فضاء الرأي

العراق: السلطة والوطن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نجاح السلطة يقاس بقدرتها على جعل الوطن مكانا صالحا للعيش ومستوفيا حقوق ساكنيه ومصالحهم.
فالوطن ليس أرضا مجردة. هو ارض تتوفر على حقوق الافراد والمكونات ومصالحهم. لا تكفي العواطف والانتماء التاريخي لبلورة روح الانتماء الوطني، هناك مصالح للافراد والجماعات يجب ان يتوفر حد معقول منها منها كي يشعر المرء بقدرته على الاستمرار في العيش بمكان ما، حتى وان كان هذا المكان هو وطنه.
والنظام السياسي هو المسؤول عن توفير تلك المصالح والحقوق، وهو الجهة المعنية بتحقيق المساواة في الفرص بين الأفراد. بمعنى أن الدولة هي المسؤولة عن توفير شروط الانتماء الكامل لأرض ما.
بعض الانظمة السياسية، الشمولية والدكتاتورية تحديدا، تلجأ الى الشعارات وتحفيز العواطف وشخذ الهمم بطريقة جوفاء كبديل عن صيغة عيش مشترك مرضية تضمن ما يجب ضمانه لتمسك المرء بارضه ووحدة وطنه. وسرعان ما تنهار هذه العواطف او تخترق عند اول تحد، لعدم وجود العناصر التي تعزز من الشعور بالانتماء.
لذلك لم تكن العواطف المجردة وحدها قادرة على منع رغبة العراقيين يوما بالتخلص من الدكتاتور ولو كان ذلك عبر عدو، فلا عدو اخطر من الدكتاتور. انها لحظة تبدو احيانا لا منطقية يصلها أي شعب اذا ما اختنق. لحظة مثل هذه يبحث فيها كل فرد عن حياة افضل، عن وطن يبنيه في احلامه عله يجد فيه مصالحه وسروره..
بحث العراقيون خلال العقدين الاخيرين من النظام السابق عن خيارات مشروعة وغير مشروعة للخروج من عنق الفقر والظلم والقهر والموت. كثير منهم استبدلوا الوطن بأوطان أخرى، اغلبهم ثار على نظامه منذ مطلع التسعينات. بعضهم بالمقابل لجأ لموالاة السلطة حتى ولو عبر مشاركتها في ظلم الآخرين لتحقيق المصالح الخاصة داخل الوطن.

