إسرائيل وإيران.. حسابات الضربة ورهانات الحرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حرب التصريحات والتهديدات بين اسرائيل وإيران لم تهدأ بعد، وقد وصلت إلى ذروتها، بعد مشاركة أعلى الهرم من كلا الجانبين في هذه السجالات، ودخول بعض الدول على خط الدعوة للتهدئة والتحذير من أي مغامرة عسكرية قد تكون آثارها مدمرة على المنطقة برمتها.
أمام هذه التصعيد في الخطاب الإعلامي والسياسي إسرائيليا وأميركيا، يرى البعض أن ثمة سحب سوداء تلوح في الأفق وتنذر بحرب وشيكة على إيران، ويعزو ذلك للاسباب التالية: 1- اقتراب إيران كما يقول القادة الإسرائيليون من امتلاك قنبلة نووية، سيما بعد إشارة التقرير الأخير للوكالة الدولية بأن برنامج طهران النووي أخذ يأخذ أبعادا عسكرية. وهو ما من شأنه قلب الموازين العسكرية في المنطقة، وتغيير المعادلات، واضطرار إسرائيل للتعايش مع قوة نووية معادية لها في المنطقة. وهو الأمر الذي ترفضه تل أبيب بشكل قاطع.
2- عدم جدوى العقوبات الدولية ضد طهران، والتشكيك في قدرة المجتمع الدولي على كبح المشروع النووي الإيراني، بما يعني تعزيز القناعة لدى إسرائيل بعدم انتظار موقف المجتمع الدولي إلى ان تصبح إيران دولة نووية، والخيار طبعا هنا شن هجوم على المفاعلات النووية الإيرانية.
3- تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة، في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والبحرين واليمن، وهو الأمر الذي بات يبعث برسائل قلق قوية للغرب، من احتمال تراجع محور دول الاعتدال العربي أمام المحور الآخر. سيما وأن الدول التي تشهد حراكا شعبيا، من المتوقع أن تفرز نتائجها غلبة للإسلاميين، يكونوا فيها غير خصوم للإيرانيين.
4- وقوف إيران عقبة في وجه السياسة الأميركية، وعائقا رئيسيا أمام مصالحها في المنطقة، وخصوصا في العراق.
لكن في المقابل، ثمة تحليلات أخرى تستبعد أي ضربة عسكرية على إيران، في الأفق المنظور، ويعيد ذلك للأسباب الآتية:
1-عدم موافقة أميركا على توجيه أي ضربة عسكرية لإيران، وقد حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من عواقب أي خطوات غير محسوبة على طهران، معتبرا أن أي ضربة عسكرية لن تستطيع إيقاف البرنامج النووي الإيراني.
2- الأزمة المالية العالمية وامتدادها إلى أوروبا بعد الولايات المتحدة الأميركية، وما تسببه هذه الأزمة من انعكاسات سياسية واجتماعية وركود اقتصادي، تضع الجانب الأميركي أمام تحديات اقتصادية كبيرة وحسابات دقيقة، قد تؤدي إلى تراجع نفوذه العالمي، وتساهم في تقدّم دول أخرى كالصين وروسيا إلى صدارة المشهد العالمي.
3-الخوف من تنفيذ إيران لتهديدها بإغلاق مضيق هرمز، وما قد تلحقه مثل هذه الخطوة من أضرار فادحة بالأسواق النفطية العالمية، قد تؤدي إلى تفاقم الركود الاقتصادي. كما أن سعر برميل النفط كما يقدره خبراء الاقتصاد قد يصل إلى 250 دولار، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى عدم تمكن الأوروبيين والأميركيين من شراء النفط بهذه الأسعار، إلا إذا قامت السعودية بتعويض النقص.
4-الخوف من قدرة رد الفعل الإيرانية بسبب امتلاك طهران لترسانة صاروخية هائلة، فضلا عن اذرعها في المنطقة ولاسيما حزب الله، بما يعني الحاق ضربات مميتة بإسرائيل. وعليه يصبح من الصعب أن تقدم واشنطن أو اسرائيل على شن أي هجوم عسكري على إيران، قد ينجم عنه تداعيات غير مضمونه تطال المنطقة برمتها، وتضع إسرائيل والمصالح الأميركية وقواعدها في دول الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية.
5-شن هجوم عسكري على إيران سيفضي إلى صرف النظر عما يحدث في سوريا من ثورة، ويفسح المجال أكثر للنظام السوري بممارسة مزيد من العنف لإخماد المظاهرات المطالبة بإسقاطه ؛ وهو ما لا ترغب به أميركا والدول الغربية.
6-عدم وجود أي ائتلاف دولي موحد ضد إيران، سيما بعد تشكيك روسيا بالتقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية واعتباره مسيسا، ورفضها والصين إقرار أي عقوبات جديدة على طهران.
