أصداء

الألغاز الدائمة في الكون المرئي 2

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من الألغاز العصية على البحث العلمي لغز الحياة ولغز ظهور الوعي وملكة التفكير والذكاء، وعلى حد علمنا، أن الإنسان هو الكائن الوحيد من بين جميع الكائنات على الأرض من يمتلك وعياً متطوراً وعقلاً متطوراً وقدرة على التفكير مما ساعده على تكوين حضارة تكنولوجية متطورة إلى حد ما على الأرض. فما الذي أدى إلى وجود إمكانية ظهور الحياة على الأرض ومن ثم تطورها إلى حياة عاقلة متطورة، وما هي الصيرورات الفيزيائية والكيميائية التي وجدت كقاعدة وأساس لحدوث هذا التطور من الخلية الأولى إلى الحياة الذكية الحالية ؟ وما الذي يمنعنا من تخيل وجود حياة ذكية وعاقلة ومتطورة يمكن أن تتواجد خارج أرضنا لكنها تختلف كلياً عن الحياة التي نعرفها؟ ولكن قبل المضي علينا أن نتساءل ما هي الحياة، على الأقل الحياة التي نعيشها ونعرفها والتي ظهرت وتطورت على أرضنا ؟ فكل شيء مرتبط ببعض في هذا الوجود وكما قال الروائي الفرنسي الشهير فيكتور هيغو Victor Hugo :" إن قراءتنا الجيدة للكون تعني قراءتنا الجيدة للحياة".

التعريف الأولي للكائن الحي هو عبارة عن نظام مادي قادر على التكاثر والاستنساخ la La capaciteacute; ou la capabiliteacute; de se dupliquer والقدرة على إعادة إنتاج نفسه بنفسه la capaciteacute; reproduction بطبق الأصل أو بتغيير طفيف، وهذه خاصية جوهرية لتفسير البقاء والاستمرارية لحفظ النوع sauvegarde de lrsquo;espegrave;ce والقدرة على نقل المعلومة الجينية والوراثية للأجيال القادمة وهذا المجال من اختصاص علم الوراثة والجينات الوراثية في سياق معقد ومنظم خاضع لدراسة وفك طلاسم الشفرة الوراثية. هناك دورة أرضية ودورة كونية. ففي الدورة الأولى هناك نباتات، وهناك كائنات تعيش على أكل النباتات Herbivores وهناك كائنات تعيش على أكل الكائنات النباتية carnivores وعندما تموت هذه الأخيرة توجد أنواع عديدة من الكائنات البسيطة أو البكتريا تفكك جثثها مثلما تفكك بقيا النباتات الميتة وتحولها إلى مواد عضوية أولية تستعيدها التربة وتستغل النباتات تلك المواد العضوية لتعيش وتنمو لتكتمل الدورة. وهكذا فالانسان ليس سوى حلقة maillon ضمن دورة الحياة مثلما هي النملة داخل مستعمرة أو مملكة النمل، وكما هو حال الخلية في جسم الإنسان، حيث لكل خلية وظيفة محددة. ومجموعتنا الشمسية ليست سوى حلقة من حلقات مكونات مجرتنا درب اللبانة وهذه الأخيرة ما هي إلا حلقة من الحلقات المكونة للكون المرئي، والكون المرئي الذي نعجز عن إدراك أبعاده ومكوناته، ليس سوى حلقة بحجم يقل عن ذرة غبار، أو لا يتجاوز حجم جسيم غير مرئي من مكونات الجسد الكوني المطلق واللامتناهي الأبعاد، الحي الذكي الذي يعرف كل شيء حدث ويحدث وسوف يحدث في الوجود، لأنه هو الوجود كله الذي لا بداية له ولا نهاية، دائم وأزلي وابدي، وفي عملية خلق دائمي. ويحضرني في هذا الصدد قول عالم الفيزياء الشهير بوهرBohr حينما قال:" علينا أن نعي أننا لسنا مشاهدين بل ممثلين على مسرح الحياة التي منحتنا العقل لكي نفكر فيها".