فهل تغير حال العراقيين الان؟
خلال ثمانية اعوام عجزت العملية السياسية عن اعادة تأهيل العلاقة بين الفرد والوطن. وتحول بعض المكونات العراقية نحو الدعوة الى الفدرالية بعد رفضها سابقا، يكشف عن عجز السلطة.
يرى البعض ان دولا اقليمية تدفع بعض القوى السياسية لهذا الفعل. ربما، فالعراق وبقية العالم العربي اصبح مسرحا لنفوذ مصدره اموال برائحة الايدلوجيا او الطائفية او النفط او الغاز. لكن يصعب على النفوذ الخارجي تحقيق ارادة شعبية ما اذا لم تتوفر ارضية مساعدة.
هذه الارضية متوفرة بشكل كبير في الوقت الحاضر. الحكومة تدعم مركزيتها على حساب المحافظات الاخرى. والشعور بالتهميش اصبح حاضرا بقوة لدى بعض المكونات، ولدى بعض الاقليات الثقافية والسياسية في العراق ايضا. بل هو حاضر حتى في المحافظات الجنوبية التي لا تجد لنفسها حضورا عادلا في احزاب حاكمة تمثل مناطق بعينها.
السبب الذي يدعو بعض المحافظات الى اللجوء لطرح الاقليم خيارا هو نفسه يدعو الكثيرين الى الهجرة، بحثا عن وطن اخر. وهذا الدافع لوحده كاف لأن يرفض الانسان وطنه، فالارض التي لا يشعر المرء فيها بسعادة وامان ورفاه لا يمكن ان يتمسك بها طويلا.
وعندما يعجز النظام السياسي عن توفير وطن صالح للعيش، فإن المغبونين والمهمشين يبحثون عن وضع افضل. الهجرة خيار، وهناك الفدرالية ايضا، تبدو في تصور الكثيرين بديلا اكثر نجاعة عن التبعية لحكومة عاجزة في الخدمات والاقتصاد.
خلال السنوات الماضية اثبتت السلطة المركزية في العراق فشلها الكبير في تنمية المحافظات وبنائها. الاقتصاد والخدمات من السيء الى الاسوأ. الحكم لا يمتلك ما يقدمه للناس سوى بعض المعالجات المؤقتة والمحدودة. الصراعات السياسية تلقي بظلالها على كل شيء. وعيون الجميع تنظر بغبطة لتجربة كردستان الناجحة والنامية.
فهل يدرك رئيس الوزراء نوري المالكي بأن حكومته لم تقدم الا القليل النزر للعراقيين على اختلاف مشاربهم وطوائفهم؟. وان تجربة الاقليم الكردي اصبحت نموذجا يفكر فيه العامل والبطال؟
سيقال انها حكومة الجميع، وان الفشل بسبب مكونات الحكومة وتركيبتها وليس بسبب شخص واحد. ربما، لكن حكومة الجميع ضيعت حقوق الجميع، فما الفائدة من استمرار امساكها بخيوط اللعبة كاملة؟
ولنسلم جدلا بصحة ما يقوله رئيس الوزراء من ان الوقت غير مناسب لاقامة الاقاليم، والفدرالية تحتاج الى وقت اكثر استقرارا، فما هو البديل؟. مؤكد ان البديل ليس الدكتاتورية، ولا حكومة الشخص الواحد او الحزب الواحد. من يرفض الفدرالية عليه ان يقدم بديلا غير الانفراد بالسلطة.
ومن ثم اذا كانت الفدرالية بهذا السوء، فلِمَ اصرت القوى الحاكمة اليوم على جعلها اساسا في الدستور وعلى اقرار قانون خاص لها؟. تغيير القناعات لا يكفي مبررا. إنها ليست ذات قيمة امام الدستور، فهو بعلاته يبقى مرجعية لمن كتبه، وحجة عليهم على اقل تقدير.
الامر هنا ليس دفاعا عن الفدرالية، بقدر ما هو وصف لحالة لا يمكن السكوت عنها. بلد يحتوي إقليما مرفها اكثر من أي مكان، وحكم مركزي عقيم بسلطتيه التنفيذية والتشريعية، وشعب يدفع الثمن.
فأسباب اللجوء للأقاليم، هي نفسها التي تدعو الكثيرين للهجرة. سببها ان الوطن ما عاد يحمي مصالح الجميع ويضمنها، بل لا يتضمن سوى حماية لطبقة محدودة من الناس. الوضع يتجه حثيثا نحو تكريس الأمن والمال والرفاه بيد مجموعة محدودة من الناس ومن اجلهم، والغالبية هم هامش.
ويخطئ رئيس الوزراء اذا ظن ان هذا الهامش الذي انتخبه اراده لبرنامجه السياسي، ابدا، لا هو ولا الغالبية من القيادات السياسية فرضتهم برامجهم. معايير النجاح في الانتخابات العراقية تفرضها اولويات اخرى.
واذا كانت محافظة صلاح الدين لجأت الى مشروع الاقليم لاسباب بعضها طائفي، فهناك اكثر من سبب اخر وجيه ومناسب يدعو لاقامة الأقاليم. انها الاسباب نفسها الموجودة في محافظات الجنوب. فمالذي قدمته الحكومة للبصرة مدينة النفط ومنفذ العراق البحري الوحيد، رغم انها دعمت ائتلاف رئيس الوزراء في الانتخابات النيابية والمحلية. هل قدمت الحكومة ما يبرر للبصرة ان تبقى موالية لفكرة الدولة المركز؟
يتوهم اي سياسي عراقي بظنه ان فكرة الوطن بمعناها العاطفي تكفي لاستمرار جوع الناس وشبع السلطة. فكما ان الناس معنيون بحب الوطن، فإنهم ايضا معنيون جدا بمصالحهم وحقوقهم داخل هذا الوطن. وخداع الشعارات "الوطنية" ما عاد نافعا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحكومة
kamal ali -

الحكومة في العراق هم شروكيةوالشروكية لم تاتي كونهم يسكنون شرق دجلة بل ان كلمة الشروكية جاءت لان محمد القاسم اهدى الخليفة الجاموس من بلاد الهند والسند ولما ورد الجاموس الى بغداد لم يكن العرب يعرفون شيء عنه وعن تربيته فطلب الخليفة الاقوام التي تعرف تربيته وارسل الوالي بعض العوائل من شرق اسيا لتربية الجاموس واستوطنوا في بغداد وبعد مشاهدة الخليفة ان بغداد اصبحت فيها القذارة جراء تسيب الجاموس وعدم اهتمام مربيها بالنظافة طلب ترحيلهم من بغداد وتم ذلك وجعلوهم في مناطق فيها اطلالات مائية تكونشبه مستنفعات فكان تواجدهم في الاهوار وفي مناطق نهر ديالى وفي الكوفة وكانت الاغلبية في الاهوار فتمازجوا مع سكان المناطق التي يعيشون بها وتمت الالفة بينهم وتزاوجوا وانضم اغلبهم مع العشائر التي سكنوا معها واخذت كلمة الشروكية تعبير عن انتمائهم السابق شرق اسيا ولكن الخطا كان من اهل العشائر العربية حيث اخذوا من اخلاقيات وطبائع هؤلاء القوم وتاثروا بهم ولم يؤثروا هم بهم ولهذا حين تتعامل مع الهندي والباكستاني والبنغالي ستجد ان اخلاقياته تتطابق مع هؤلاء الشروكية واعتقد من كانت له قضية عشائرية وتعامل معهم سيعرف انهم يحللون الحرام ويحرمون الحلال وفيهم من الاخلاقيات البعيدة عن اخلاق العرب والاسلام وهكذا لم تؤثر فيهم كثيرا كثرة المدارس والجامعات وانخراطهم في دوائر الدولة لانهم ياخذون ثقافتهم من بيئتهم وتجد منهم من تعايش في مناطق متحضرة وابتعدوا عن الاجواء العشائرية انعكست في اخلاقهم الطيبة والانفتاح والتطلع للثقافة اما من بقي متوقع في تلك البيئة يبقى متاثرا بها ولهذا نجد من الشروكية المتحضرون والمثقفون اناس فيهم كل الصفات الحميدة اما من تاثر باعلام بيئتهم التي كانت تتابع اذاعة ايران وثقافتها فتراهم من انخرط في زمر الغدر والخيانة..والخيانة ليس لها دين او مذهب او قومية كما الوطنية ليس لها مذهب ولكن الوطنية تحمد لانها صفة الشرفاء وتراهم متوحدين تحت مظلة الوطن اما الخونة فتراهم متشتتين ويغدر احدهم بالاخر ولهذا حين نعد ميليشيا جيش الدجال وفيلق الغدر وغيرها فلاننسى ماتسمى الصحوات ومايسمى الحزب الاسلامي ومن يطلقون على انفسهم مسميات اخرى ويجلسون تحت مظلة المحتل ويخدمونه الرابطة مشكورة تنشر مايرسل لها لفضح السلبيات التي حصلت تحت خيمة المحتل واعوانه وبالمقابل تنشر كل مايوحد العراقيين وعليه ان الفتنة الطائفية ال

نوري المالكي
salam -

لقد قامت حكومةالمجرمين بعدة خطوات مهمة في الآونة الأخيرة للحد من نشاط الثوار العراقيين ومنها :- 1- اخذ تعهد على جميع اصحاب شركات ومكاتب الأنترنت والمقاهي والتي يزودون بيوت الناس بالأنترنت بان يراقبون كل اتصالات الناس عبر الأنترنت او المواقع التي يدخلونها لغرض ملاحقتهم وارهابهم . 2- تجنيد عدد من المبرمجين ممن باعوا ذمتهم لغرض اختراق الأنترنت البيتي للناس لنفس الغرض أعلاه . وهنا أقول ان غض بصر الحكومة عن عمليات التصفية التي تجري بحق العراقيين في مدينة الحرية والتهجير الطائفي وأهمال ملاحقة المجرمين المخربين وتوجيه عنملياتها نحو المحتجين المسالمين لهو دليل على مخطط شيطاني هائل ضد الشعب العراقي . وبدل ان تهتم الحكومة بطلبات المواطنين المشروعة اخذت تلاحق المتظاهرين الذين لم يتظاهروا الا ليكون الغد افضل من اليوم بالنسبة للشعب العراقي الصابر البطل . والله الموفق

