في خلفيات التصعيد التركي ضد سورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل بدء الاحتجاجات في سورية بأيام كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في سورية يفتتح سد الصداقة بين البلدين على نهر العاصي ويخاطب الرئيس بشار الأسد بمفردات الأخ والصديق ويتحدث عن المستقبل الباهر للعلاقات بين البلدين بعد سنوات من التحسن فيها والتي وصلت إلى مستوى وصفها بالإستراتيجي.
فجأة ومن دون مقدمات تغيرت لهجة اردوغان وأركان حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه النظام في سورية وبات لسان هؤلاء التهديد والوعيد والإنذارات والفرص وإعطاء الدروس وغير ذلك من لغة الاستعلاء قبل ان تنتقل أنقرة إلى الانخراط في الوضع السوري مباشرة من خلال احتضان المعارضة وصولا إلى تبنيها ومن ثم الانتقال إلى المطالبة بتغيير النظام في سورية. السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا هذا الانقلاب في السياسة التركية؟ وما هي خلفيات هذا الانقلاب؟ بداية، أريد ان أقول لكل من يرى ان حكومة حزب العدالة تنطلق في سياستها هذه انطلاقا من دعمها لمطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتغيير.. ان هذا نوع من الوهم وربما قلة الوعي أو الفهم للسياسة التركية، وأقول لهؤلاء إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تعترف تركيا بحقوق أكرادها؟ وفي الحالة السورية لماذا لم تقم بوساطة بين المعارضة التي تحتضنها والنظام وهي التي قامت بوساطة بين سورية وإسرائيل؟!
في الحقيقة، ثمة خلفيات سياسية تقف وراء مجمل السلوك التركي إزاء الوضع السوري، اختصرها في الأسباب الثلاثة التالية : 1- ان تركيا حزب العدالة والتنمية تريد كسر أو تغيير البوابة السورية من أجل ان تكون الجيوسياسة العربية مفتوحة أمام سياستها المضمرة ( العثمانية الجديدة ) بكل ما تحملها هذه السياسة من أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية ومذهبية وأمنية، فكسر هذه الحلقة المصنفة في ( الهلال الشيعي ) يعني فتح ( كريدور) أمام السياسة التركية العثمانية عبر سورية تجاه الأردن وعمق الخليج العربي ومصر... وهو ما يعني إقامة ( هلال سني ) محل ( هلال شيعي ). 2- ان عامل التنافس والصراع بين تركيا وإيران على المنطقة العربية قوي سواء جدا في الخليج أو الشرق الأوسط، وفي ظل هذا التنافس فان دول الخليج العربي التي لها خلافات ومشكلات وحساسيات مع إيران ترى ان دعم الدور التركي يعد شكلا من اشكال محاربة الدور الإيراني والاشتباك معه إقليميا، ومع صعود الحركات الإسلامية ولاسيما الأخوان المسلمين في الشارع العربي وتحديدا في البلدان التي تشهد ثورات واحتجاجات فان حجم المطالبة العربية بدور تركي بدأ يأخذ طابع الاستنجاد بدولة إقليمية وهو ما تحاول تركيا استغلاله ولاسيما في الملعب السوري، فضلا عن تقديم نموذج حزب العدالة والتنمية للحكم. 3- ان تركيا وبعد سنوات من الحديث عن نظرية صفر المشكلات والعمق الاستراتيجي والعودة إلى بنيانها الحضاري حسمت خيارها لصالح الانضمام إلى البلوك الغربي كما تحدث وزير الخارجية احمد داود أوغلو قبل فترة، وما الموافقة على نشر الدرع الصاروخية على أراضيها الا تأكيد على هذا الخيار، وفي الأساس بجب ان لا ننسى ان تركيا عضو مهم في الحلف الأطلسي ولها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة. وهي هنا تنطلق من نظرية المشاركة في الحدث واقتسام المغانم بدلا من البقاء في مقاعد المتفرجين والانكفاء على الداخل.
منطق تركي ربما يضعنا أمام ما هو أخطر في عدم فهم السياسة بأبعادها الكلية في الشرق الأوسط وتحديدا في الحالة السورية، ما أريده قوله هنا، هو أن السياسة التركية التي لم تفهم ان صفر المشكلات لا يتحقق بفتح صفحة جديدة دون حل مشكلات مزمنة في التاريخ والجغرافية فان مسألة إسقاط النظام السوري لا يكون الا بإسقاط منظومة علاقات إقليمية كاملة تضم إيران وسورية وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي بل وحتى العراق بعد رحيل القوات الأمريكية، فجميع هذه الأطراف تراقب الوضع السوري لحظة بلحظة ويدها على الزناد.
التعليقات
تحليل بدو تخليل لينهضم
هاني -انت وهالتحليل المضحك ...
تحليل بدو تخليل لينهضم
هاني -انت وهالتحليل المضحك ...
