أصداء

إسرائيل وضرب المفاعلات النووية الإيرانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

النقاش في إسرائيل بشأن ضرب المفاعل النووي الإيراني خرج إلى العلن عبر وسائل الإعلام والشارع بعد أن محصورا طوال الفترة الماضية في مراكز الحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية، والغريب في هذا الأمر أن التعاطي مع الموضوع وصل إلى حد قيام صحيفة هآرتس العبرية اجراء استفتاء أظهر أن 41 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون تنفيذ هجوم ضد هذه المفاعلات.

بالتزامن مع هذه الظاهرة المثيرة اندلع جدل حاد في إسرائيل بشأن ما سمي باتفاق بنيامين نتانياهو - ايهود باراك على الضربة في مقابل تحذير الأجهزة الأمنية والعسكرية إضافة إلى زعيمة حزب كديما تسيبي ليفني وكذلك زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش من مخاطر مثل هذه الضربة، ولعل زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) افيغدور ليبرمان هو الوحيد من بين زعماء الأحزاب الإسرائيلية الذي أعلن تأييده للضربة.

السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هنا: هل أصبح الخيار العسكري الإسرائيلي ضد إيران مرجحا إن لم نقل وحيدا ؟ وأين تقف الولايات المتحدة من هذا الخيار؟
بداية، ينبغي القول إن من الواضح ان الملف النووي الإيراني أصبح أولوية إسرائيلية على شكل كيفية التعامل معه واحتمالات تطوره في المرحلة المقبلة وسط قناعة إسرائيلية بأن البرنامج النووي الإيراني يتضمن صناعة أسلحة نووية، وان من شأن امتلاك إيران لهذه الأسلحة قلب المفاهيم العسكرية التي اعتمدتها إسرئيل طوال العقود الماضية (التفوق - القدرة على شن الحرب الوقائية - خوض الحرب على أرض العدو.. الخ) لتجد نفسها وجها لوجه أمام إيران قوية تعتمد توازن الرعب النووي والردع بل والهجوم. وأمام هذه القناعة ترى إسرائيل أنه لابد من استراتيجية عملية لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية وقطع الطريق أمامها قبل ان تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، أي نقطة صنع إيران قنبلة نووية لأن من شأن ذلك حسب الفهم الإسرائيلي قلب الأمور رأسا على عقب وإدخال قواعد جديدة في أساليب السيطرة والمواجهة والصراع على الشرق الأوسط، بمعنى أخر على إسرائيل وقتها الرضوخ للتعايش مع إيران نووية.

في ظل هذا الجدل،ثمة في إسرائيل من يستحضر تجارب سابقة، كضرب المفاعل النووي العراقي في عهد بيغن عام 1981 ومن ثم ضرب مفاعل نووي سوري مفترض في عهد أولمرت 2007 مع فارق المقارنة بالحالة الإيرانية، وذلك لثلاثة أسباب رئيسية: 1- ثمة شكوك إسرائيلية كبيرة بأن لا تحقق الضربة العسكرية الإسرائيلية أهدافها، بسبب كثرة المفاعلات النووية الإيرانية وبالتالي صعوبة تدميرها دفعة واحدة وكذلك لبعد المسافة بين هذه المفاعلات وربما الافتقار إلى المعلومات الخاصة بالبناء ونوعيته... وبالتالي تدميره من عدمه.

2- له علاقة بالتداعيات وتحديدا بالمخاوف من رد فعل إيراني مدمر في ظل امتلاك طهران لصواريخ متطورة تطول العمق الإسرائيلي بكامله.
3- الخوف من ان يؤدي ضرب إيران إلى اطلاق حزب الله الآف الصورايخ على إسرائيل والانفتاح على حرب إقليمية.