الاوطان
حسن الشيخ -

السياسيين العراقيين منشغلين بملأ جيوبهم بالاموال، والناس بالفعل جائعة على الرغم من الثروات الطائلة في العراق هذا يخلي الجميع يبحثون عن اوطان غربية واللجوء.وكلنا يذكر البلوتوث الذي تناقله الناس بشغف على الرغم انه كان يحتوي على شتم الوطن

دكتاتورية الدستور في العراق
kalid -

بااعتقادي ان الدستور العراقي وبالاخص الفقرة الثانيةتدعو الى دكتاتورية الدين الواحد وتلغي بقيت الاقليات من نسيج المجتمع العراقي فالرجاء اعادة صياغة الدستور وفق معاير المجتمع المدني والعمل على مساواة العراقين في الواجبات والحقوق حتى لايضيع حق اي عراقي

وطن
نون -

يخطئ من يظن ان الوطن بقعه ارض وبركه ماء وشجرة خضراء فهذه الثوابت لا تبني وطن ولا تخلق وطنيه فاحترام الانسان بلا تحيز او تفرقه رقم واحد في الصناعه والامامعني ان تعيش في وطن الكل يكرهك وانت تجلس مرتعب تكتب شعر عن الفداء والوجه الحسن ... الوطن بكلمه بسيطه وهو ان اكون انسان والبقيه الى الطوفان

العراق وطني
الكرخي -

الوطن وطن ومن يبيع الوطن حتى وان كان فقير فهو خائن لا يستحق العراق.اما هؤلاء المرتزقة من جماعة المالكي فهم مؤقتين في العراق، سيكنسهم العراق وتاريخه وستكون بغداد قلعة للاسود لا فدرالية ولا اقاليم، بل عراق واحد يحكمه ابناؤه الشرفاء وليس الفرس الصفويون

الى التعليقين 1
حسن الشيخ -

التعليق رقم واحد اللي تسميهم شروكية هم حماة الوطن، بالوقت اللي كنتم انتم نايمين على اسرتكم ترفلون بالرحة. يكفي مزايدة على شيعة العراق، من باع الوطن هو انتم، اما اهل الجنوب فهم بناة العراق وحماته يدافعون عنه وانتم تكسبون الحكم والسلطة.ونظام التكارته دمر الوطن وجعله جحيم، وانتم الان الارهابيين وبسببكم تدمر العراق

الى التعليقين 1
حسن الشيخ -

التعليق رقم واحد اللي تسميهم شروكية هم حماة الوطن، بالوقت اللي كنتم انتم نايمين على اسرتكم ترفلون بالرحة. يكفي مزايدة على شيعة العراق، من باع الوطن هو انتم، اما اهل الجنوب فهم بناة العراق وحماته يدافعون عنه وانتم تكسبون الحكم والسلطة.ونظام التكارته دمر الوطن وجعله جحيم، وانتم الان الارهابيين وبسببكم تدمر العراق

!!!!!!
!!!!!!!! -

متى سيثور الشعب العراقي؟ متى؟

!!!!!!
!!!!!!!! -

متى سيثور الشعب العراقي؟ متى؟

فعلا شروكيــة!
شروكية -

اني عندي حل. الشروكيــة اللي ما عاجبيكم يستقلون ويبنون وطنهم الشروكي وخليكم انتم بحالكم يا طائفيين! بس المشكلة ان الشروكيــة فعلا شروكيــة وعمرهم ما احترموا نفسهم ورموا امثال صاحب التعليق رقم واحد الطائفي والعنصري في سلة القمامة التي ينتمي اليها الاعراب ابناء الصحراء الخاويــة. شوكت نخلص من هذا الوجع! قسموا البلد المهجوم وخلصونا مو كافي عــاد الكراهيــة والحقد والطائفية بعد ما نستحمل!

فعلا شروكيــة!
شروكية -

اني عندي حل. الشروكيــة اللي ما عاجبيكم يستقلون ويبنون وطنهم الشروكي وخليكم انتم بحالكم يا طائفيين! بس المشكلة ان الشروكيــة فعلا شروكيــة وعمرهم ما احترموا نفسهم ورموا امثال صاحب التعليق رقم واحد الطائفي والعنصري في سلة القمامة التي ينتمي اليها الاعراب ابناء الصحراء الخاويــة. شوكت نخلص من هذا الوجع! قسموا البلد المهجوم وخلصونا مو كافي عــاد الكراهيــة والحقد والطائفية بعد ما نستحمل!