أصداء

الفرصة الأخيرة للنظام السوري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأحداث الدراماتيكية التي تتوالى على مساحة العالم العربي، و التداعيات الناتجة من ربيع ثورات هذا العالم، تتجه كلها لصالح شعوب المنطقة، هذه الشعوب المقهورة والتواقة إلى الحرية، واستعادة الكرامة والعيش في حالة صحيحة من الديمقراطية، حيث القانون والعدالة الاجتماعية، هذه المسلمات التي كانت لعقود من الزمن مغيبة في ظل الدكتاتوريات التي حكمت المنطقة بالحديد والنار، إذ غيبت كل المعالم الإنسانية وجعلت من الشعوب عبيداً لها، عبيداً لعصابة الحكم، تحكمت بمصائر الشعوب ونهبت خيراتها و ودفعتها إلى أسفل قوائم الشعوب المتحضرة، وحرمتها من التنمية والرفاهية الاجتماعية.


1. مبادرة الجامعة العربية المنحازة:
بعد أكثر من سبعة أشهر ونصف من القتل اليومي في سوريا، على أيدي عصابة الأسد ضد الشعب، هذا الشعب الذي يطالب بالحرية والديمقراطية، وإنهاء حكم البعث ورئيسه بشار الأسد، بادرت الجامعة العربية بمبادرة أخيرة وهي بمثابة طوق النجاة لنظام بشار الأسد، هذا النظام الذي حوصر من قبل الدول الغربية سياسياً واقتصادياً. الجامعة العربية بمبادرتها هذه، لم تسمع إلى مطالب الشعب الذي يقتل ويذبح بشكل يومي على أيدي هذا النظام المجرم، بل انحازت للنظام وأعطته فرصة أخرى لكي يفتك بالشعب من جديد خلال فترة الأسبوعين، و طلبت منه الحوار مع المعارضة لتسوية الأزمة في سوريا. والكل يدرك بأن هذا النظام فقد شرعيته منذ الرصاصة الأولى التي وجهها صوب صدور الشباب المتظاهر من أجل الحرية والديمقراطية. وبعد كل هذا الدم المسال في سورية من قبل النظام، تطلب الجامعة العربية من المعارضة أن تضع يدها في يد هؤلاء القتلة لتسوية الأزمة. الشعب السوري، بكل أطيافه، لم يكن يتوقع هذا الموقف الهزيل من الجامعة العربية، فقد خيبت آماله، باعتبار المبادرة جاءت لصالح النظام. مع هذا فقد رفض النظام السوري من جانبه هذه المبادرة، ووصفها بأنها"وصاية" على سورية.

2. جمعة شهداء المهلة العربية:

خرجت الجماهير السورية، كعادتها في كل يوم جمعة، بالمظاهرات الشعبية والتي تطالب فيها بإسقاط نظام بشار الأسد، وأطلقوا على جمعتهم اسم"جمعة شهداء المهلة العربية" كونهم يدركون سلفاً، إن هذا النظام المجرم لن يفوت أي فرصة لقمع وقتل المتظاهرين لكي ينهي المظاهرات التي تطالبه بالرحيل، وبالفعل منذ انطلاق مبادرة الجامعة العربية والتي طالبت بوقف كافة أنواع العنف والمظاهر المسلحة في سوريا، كانت شراسة وهمجية النظام السوري ضد المتظاهرين أقوى وأعنف، حيث قتل في الجمعة ذاتها ثلاثون متظاهراً، وقد وصل العدد حتى لحظة كتابة هذا المقال إلى أكثر من مئة شهيد في الأيام الأخيرة. هذه هي ضريبة المهلة التي أعطتها الجامعة العربية لنظام بشار، والحبل على الجرار، إلى أن يلتقي وفد الجامعة بالنظام السوري يوم 26.10.2011. الشعب السوري كان يأمل من الجامعة أن تجمد عضوية سورية (النظام السوري) من الجامعة العربية وأن تطرد مندوبها، ومن ثم تتوجه إلى مجلس الأمن لوضع حد لممارسات هذا النظام الطاغي، والتخلص منه، والانتقال بالبلد إلى حالة الديمقراطية و حكم الشعب. لكن يبدو أن القدر مكتوب على جبين السوريين ان يكون ثمن الحرية والتخلص من دكتاتورها باهظا جداً.

