أصداء

مثل اليهود نتلاقى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"اليهودي" في ثقافتنا وخاصة الشعبية كلمة متشيطنة، أي كلمة تمتّ بصلة للشيطان والأبالسة وكل الأخلاق المتعلقة بهم. كما أنها اتهام جاهز لكل من يخالفنا الرأي والتوجه وخاصة في العقيدة والدين. وهي شماعة ممتازة وأصلية في هواجسنا لكل ما يحيق بنا من مخاطر ومؤامرات. فانقسام السنة والشيعة وراءه يهودي هو إبن سبأ مشعل الفتن ومؤسس الرافضة أي "الشيعة"، وعليك هنا أن لا تفكر كثيراً كـ"سني" ولا تقرأ أكثر فمتى عُرف السبب بطل العجب. المجتمع كان مجتمعا ملائكياً وليس إنسانياً حتى دخل عليه شيطان إبن سبأ وشتّت الأمة الإسلامية ضمن "مؤامرة يهودية كبرى"!

لم يقتصر الأمر على بدايات الإسلام فالمؤامرة بقيت حتى تم القضاء على الخلافة الإسلامية وعلى يد مصطفى أتاتورك "اليهودي"، فالروايات المتلبكة تقول بأن أصوله من يهود الدونمة رغم أنه مسلم ووالداه متصوفان، وعرف عن والدته تشددها الديني وارتدائها الدائم لليشمك أو النقاب. وإطلاقنا عليه صفة اليهودي المتآمر يعني ان إيمان والديه وجدوده كان "فالصو" ومجرد نفاق. فعمل كهذا حطَّم رمز قوة المسلمين ووحدتهم لا يفعله إلا "يهودي حاقد على الإسلام". ونسينا أن العرب بمسلميهم هم من تخلوا عنها بثورتهم على الخلافة العثمانية بـ"الثورة العربية الكبرى"، وقد عرض يومها أتاتورك هذه الخلافة على رؤساء وملوك عرب ومسلمين ليأخذوها فلم يقبلها أحد منهم أو يجرؤ.

إطلاق الاتهام "يهودي" سهل على المتلقي أو السامع، إذ ليس عليه أن يسأل أو يبحث بشكل جدي، فاليهودي عدو العرب والإسلام وكفى. وإن أردت أن تعطل تفكير أتباعك أو أفراد مجتمعك وتضمن ولاءهم فكلمة "يهودي" لها فعل السحر. ونادرا ما نفرق بين اليهودية كدين سماوي واليهودية كسياسة وصهيونية. وننسى أيضاً ان اليهودية فرق ومذاهب وأفراد كما نحن المسلمين. ونفترض أن عقيدتهم وفكرهم وكيانهم واحد دون التمعن في الاختلافات بينهم، فنحن العرب لا نقرأ (حسب المقولة المشهورة لموشي دايان) وإن قرأنا لا نفهم، وهذا القول صحيح وينطبق علينا في محاولاتنا لفهم أعدائنا أو الآخر المختلف عنا. إذ لدينا أحكام ونظريات جاهزة معظمها إنفعالي. ولا أدري ما سيكون رد فعل المتعاطفين معنا من جمعيات يهودية وأفراد مثقفين يهود أمثال البروفسور اليهودي نورمان فنكلستاين عندما يدرك ما تعنيه كلمة يهودي في ثقافتنا، وأغلب الظن أنه يعرفها ويتفهمنا بصمت على عكسنا نحن طبعاً.

