سوريا: المواجهات المذهبية بين الكلام وواقع الحال!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حديث البعض المعارض في الجزم بعدم وقوع حرب اهلية في سوريا لايقنعني. التأكيد على ان "الشعب السوري لم يشهد في تاريخه اية صدامات مذهبية" وظل متوائما متوافقا و"سمنا على عسل" مجرد كلام وخطب. لاريب في ان الكثير من السوريين مطلعون على "بعض" الموروث الشعبي لكل فئة ومايختزنه هذا الموروث من خوف وتوجس حيال الفئة الاخرى. العراقيون أكدوا قبلنا على "وحدة الشعب العراقي" وحللوا في ان هذا الشعب لن يدخل في حرب أهلية مهما حصل، بل وقالوا بان عشائرا واحدة مقسمة بين طائفتين ولن تتحارب مهما حصل، وظلوا يكررون هذا الكلام و"الفرق المسلحة" و"الفيالق الطائفية" تدق رقاب المئات من الابرياء وتقتل على الهوية كل يوم.
سوريا تشبه العراق كثيرا.
هناك تحول طرأ في مسيرة الثورة الشعبية السورية، وحصل ذلك بسبب عدة عوامل منها استطالة مدة الثورة وقمع النظام الذي لايٌحتمل والتدخل الاقليمي.
عندما لفظت الثورة "الجيش السوري الحر" والذي ٌشكل كتائب "عمر بن الخطاب" و"معاوية ابن ابي سفيان" وغيرها، وهي اسماء لها دلالات طائفية بحتة، وردت ب"المثل" على فرق الشبيحة والامن وعناصر الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، وصار العين بالعين، دخلنا في بداية المواجهات المذهبية. وجاء التدخل الايراني والتركي والعراقي واللبناني ليكمل المشهد. الايرانيون ارسلوا خبرائهم وعناصر "الحرس الثوري" لمؤازرة النظام. ويٌقال بان كل من "حزب الله" اللبناني و"جيش المهدي" العراقي فعلا الأمر عينه. تركيا اصطفت مع تنظيم الاخوان المسلمين السوري واغدقت عليه الأموال والمعلومات ورسمت له خطط التحرك سياسيا وعسكريا، فبات موقنا بالنصر وبانه سيكون الحاكم القادم لدمشق، ووعد الاتراك بحكم يشبه حكم "العدالة والتنمية" او حكم "النهضة" التونسي على اقل تقدير!.
تركيا تقنع الاخوان بالتشدد والعمل على اقصاء غيرهم والتصدي للكرد ( اعدائها التقليديين) وايران و"حزب الله" والقوى الشيعية العراقية تدفع النظام السوري للتشدد والمضي قدما في القمع والقتل، وتوهمه بان الحراك قد خفت وانها "شدة وستزول"، وانهم مع النظام في خندق واحد اذما تجرأت اطراف اقليمية او دولية وشنت حربا عليه ( انظر: زيارة جنرال ايراني بارز لدمشق عقب تصريح الاخوان المسلمين حول قبولهم بالتدخل العسكري التركي في سوريا).
للأسف سوريا اصبحت ضعيفة الان ومطمعا لكل من هب ودب. النظام هو المسؤول الاول. هذا النظام القاتل يهمه فقط الكرسي وان يبقى على عرش السلطة يمارس الحكم المطلق. اما تركيا فتريده ضعيفا ذليلا ان بقى، او الاتيان بحليف عميل ينفذ كل كلامها ويشن قمعا ضد فئات سورية اخرى معينة وكالة عنها. حليف يحتكر صوت "الاغلبية" ويمارس الوصاية عليها ويجعل من خطابه معاديا للاقلية لانها "حكمت اربعين عاما وحرمت الاغلبية من حقها في الحكم". أي منطق كارثي هذا؟.
لايبدو ان الازمة الراهنة ستنفرج عن قريب. وتركيا لن تتدخل والنظام قوي قادر على الرد الموجع. من المؤكد بانها ستدعم "الجيش السوري الحر" وتعمل على تقويّته وربطه بها. أما بشار الأسد فلن يتوقف عن اصدار أوامر القتل والسحق، بالموازاة مع استمرارالمراوغة مع الجامعة العربية.
السوريون امامهم شتاء طويل دامي، يبدو انهم سوف يقولون فيه كلاما كثيرا حول "وحدة الشعب السوري" و"تحريم الحرب الاهلية" و"الاخاء التام بين الطوائف"، بينما تخطط ايران وحلفائها كيف تحمي النظام في دمشق من الانهيار مهما كلف ذلك من دماء، وتخطط تركيا كيف تستحوذ على سوريا وتمد حدودها الى مابعد دير الزور وتٌلحق مناطقا في حلب والحسكة بها، ستسميها ب"المناطق العازلة"، تحت ذريعة "ايواء المدنيين وحمايتهم" بموافقة من بعض المعارضة البائسة وبفتوى شرعية من جماعة الاخوان المسلمين العتيدة!!.
