العرب... والنظام السوري... والهلال الفارسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس صدفة ان تأتي العقوبات العربية على النظام السوري في وقت جاء اعلان البحرين عن كشف مؤامرة تستهدف السفارة السعودية في المنامة وجسر الملك فهد الذي يربط بين البحرين والمملكة. كان واضحا من المعلومات الصادرة عن السلطات في البحرين، ان النظامين في ايران وسوريا ليسا بعيدين عن الخلية التي اوقف اربعة من اعضائها في قطر...
لم يعد ممكنا الفصل بين المعركة التي يخوضها النظام العربي ككلّ من جهة مع طموحات الهيمنة الايرانية واذرعتها الاقليمية، على راسها النظام السوري من جهة اخرى. هناك معركة واضحة كلّ الوضوح على الصعيد الاقليمي لا هدف لها سوى تفتيت الدول العربية، دولة دولة وربّما زنقة زنقة، وتمكين ايران من لعب دور القوة الاقليمية على حساب كلّ ما هو عربي في الشرق الاوسط. الاكيد ان اسرائيل ليست بعيدة عن كلّ ما يجري وهي معنية به بشكل مباشر. اسرائيل لم تعد ترغب في تسوية، من اي نوع كان، مع الجانب الفلسطيني نظرا الى انها تراهن على تفتيت المنطقة العربية والدول عن طريق الحروب المذهبية في المنطقة. لماذا تتخلى اسرائيل عن ارض فلسطينية او عربية، ما دامت المنطقة كلها في حال مخاض وما دامت هناك قوى غير عربية في الشرق الاوسط تعمل ليلا ونهارا على اثارة الغرائز المذهبية التي لا تخدم سوى دولة عنصرية اسم رئيس الوزراء فيها بنيامين نتانياهو؟
كان العراق بداية هذه الحروب التي مكنت النظام في ايران من الانطلاق في مغامرة تنفيذ مشروع الهلال الفارسي الممتد من طهران الى بغداد مرورا بدمشق وبيروت وصولا الى غزة. هدف المشروع الوصول الى ما هو ابعد من ذلك بكثير وحتى الى المغرب العربي واليمن. ولذلك ليس هناك بين العرب الشرفاء من ينكر خطورة هذا المشروع الذي يصبّ في نهاية المطاف في تمكين النظام في ايران من عقد صفقات مع "الشيطان الكبير" الاميركي و"الشيطان الاصغر" الاسرائيلي على حساب العرب اوّلا واخيرا.
ما شهده اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة يوم الحادي عشر من تشرين الثاني- نوفمبر 2011 كان تحوّلا تاريخيا بكل معنى الكلمة. ما اعلنه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري باسم العرب يتجاوز الوضع السوري.
الاكيد انه لا يمكن لوم لبنان على اعتراضه على الموقف العربي من النظام السوري. في لبنان حكومة شكّلها "حزب الله" برئاسة شخصية سنّية كان يعتبرها اللبنانيون البسطاء، اي المواطن العادي، شخصية مهمة لها وزنها تستطيع ان تكون في مصاف الذين يعتبرون نفسهم من المنتمين الى نادي "رجال الدولة". هؤلاء عملة نادرة في لبنان. يتبيّن اليوم ان الانتماء الى نادي رجال الدولة اصعب بكثير مما يعتقد وهو يحتاج الى مواصفات معيّنة لا مجال لذكرها بشكل محدد في هذه الايام...
الاعتراض على الموقف اللبناني جزء من الماضي. الآن، اختلفت الامور بعدما تبيّن ان من يتحكم بكل شاردة او واردة في لبنان هو "حزب الله" الذي لم ينف ولن ينفي انه لواء في "الحرس الثوري الايراني" عناصره لبنانية. مثل هذا النفي ليس ممكنا نظرا الى ان الامين العام لـ"حزب الله" يعترف بان ولاءه هو لمرشد "الجمهورية الاسلامية في ايران" السيد علي خامنئي وليس للدستور اللبناني الذي يفترض ان يكون مرجعية اي مواطن يحمل الجنسية اللبنانية.
