فضاء الرأي

هل تمرَّدَ أبو مازن على أمريكا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ أن رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، النزول عن الشجرة، والعودة إلى التفاوض، إلا بوقف حكومة نتنياهو للاستيطان، وقبول الأخير مرجعياتٍ واضحة لعملية السلام، ظهر خلافٌ فلسطيني مع الموقف الأمريكي الذي تراجع عن اشتراط وقف الاستيطان، وطالب الطرفين بالرجوع إلى التفاوض.

لكن إدارة أوباما لم تندد بموقف السلطة، ولم تضغط عليها، ولم تقطع صلتها بها، أو توقف المساعدات المالية لها...؛ فقد تفهمت وضعها، وأدركت ضعف موقفها، أمام الرأي العام الفلسطيني، والعربي، فيما لو عادت إلى التفاوض، بعد سنين عشرين من التفاوض غير المجدي، وفي ظل استمرار الاستيطان.

وعندما وقَّعت السلطة في القاهرة، بعد الثورة في مصر، اتفاق المصالحة مع حماس، أظهرت إدارة أوباما ترويا؛ لترى برنامج الحكومة السياسي، ولو أنها لم تظهر ابتهاجا لهذه المصالحة، لكنها لم تعلن قطيعة مع السلطة بسببها، وقد كان لعباس أسباب وجيهة تدعوه إلى توقيع هذه المصالحة التي لم تُتمَّم حتى اللحظة، ولم تتشكل بموجبها حكومة، وظلَّ موقف السلطة السياسي هو هو ، وأُرِيدَ للحكومة أن تكون حكومة تكنوكراط. ومنظمة التحرير, ورئيس السلطة هو الذي يمثل الخط السياسي الذي يستبقي التفاوض مع إسرائيل.

فالإدارة الأمريكية التي عوَّلت عليها السلطةُ الفلسطينية بالكامل، وانخرطت في المتطلبات والشروط التي طالبتها بها، لم تنجح في مساعدة السلطة، في التقدم نحو حل تاريخي للصراع، وبان ضعف أوباما أمام نتنياهو، على نحو محرج.

وانتقل الحرج إلى السلطة التي قد يعني لها هذا الحرج سقوطَها، وافتقادَها لمسوغ بقائها، بعد أن تلقَّت رموزُ السلطة ضرباتٍ قويةً متتابعة، كان منها ضربة "تقرير غولدستون"، واتهامها بالعمل على تأجيله، وكذلك ضربة الوثائق التفاوضية المسرَّبة، التي كشفتها "قناة الجزيرة" في حرب إعلامية أُعِدَّ لها جيدا.. لم تمر على السلطة، دون أن تحدث اهتزازات، كان منها، فيما يُعتقد، قضية دحلان، القيادي الفتحاوي الذي أحدثت ملاحقتُه قضائيا شروخا في فتح بين الموالين له في غزة، وقيادة فتح في الضفة.
في هذه الظروف بادرت السلطة، وأبو مازن، إلى طلب العضوية الكاملة من الأمم المتحدة، للدولة الفلسطينية، وهنا تصادمت مع الموقف الأمريكي المعلن الذي يصر على أن التفاوض المباشر هو الطريق المناسب لإنجاز هذه الدولة. وبذلت "القيادة الفلسطينية" جهودا جدية مضنية؛ من أجل حشد التأييد الدولي؛ للتصويت لصالح القرار. وتدرجت في خطتها من العضوية الكاملة في مجلس الأمن، إلى الدولة المراقبة في الجمعية العامة، ومسعاها الأول: العضوية الكاملة، يحرج الولايات المتحدة، ولا سيما بعد أن قاربت عدد الدول في مجلس الأمن على أن تكون تسعا؛ ما يضطر المندوب الأمريكي، إلى استخدام "الفيتو".

ولكن هذا الحرج ليس جديدا، على أمريكا، ولا ثمة تطور جوهري في الانحياز الأمريكي الدائم والمطلق لإسرائيل، ولا سيما في أروقة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ولو أن للحالة العربية الراهنة بعض الخصوصية.

