاكم أن الغرب هو القوة العظمى والولاء له ولمن والاه2. قطع الصلة مع شعبه الاَ من تمسَح و تقرَب و تذلَل3. نهب ثروات الشعب و مقدراته 4. أكل أموال الشعب بالباطل (رشوة، فساد، ...)5. الهروب لمن استطاع لذلك سبيلا.عمر بلعيد 10/11

أركا ن الدكتاتورية العربية
عمر بلعيد -

أركا ن الدكتاتورية العربية1. يشهد الحاكم أن الغرب هو القوة العظمى والولاء له ولمن والاه2. قطع الصلة مع شعبه الاَ من تمسَح و تقرَب و تذلَل3. نهب ثروات الشعب و مقدراته 4. أكل أموال الشعب بالباطل (رشوة، فساد، ...)5. الهروب لمن استطاع لذلك سبيلا.عمر بلعيد 10/11