هناك فرضيتان حول أصل الحياة وكيفية وأسباب ظهورها على كوكب الأرض : الأولى تتحدث عن الإنتاج الذاتي للأرض نفسها ومن تفاعل مكوناتها التي أنتجت التركيبة العضوية الحية الأولى ووفرت لها عوامل النمو والتطور كما عرضتها وشرحتها نظرية داروين في التطور والانتخاب الطبيعي. والفرضية الثانية تتحدث عن مصدر فضائي من خارج الأرض، حيث تتوفر الأسس المادية المكونة للخلايا العضوية في الكون برمته، والتي أوصلت تلك الخلايا العضوية بطريقة ما إلى الأرض سقوط الشهب والنيازك أو الكويكبات الصغيرة الهائمة في الفضاء والتي ارتطمت بالأرض وكانت حاملة للخلايا العضوية الحية، أو عن طريق زيارة حضارات فضائية للأرض وزرعها لمقومات الحياة فيها وقد حدث ذلك قبل مليارات السنين.
أطلق بعض العلماء تسمية غايا Gaia على هذه الكينونة الحية السديمية التي تتصل بكل الموجودات المادية والطاقوية في الكون المرئي ولا أحد يعرف ما إذا كانت كائناً حياً عاقلاً أم مجرد وسيط ناقل للكينونة الحية، لكن من المؤكد أنها بنية معقدة ومركبة ومنظمة جداً، كما لا يعرف أحد على وجه البسيطة ما إذا كانت تلك الكينونة قادرة على التكاثر وإعادة إنتاج ذاتها se reproduire. وليس مستبعداً أن تنعكس الآية يوما ما وتقذف الأرض ببعض الخلايا الأرضية الحية إلى الفضاء الخارجي بطريقة ما عبر مركبة فضائية غير مأهولة تنطلق في أرجاء الكون المرئي الشاسعة وتتنقل من مجموعة شمسية إلى أخرى ومن مجرة إلى أخرى عبر ملايين السنين، على سبيل المثال وتكون بمنأى عن تأثير الإشعاعات الكونية المهلكة وتحتمي داخل تركيبة مادية ما، وتظل تسافر لملايين السنين في الفضاء الخارجي ثم تهبط في وقت ما فوق أحد الكواكب التي تدور حول شمسها وتكون ملائمة لاستقبالها واحتضانها وتطورها كما حدث الأمر في الأرض حسب الفرضية الثانية، خاصة إذا توفرت الشروط اللازمة لنشأة الحياة وتطورها. وعكس هذا السيناريو يمكن أن يكون قد حدث، ووصلت خلية الحياة الأولى من كوكب ما، فيه حضارة متطورة تشبه حضارتنا الحالية لكنها أكثر تطوراً وتقدماً من الناحية العلمية والتكنولوجية، وبوصولها إلى كوكب الأرض وجدته ملائما لاستقبالها وديمومتها وبقائها وتطورها فيه خلال مدة زمنية استغرقت مليارات السنين كما أوضحت لنا نظرية التطور والانتخاب الطبيعي التي سطرها داروين في كتابه الرائع " أصل الأنواع "، مع حدوث بعض الطفرات التطورية من أجل التلائم والتكيف عبر الزمن، والتأقلم مع التغيرات المناخية المستجدة والمتقلبة على امتداد الزمن، مما يعني في نهاية المطاف أن الـ " غايا Gaia " تمتلك صفات وخصائص ومزايا الكائن الحي حسب النظرية التي تطرقت لذلك وعرفت بإسم " Panspermic ". ويكون الوعي، حسب هذه النظرية، مزروعاً ومخفياً في ثنايا المعلومة الحاسوبية المعلوماتية التي تحملها وتخزنها الخلية العضوية الحية الأولى.