وعودا إلى السلطة، و(أبو مازن) فهو لم يتنصل من عملية السلام، ولم يرفض الرجوع، فورا، إلى التفاوض، لو قبلت حكومة نتنياهو بمرجعيات للعملية التفاوضية، وهي حدود الرابع من حزيران، ووقف الاستيطان والقدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين، وهي الأمور التي يعترف بها العالم، بما فيه أمريكا. وعباس لم ينقلب إلى النضال المسلح، واستبقى النضال السلمي، وهو لم يتقصد إحراج الولايات المتحدة، ولا حتى عزل إسرائيل، لكنه في الواقع يريد إنقاذ السلطة، وحفظ ما يمكن من ماء وجهها.

فهل تجهل أمريكا هذه المعطيات الفلسطينية؟
يصعب تصديق ذلك، ولكن، كما هو معروف، كان أوباما محكوما بعوامل داخلية أكثر مما راعى الاعتبارات الخارجية. لكنه مع ذلك لا يقبل أن يدمر كل "المنجزات" التي تحققت في السلطة، وحققتها، على المستويات الأمنية والمالية والمؤسساتية، وغيرها.
فقد ذكرت (صحيفة نيويورك تايمز) أن أوباما استعان بنتنياهو؛ ليقنع الكونغرس الأمريكي، بعدم حجب المساعدات المالية عن السلطة؛ لما لذلك من تداعيات خطرة على السلطة، وقدرتها على الوفاء برواتب العناصر الأمنية.

وثمة مؤشرات واضحة على تراجع أمريكا عن الدفاع عن سياسية نتنياهو، وتركه يقلع شوكه بيديه، منها تلك الردود الأمريكية المخففة على إجبار طاقم السفارة الإسرائيلية في القاهرة على الهرب. وكذلك ردة فعلها على تأزم علاقة تركيا بإسرائيل، ورفع درجة التوتر بينهما، حتى الاقتراب من لحظات التحرش العسكري.

وأوضحُ من ذلك تصريحات أمريكية مباشرة، على لسان وزير الدفاع، ليون بانيتا، قال فيها:" إن عزلة إسرائيل في الشرق الأوسط تتزايد. وأن على إسرائيل أن تبدأ محادثات سلام مع الفلسطينيين وتستعيد العلاقات الطيبة مع مصر وتركيا."
كما نقل وزير الدفاع الأمريكي، إلى السلطة، وَفْق صائب عريقات، "أن الإدارة الأمريكية تبذل جهودا كبيرة، من أجل إعادة النظر في قرار الكونغرس قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية. كما قال للرئيس عباس: إن الخلافات بين الولايات المتحدة والجانب الفلسطيني، عميقة، دون أن يعني ذلك القطيعة، مع السلطة".
وفي المحصلة، إن الإدارة الأمريكية، أو هكذا يفترض، مستاءة من نتنياهو أكثر مما هي مستاءة من عباس، ولكنها مغلولة اليدين؛ بسبب رغبة أوباما والحزب الديمقراطي، بالفوز في ولاية ثانية، فهي غلَّبت الاعتبارات الداخلية، لكنها، بعد الانتكاسة الخارجية، والعربية تحديدا، مضطرة، فيما لو لم ترغب، إلى مقاربةٍ تخفف حدة الانحياز للطرف اليميني الإسرائيلي.
والإدارة الأمريكية لا بد تدرك، أكثر من أي وقت مضى أهمية (الاستقرار) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الأمر المهدَّد، على نحو خطير، في حال انهارت السلطة، أو تداعت للانهيار. ولا سيما في هذه الحالة العربية المتحركة، فانهيار السلطة له تداعيات مباشرة على الأردن، وعلى الجوار العربي كله. ولا يمكن للسلطة أن تظل في نفس المربع، وفي نفس الخطاب السياسي المستهلك؛ فكان لا بد لها من خطوة تنعشها، وتعيد لها بعض الصدقية.
o_shaawar@hotmail.com.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
David against Goliuth
Mohammed Mahmood -

This is certainly a struggle of a suppressed nation against the mightiest power on earth.America has followed a definite strategy of disarming, demobilising and castrating the Palestinians with a view to ultimately de-nationalising them and realising the dream Eretz Israel .Let the oppressed and suppressed people of Palestine carry on their struggle for national independence and spit on the pittance of aid that is doled out to them by America.

