مصر الفتنة.. لعبة الدين والدم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في غمار جدل سياسي سأل أحد النواب وزيرا :
- هل تستطيع أن تدلني على شخص طاهر لم يلوث؟
- فأجاب الوزير متحديا.
- إليك - على سبيل المثال لا الحصر - الأطفال والمعتوهين والمجانين فالدنيا ما زالت بخير.
(نجيب محفوظ)
آن الآوان أن تتشح مصر بسواد سيشكل خلفية المشهد الاجتماعي والسياسي لفترة لا يعلم مداها إلا الله والمسؤولون عن مقدرات هذا البلد، الذي يتساقط على رؤوسنا تدريجياً.جريمة جديدة تضاف إلى سجل الإدارة الفاشل الذي ألقته الصدفة على قارعة الوطن فظنناه طوق نجاة، بداية بحكومة تثير الغثيان وصولاً لعسكر قرروا أن يتصدروا كل المشاهد السياسية، فلم يصدروا إلا هيبتهم ومن يحققها لهم، بغض النظر عن حق كل مواطن استأمنهم على أحلامه التي سرقها أسلافهم بفساد زرعوه لنحصده دماً.
أقباط عانوا عقوداً من تهميش لمسناه ولم نحرك له ساكناً، بل ساهمنا جميعاً بشكل أو بآخر في تجذيره في العقل المصري، لدرجة جردت الأغلبية الشعبية من أي تعاطف أو اعتراف بحق فصيل مصري أصيل في الحياة، فضلاً عن الحقوق السياسية والقانونية، والتي كانت بالتبعية مسلوبة من الجميع، ولكننا تناسينا ذلك وقررنا أن نكون نحن أشد الناس عداوة لأنفسنا المجسدة في الأقباط.وسلمناهم على مذبح النظام البائد تارة، وتارة أخرى على مذبح السلطان الجديد، وكأننا حولناهم إلى يونس الذي توهمنا أننا لو ألقيناه من سفينة الوطن سيفيض الخير علينا، وسنصل لشاطئ النجاة، ولكن للأسف سنؤكل يوم اُكل الثور الأبيض.
الفتنة المصرية ذات الجذور التاريخية بين الأقباط والمسلمين، والتي أسسها الحكام باختلاف أشكالهم وأجناسهم لفض نسيج هذا الوطن، وساهمنا نحن فيها بأصولنا العصبية الطائفية، تحولت بشكل ما إلى تواطؤ على مصير وطن بأكمله، فالجماعات الإسلامية التي عانت من قهر الأمن وأعوانه، وغياهب السجون وذلتها، حينما فرج الله كربهم بعد ثورة تقدم رهانات فشلها يوماً بعد يوم، قرروا أن يفرغوا ماعون غضبهم على كنائس ودور يرفع فيها إسم الله، لمجرد أنها تخالف شريعتهم أو ما يظنون أنه الحق.وبدلاً من التوحد تحت لواء الوطن الواحد بكل أطيافه ومذاهبه، عقدوا صفقات تقربهم من جلاديهم، في حالة فصامية حادة من مخلفات أيام العذاب التي شوهتهم.
الفتنة التي تبدأ دائماً دينية في مصر مهد الديانات، لتنتهي بدماء مصرية كذلك، ليس المسؤول عنها فقط التيارات الإسلامية وتخاذل الدولة عن تطبيق القانون، وصلف المجلس، بل الأقباط أنفسهم يتحملون نصيبهم من المسؤولية التاريخية، فبعد عقود نسيانهم لحقوقهم، وتسليمهم بكامل إرادتهم لنظام تواطأ ضدهم مع رموز الكنيسة، وغيابهم أو تغيبهم عن الساحة السياسية أو حتى الحضور المجتمعي، يريدون الآن استرداد ما سُلب!!، في حالة من الغضب العشوائي، جعلهم عرضة لجملة من الاتهامات بداية بالعمالة، أو استغلال لبعض رموز الفتنة في الداخل أو الخارج، وصولاً للمتاجرين بحقوقهم على شاشات الفضائيات والساحات الدولية.فقضية الأقباط هي مشكلة مصرية وليست فقط دينية، وأي محاولة لوضعها في إطار ديني ستؤدي لخسارة كل الأطراف، والأقباط على رأسهم.