وبدون الخوض في علم البيولوجيا ومطبات نظرية التطور وتعقيداتها، وما أثارته وتثيره اليوم من جدل علمي، فإننا نفترض صحة هذه النظرية، ولنتقبل فكرة تطور الحياة من الخلية الأولى إلى الإنسان الكامل العاقل والذكي والواعي، الذي سوف يتطور بلا شك إلى مرحلة الإنسان الإله، بعد بضعة ملايين من السنين. الشرط الأساسي لهذا التحول هو تطور الوعي والعقل والدماغ البشري، وكما نعرف فإن الوعي Conscience، والعقل raison، والذكاء intelligence،وملكة التفكير faculteacute; de penser والتأمل reacute;fleacute;chir، هي السمات التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات التي تعيش على سطح الأرض شرط أن تكون هذه الخصائص متطورة جداً مقارنة بما هو موجود الآن. فالحياة مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالوعي في أذهاننا لأننا وضعنا الإنسان فوق قمة الهرم الحياتي التي تدهشنا وتحيرنا بأسرارها وألغازها لأنها هي التي أتاحت ظهور كائنات تتحلى بالوعي والتفكير والذكاء. ولكن من الصعب جداً، إن لم نقل من المستحيل، تحديد أو تشخيص الأعضاء organismes، التي تحتوي الوعي والضمير والذكاء. من المؤكد أن الوعي موجود لدى البشر ولكن ليس بديهياً أنه موجود لدى الكائنات الأرضية الأخرى الأقل تطوراً كالشمبانزي، كما أنه ليس مستحيلاً انعدامها. إذ أن الكائنات الأرضية الأخرى مرت بنفس الصيرورة التطورية التي مر بها الإنسان. إذاً من الممكن الاعتقاد أن لدى القرد لا سيما فئة الشمبانزي وعي قد يكون غير متطور جدا، لكنه يمكن أن يكون موجوداًً، والمقصود بالوعي هنا ملكة التفكير والاستبطان وليس الفعل الغريزي، لكنه قد يكون معدوماً عند البكتريا على سبيل المثال.