التعليقات
تحليلي حلو
Osaama Alshami -ليش مو الشعب يلي رفع مطالبه بمنطقه عازله ... انت ماوضحت ايش الحل الامثل منطقه عازله من قبل تركيا هيا الافضل افضل من تدخل الناتو ... يا كاتب رد علي يعني شو هلئ نخلي النظام يقتل بمساعدت الطائفه تبعيتو والشعب يطلع كل يوم يتظاهر بدون حمايه من الجيش الحر والنظام يقتل ويقتل ويقتل ويخطف لحتى يحن قلب الطائفه ... شو شو الحل
حكومةالعراق العميلة
kamal -الكثير من الأخوان والذين نسمعهم يتداخلون في البالتوك يتسائلون ماهذا التناقض الذي تنتجهه حكومةالعراق العميلة في المنطقه الخضراء، ومنها (اجتثاث البعث) في العراق..! في حين نرى تلك الحكومة اللقيطة تدعم حكومة المجرم بشار الأسد، وهو أمينا عاما لحزب البعث السوري، وأغلب تلك التساؤلات توجه لمن انتمى لحزب البعث في العراق.. ويضيفون أيضا أليس من حق البعثي العراقي أن يساند البعث في سوريا..؟؟؟ وكانت بعض التساؤلات توجه لنا شخصيا في بعض غرف البالتوك، وكانت إجابتنا كالآتي:أولا: علينا أن نعرف مباديء الحزب وقيمه وأهدافه والتي كانت خطوطها واضحة في العراق والتي تبنتها عقول عراقية وطنية وعلى رأسها الرئيس الراحل والذي كان ديدنه إخراج العراق من خانة العالم الثالث.. وماحصل بتلك الحقبة الزمنية من تطور أرهب الأعداء، لأن منجزاته كان تصب لمصلحة الشعب العراقي وأمتنا العربية ..ولذلك تكالبت عليه المؤامرات تلو المؤامرات منذ عام 1970 الى حين احتلاله عام 2003 ..أما السياسة السورية التي انتهجت نهجا طائفيا تبينت معالمها منذ تبوأ الأب حافظ الأسد والذي وقف مع المعتدي الفارسي ضد العراق وأغلق حدوده بوجه العراق..! والهدف من ذلك انهاكه أقتصاديا لارضاء الفرس، وغلق أنبوب النفط (بانياس).. !ورأينا كيف سلم هضبة الجولان للكيان الصهيوني، وهو يدعي ببعثيته كذبا وبهتانا بعد أن أبعد القيادة القومية الشرعية من أرض سوريا..!! من جانب آخر.. كنا في سوريا بعد احتلال العراق مباشرة، والتقينا ببعض كوادر البعث السوري، وعندما أمنوا بنا كانوا يتكلمون بألم بأن مسار البعث (يقصدون رأس الهرم) قد اتخذ منحىً طائفيا..! وانهم براء من ذلك..!بعد هذه المقدمة نجد انه من الضروري فصل قاعدة البعث السوري عن قيادته الطائفية التي تربع عليها النصيريين الطائفيين، والذين سخروا جميع امكانياتهم لتنفيذ أجندة بلاد فارس..!من هنا نقول انه علينا أن لانظلم القاعدة العريضة للبعث في سوريا، وعلينا أن نركز على رأس الهرم الطائفي المدعوم من الفرس والكيان الصهيوني وحتى أمريكا..! وربما سأل سائل عن كيفية دعم تلك القيادة..؟ نقول لوكانت القيادة السورية تمتلك التوجه الوطني لاجتاح المحتل الأمريكي أرض سوريا عام 2003 ..! لأن أمريكا والكيان الصهيوني وايران يرون أن راس الهرم للقيادة السورية يخدم مصالحهم ، ولذلك نرى الدعم الايراني لها سواء كان تسليحيا أوماديا أو بشريا.. و
مواجهات !!؟؟
سعيد -ليس هناك مواجهات في سورية كما تبسط الموضوع ، بل حرب طائفية مقيتة ومميته من جانب واحد تشن على الشعب السوري مهما حاول المحللون تلطيف العبارة .لم يتعرض الشعب في تاريخه منذ أيام التتار إلى هذه المحنة ، لافي زمن الصلبيين ولا من التسلط التركي ولا الفرنسيين . إن فئة لاتتجاوز 7% من السكان الغرباء الذين قدموا من صحراء لوط في ايران واستوطنوا الساح السوري تسللت باسم البعث في غفلة من التاريخ واستولت على الثروة والسلاخ والسلطة ؛ ولما حاول الشعب إزاحة هذه الحثالة ارتكبت بحقه المجازر على مدى اثنين وأربعين عاما؛ لكن الشعب سينتصر في النهاية .