روسيا اسرائيل امريكا اليابان بلاد عدت الان هى اولى
nero -

روسيا اسرائيل امريكا اليابان بلاد عدت الان هى اولى و الان هل تمرَّدَ أبو مازن على أمريكا؟ الحقيقه ابومازن ليس امريكا لكن هى امريكا الـ الامريكا الاولى الاقوى فى كل شئ و لا تحتاج لاحد لـ تتألم من تمرده

ولقيت بيت مفتوح الباب مرحب كانت امريكا
nero -

ادخلوها سالمين ادخلوها آمنين ادخلوهالو لفيت الدنيا بحالها لو لفيت ولقيت بيت مفتوح البابو مرحب مية مرحب يا أحباب و شوق بعيون صادقة في كلامهالو لفيت لو اهلا بيك من صوت ملهوفده انت في بيتك و احنا ضيوف امريكا فيها المتخلف يذهب لها و يشتمها فى بيتها اما فلسطين اولادها مثلهم فى لبنان لا يحترم ضيف و قبلهم ليبيا و مصر ايضا اتخطف منها رئيس وزراء ليبيا بالاهمال المتعمد و بالاهمال المتعمد من مع العالم السلام تشغيل الحياه و نوبل كان نجيب محفوظ ترك بالاهمال المتعمد عن عقيده ترى القانون بتاع الغلابه و الرجوله فى الفهلوه شغل الطابور الخامس

سبق لإيلاف حصراً
هشام محمد حماد -

خالف شروط النشر

انه فخ
محمد بن سليم - ليبيا -

ما يقوم به ابومازن هو جزء من المهمة الموكلة له لانه فى الاخير سيتم قبول دولة بصفة مراقب لا تسمن ولا تغنى والمكسب هو صهيونى بحيث تسقط القرارات السابقة التقسيم وحق العودة للفلسطينين فلا تغرك العناوين الرب فى اعقابه

كلة عند العرب صابون
مصريية.باحثة فى التا -

لابد للجميع من مراجعة تاريخ الخلافة.ابو بكر اتفق عليةبعد وفاة الرسول فورا لحرب الردة وبعدها لم يتفق على خليفة.الفاروق عمر اعدل رجال عصرة اختلفو علية وقتلة ابو لؤلؤة.ذو النورين عثمان ارحم رجال عصرة اختلفو علية وقتلة كثيرون.الامام على اختلفو علية ومنهم من بايع معاوية وتركة الخوارج وقتلة بن ملجم.الحسن سموة والحسين قتلوة بيد اسامة بن سعد بن ابى وقاص وشمر بن ذى الجوشن.وهما ريحانتى بيت النبوة وسيطى الرسول وسيدا شباب اهل الجنةوابنا فاطمة.ودارو برأسة فى اسواق دمشق وعلق على اسوارها.معاوية وولدة يزيداختلفو عليو وقاتلة العباسين.الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان كان يذبح العباسين ويقول هل من مزيد وان قابلت ربك يوم حشر قل لة قد مزقنى الوليد.الخليفة ابو العباس السفاح اختلفو علية وقتل 6الاف اموى وقال وانحر فى الارض حتى لاتجد فيها امويا.وابو جعفر المنصور قتلو ابو مسلم الخرسانى لمعارضتة خلافتهم لخراسان.وهارون الرشيد اختلف مع الرامكة الايرانين وقتلهم ولم يرحم وزيرة يحيى بن برمك.بن طولون وابنة خماروية بعد زواجة من ابنة الخليفة العباسى اختلفوقتلوة .بن طغج الاخشيد قتلة عبدة العبد كافور واستولى على الخلافة.الكامل والعادل والناصروالصالح ايوب اختلفو واستعانو بالفرنجة.الحاكم بامر الة لم يجدو جثتة فوق المقطم حتى الان .اما المماليك فحدث ولا حرج والخليفة العثمانى قتل الشاة الصفوى الايرانى والغورى وشنق طومان باى على باب زويلةاما الخليفة ابن عثمان فقتل 13 اخ لاعتلاءالخلافة الخلاصة لم يتم الاتفاق على خليفة بعد الرسول صلعم.فهل اليوم نبايع هذا واين هو من صحابة الرسول.صلى الة علية وسام وحسبنا الة ونعم الوكيل فى الجاهل والعميل