هناك عدة مستويات من الوعي حتى عند الإنسان نفسه. فوعي الإنسان وهو يحلم يختلف عنه وهو في حالة اليقظة بل يمكن أن يتفاوت مستوى الوعي من حلم لآخر، وهذه مجرد عمليات تماثل وتشبيه وليست حقائق علمية دامغة ومثبتة، أي لا تتجاوز التخمينات والافتراضات. ومن بين الفرضيات السائدة أن منشأ الوعي لدى الإنسان يكون في الدماغ cerveau، أو على الأقل يكون الدماغ مستقره وقاعدته، إذ أن الدماغ البشري هو العضو الأكثر تعقيداً، ويعتبر البنية الأكثر تطوراً على سطح الأرض. ومن خلال اتصال وتفاعل وتداخل أو تشابك مائة مليار عصب يعمل دماغ الإنسان، وعبره ينشط الوعي بصورة طبيعية. ولو توصل الإنسان إلى فك لغز المنظومة العصبية في الدماغ البشري وكشف أسرارها وكيفية عملها بدقة لا متناهية، فإنه ربما سيتمكن من خلق الوعي في أعضاء صناعية organismes artificielles كالحواسيب أو الكومبيوترات المتطورة جداً أو في الإنسان الآلي droides الروبوتات les robots على أساس أن الذكاء هو القدرة على الربط بين عدد كبير جداً من المعطيات والمعلومات واستنتاج معطى جديد منها. فالإنسان الذكي ليس فقط هو الذي يعرف أشياء كثيرة، لأن هذا الأمر يتعلق بالذاكرة والحفظ وخزن المعلومات، ولكنه لا يدل على الذكاء، بل يتعين أن يكون المرء الذكي قادراً على الاستفادة من مخزون المعلومات وتراكم المعطيات لكي يصل إلى استنتاج جديد، عندها يمكننا القول أن هذا الإنسان يتمتع بذكاء بسبب امتلاكه لخصائص وسمات الذكاء الذي لا يرتبط بالضرورة بالوعي. فهناك ذكاء صناعي intelligence artificielle يمكن أن يتمتع به كومبيوتر متطور ويسمونه الحاسوب الذكي ordinateur intelligent، حيث يمكنه أن يتعامل مع عدد كبير من المعطيات المخزونة فيه ليستنتج الخطوة التالية التي يجب القيام بها ويقدم إجابات بناءاً على المعطيات والمعلومات المخزونة فيه. فقوة الذكاء ودرجته تعتمد على القدر على الاستنتاج والتجديد والابتكار وتقديم المعطيات الجديدة الأكثر تطوراً. بناءاً على ما تقدم افترض بعض العلماء، ممن يؤمنون بالأصل الفضائي للحياة الذكية والعاقلة، أن هناك حضارات تمكنت من صنع رواد فضاء آليين يستطيعون إصلاح أعطالهم التقنية بأنفسهم بل وإنتاج رجال آليين مثلهم لتأدية مهام محددة في سياق رحلات فضائية كونية بين المجرات تستغرق ملايين السنين الأرضية. ومن بين هؤلاء العلماء والكتاب كامي فلاماريون 1842-1925 Camille Flammarion في ثلاث من كتبه " تعددية العوالم المأهولة pluraliteacute; des mondes habiteacute;s، و " العوالم الخيالية والعوالم الواقعية Les Mondes imaginaires et les mondes reacute;els"، و "أراضي السماء les Terres du ciel" و العالم ج آلين هينيك J Allen Hynek، وكارل ساغان Carl Sagan، وإسحق آسيموف Issac Asimov، وهيوبر ريفز Hubert Reeves، وألبيرت يوكروك Albert Ducrocq و إريك فون دانكين Erich von Dauml;niken، صاحب كتاب عربات الالهة، و والتر سوليفان Walter Sulivan صاحب كتاب لسنا وحيدين في الكون Nous ne somme pas suls dans lrsquo;Univers، وبالطبع فرانك دارك Frank Drake صاحب المعادلة الشهيرة عن احتمال وجود حضارات فضائية وكونية متطورة جداً منتشرة في الكون المرئي. والمعروف أن فرانك دراك Frank Drake، أستاذ فخري في علم الفلك والفيزياء الفلكية، والرئيس الفخري وعضو في معهد SETI المتخصص ببرنامج الاتصالات الراديوية والموجية مع الحضارات الكونية، وهو يعتقد أن مسألة ما إذا كانت هناك حياة معقدة في أماكن أخرى من الكون هي المسألة الرئيسيةK وهي التي تتيح لنا الفرصة لإعادة النظر في مفاهيمنا الكونية وتطبيق الأداة المعروفة بإسم شفرة أوكام rasoir drsquo;Occam. فعندما ننظر إلى أصل الحياة على الأرض كما يقول، يبدو أنه لم يتم فرض أية شروط مطلوبة سلفاً أو غير عادية. ولكن حتى لو لم يكن علماء الكيمياء هم المسؤولين عن التركيبة الكيميائية للحياة الأرضية، فقد وجد العديد منهم طرقاً أخرى تقود إلى كيمياء الحياة. فالتحدي لا يتمثل في ما يبذل للعثور على الطريق، بل معرفة ما هي الوسائل الأسرع والأكثر إنتاجا. ولكن هناك ما لا يقل عن مسارين للدراسة: الأشغال التي أجريت على الأرض، والتي أستناداً إليها وقعت نفس السيرورات على الكواكب الأخرى، أي على غرار ما حدث على الأرض. ومن ثم، وبفضل استخدام مبدأ شفرة أوكام rasoir drsquo;Occam يمكننا القول بأن أصل الحياة على الأرض ليست سوى نتيجة للعمليات التي تحدث عادة على أي كوكب آخر، ما أن تتوفر الشروط اللازمة والضرورية لذلك، حيث ينبغي، والحالة هذه، أن تظهر، على نحو متكرر، حياة على كواكب أخرى مشابهة لكوكب الأرض. ينبغي أن تكون هناك حياة على الأقل في صورتها الميكروبية بالقرب من النظام الشمسي. لكن فرانك دراك لا يتوسع في فرضياته إلى مسألة الحضارات الأرضية. ففي معادلته أن N تتأرجح ما بين 1 و 600 في ضوء الصراعات التي توجد في جميع أنحاء العالم. هذا يعني أنه يعتبر، في أسوء الأحوال، أننا وحيدون، وبالتالي ينضم إلى الفكرة التي أعرب عنها زوكرمان ترفيل Trefil Zukerman و وارد Ward و غرينسبون Grinspoon، لكنه يعتقد في أعماقه بوجود كائنات فضائية أو كونية تعيش في أماكن بعيدة جداً عنا.