3. نهاية القذافي وإنعكاسات قتله على النظام السوري:
بعد انتصار ثوار ليبيا والسيطرة على الأراضي الليبيية كاملة، والقضاء على دكتاتورها القذافي وحاشيته، ومن ثم إعدامه بطريقتهم، وظهور الصور والفيديوهات على الملء، تركت هذه المشاهد تأثيرات جمة على الشارع العربي المنتفض، حيث أعطاها دفعاً أكبر للقضاء على الدكتاتوريات التي تحكمها، كما هو الحال في سوريا واليمن. و أثرت في الوقت ذاته على الأنظمة المستبدة على أن تعيد حساباتها من جديد، باعتبار القذافي قبض عليه وقتل، وهذا القتل لاقى استحساناً من قبل كل دول العالم، نتذكر هنا تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلينتون عندما صرحت قبل مقتل القذافي بساعات، على أن نهاية القذافي يجب أن تتم إما بالقبض عليه أو قتله. بعد هذا الحدث التاريخي، حاول النظام السوري أن يراجع حساباته بعد أن أدرك أن الدور قادم عليه لامحال، فحاول أن يتمسك بالقشة التي رمتها له الجامعة العربية والتي رفضها بشدة في البداية، بعدها صرح إعلامه بالتالي: "سوريا ترحب بوفد الجامعة العربية إلى دمشق"، أي ترحب بالمبادرة العربية، والتي يرى فيها الآن نجاته من المصير الأسود كما حصل للقذافي، ويعتقد بأنه سينتهي من الأزمة بأقل الخسائر، لكن ربما تكون هذه الخطوة احد ألاعيب النظام للاستفادة من الزمن وتشتيت الأزمة وتمييعها.

4. موقف المجلس الوطني السوري من المبادرة العربية:
بالرغم من عدم وضوح رؤية المعارضة السورية عموماً، ورؤية المجلس الوطني خصوصاً، من المبادرة العربية، لكن الشارع السوري قال كلمته ورفضها تماماً، وفي السياق نفسه، كان موقف الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني واضحاً عندما رد على سؤال لقناة الجزيرة عن الحوار مع السلطة، قال: " إن أي حوار مع النظام فسيكون على ترتيبات رحيله وليس مشاركته في الحكم القادم".

5. الفرصة الأخيرة:
في قناعتي هذه هي الفرصة الأخيرة للنظام السوري، لكي يخرج من الأزمة الحالية وب" نهاية مشرفة"، أن يقوم بالتالي: إعادة الجيش إلى ثكناته، حل جميع الفروع الأمنية، تحديد فترة زمنية قصيرة لنقل السلطة إلى الإرادة الشعبية، وذلك بتسليم مقاليد الحكم إلى المجلس الوطني السوري للقيام بالترتيبات القادمة من انتخابات مجلس الشعب وكتابة الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية. أما إذا عاند النظام في موقفه واستمر في عنجهيته، وهذا هو المتوقع، فسيكون هناك الكثير من الدم والانتقام، وبالتالي سيكون للناتو الكلمة الأخيرة في وضع حد لهذا النظام، ولا أستبعد ان تكون نهاية بشار الأسد كنهاية القذافي، مقتولاً في أحدى مجاري حي المزة.

