أصداء

من يدفع العراق نحو التقسيم؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعود مسألة الصراع حول الفيدراليات والحديث عن مخاطر التقسيم، الى صدارة الاحداث السياسية لتشكّل اليوم عنوانها الأبرز في الخطاب السياسي المتداول بين القوى المتنفذة في الحكم التي تبدو أكثر من أي وقت مضى، قد أدمنت تماما على دفع الأوضاع العامّة في البلاد الى حافاتها الخطرة من دون القدرة على الحسم كما ترغب، لصالح أي طرف منها، وبدون أية إمكانية عملية للتهدئة واللجوء الى الحوار الوطني أوالمعالجة الجادّة بالسبل العقلانية والإستغناء عن التصعيد المتبادل وتدّخل القوى الإقليمية والدولية بإعتبارها "ضمنيا" هي السيدة الفعلية للقرار الداخلي والصانعة الحقيقية للسياسات والمواقف والحلول والأزمات الداخلية معا، دون أن تكون على الحياد بالطبع، في هذا الصراع.

فالأهداف الأساسية للأجندات الخارجية رغم تباينها، هي الحفاظ على مصالحها الحيوية وتعزيز نفوذها في العراق، والسيطرة الكاملة على اللعبة السياسية وعلى طبيعة الأدوار المرسومة لأطرافها، والإبقاء على كلّ عناصر الأزمة الداخلية ومصادرالتفجّرات الكامنة فيها، والحيلولة دون تشكّل قوّة سياسية ذات طابع وطني وشامل، كي يستمر خضوع المجتمع العراقي بأكمله، لممثلي الطوائف والزعماء التقليديين والقادة الجدد، الذين لا يوجد من هو أفضل منهم لإداء هذه الأدوار من أجل تكريس الإنقسامات الطائفية والتلاعب بالمصير العامّ بدون أن يرّف لهم جفن، وبلا أدنى شعور بالمسؤولية عن حياة المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم.

ومن الطبيعي في مثل هذه الأوضاع الخطيرة التي يسودها التنازع الداخلي حول مصادر السلطة والثروة والنفوذ، أن تتفاقم الأزمات التي تجتاح البلاد وتتحوّل الحلول المقترحة والنصوص الدستورية بشأن الفيدراليات وتوازن المركز مع الأقاليم وتأسيس العلاقات الجديدة على مبادئ المساواة والعدالة في التوزيع، الى مشاكل مركّبة ليست في حقيقتها، إلاّ أحد الوجوه البارزة لأزمة السياسة الداخلية ذاتها والتعبير الأكثر صراحة، عن الفشل الذريع للنخبة الحاكمة في بناء دولة المواطنة الحرّة وسيادة القانون والعجز عن العودة الى مسار الإندماج الوطني، لا بل يمكن القول أيضا، بأنّ جميع الكتل السياسية الكبيرة تسعى بشكل أو بآخر الى التقسيم الذي هو الناتج والإمتداد الطبيعي، للتقاسم وإقتسام الثروات فيما بينها وعلى حساب بعضها البعض، بصرف النظر عن الخطابات السياسية والشعارات العريضة حول الوحدة الوطنية والتماسك الإجتماعي، وأيّ حراك جديد مهما يكن بسيطا لأحد هذه الأطراف ضمن الأوضاع السياسية الراهنة، سيكون بطبيعة الحال، بمثابة تهديد جدّي للتوازن الهش والقلق، الذي أقيمت عليه العملية السياسية.

والحال، فإنّ مشروع "بايدن" السيء الصيت لتقسيم العراق، والذي ظلّ يتربص ويحوم حول الأحداث والتطورات منذ البداية، له في الداخل العراقي أدواته الفعّالة والمتمثلة في غالبية القوى السياسية المتنفذة والمنتفعة من هذه الأوضاع الإستثنائية القائمة، كما انّ له ترجمته وإستنباته على أرض الواقع، في نزعات الإحتكار والإستئثار والأنانية السياسية والمصالح الضيقة والضحالة السياسية وفقدان الشعور بالمسؤولية الوطنية وإنعدام الثقة وغياب روح التعاون والتضامن والعمل الجماعي المشترك وعقلية التآمر والدسيسة والأوكار والإجتماعات المغلقة وتحويل الأحزاب والمؤسسات وأجهزة الدولة الى إمارات إقطاعية وعائلية لا ينقصها سوى علمها وعملتها ولغتها ورموزها وطقوسها الخاصة بكلّ منها للتلويح حيثما تشاء بإعلان دويلات الطوائف المتناحرة أبدا. وبدلا من إدراك مخاطر هذه المساعي العلنية والسرّية، وحماية الدولة والمجتمع والسيادة الوطنية عن طريق الحوار الصريح والتقرّب من القوى الإجتماعية والسياسية المختلفة وتغليب صوت العقل والحكمة والمصالح العليا للبلاد والسعيّ الى الإصلاح، يدفع الشكّ بالقوى المتنفذة الى حماية نفسها ومصالحها الخاصة من بعضها البعض، ليصبح هذا المنطق السائد في الحياة السياسية العراقية هو المصدر الأساس للنزاعات والتوترات الدائمة وبالتالي إفساد فرص الخروج من الأزمات الطاحنة والدفع الى حافة الحرب الأهلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الهلال الشيعي
marzook -