والغريب أنه رغم كل الاحتجاجات الفئوية والعرقية والدينية التي تغرق مصر لأذنيها في دوائر التيه، لم يفكر المجلس العسكري أن يُرسل جنوده ليفضوا كل تلك التجمعات بنفس مبدأ القوة، بداية بإحتجاجات قنا على تعيين محافظ مسيحي، وصولاً لاضراب سائقي النقل العام، تجنباً أن يضع نفسه محل المسائلة الشعبية أو التاريخية، رغم ما تسبب فيه ذلك من تسيب وعدم احترام لهيبة الدولة، ولكنه كان يعلن دائماً أنه يقف على نفس المسافة من كل الأطراف، فأين هذه المسافة من احتجاجات قبطية عبرت عن غضبها بطريقة لم تهدد من خلالها أنها سوف تغلق محافظات مصر كما أعلنت أحزاب بقايا نظام مبارك، كرد فعل على قانون العزل السياسي، ولم تحتل محافظة بأكملها كما حدث في قنا؟!!، لماذا قرر الجيش أن يصنع ثأراً بينه وبين أبناء وطنه !!، أي قيادة تلك، ولمصلحة من !!، سؤال سيظل يطرح نفسه بإلحاح يليق بحرب أهلية قد تكون على وشك الحدوث.
هل إقرار مبدأ القوة سيكون ضحيته الأقباط فقط !!، ففي مقال سابق لي تحت عنوان (أقباط وأحزاب وعسكر) والمنشور قبل أحداث ماسبيرو بيوم واحد، رأيت أن الساحة المصرية ستُحكم بمبدأ القوة وليس العدل، وهذا ما يقع الأن بمنتهى الصلف، فكما يظهر البلطجية في خلفية كل مشهد مأساوي، يظهر التيار الديني ليس فقط تحت عباءة الجامعات، التي ترقب عن كثب الأحداث لتحدد أين الصفقة القادمة، ولكن في مظهر شعبي متأثر بخطاب شيوخ الفتنة الذين يحرمون على المسيحين عيشتهم أو وجودهم إن صح التعبير، فيظهر بعض من الجهلاء منادين " النصارى فين المسلمين أهم " !!، أليس هذا من مبدأ استعراض القوة!، خاصة ونحن نعاني منذ عقود من غياب لأي خطاب ديني معتدل، بل أن الأزهر ذاته قد ساهم في إزكاء روح الفرقة بتصريحات تكشف عن توغل الفكر المتحجر في بنيته الأصيلة.
وفي ظل خطاب سياسي لا يسمن ولا يغني، ورموز ثقافية وإعلامية فاشلة تساهم في تأجيج نار الفتنة، وقيادة تبدو أنها تحكم وطناً أخر، وشعباً يتعاطى مع ثورته وكأنه فاز بها في الياناصيب، ولم يدفع ثمنها عقود بل قرون من الظلام، فينتظر وكعادته أن يُمنح بلا عمل، ويأخذ دون ثمن.سيكون مصير هذا الوطن هو الضحية الوحيدة، فلا نلومن إلا أنفسنا إذا جاء يوم ـ وهو قريب ـ يحكمنا فيه من قررنا أن نثور ضدهم، فأعطيناهم مفاتيح حكمنا من جديد.
يا سادة العيب فينا منذ البداية، لم يكن يوماً في نظام أوحاكم، فكيفما نكون يُولى علينا، فأنا لست من محترفي عبادة المؤامرات، وإلقاء تبعات كل مآسينا على أعتابها، ففتن الدم التي يضيع بسببها أبناء وطن بأكمله، ووجع الحسرة التي يشعر بها الآن مصريون أرادوا فقط حق الوجود، وشبح الحروب الأهلية، كلها من صنيعتنا. أفيقوا يرحمكم الله، فعلينا جميعاً أن نتعلم كيف نحيا تحت سماء واحدة لن يظلنا إلا ظلها.
أكاديمي مصري
ahmedlashin@hotmail.co.uk
التعليقات
راااااااااااااائع
مواطنة مصرية -مقال أكثر من رائع ...وكم هو موجع ومعبر عن الوضع المصري الآن ...تحياتي لك ولقلمك
قولوا خيراً
بندق -بلاش يا دكاتره تنفخوا فيها وتحولوا السياسي الى ديني قولوا خيراً او اخرسوا
الخليفة النتظر اردوغ
مصريية -سؤال يحتاج الى قدر من الضلال..وقليل من الذمة والضمير والامانة والعدل والرحمة والمساواة والشفافيةوالحرية ان وجد..هل ستتم محاكمة قتلة موقعة ماسبيرو مثل موقعة الجمل ام سيتم منحهم وسام الشجاعة من الطبقة الاولى او من عدة طبقات.وسائق المدرعة هل كان يظن نفسة يحارب فى تل ابيب.ام لدية حقد رهيب.وتلقى امر مريب.والسؤال الاخير للجيش المرابط فى التحرير.كم قتل من الجنود الاسرائيلين فى حرب 67..اللهم اكفنا شر سفلة القوم ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وارنا فيهم اية واحرم من الولاية وحسينا اللة ونعم الوكيل فى الجاهل والقاتل والعميل.
اتفق العرب على الا يتفقو
مصريية.باحثة فى التا -لابد للجميع من مراجعة تاريخ الخلافة.ابو بكر اتفق عليةبعد وفاة الرسول فورا لحرب الردة وبعدها لم يتفق على خليفة.الفاروق عمر اعدل رجال عصرة اختلفو علية وقتلة ابو لؤلؤة.ذو النورين عثمان ارحم رجال عصرة اختلفو علية وقتلة كثيرون.الامام على اختلفو علية ومنهم من بايع معاوية وتركة الخوارج وقتلة بن ملجم.الحسن سموة والحسين قتلوة بيد اسامة بن سعد بن ابى وقاص وشمر بن ذى الجوشن.وهما ريحانتى بيت النبوة وسيطى الرسول وسيدا شباب اهل الجنةوابنا فاطمة.ودارو برأسة فى اسواق دمشق وعلق على اسوارها.معاوية وولدة يزيداختلفو عليو وقاتلة العباسين.الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان كان يذبح العباسين ويقول هل من مزيد وان قابلت ربك يوم حشر قل لة قد مزقنى الوليد.الخليفة ابو العباس السفاح اختلفو علية وقتل 6الاف اموى وقال وانحر فى الارض حتى لاتجد فيها امويا.وابو جعفر المنصور قتلو ابو مسلم الخرسانى لمعارضتة خلافتهم لخراسان.وهارون الرشيد اختلف مع الرامكة الايرانين وقتلهم ولم يرحم وزيرة يحيى بن برمك.بن طولون وابنة خماروية بعد زواجة من ابنة الخليفة العباسى اختلفوقتلوة .بن طغج الاخشيد قتلة عبدة العبد كافور واستولى على الخلافة.الكامل والعادل والناصروالصالح ايوب اختلفو واستعانو بالفرنجة.الحاكم بامر الة لم يجدو جثتة فوق المقطم حتى الان .اما المماليك فحدث ولا حرج والخليفة العثمانى قتل الشاة الصفوى الايرانى والغورى وشنق طومان باى على باب زويلةاما الخليفة ابن عثمان فقتل 13 اخ لاعتلاءالخلافة الخلاصة لم يتم اتلاتفاق على خليفة بعد الرسول صلعم.فهل اليوم نبايع هذا التافهة واين هو من صحابة الرسول.صلى الة علية وسام وحسبنا الة ونعم الوكيل فى الجاهل والعميل
القانون العسكري يقول ...
Bende Yusuf -القانون العسكري يقول لا خطوة للأمام دون خطة مسبقة ... هذا تتعارف عليه كل النظم العسكرية ، بعد ذلك تسرب إلى الحياة الإدارية في شكلها المدني ؛ بمعنى أن كل طرف كل خطة يسير عليها ... الأشكالية فقط في تداخل الخطط والصراع على الملاعب .. أو استغلال خطة لخطة .. وهذا الأظهر في صراع القوى لمصر الكل يلعب بأوراق البعض .. المهم من سيابقى معه الورقة الأخيرة ، أو في النهاية ستحترق كل الخطط .. ونصل الى حالة نتوسل فيها للأقوى ان يرسم لنا خطة.. مقال رائع يادكتور أحمد والأجمل كشفك للكل : اللاعبين وحتى قواد اللعبة ;البوكر;
كلام رائع ولكن من يقرأ؟
عادل حزين -الكلام الرائع كتير ولكن من هو الذى يقرأ؟ مبارك وأغلب العسكريين والغوغاء والدهماء والمغيبة عقولهم هم الغالبية الكاسحة فى هذا الوطن... فكيف ينفع مع مثل هؤلاء كلام وأفكار نيرة؟
أين نيرو ؟
المعلم الثاني -أين أنت يا نيرو العزيز خفيف الظل........أين أنت لتعلق على هذا المقال القوي ويرى الكل أنك أكثر حكمة من بندوق ومراود وباقي أسماء وحش الظلمات الذي طفح لنا منذ أكثر من 1400 سنة؟؟..أين أنت يا نيرو الصادق مع نفسك لنقارن كتاباتك بكتابات هؤلاء الأفاكين عميان البصر والبصيرة؟
التحريض الديني
بهاء -المسؤول الاول عن هذه الهمجية هو المحرضين على العنف والقتل من شيوخ الوهابية السلفية المتعصبة! والقنوات الدينية الاسلامية الظلامية!! يجب البدء بحراك شعبي إعلامي ثقافي نخبوي لمحاسبة كل هؤلاء الشيوخ الظلاميين، من امثال الزغبي ومحمد حسان والحويني وغيرهم ممن ينشرون التحريض على القتل واستحلال دماء الناس!!! الإعلام هو أمضى وأقوى سلاح بهذا العصر، والوهابية المتعصبة تستغل الشعور الديني عند الناس عبر قنوات ظلامية لا تعرف سوى البراء والولاء والتكفير وتحليل الدماء!! ويجب إدانة أي اعتذاري لهذه الجرائم البشعة... إن الإعلام العربي الديني الإسلامي المتعصب والمسيحي المتعصب مسؤول مسؤولية مباشرة عن هذا الاحتقان وهذه المجازر، طبعا مع تحميل المسؤولية الأكبر للإعلام الاسلاموي المتعصب.
الديماوثنية منبت كل الجرائم في تاريخ البشرية ..؟
islamonegod -الديماوثنية منبت كل الجرائم في تاريخ البشرية ..؟ تحتاج البشرية للتعايش بين أفرادها و جماعاتها إلى موازين قسط عادلة تكون مرجعا لها لفض النزاعات التي يمكن أن تحدث في أي وقت في مجتمعاتها ، لكن للأسف لا تزال البشرية عاجزة عن تحديد مثل هذه المعايير و الموازين المتوافق عليها التي تعتمد لفض النزاعات ، فمنذ عهد اليونان القديم واعتماد البشرية على ما يسمونه ديمقراطية انقسم المجتمع الإنساني بمقتضاها إلى سادة و عبيد،وارتكبت شتى الجرائم و الحروب المدمرة تحت لافتة الديمقراطية ، و تضطهد اليوم شعوب بأكملها و تشرد و تقتل تقتيلا ، و تنهب خيراتها،و دائما تحت يافطة الديمقراطية ،و لم تشهد المجتمعات البشرية أي نوع من الاستقرار إلا تحت يافطة الالتزام بالوحي الإلهي و معاييره العادلة التي تنزلت على بشر من الصادقين كسليمان و يونس و محمد بن عبد الله عليهم السلام الذين استطاعوا أن يقيموا مجتمعات إنسانية شورية متعاونة و متكاملة و القضاء على ;الديماوثنية ;، التي مثلت مدخل عدو الإنسانية الأول لتخريب ما تنتجه البشرية من حضارة و تطور و نما عبر مختلف أحقاب التاريخ .
سيب وانا اسيب
اسماعيلي -من حسن الحظ ان الامر ليس فيه شيعه لكنا ماخلصنا من نقدك الطائفي المجتمعات الاسلاميهمجتمات خربانه وكتابها اكثر خرابا غربان ينعقون على اشلاء
الحل هو عودة الحب مرة اخري
ابو الرجالة -الي الاستاذ احمد لاشين هذا هو سبب صبر الاقباط وجود مسلمين مثلك محايدين وعادلين ومهذبين اعتقد لو ان سيدة مسلمة حامل بجواري لنطق الجنين في بطنها لي انا اكرهك لانك مسيحي سيدي ان قانون دور العبادة الموحد نرفضة فهو لا قيمة لة ولمن ينفذ اصلا بل سيوضع عراقيل تجعل بناء الكنائس مستحيل والحل هو عودة روح لاحب مرة اخري كيف ؟؟اولا غلق صنابير الكراهية كلها من اي شيخ يحرض او يقود علي الاعتداء علي الاقباط ان في كل مرة يتم فيها الاعتداء علي الاقباط يحدث بتحريض من احد المشايخ و اخر تحريش من شيخ مشهور جدا جدا افاد في تلفزيون مصر الرسمي ان الاقباط كفار وكانت النتجية ان الجنود كانوا يسبوا الاقباط وهم يضربوهم ثانيا - لم يعد الامر يحتمل في مصر ولهذا يجب ان يكون في مصر مناطق امنة للاقباط واقترح جنوب سيناء والغردقة ويمكنهم ان يبنوا ما يريدون ثالثا- ان يتم تدريس حقوق الانسان في المدارس كلها من الابتدائي للجامعة -رابعا ان يكون الاعلام الحكومي فية يتسم بالامانة ويوجة الي نشر روح المحبة والتراحم بين الناس - خامسا يحب في كل المساجد والكنائس معا ضرورة التزام الكاهن والشيخ بتوعية الناس بحق الاخر في العبادة وضرورة محبتهم والبر بهم وضرورة ان يهنئوهم بالاعياد ونشر روح المحبة بين الناس ويسمي ميثاق الوحدة الوطنية - سادسا كل شيخ او قسيس يحرض علبي الاخر او يسب او يشتم او يرفض ان يتلزم بميثاق الوحدة الوطنية يتم فصلة وان حرض يجب عقابة بشدة بصفتة محرض علي القتل اما ان نتحرك الان او لن نجد مصريين في المستقبل لانة بصراحة الكل مشحون وزعلان وحزين ومرة اخري اشكر الكاتب بكل حب واحترام
إنها أيادي خارجية وأصابع خفية
بارثي -إنها أيادي خارجية وأصابع خفية تلعب في المجتمع المصري فتلعب في المواطنين ورجل الشارع والبلطجية والمجرمين كما تلعب في القادة وتلعب في الشيوخ من المفتي إلى شيخ وطلبة الأزهر- ولكن للأسف لا يوجد من يقدر أن يبعد هذه الأصتبع أو أن يوقفها عن اللعب ولا يوجد من لديه النية لمنعها.
الفكر المتحجر
خوليو -بالضبط ،الفكر المتحجر هو الذي أضاع السودان وقسّمها، ذلك الفكر الذي عجز عن تكوين وطن واحد ، وإن استمرت الأمور بهذا الاتجاه فتقسيمات أخرى في الطريق في كل دول الشرق الأوسط، لنسأل أنفسنا، كيف اًنّ ترميم كنيسة أو توسيعها أو بناء واحدة، وبدل أن يرفع أي مواطن دعوة قضائية لمنع ذلك إن كان البناء أو التوسيع غير قانوني ، يتجمعون ليحرقوا ويهدموا؟ الجواب الصحيح برأينا يكمن في كلمة وقاتلوا المقدسة ، النفوس معبأة وقابلة لللإنفجار، فمثلاً سائق المصفحة التي شاهدناها تسرع بين الناس ليهرب من يستطع الهرب ، ما الذي يدفعه ليعمل عمله هذا؟ أليست نفسه المعبأة حقداً وكرهاً ؟ من عبأه؟ ألا يوجد رابط بين القول أن من يبتغي غير الاسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين وبين فعل سائق المصفحة؟، وماذا سيخسر في الآخرة حسب ذلك القول ؟ سيخسر الجنة طبعاً، هذا السائق المشبع والمصدق لتلك الأفكار المتحجرة القادمة من السلف، لن ترف له جفن ولن يعذبه ضمير لأن التصريح المقدس في القتل بين يديه حسب التوبة 29، نفسه معبأة والصيدة ثمينة، أمامه أناس غير مسلمين، أنشدكم بكل ضمير صادق نقي، ألا يوجد علاقة بين هذا وذاك ؟ الرجاء ليبدأ أحد ما بالاصلاح الحقيقي، وليس إصلاحاً ترقيعياً على طريقة بشار بك الأسد غير المقدسة.