أوسلو 25.10.2011

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
probably
MAD -

إثنان لا يتعلَمان : مستحٍ و متكبّر و لذلك فإن إحتمال العثور على القائد الضرورة بشار الأسد مقتولاً في أحد مجاري المزة هو الأقوى بالفعل ...هل سيكون الفصل الثاني لموقعة ذات المجاري بعد أن لمع القذافي في الفصل الأول؟

probably
MAD -

إثنان لا يتعلَمان : مستحٍ و متكبّر و لذلك فإن إحتمال العثور على القائد الضرورة بشار الأسد مقتولاً في أحد مجاري المزة هو الأقوى بالفعل ...هل سيكون الفصل الثاني لموقعة ذات المجاري بعد أن لمع القذافي في الفصل الأول؟

we love bashar
omar -

please change your job,bashar our real mens stay there and you must be go ,you are bad writer a nd we love bashar

تهاوي المعارضة السورية الخارجية
عمار تميم -

سأبدأ أخي الفاضل من قناعتك هل لو كنت محل النظام ستسلم الأمور إلى ما تسميه بالمجلس الوطني السوري الغير متفقين على رؤية واضحة أصلاً ؟؟! يحق للنظام أن يهنئ نفسه بتهاوي هذه المعارضة الفاشلة بكل المقاييس (دون تخوين) فقد فشلت في الحصول على اعتراف دولي أو حتى عربي بها وتسترت بعنوان علماني بينما هي في حقيقتها مشابهة للوضع في تونس ومصر وليبيا (إسلامية صرفة) ، لم يصدر عن المجلس المزعوم أي رسالة استهجان ضد اغتيال الكفاءات العلمية والضباط وحتى نجل مفتي الجمهورية مما يعني موافقتهم ضمناً عليها وحتى لم يصدروا بياناً يحملوا فيه النظام تلك المسؤولية عن الجرائم المرتكبة ، استدعاء السفير الأمريكي للتشاور يأتي ضمن ممارسة ضغوط سياسية لا أكثر ولا أقل فهو يعلم ما تحمله الجامعة العربية وأن النظام متمسك بطروحاته ورؤيته لمشاكله ، الجامعة لاتستطيع ممارسة أي ضغوط أخرى والنظام يعلم تماماً حقيقة ذلك ، لذلك وبصفتي الشخصية أدعو كل معارضة الداخل مع التنسيقيات وكل العناوين الأخرى بالذهاب إلى طاولة الحوار الوطني وإعلان طروحاتها وعناوينها قبل البدء بالحوار علناً ليفهم القابعون في أحضان الغرب والممولون منه أن سوريا أكبر منهم وستكون لعنة على الجميع عندما تتساقط مؤامراتهم تجاه سوريا الوطن وليس النظام بوعي الشعب السوري ، مع الشكر للجميع .

to 3
MAD -

تتكلم عن الكفاء ات العلمية التي تقتل... و أنا أقول و أنت تعلم أنه لا وجود لقضاء مستقل في سورية تحت حكم عصابة الأسد و بالتالي فإن بمقدور عصابة الأسد قتل من تشاء و إتهام من تشاء من أجل خلط الأوراق ... وهذا ما تفعله فعلاً و أنت طبعاً تعرف بذلك وكل السوريون يعرفون... حاول مرة أخرى..

تهاوي المعارضة السورية الخارجية
عمار تميم -

سأبدأ أخي الفاضل من قناعتك هل لو كنت محل النظام ستسلم الأمور إلى ما تسميه بالمجلس الوطني السوري الغير متفقين على رؤية واضحة أصلاً ؟؟! يحق للنظام أن يهنئ نفسه بتهاوي هذه المعارضة الفاشلة بكل المقاييس (دون تخوين) فقد فشلت في الحصول على اعتراف دولي أو حتى عربي بها وتسترت بعنوان علماني بينما هي في حقيقتها مشابهة للوضع في تونس ومصر وليبيا (إسلامية صرفة) ، لم يصدر عن المجلس المزعوم أي رسالة استهجان ضد اغتيال الكفاءات العلمية والضباط وحتى نجل مفتي الجمهورية مما يعني موافقتهم ضمناً عليها وحتى لم يصدروا بياناً يحملوا فيه النظام تلك المسؤولية عن الجرائم المرتكبة ، استدعاء السفير الأمريكي للتشاور يأتي ضمن ممارسة ضغوط سياسية لا أكثر ولا أقل فهو يعلم ما تحمله الجامعة العربية وأن النظام متمسك بطروحاته ورؤيته لمشاكله ، الجامعة لاتستطيع ممارسة أي ضغوط أخرى والنظام يعلم تماماً حقيقة ذلك ، لذلك وبصفتي الشخصية أدعو كل معارضة الداخل مع التنسيقيات وكل العناوين الأخرى بالذهاب إلى طاولة الحوار الوطني وإعلان طروحاتها وعناوينها قبل البدء بالحوار علناً ليفهم القابعون في أحضان الغرب والممولون منه أن سوريا أكبر منهم وستكون لعنة على الجميع عندما تتساقط مؤامراتهم تجاه سوريا الوطن وليس النظام بوعي الشعب السوري ، مع الشكر للجميع .