تحليل منهاز وغير منطقي
سامي سويدان -مع الاسف الكاتب لا يزال ينطلق من دوافع عرقية في تقييمه للموقف التركي، فكيف يمكن القول ان الاتراك ضحوا بمئات الملايين من الدولارات فجاة لصالح بناء هلال سني مقابل هلال شيعي؟؟ هذا كلام يذكرنا برأي النظام السوري عن كيفية انقلاب قناة الجزيرة والنظام القطري عليهم، فقناة الجزيرة من وجهة نظرهم حاولت بناء شعبية لها في الشارع السوري و(المقاوم) من وجهة نظرهم ثم بدأت بضخ السم في الدسم عندما حانت الفرصة!!!هذا تحليل مهجوس بالفكر التآمري ويلغي من المعادلة وجود شعب سوري على الارض يستقبل الرصاص الرسمي بصدور عاريةوانصحك استاذ خورشيد بالتوقف عن الكتابة من هذا المنطلق حتى تحافظ على رصيدك لدى الجمهور العربي وبيكفي النيل من تركيا في كل مقالاتك فقد اصبح الامر مفضوحا ومكشوفا ......
تحليل منهاز وغير منطقي
سامي سويدان -مع الاسف الكاتب لا يزال ينطلق من دوافع عرقية في تقييمه للموقف التركي، فكيف يمكن القول ان الاتراك ضحوا بمئات الملايين من الدولارات فجاة لصالح بناء هلال سني مقابل هلال شيعي؟؟ هذا كلام يذكرنا برأي النظام السوري عن كيفية انقلاب قناة الجزيرة والنظام القطري عليهم، فقناة الجزيرة من وجهة نظرهم حاولت بناء شعبية لها في الشارع السوري و(المقاوم) من وجهة نظرهم ثم بدأت بضخ السم في الدسم عندما حانت الفرصة!!!هذا تحليل مهجوس بالفكر التآمري ويلغي من المعادلة وجود شعب سوري على الارض يستقبل الرصاص الرسمي بصدور عاريةوانصحك استاذ خورشيد بالتوقف عن الكتابة من هذا المنطلق حتى تحافظ على رصيدك لدى الجمهور العربي وبيكفي النيل من تركيا في كل مقالاتك فقد اصبح الامر مفضوحا ومكشوفا ......
تركيا العثمانية عائدة
سامي احمد -اردوغان قال أكثر من مرة انه حفيد السلاطين العثمانين .. وكثيرا ما يذكر في خطاباته الموصل وحلب والقدس كمدن في جغرافيته السياسية .. وهو في سبيل ان يصبح سلطان عثماني جديد مستعد لكل شيء..فهو رفض في البداية القصف الأطلسي لليبيا ثم شارك في العملية العسكرية .. وهو الذي هدد إسرائيل مرارا بزيارة غزة إذا لم تعتذر له عن ما جرى لأسطول الحرية ولكنه لم يزر غزة خوفا من رد فعل أمريكي .. وهو خلال اليومين سيستقبل مسؤول إسرائيلي كبير لإصلاح العلاقات مع تل أبيب .. باختصار تركيا في عهد اردوغان براغماتية وتبحث عن مصالحها لا أكثر
تركيا العثمانية عائدة
سامي احمد -اردوغان قال أكثر من مرة انه حفيد السلاطين العثمانين .. وكثيرا ما يذكر في خطاباته الموصل وحلب والقدس كمدن في جغرافيته السياسية .. وهو في سبيل ان يصبح سلطان عثماني جديد مستعد لكل شيء..فهو رفض في البداية القصف الأطلسي لليبيا ثم شارك في العملية العسكرية .. وهو الذي هدد إسرائيل مرارا بزيارة غزة إذا لم تعتذر له عن ما جرى لأسطول الحرية ولكنه لم يزر غزة خوفا من رد فعل أمريكي .. وهو خلال اليومين سيستقبل مسؤول إسرائيلي كبير لإصلاح العلاقات مع تل أبيب .. باختصار تركيا في عهد اردوغان براغماتية وتبحث عن مصالحها لا أكثر
فالج لاتعالج
مواطن سوري -الأخ الكاتب : شكرا على المقال اللذي يختصر طبيعة الصراع الدائر حاليا على سوريا ومعها وبالنسبة لمعظم المعلقين الخليجيين اللذين أعماهم كرههم للرئيس الأسد ولأيران اللتي يصفونها بالصفوية ولا أدري ان كانت تلك سبة فينطبق عليهم المثل الشائع عندنا في سوريا فالج لاتعالج ولكني لمن بقي لديه قليل من التعقل في أمتي العربية : تذكروا الثورة العربية الكبرى 1916 وتذكروا دعم الغرب لها واسبابه والاماذا أفضت وكم كيان عربي انبثق عنها وكيف قسموا الأمة ثم وزعوا الأجزاء عليهم وضاعت الثورة اللتي ظن أهلها ( العربان ) أنها ثورة الاستقلال العظيم