أمام هذه المعطيات،يرجح الخبراء استبعاد خيار الحرب في المدى المنظور، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، عن أسباب هذا التصعيد في هذا التوقيت؟
في الجواب، يتضح لنا أن التهديدات المتواصلة والتهويل بالحرب تهدف إلى دفع المجتمع الدولي لإقرار سلة جديدة من العقوبات على إيران، كما تهدف أيضا إلى عزل طهران دوليا، وكف يدها عن دعم النظام السوري، إضافة إلى إخراج العراق سياسيا من العباءة الإيرانية، وصرف الأنظار إعلاميا عن الانسحاب الأميركي من العراق. إلى جانب التغطية على فشل السياسة الأميركية في تحقيق السلام في المنطقة، بعد أن ثبت بما لا يترك مجالا للشك أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يرفض أي سلام مقابل تمسكة بالاستيطان.
سياسة أمريكية - إسرائيلية تبقي إيران في حالة من الجهوزية والاستعداد وربما تخدمها في تسويق مشروعها السياسي إزاء المنطقة وصولا إلى استكمال عناصر قوتها بما في ذلك برنامجها النووي.
*كاتب فلسطيني مقيم في لبنان
التعليقات
كم اتمنى ان تندلع الحرب
احمد الربيعي -اتمنى الحرب بين اسرائيل وايران..ليتم مسح اسرائيل والطائفيين من العربان الذين جعلتهم طائفيتهم فقط وحقدهم على ايران ينضمون الى اسرائيل في تخريبها للبلاد العربيه والاسلاميه
كم اتمنى ان تندلع الحرب
احمد الربيعي -اتمنى الحرب بين اسرائيل وايران..ليتم مسح اسرائيل والطائفيين من العربان الذين جعلتهم طائفيتهم فقط وحقدهم على ايران ينضمون الى اسرائيل في تخريبها للبلاد العربيه والاسلاميه
اسرائيل وايران
زينب -لا مجال للشك ان الهدف الأساس من التهويل بضربة اسرائيلية على ايران هو اعادة الأخيرة الى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية في ظل رفض طهران لأي مفاوضات من اي نوع كانت واحجام مسؤوليها عن اللقاء بأي نظير أميركي. فالتفاوض من شأنه تقريب وجهات النظر وتقليص الهوّة بين الطرفين واخراج ايران برؤية أميركية رويداً رويداً من محور المقاومة
اسرائيل وايران
زينب -لا مجال للشك ان الهدف الأساس من التهويل بضربة اسرائيلية على ايران هو اعادة الأخيرة الى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية في ظل رفض طهران لأي مفاوضات من اي نوع كانت واحجام مسؤوليها عن اللقاء بأي نظير أميركي. فالتفاوض من شأنه تقريب وجهات النظر وتقليص الهوّة بين الطرفين واخراج ايران برؤية أميركية رويداً رويداً من محور المقاومة
دمت لنا
عاصم كامل -الاستاذ الفاضل عمر كايد احييك على هذه المقالة الموضوعية والمحايدة.ومع المزيد من المقالات الموضوعية والمحايدة. وشكرا الى ايلاف
دمت لنا
عاصم كامل -الاستاذ الفاضل عمر كايد احييك على هذه المقالة الموضوعية والمحايدة.ومع المزيد من المقالات الموضوعية والمحايدة. وشكرا الى ايلاف
أين التحليل
صالح مهدي -من منظور تقنيات كتابة المقالة هذه ليست مقالة تحليلية وانما مجرد تلخيص لمجموعة أخبار معروفة لدى الجميع ولاتقدم جديدا للقاريء . المقالة التحليلية من أهم عناصرها عرض رأي الكاتب . فأين رأي الكاتب في هذه المقالة ؟
أين التحليل
صالح مهدي -من منظور تقنيات كتابة المقالة هذه ليست مقالة تحليلية وانما مجرد تلخيص لمجموعة أخبار معروفة لدى الجميع ولاتقدم جديدا للقاريء . المقالة التحليلية من أهم عناصرها عرض رأي الكاتب . فأين رأي الكاتب في هذه المقالة ؟
مقال شامل وواف
وسام علي -أحسن الأستاذ عمر كايد بعرض المشكلة من شتى جوانبها وبكافة حيثياتها، وارى أن رأي الكاتب موجود في نهاية المقال حين رجح رأي الخبراء الذين يستبعدون الحرب، والأسباب التي أدت إلى إطلاق مثل هذه التصريحات في هذا التوقيت الحساس وما تشهده المنطقة من متغيرات ثورية واستراتيجية.
مقال شامل وواف
وسام علي -أحسن الأستاذ عمر كايد بعرض المشكلة من شتى جوانبها وبكافة حيثياتها، وارى أن رأي الكاتب موجود في نهاية المقال حين رجح رأي الخبراء الذين يستبعدون الحرب، والأسباب التي أدت إلى إطلاق مثل هذه التصريحات في هذا التوقيت الحساس وما تشهده المنطقة من متغيرات ثورية واستراتيجية.