و اي فرصة اخيرة
شبيح و بس -

صرعتونا بالفرصة الاخيرة. و الله العظيم ذكرتونا بالمقامرين الذين يتلقون الخسارة تلو الاخرة و بعدها يقولون باللعبة المقبلة سنربح و النتيجة هي الافلاس و التشرد و خسارة الاخضر و اليابس.

و اي فرصة اخيرة
شبيح و بس -

صرعتونا بالفرصة الاخيرة. و الله العظيم ذكرتونا بالمقامرين الذين يتلقون الخسارة تلو الاخرة و بعدها يقولون باللعبة المقبلة سنربح و النتيجة هي الافلاس و التشرد و خسارة الاخضر و اليابس.

الفرصه الاخيرة
ابن رواحه محمد -

الاستاذ عبد الباقي المحترم ... تحية وبعد نقدرلككل التقدير وجهة نظرك وهي لابأس بها لكننا اقترحنا ومن فترة قصيرة على بشار الاسد بعض النقاط للخروج من المشاكل الذي يمر بها بلده ويجنب نفسه من الطامة الكبر ى التي تنتضره وهذه النقاط هي: الابتعاد عن ايران نهائيا وقطع الطريق امام نصر الله وعصابته من الحصول على السلاح الايراني عن طريق سوريا وارسال رساله الى امريكاباستعداده للتفاوض مع اسرائيل بخصوص الجولان وملحقاتهاوعدم تدخله في لبنان والضغط على المنظمات الفلسطينيه المتواجده على ارض سوريه للانضمام الى الحكومه الفلسطينيه لغرض التفاوض مع اسرائيل هذا هو الطريق الوحيد للخروج من الورطة السوريه اضافة الى مشاركة لقوى الوطنيه في السلطه

توضيح للأخ رقم (4)
عمار تميم -

أخي العزيز ربما لم تقرأ التعليق كاملاً فقد شرحت فيه أنهم (أي المجلس الوطني) لم يصدر حتى بياناً يحمل فيه النظام مسؤولية الإغتيالات وهذا من أبجديات العمل السياسي ، ولكنه في المقابل سارع وبرسالة مخفية بتوجيه رسالة إدانة على مقتل جنود أتراك على أيدي حزب العمال الكردي للتدليل على وفائه لاحتضان الأتراك لكافة مؤتمراته ، هذا ما لزم توضيحه مع الشكر لاهتمامك بالتعليق .

توضيح للأخ رقم (4)
عمار تميم -

أخي العزيز ربما لم تقرأ التعليق كاملاً فقد شرحت فيه أنهم (أي المجلس الوطني) لم يصدر حتى بياناً يحمل فيه النظام مسؤولية الإغتيالات وهذا من أبجديات العمل السياسي ، ولكنه في المقابل سارع وبرسالة مخفية بتوجيه رسالة إدانة على مقتل جنود أتراك على أيدي حزب العمال الكردي للتدليل على وفائه لاحتضان الأتراك لكافة مؤتمراته ، هذا ما لزم توضيحه مع الشكر لاهتمامك بالتعليق .