فالج لاتعالج
مواطن سوري -الأخ الكاتب : شكرا على المقال اللذي يختصر طبيعة الصراع الدائر حاليا على سوريا ومعها وبالنسبة لمعظم المعلقين الخليجيين اللذين أعماهم كرههم للرئيس الأسد ولأيران اللتي يصفونها بالصفوية ولا أدري ان كانت تلك سبة فينطبق عليهم المثل الشائع عندنا في سوريا فالج لاتعالج ولكني لمن بقي لديه قليل من التعقل في أمتي العربية : تذكروا الثورة العربية الكبرى 1916 وتذكروا دعم الغرب لها واسبابه والاماذا أفضت وكم كيان عربي انبثق عنها وكيف قسموا الأمة ثم وزعوا الأجزاء عليهم وضاعت الثورة اللتي ظن أهلها ( العربان ) أنها ثورة الاستقلال العظيم
رد على الأخ المعلق 2
عمر -أولا الكاتب لم يذكر أي كلام عن تضحية الأكراد بمئات الدولارات لصالح بناء هلال سني مقابل بناء شيعي. ثانيا الأستاذ خورشيد من الكتاب القلائل الذين يقدمون قراءة عميقة وشاملة وتحليلية واستشرافية لكل ما يتعلق بالشأن الكردي، وأنصحك أخير الكريم أن تتوقف أنت عن مهاجمة مقالاته في كل مرة لأسباب أجهلها، فالنقد يثري النقاش لكن إذا كان النقد بناء؟!
رد على الأخ المعلق 2
عمر -أولا الكاتب لم يذكر أي كلام عن تضحية الأكراد بمئات الدولارات لصالح بناء هلال سني مقابل بناء شيعي. ثانيا الأستاذ خورشيد من الكتاب القلائل الذين يقدمون قراءة عميقة وشاملة وتحليلية واستشرافية لكل ما يتعلق بالشأن الكردي، وأنصحك أخير الكريم أن تتوقف أنت عن مهاجمة مقالاته في كل مرة لأسباب أجهلها، فالنقد يثري النقاش لكن إذا كان النقد بناء؟!
نهاية القصة
samer -العربي يفهم و لكن بعد نهاية القصة باعوام،ليس لغبائه لكن لعدم قدرته في استيعاب الاحداث بان السياسة والدين عدوان
نهاية القصة
samer -العربي يفهم و لكن بعد نهاية القصة باعوام،ليس لغبائه لكن لعدم قدرته في استيعاب الاحداث بان السياسة والدين عدوان
المغول الجدد
samer -تركيا تضحك ليل نهار من العرب والسوريون المساكين يضنون ان بني اشرس خلق الله هم المغول الجدد الم يكونو و مازالوا اداة الغرب الماسونين في تدمير شعوب المنطقة
المغول الجدد
samer -تركيا تضحك ليل نهار من العرب والسوريون المساكين يضنون ان بني اشرس خلق الله هم المغول الجدد الم يكونو و مازالوا اداة الغرب الماسونين في تدمير شعوب المنطقة
إلى الاخ عمر
سامي سويدان -غريب كيف تقرأ الامور من منظور دفاعي عن الكاتب ومقالاته؟يبدو انك لا تقرأ له جميع مقالاته التي يتهجم فيها على تركيا لمجرد كونها دولة ناجحة في المنطقة؟هو لم يتحدث عن تضحية الاكراد بمئات الملايين لانشاء هلال سني هو تحدث عن تضحية الاتراك، (كاد المريب ان يقول خذوني)!!!الكاتب لا يقوم سوى بتكرار للحقائق التي باتت معروفة للجميع وانا لا اهاجمه بل انتقد اسلوبه الفاضح بمهاجمة الدور التركي في المنطقة لمجرد الانطلاق من دوافع اثنية وعرقية ليس الا واستغرب ذلك منه وهو الكاتب والمحلل السياسي
إلى الاخ عمر
سامي سويدان -غريب كيف تقرأ الامور من منظور دفاعي عن الكاتب ومقالاته؟يبدو انك لا تقرأ له جميع مقالاته التي يتهجم فيها على تركيا لمجرد كونها دولة ناجحة في المنطقة؟هو لم يتحدث عن تضحية الاكراد بمئات الملايين لانشاء هلال سني هو تحدث عن تضحية الاتراك، (كاد المريب ان يقول خذوني)!!!الكاتب لا يقوم سوى بتكرار للحقائق التي باتت معروفة للجميع وانا لا اهاجمه بل انتقد اسلوبه الفاضح بمهاجمة الدور التركي في المنطقة لمجرد الانطلاق من دوافع اثنية وعرقية ليس الا واستغرب ذلك منه وهو الكاتب والمحلل السياسي
نعم لتركيا
رهف -نعم لتركيا ولا والف لا لايران ودعمها للنظام الاسدي القاتل
...
Sami -غير صالح للنشر
...
Sami -غير صالح للنشر