ما هو اكيد ايضا ان موقف جامعة الدول العربية من النظام السوري موقف من النظام الايراني ايضا. بات العرب يعتبرون النظام السوري جزءا لا يتجزأ من المشروع الفارسي في المنطقة. للمرة الاولى قرر العرب قول كلمتهم وتسمية الاشياء باسمائها، بما في ذلك دعوة الجيش العربي السوري الى وقف القمع والانضمام الى الشعب ودعم مطالبه العادلة. كلّ ما يطالب به الشعب هو امتلاك حقه في الانتماء الى ثقافة الحياة لا اكثر ولا اقلّ. كلّ ما يريده السوري هو بعض الحرية والكرامة. اين المشكلة في ذلك؟
ان يتخذ العرب موقفا صريحا من النظام السوري في العام 2011 خطوة تاريخية حقا. انها خطوة لا سابق لها منذ تأسيس جامعة الدول العربية في العام 1945 . ان يأتي هذا الموقف متأخرا افضل من ان لا يأتي ابدا. السؤال لماذا احتاج العرب الى كلّ هذه السنوات كي يتخّذوا مثل هذا الموقف الشجاع؟ هل اكتشفوا اخيرا ان النظام السوري ليس سوى تابع للنظام الايراني؟
في كلّ الاحوال، ان ما نشهده حاليا معركة ذات طابع اقليمي كان على العرب التنبه لها منذ فترة طويلة، اي منذ ادخل النظام السوري ايران الى لبنان ومنذ انقلبت المعادلة، بعد العام 2005 الذي صار فيه الوجود السوري في لبنان تحت رحمة النظام الايراني.
صحّ النوم يا عرب! هل كان على الشعب السوري القيام بثورته، وهي ثورة حقيقية بكل معنى الكلمة، كي تكتشفوا ان هناك خطرا كبيرا على امنكم وعلى مستقبل دولكم وشعوبكم، وعلى الخليج وثرواته تحديدا، وان المطروح حاليا هل للعرب مكان في الشرق الاوسط ام لا... ام ان الدول غير العربية في المنطقة، اي اسرائيل وايران وتركيا هي التي تتحكّم بمصيرها؟ هل احتجتم يا عرب الى ست سنوات وبضعة اشهر كي تكتشفوا ان النظام السوري حصان طروادة ايراني وانه حلقة اساسية في عملية تنفيذ مشروع الهلال الفارسي؟
التعليقات
شكرا
علي -شكرا على الوضوح الذي تضمنه المقال. على العرب ان يختاروا بين ثقافة الحياة وثقافة الموت التي تغطيها الشعارات الفارغة. هل اختار العرب أخيرا ثقافة الحياة ومواجهة الذين يسعون الى فرض ثقافة الموت والذل عليهم؟
رد
د.سعد منصور القطبي -أن الطائفيون والعنصريون عقولهم صغيرة فالكاتب يصنف المسالة كانها صراع عربي فارسي بينما الحقيقة هو صراع بين حكومات تريد الخير والسلام والازدهار وهذه الدول هي امريكا والدول الغربية ودول الخليج وبين حكومات تحاول خلق الازمات والحروب لكي تلهي شعبها المظلوم وهذه هي دول محور الشر كما وصفها الرئيس العظيم جورج دبليو بوش وهذه الدول هي سورية وايران ويجب ان نفصل بينها وبين الشعبين السوري والايراني المظلومان لان هاتين الحكومتين لاتمثلان شعبيهما ولاتطلعاته فانا لي اقرباء كثيرون في ايران يقولون ان من يؤيدون خامنئي لايتجاوز عددهم 5% والباقي يتمنون ان يتحرروا ويعيشون بسلام وازدهار مثل شعوب الخليج فلا الأيراني حاقد على العربي ولا العربي حاقد على الايراني بأستثناء العنصريين (القوميين) والطائفيون من الطرفين وهؤلاء قلة طبعا لذلك فالطريق الوحيد للسلام والازدهار في المنطقة هو قيام الدول الخيرة بمساعدة الشعبين السوري والايراني للتحرر لآن في بقاء هذين النظامين ستكون نتيجته تدمير المنطقة وكان صدام اكبر مثال على صحة مااقوله فقد كانت دول الخليج تعتقد ان خطره لن يمسها وكانت على خطيء كبير ادى الى احتلال الكويت .
جوقة 14 آذار العظمى !!