يرى دونالد دراونلي Donald Drownlee، وهو عالم الفيزياء الفلكية في جامعة واشنطن والباحث الرئيسي لبعثة ستاردست Stardust في مختبر الدفع النفاث بشأن التقاء المسبار المذنب Wild2 في عام 2004، والذي شارك في تأليف كتاب الأرض النادرة Rare Earth، أنه :" على الرغم من أن لدينا أمل في العثور على حياة خارج كوكب الأرض، فإن الغرض من كتابي هو توضيح أن الكون هو معاد جوهريا لظهور الحياة بطريقة تلقائية مبتذلة أوبصورة بديهية". وهو يعتقد أن معظم الكواكب وأغلب الأجزاء أخرى من الكون المرئي، لا تصلح لإيواء المخلوقات التي تسكن الأرض. الكون واسع بحيث حتى لو كانت هناك عوالم أخرى تشبه الأرض، فإن هذه الكواكب بعيدة جداً بعضها عن البعض الآخر فإنها تبدو وكأنها معزولة في الفضاء. إلى ذلك يجدر التساؤل ما هي النسبة المئوية من النجوم التي تحتوي على كواكب مثل الأرض قابلة لاستضافة شكل من أشكال الحياة سواء كانت مماثلة للحياة على الأرض أو مختلفة عنها؟ هل هناك واحد في المليون من النجوم، أو أقل من ذلك بكثير تتوفر فيها الشروط اللازمة لنشأة الحياة فيها؟ يجب أن نعترف بأن أكثر الناس تفاؤلا عليه أن يعترف بأن البيئات الأرضية الملائمة لظهور الحياة فيها يمكن أن تكون نادرة في الكون المرئي.

في كتابهما الأرض النادرة Rare Earth، طرح وارد Ward، و دونالد دراونلي Donald Drownlee الفكرة التي تقول أنه قد توجد حياة خارج كوكب الأرض وعلى مسافة قريبة منا بيد أن وجود أشكال معقدة من الحياة، والحيوانات على سبيل المثال، أمر نادر الحدوث، وربما لن تكون موجودة في جوارنا المباشر. السؤال المهم عن الحياة هو تحديد البيئات اللازمة لها لكي تظهر وتتطور مع مرور الوقت؟ ولكن و للأسف فإن الأرض تشكل التجربة الوحيدة الناجحة التي نعرفها في هذا المضمار. إن تقييم ما إذا كانت هناك حياة في مكان آخر تطرح إشكالية، وفي الوقت الحاضر لا يوجد أي شكل من أشكال الحياة قابل للكشف العلمي في كوكب آخر في النظام الشمسي. أخيرا نستنتج أن ديفيد غرينسبون David Grinspoon، ليس مقتنعاً بأن نموذج كيمياء الكربون والماء الذي تسبب في نجاح الحياة على الأرض، منذ ما يقرب الأربعة مليارات سنة، هو الطريقة الوحيدة التي وجدت في الكون من أجل حل لغز الحياة. والحديث عن عنصر السيليكون silicium، ليست فكرة سيئة، ولكنه يمكن أن يكون أحد النظم الكيميائية المعقدة التي لم نكن نفكر بها والتي قد لا تحدث في درجة حرارة متوسطة في جو غني بالأكسجين.

الكون هو أكثر ذكاء منا، عندما نقوم بدراسة الظواهر المعقدة مثل الحياة، عن طريق الاستكشاف أكثر مما هو عن طريق النظرية والنمذجة أو التنظير. ويعتقد دافيد غرينسبون David Grinspoon ان هناك على الارجح أشكال أخرى للحياة في مكان آخر، مبنية على أساس قواعد كيميائية مختلفة عن تلك الموجودة على الأرض، لكننا لن نعرفها إلا عندما نعثر عليها أو نكتشفها، أو عندما هي التي تجدنا أو تكتشفنا.

لم يخترع أحد نظاماً آخر يعمل بنفس الجودة والاتقان مثلما هو نظام الكربون في الماء." يرد دافيد غرينسبون Grinspoon David: " هذا صحيح ولكن نحن لم نخترع هذه الكيمياء،بل اكتشفناها فحسب". و في الواقع هو لا يعتقد بأننا معشر البشر أذكياء بما يكفي لتصور الحياة على أساس الأحماض النووية والبروتينات لو لم يكن لدينا أمثلة في متناول اليد. كما يعتقد دافيد غرينسبون بأن الكون من الروعة بمكان كي يتمكن من صقل تعقيد التطور، ويطور حياة معقدة في ظروف تبدو معادية لشكل الحياة التي نعرفها.

أخيرا، يعتقد فرانك دراك Frank Drake أن جميع الأدلة الأكثر بدائية للتطورات الكيميائية على الأرض حدثت خلال السنوات 700 مليون سنة الأولى وقد ضاعت على ما يبدو، حسب ما أكده العلماء المختصون micropaleacute;ontologues الذين يكافحون من أجل العثور على آثار حفريات أقدم من 3.8 مليار سنة.
يتبع

jawadbashara@yahoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف