فضاء الرأي

إيران وإسرائيل.. التصعيد الإعلامي لا يسبق هجوماً جوياً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا غرو أن الصراع بين الغرب وإيران حول برنامجها النووي (سواء كان سلمياً أو عسكرياً) بات أمراً مكرراً وأسطوانة مشروخة لجهة عدم الحسم أو القدرة على التوصل إلى حل توافقي أو إلى أي نوع من من الحلول التي تفض الاشتباك بين الطرفين. لكن توقيت التصعيد الإعلامي من قبل الغرب والكيان الإسرائيلي بالذات، بالتزامن مع سحب الولايات المتحدة الأمريكية لقواتها من العراق، وتأزم الموقف في الملف السوري، وامتداد الربيع العربي ليصل حدود "إسرائيل" الغربية والشمالية وحتى الشرقية، يثير الكثير من التساؤلات حول مدى جدية التهديدات الغربية، والإسرائيلية بالذات، بضرب المنشآت النووية الإيرانية، في استعادة لذاكرة قصف المفاعل النووي العراقي (تموز).
التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني، جاء ليزيد التوترات في الشرق الأوسط، إذ حمل في طياته معلومات تشير إلى قيام إيران بوضع تصاميم لقنبلة ذرية. ويتوقع التقرير أنها ما تزال تجري بحوثاً تتعلق بمثل هذه الأسلحة، بالإضافة إلى سلسلة من الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى تطوير أسلحة نووية، كاختبار شحنة شديدة الانفجار وتطوير أداة تفجير قنبلة ذرية. كما تضمن التقرير تفصيلاً لأدلة جديدة تشير فيما يبدو إلى جهود سرية لامتلاك قدرات على صنع أسلحة نووية.
بعد صدور التقرير اتجهت الأنظار إلى "إسرائيل"، إلا أن الأخيرة التزمت الصمت قبل أن يخرج بيان من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يدعو إلى تحرك دولي "ينهي مساعي إيران للحصول على أسلحة نووية تشكل خطراً على سلام العالم والشرق الأوسط".
الأيام القليلة الماضية شهدت تجاذبات وتصريحات بين الإيرانيين والإسرائيليين، أشدها حدة تلك التي جاءت على لسان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، عندما حذر بأن "احتمالات شن هجوم عسكري على إيران أقرب" من الخيار الدبلوماسي. أما ردود الفعل الدولية فجاءت ما بين داعية إلى فرض مزيد من العقوبات على طهران، أو إحالة ملفها إلى مجلس الأمن، إلى شن هجوم عليها. لكن المسؤولين الإيرانيين أجمعوا على أن التدخل العسكري يعني أن "إسرائيل" "ستدمر"، كما أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن طهران "لن تتراجع قيد أنملة" عن برنامجها النووي.
الدكتورة إميلي لنداو، رئيسة مشروع رقابة سلاح والأمن الإقليمي في معهد بحوث الأمن القومي، قالت إنه لا يحتمل أن تعلن دولة بأنها توشك على القيام بعملية سرية ومركبة ضد دولة معادية. 'هذا نقاش إعلامي سطحي، متحمس وغير مسؤول في مسألة حرجة'، وقالت، 'عندما هاجمت إسرائيل حسب منشورات أجنبية في سوريا لم يكن نقاشاً جماهيرياً. وعليه فمن الواضح أن ما يحصل هنا ضار في كل الأحوال، من شأنه أن يخلق دينامية وضغط خطيرين على أصحاب القرار أو كبديل، في ظل عدم تحقق الهجوم، الأمر الذي يبدو معقولاً أكثر، فإن الردع كفيل بأن يتآكل'.
أما النواب العرب في الكنيست ldquo;الإسرائيليrdquo;، فقد شككوا بحقيقة التهديدات ldquo;الإسرائيليةrdquo; لإيران، وأشاروا إلى اعتبارات أخرى تقف خلف تصعيد لهجة الحرب، ورأى رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست جمال زحالقة أن ldquo;إسرائيلrdquo; لا تستطيع القيام بمغامرة ضد إيران وحدها، وأن كل ما تقوم به هدفه الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عقابية أقوى ضد إيران ومحاصرتها. فيما اعتبر رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عضو ldquo;الكنيستrdquo; محمد بركة، أن ldquo;إسرائيلrdquo; بحاجة لاختراع الخطر الإيراني لسببين: المحافظة على مكانتها الاستراتيجية بالنسبة للغرب، والثاني لصرف النظر عن القضية الفلسطينية، القضية المركزية في المنطقة.
في المقابل، تستعد كل من الولايات المتحدة و"إسرائيل" للقيام بمناورة عسكرية ضخمة، حيث التلميح فيها إلى ما هما قادرتان على فعله، اندرو شابيرو (مستشار وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون العسكرية و السياسية)، أكد أن هذه المناورة المشتركة سيشارك أكثر من خمسة آلاف جندي إسرائيلي وأميركي، وسيقوم هؤلاء باختبار القدرة الدفاعية الإسرائيلية على التصدي للصواريخ البالستية فيما ستكون المناورة الإسرائيلية-الأميركية الأهم والأكبر مقارنة بما كان في السابق.
السجال الدائر حالياً قد يراد منه التمويه والتغطية على مخاوف إسرائيلية متزايدة بخصوص الزلزال (الربيع العربي) الذي يجتاح المنطقة، ويمكن القول ببساطة، وبحكم التجارب الإسرائيلية السابقة في مهاجمة المواقع العسكرية العربية، أن الكيان الإسرائيلي عندما يتخذ قراراً بمهاجمة أي موقع لا يعلن ذلك إلى الملأ أو يخوض في سجالات سياسية وحروب إعلامية، كما هو الحال الآن، دون أن يمنع ذلك إمكانية التنسيق أو التشاور مع الحلفاء بخصوص الموقف من إيران وملفها النووي، إلا إن كانت الغاية من هذا الإجراء تطمين إيران وتخديرها من خلال مخالفة الكيان الإسرائيلي لسلوكه المعتاد في تنفيذ الضربات الجوية، وهو أمر لا يمكن إسقاطه من الحسابات في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة.


.... كاتب وباحث
hichammunawar@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا خوف على ايران طالما حسن نصرالله موجود
بطل الصمود في شبكات المجاري -

لا يوجد مبرر للخوف على ايران فقد أعلن حسن نصرالله من مخبأه في شبكة مجاري بيروت والذي لم يغادره منذ 10 سنين, أنه سوف يتصدى لأي عدوان على ايران ولسوف يدحره وأعلن أن أي هجوم على ايران قد يضطره الى تحرير فلسطين والى احتلال قارتي آسيا و أمريكا, كل هذا جاء في المؤتمر الصحفي المسجل الذي عقده بطل الصمود والنضال في أنابيب الصرف الصحي وحفر الفضلات حسن نصرالله والذي ظهر فيه وهو يصرخ ويولول وقد انتفخت أوداجه وعروق رقبته.

تحليل منطقي
sami swidan -

اعتقد ان الكاتب اصاب الى حد بعيد في تحليله فمن يضرب لا يعلن عن ذلك مسبقاوالامر اعلامي اكثر منه عسكريا