عمار تميم -عندما كنت أتحدث عن التحضير لحرب طائفية بالمنطقة للاستمرار في مشروع التقسيم وتأسيس الشرق الأوسط الجديد خرج علينا الكثيرون أنها مجرد تكهنات ، عندما يعلن أنصار زعيم تيار المستقبل في لبنان أنه يمثل زعيم السنة في لبنان في مواجهة التغلغل الشيعي فعلينا أن نقرأ أن هذه الجوقة (14 آذار) إنما هي أداة أو كما يحلو للأمريكان تسميتها - مسرح جانبي - ، لاغريب هذا السلوك على هذه الجوقة الذين أيدوا وحاولوا إطالة أمد الحرب الإسرائيلية على لبنان مؤخراً للقضاء على غريمهم الحزبي هناك لايردعهم وازع وطني بينما الآن يزرورون مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان ويتباكون عليهم وتناسوا أن سوريا نفسها استقبلت مئات الآلاف من شعبهم بدون مخيمات وإنما في بيوت ومناطق محترمة ، مشكلة هذه الجوقة أنها تعطي لنفسها حجماً أكبر من اللازم ولكن الواقع أن أصغر أمير في الدولة التي تمولهم يمكن أن يسكتهم ويوقفهم بكلمة فقط ، محاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا وحوادث إرهابية يخطط لها في البحرين ومظاهرات السعودية كلها بفعل إيراني فعلى من تضحكون ولماذا تزورون الحقيقة ، كل المشهد لاختراع عدو جديد وإبعاد الشبهة عن العدو الفعلي (إسرائيل) لتصبح المعادلة إسرائيل صديقة وإيران عدوة ، أما الحديث عن الهلال الفارسي فحبذا أستاذنا العزيز لو قرأت التاريخ السابق في البحرين لعرفت أن الأمير الراحل كان يستحضرهم من إيران ويمنحهم جنسيات ويعينهم في أعلى المراكز القيادية لخيارات كان يظنها استراتيجية ، قس على ذلك في دولة الكويت فعدد كبير من الأخوة الكويتيين من أصول فارسية وعندما تم غزو الكويت ذهبوا إلى السفارة الإيرانية وتحصلوا على جوازات مؤقتة لأصولهم وبعد انتهاء الغزو عادوا واندمجوا في وطنهم ، السيد الأمريكي يحرق بيادق في المنطقة منها للتمويل ومنها للإعلام وآخري للتزوير والتزييف خدمةً لمصالحه فحبذا لو خرج علينا أعرابي واحد من هذه المنظومة يقدم مصلحة وطنه ويقدم رؤية استراتيجية تصون بلده ويحتوي ما يسمى الهلال الفارسي فجارك البعيد ولا أخوك القريب ، مع الشكر .
ارجو النشر
عمر بن معاويه -مخالف لشروط النشر
مع ضرب ايران
بهجت من كاليفورنيا -أتمنى من اسرائيل القيام بضرب وتدمير المنشآت النووية الايرانية, وعلى العرب الوقوف مع اسرائيل في هذا الجهد المشكور.ايران هي عدو العرب وليس اسرائيل, ومن هذا المنطلق يجب ازالة النظام النصيري المحتل لسوريا من الوجود ويجب القضاء على حزب الله اللبناني ومعه بطل النضال والصمود الذي لم يرى الشمس منذ أكثر من عشرين سنة خوفا من اسرائيل المدعو حسن نصر الله
استعمال القوة فورا
جورج -أوافق تماما الأخ بهجت من كاليفورنيا أن النظام السوري وايران وحزب الله هم الأعداء الحقيقيين للعرب ويجب ضربهم فورا وازالتهم من الخارطة.المثير للضحك والقرف أن حسن نصر الله وهو الحلقة الأضعف, كل فترة يطلع علينا بتصريحات نارية من احتلال الجليل الى هزيمة النيتو الى تحرير الأندلس.مع العلم أن نصر الله نفسه صار له أكثر من 10 سنين مختبأ في مكان ما تحت الأرض خوفا من اسرائيل ولم يرى ضوء الشمس منذ ذلك الحين, فاذا كان على هذه الدرجة من الرجولة والشجاعة فليخرج للعلن أو لينتقم ل اغتيال الارهابي مغنية كما توعد وهدد
انا والله بابلي والحمدلله لست اعرابي او فارسي
احفاد البابليين -فارسي ولامليون اعرابي الفرس لم يدخلوا لنا الامريكان على عكس الاعراب فقد دخل من اراضيهم الامريكان واحتل العراق الفرس لايوجد فيها جندي امريكي على عكس الاعراب اكبر قواعد امريكا على اراضيهم لم نسمع عن جاسوس او عميل فارسي على عكس الاعراب اغلبهم عملاء وخونه وجبناء ومنبطحين والاحتلال البعثي للعراق اكبر دليل وكيف نزلوا الى نهر دجله عرات هروبا من دبابه امريكيه دخلت من السعوديه وكيف ابن الحفرة هرب الى حفرته ووووو انا والله بابلي ولست فارسي او اعرابي ارهابي