جملة هذه الأسباب دفعت بالعديد من الأوساط الإسرائيلية إلى القول ان ضرب إيران عسكريا يعد مغامرة قد لا تتحمل إسرائيل عواقبها، وعليه يرى هؤلاء ان ثمة اهداف أو رسائل إسرائيلية أخرى من وراء إثارة ضرب المفاعلات النووية الإيرانية في هذ التوقيت وعلى هذا النحو، ولعل من أهم هذه الرسائل والأهداف:
1 - ان الرسالة الإسرائيلية الأساسية ليست موجهة إلى إيران بل الإدارة الأمريكية تحديدا، ومفادها ضرورة الانتقال إلى عقوبات أشد ضد إيران تشل قدرتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية. 2- الرسالة الثانية موجهة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستصدر في الأيام المقبلة تقريرا من المفترض ان يكون حاسما لجهة تقييم الملف النووي الإيراني.

3- الرسالة الثالثة موجهة للداخل الإسرائيلي وهدفها امتصاص حدة الاحتجاجات الاجتماعية واستيعاب فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين فضلا عن تداعيات صفقة الأسرى مع حماس، بمعنى أخر توجيه الأنظار إلى الخارج.

4- الرسالة الرابعة موجهة إلى الخارج وتحديدا إلى أوروبا وروسيا واليابان والصين،مفادها ضرورة زيادة الضغط على إيران والا فأن إسرائيل لن تسكت حتى تصبح إيران نووية.

في الواقع، النظر إلى هذه الرسائل وأهدافها، قد لا يكون سوى نوع من التحليل السياسي لا أكثر، خاصة ان الاستراتيجية الإسرائيلية - الأمريكية لا تقبل بوجود إيران نووية تفرض سيطرتها وهيمنتها على المنطقة حيث منابع النفط والغاز والصراع العربي - الإسرائيلي، وعليه هناك من يرى ان الجدل الإسرائيلي هو من نوع الاستعداد والتحضير لخيار الضربة العسكرية، ومن باب المزيد من التحريض الدولي ضد إيران، وهؤلاء يرون أيضا أن تنفيذ مثل هذا الخيار مرتبط بالشروط الأمريكية أكثر من الإسرائيلية حيث ثمة مواعيد أمريكية باتت على الطريق، لعل أهمها اكتمال سحب القوات الأمريكية من العراق نهاية العام الجاري، وهو نفس الموعد الذي يبدأ فيه تشغيل الدرع الصاروخي داخل الأراضي التركية وتحديدا في المناطق الحدودية القريبة من إيران، فضلا عن بدء الحملة الانتخابية الأمريكية. وعلى المستوى الإسرائيلي ثمة اشارات كثيرة تضافرت في الفترة الأخيرة، منها اجراء الطائرات الإسرائيلية تدريبات عسكرية فوق مناطق جغرافية واسعة في اليونان والمتوسط لمسافة تزيد عن 900 ميل، واجراء سلسلة من المناورات العسكرية الكبرى محاكاة لهجوم عسكري شامل قد تتعرض لها إسرائيل، وكذلك اختبار أسلحة صاروخية متطورة، كان اخرها اطلاق صاروخ من نوع اريحا 3 القادر على حمل رأس نووي كما تحدثت الصحافة الإسرائيلية.

إلتقاء الإشارات الإسرائيلية هذه مع المواعيد الأمريكية يرجح لدى الكثيرين القناعة بأن الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي الإيراني بات أمرأ لا مناص منه دون ان يعرف احدا كيف ستكون التداعيات لحظة ما بعد وقوع مثل هذا الهجوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حاربوهم
خالد -

يجب على دولة الاسرائيل وكل دول العالم تدمير وقضاء على كل قدرات وطاقات العسكرية الايرانية بما فيه النووية لانو هكذا سلاح يشكل خطر على جميع البشرية وبما فيه شعب الايراني اذا اصبحت في قبضة ايادي ملالي طهران وشخصية مثل احمدي نجاد لايستحق ان يمتلك النووي.

حاربوهم
خالد -

يجب على دولة الاسرائيل وكل دول العالم تدمير وقضاء على كل قدرات وطاقات العسكرية الايرانية بما فيه النووية لانو هكذا سلاح يشكل خطر على جميع البشرية وبما فيه شعب الايراني اذا اصبحت في قبضة ايادي ملالي طهران وشخصية مثل احمدي نجاد لايستحق ان يمتلك النووي.