والمفارقة أننا نذمّ كلمة يهودي ونحتقرها لدرجة نكران وجودها، مع أن كتبنا السماوية ملأى بها. فهي في ثقافة الترجمة عندنا وخاصة في الأفلام والمسلسلات غير موجودة أو مرغوبة. وكأن الاعتراف بها اعتراف بإسرائيل. شاهدت فيلماً منذ أيام وهو كان الشرارة لهذه الكتابة. الفيلم قصته لها صلة بسيجموند فرويد "يهودي متآمر آخر". وتمت ترجمة كلمة يهودي إلى غريب واليهود إلى أغراب. ليس في الأمر ما يثير الاستغراب عندي أو عند غيري من المشاهدين فنحن منذ تفتحت أعيننا على الشاشة الفضية والحال هكذا. فكرت قليلاً وبشيء من عقلية المؤامرة الساذجة. هل تسلل اليهود إلى ثقافتنا من خلال أغاني مطربين ونحن لا ندري لكي يتلاعبوا بأذهاننا. هل في أغنية ربيع الخولي "متل الغربا منتلاقى" مؤامرة يهودية ليجعلونا نتماهى عن طريق الفن وكلام الحب مع اليهودي "الغريب"، يعني هل المقصود عبر اللاوعي ان يصبح معنى الأغنية في الأنا الأعلى "متل اليهود منتلاقى"، أو ربما العكس أن ربيع الخولي كان يريد وصف حبيبته بأن أفعالها وأخلاقها معه كاليهود لكن منعته الرقابة من استعمال الكلمة.

وقد ترجم البعض في الأفلام والمسلسلات كلمة يهود إلى الأغيار. وهنا تنفضح نوايانا من هذه الكلمة وتتضح. وأعتقد قبل أن نفهم اليهود الأغيار يجب أن نفهم حالنا وبعضنا ومجتمعنا. فهناك يهود الداخل، أو غير نحن، أو غيرنا، أو الآخر المختلف عني ولو بنقطة وفاصلة "شيعة رافضة وعلمانيين وليبراليين وقرآنيين وسلفيين وشيوعيين ومعارضة وموالاة..و..و.."، اللائحة تتطول وتتعمق مع كل يوم يمر ويزداد تخندقنا وتقوقعنا ضد ما لا نفهمه ولا نريد استيعابه، لأننا ببساطة نحب أن نمارس بحق أنفسنا "مؤامرة يهودية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اليهودية السياسية
سعيد دلمن -

المفاهيم البدائية الخاطئة كانت ولا تزال تسبب مشاكل سياسية واجتماعية وأخلاقية في كثير من المجتمعات ، فالتمسك أو الاعتقاد بها سمة متخلفة وقلة وعي ، فاليهودية ديانة انضوى تحت مظلتها العديد من الأعراق والأجناس من البشر في الماضي وحتى وقتنا الحاضر . وبتسييس الديانة اليهودية في القرن التاسع عشر فقدت اليهودية تلك الصفة الدينية المنفردة (مثل الإسلام السياسي) ، من خلال تأسيس الحركة الصهيونية من أجل خلق دولة دينية تحت مبررات وقصص خرافية تهدف في الأساس السيطرة واحتلال أراضي الغير ..وكانت فلسطين الخيار الاستعماري البريطاني لتكون بؤرة للصراع والحروب منذ ذلك القرار الاستعماري المشئوم ... مع التحية

الذكي يقولون عليه عقل يهيودي
الباتيفي -

دائما عندنا يلقبون الناس ذو الذكاء والمخترعين ومن يحلون العقد والالغاز المحيره بانه عقله عقل يهودي والتجار الذين لا يتنازلون عن اي شئ من الربح والذين يتفنون ويتقون التجاره بانه تاجلا مثل اليهودي ومازال الاحياء السكنيه وبعض المناطق مازلنا نطلق عليها الحي اليهودي او هضبه اليهود او تله اليهود والخ وعندما يكون الشخص قاسي وغير ملتزم يطلقون عليه وبل بساطه لقب يهودي كم كنت احن لجدي وهو يقص علينا القصص القديمه والحكايات والاحداث البعيده وكان لليهود فيها نصيب الاسد كانت ايامهم جميله وكانت لا حدود بينهم الكوردي له اراضي في تركيا كما كان يسكن في العراق الله يخرب بيتكم يا انكليز وفرنسين قسمتم كوردستان الئ اجزاء وحدود مصطنعه وفرقتم بين الاهل والاحبه

اليهودية السياسية
سعيد دلمن -

سعيد دلمن- الأربعاء 19 أكتوبرالمفاهيم البدائية الخاطئة كانت ولا تزال تسبب مشاكل سياسية واجتماعية وأخلاقية في كثير من المجتمعات ، فالتمسك أو الاعتقاد بها سمة متخلفة وقلة وعي ، فاليهودية ديانة انضوى تحت مظلتها العديد من الأعراق والأجناس من البشر في الماضي وحتى وقتنا الحاضر . وبتسييس الديانة اليهودية في القرن التاسع عشر فقدت اليهودية تلك الصفة الدينية المنفردة (مثل الإسلام السياسي) ، من خلال تأسيس الحركة الصهيونية من أجل خلق دولة دينية تحت مبررات وقصص خرافية تهدف في الأساس السيطرة واحتلال أراضي الغير ..وكانت فلسطين الخيار الاستعماري البريطاني لتكون بؤرة للصراع والحروب منذ ذلك القرار الاستعماري المشئوم ... مع التحية

ليش غيرانـين؟
Drunk -

الشعب اليهودي يستحق كل الاحترام والتقدير. حاول العيش بسلام مع جاره العربي لكن العرب رفضوا كل الاتفاقيات. لجنة بيل منحت العرب ٨٠ بالمئة من فلسطين. اليهود قبلوا وارادوا السلام لكن العرب رفضوا. التقسيم عام ١٩٤٨ منح العرب ٤٥٪ من فلسطين اليهود قبلوا مرة اخرى لكن العرب رفضوا وشنوا الحرب على اليهود. عام ١٩٦٧ خسر العرب الاخضر واليابس لكن هل تعلموا من الدرس؟ طبعا الجواب واضح! حتى عام ٢٠٠٠ في مباحثات كامب ديفيد، العرب حصلوا على ٩٨٪ من الضفة وغزة لكــن.... أكيــد رفضوا! هذا هو الفرق بين اليهودي المحب للسلام وبين العقلية الصحراويــة العربيــة المتوحشــة! تعلموا من الدرس! جندي اسرائيلي واحد يساوي الف من الارهابيين ومن لا يستطيع أن يرى مدى الاهانة في هذه الصفقة فهو اكيد عــربي!

أحباء بني صهيون
awake -

يا أحباء بني صهيون، صدعتونا بمعلقاتكم في حب و عشق اليهود، لماذا لا تطلبون الهجرة ليهم و تركنا و شأننا؟ اليهود آلهتكم و أصنامكم لم و لن يكونوا أصدقاء للمسلمين والعرب، اليهود الملاعين في القرآن و في العالمين، أفعالهم تدل عليهم، فأوصال الأطفال الأبرياء و جثتهم المتفحمة و الرؤوس المقطوعة و الأجساد المدفونة تحت القصف بأحدث التقنية الأمريكية للقتل دليل على مدى تحضر و رقي اليهود، الدم دين بيننا و بينهم إلى قيام الساعة، و أنصحكم بتعلم العبرية حتى تتسولو كام شيكل من أسيادكم لزم السبوبة

سوء فهم
فادي نابلسي -

أعتقد للكاتب وجهة نظر قوية فنحن نلتهي بالقشور ولا ننتبه للتفاصيل وللعمق لذا سنبقى على هامش الحضارة والشعوب. نحن لا نفهم نفسنا فكيف نفهم عدونا ونحاربه

نحن صحيانيين والنايم يعرف نفسو!
Free -

مبروك الشعارات والخرافات عليك وياريت الدم يبقى بينك وبين اليهود لأن هذا هو الحل الوحيد للخلاص من من هم من امثالك! اسرائيل انتصرت عل العرب في كل حرب وحطمت العجهيــة العربيــة الذكرويــة الفارغــة. انتصار جديد على امثالك اكيد مش مشكلــة على اسرائيل! !