ليس مستغربا على النظام الطائفي في العراق الجريح هذا الدعم اللامحدود للنظام العلوي الطائفي في سوريا العروبة.. طبعا بتوجيه مباشر من نظام ايران خوفا على الهلال الشيعي من الانكسار وسحب سوريا الى حضن العروبة كلاما وفعلا، وليس كما هو حال نظام بشار الجزار وخوفا على حزب الشيطان في لبنان من العزلة بعد سقوط نظام الاسد لكونه تلقائيا سوف يذوب ويضمحل ويتم القضاء عليه بعد فقدان المنفذ المهم والرئيسي الذي يمر منه الدعم الكامل من مال وسلاح وعتاد.. وتعمل ايران حاليا كل ماتستطيع لاتقاذ نظام بشار وتملي التعليمات لعملائها في العراق ولبنان لدعم النظام السوري الايل للسقوط ..قبل ثلاث ايام ذكر السيد عامر القربي امين عام منظمة حقوق الانسان السورية والعضو في المجلس الوطني السوري بأن حاليا يوجد في سوريا مرتزقة عراقيين من جماعة الصدر تقاتل جنبا الى جنب مع النظام الطائفي العلوي في سوريا ضد الشعب السوري الشقيق الاعزل..نناشد اخواننا ابطال الفلوجة والرمادي اسود المقاومة العراقية الباسلة بالوقوف الى جنب اخوانهم السوريين ونسف كافة القوافل المشبوهة التي تمر عبر الطريق السريع الواصل الى سوريا نصرة ومؤازرة لاشقائنا من ابطال الشعب السوري الشقيق لكي تسقط المؤامرة الطائفية والتي تحاك من اوكار قم وطهران وتمر عبر اقبية المزبلة الخضراء الطائفية واوكار حزب الشيطان في لبنان.. ونحن من جانبنا نعمل على تحشيد مظاهرة ضخمة سوف تنطلق في بروكسل ان شاء الله نصرة لاشقائنا السوريين والوقوف معهم في محنتهم لاستنكار الافعال الاجرامية للنظام السوري المجرم ولاستنكار المؤامرة التي تحاك ضده في اوكار الشر في كل من طهران وبغداد وجنوب لبنان.فهبو ياأبطال المقاومة العراقية الباسلة لافشال مايحاك ضد اشقائنا في سوريا.

الهلال الشيعي
marzook -

ليس مستغربا على النظام الطائفي في العراق الجريح هذا الدعم اللامحدود للنظام العلوي الطائفي في سوريا العروبة.. طبعا بتوجيه مباشر من نظام ايران خوفا على الهلال الشيعي من الانكسار وسحب سوريا الى حضن العروبة كلاما وفعلا، وليس كما هو حال نظام بشار الجزار وخوفا على حزب الشيطان في لبنان من العزلة بعد سقوط نظام الاسد لكونه تلقائيا سوف يذوب ويضمحل ويتم القضاء عليه بعد فقدان المنفذ المهم والرئيسي الذي يمر منه الدعم الكامل من مال وسلاح وعتاد.. وتعمل ايران حاليا كل ماتستطيع لاتقاذ نظام بشار وتملي التعليمات لعملائها في العراق ولبنان لدعم النظام السوري الايل للسقوط ..قبل ثلاث ايام ذكر السيد عامر القربي امين عام منظمة حقوق الانسان السورية والعضو في المجلس الوطني السوري بأن حاليا يوجد في سوريا مرتزقة عراقيين من جماعة الصدر تقاتل جنبا الى جنب مع النظام الطائفي العلوي في سوريا ضد الشعب السوري الشقيق الاعزل..نناشد اخواننا ابطال الفلوجة والرمادي اسود المقاومة العراقية الباسلة بالوقوف الى جنب اخوانهم السوريين ونسف كافة القوافل المشبوهة التي تمر عبر الطريق السريع الواصل الى سوريا نصرة ومؤازرة لاشقائنا من ابطال الشعب السوري الشقيق لكي تسقط المؤامرة الطائفية والتي تحاك من اوكار قم وطهران وتمر عبر اقبية المزبلة الخضراء الطائفية واوكار حزب الشيطان في لبنان.. ونحن من جانبنا نعمل على تحشيد مظاهرة ضخمة سوف تنطلق في بروكسل ان شاء الله نصرة لاشقائنا السوريين والوقوف معهم في محنتهم لاستنكار الافعال الاجرامية للنظام السوري المجرم ولاستنكار المؤامرة التي تحاك ضده في اوكار الشر في كل من طهران وبغداد وجنوب لبنان.فهبو ياأبطال المقاومة العراقية الباسلة لافشال مايحاك ضد اشقائنا في سوريا.

مليون عيسى لحد = 1جلعاد شليط‏!
Rizgar -

اين انت يا عيسى لحد؟ اين استنساخات سليم مطر والتميمي والميران والبيشوب ومايكل روبين ومايكل جاكسون و كونراد مورره ي في شتم الكورد؟؟ عراقك في طور التقسيم وهل صحيح انتحرت عندما شاهدت علم كوردستان في كوردستان الغربية ؟؟ لقد هدرت اموال تغيير اسمك مثلما هدرها ميشيل عفلق ايظا. . يقولون ان مشيل عفلق غيّر اسمه الى زمهرير القشعريري !!!!

من يدفع لتقسيم العراق
kalid -

اعتقد من يدفع العراق الى التقسيم هو الدستور الذي اعطى صلاحية التقسيم الى الكتل السياسية