العارية والمشايخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اطلال مدونة شابة بعريها عبر صفحات الانترنت مؤشر على تصاعد المواجهة مع تيار اخر يعتبر المرأة كلها عورة. مواجهة من هذا القبيل متوقعة، في ظل حضور متطرف طاغ يرى في عيون المرأة عورة يجب ان تستر.
ففي الطرف الاخر تظهر مرشحة "سلفية" مصرية، تقول انها ستعمل على " منع الاختلاط بين الجنسين، وتخصيص ملابس سوداء للنساء وأخرى بيضاء للرجال".. وفي الجوار السعودي اعلنت شرطة "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" انها ستجبر النساء على ستر عيونهن، خصوصا ذوات العيون المغرية.
قد لا تعبر الفتاة التي تعرت عن تيار نسوي يدافع عن حريته، فليس كل من يدافع عن الحرية والمساواة ينادي بالعري او يتقبله، غير ان هذه الحالة تعبر عن حجم الصراع، وعن انماط من التفكير تصل احيانا الى التقاطع في كل الرؤى والتصورات. رجال ونساء دين يدافعون بقوة كي يستروا "عورات" المجتمع، وامرأة تتعرى متجاوزة كل مراحل "العورة" رافضة كونها "عورة".
الاكثرية منشغلون اليوم بتقييم ما فعلته المدونة بالصحة والخطأ. انها الثنائيات التي يصر الاكثرية عليها لتوصيف الاشياء. في حين ان مفهوم الصحة والخطأ يبقى نسبيا في ظل تعقيدات الواقع والعوامل الضاغطة المتوفرة، التي تجعل من الصحيح في ظرف، خطأ في ظرف اخر.
المهم في هذه القصة ليس ذلك، انما لمَ ذلك؟
المجتمع العربي في فترات دكتاتورية الانظمة الحاكمة التي تتهاوى، كان منشغلا في مشاكله مع السلطة. فباستثناء العراق ايام البعث وبعض بلدان الخليج، اغلب البلدان العربية كانت تتمتع بشيء من الحريات المدنية، وتعاني من غياب الحرية السياسية بنسب متفاوتة. هذه الحرية اضافة الى الظروف الاقتصادية تمثل العمد الاساس لحركة الشعوب في الوقت الحاضر.
وما ان يبدأ المجتمع في الحصول على حرية الرأي، فإن افراده، بالتدريج، سينتفلون للبحث عن حرياتهم الاخرى بمجرد ما يشعرون بأن هناك ما هو اكثر من حرية الرأي، وان هذه الحريات تمثل حقا. صحيح ان بعض تلك الحريات متوافر، ولكنها تبقى منقوصة، لأنها دائما خاضعة لاشتراطات دستورية وقانونية ومعايير قبلية او دينية تحت اطار مصطلح "الاداب العامة" الفضفاض.
خصوصا وان الوضع العربي بشكل عام يتجه لقضم ما هو متوفر من الحريات. فالبدائل تغلب عليها التيارات الاصولية الرافضة للحريات المدنية والشخصية. لذلك ان الدفاع عنها سيكون عنوانا للكثير من الناشطين والمثقفين وفي اوساط الشباب.
ان التعبير عن السأم السياسي من السلطة، والتعبير عن حجم المأساة بلغ ذروته في حالة البوعزيزي عندما احرق نفسه. وهي حالة انعكست فورانا عربيا مدويا. كلنا يرفض الانتحار مهما كان سببه، ولكن الانتحار هنا تحول الى ثورة.
هناك من يرفض ايضا سلوك "علياء المهدي" الفتاة التي تعرت في العلن، سلوك قد يكون مرفوضا وفق تربيتنا الشرقية التي تنظر لعري الجسد عيبا مهما كان ايماننا بالحرية. غير ان مثل هذه الحالة جزء من ظاهرة الانتحار رفضا للتسلط السائد. فسقوط الانظمة اطاح بهيكلها السياسي، ولكن قيمها، رؤاها، مجتمعها، اضدادها والاسس التي اشتغلت تلك الانظمة عليها ما تزال موجودة. بل ان وجود الاسلام السياسي قد يؤشر الى خطر اخر، هو خطر التدخل بخصوصيات الناس، انه التدخل بأي قدم يدخل الانسان الى الحمام، وكيف يأكل وكيف يتضاجع.
ربما ان حركات التدين السياسي، بشقها المتمثل بالاخوان تحديدا وامتداداته العربية الاخرى، اوجدت مرحلة من التصور الديني تجاوز التفصيلات الانفة الذكر. لكن هذا الفكر ينتمي الى الفصيل المتطفل نفسه الذي يشعر انه يعلم الناس جميعا كيف يعيشون، عبر اشكال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الثلاثة "القلب او اللسان او اليد". انه يتدخل في شؤون اقل ولكن اكثر خطورة وتنظيما من نظيره السلفي.
واذا كان المثقف "العضوي" يرى ان التصدي لهؤلاء يأتي من خلال النقد والحوار والكلمة، فإن اخرين قد لا يرون ذلك، بل يلجأون الى استخدام الضد المعاند، مثل العري، كما فعلت تلك الفتاة.
كثيرون سحبوا خناجرهم ملوحين برفض ما حصل وضرورة التصدي للفتاة، لأنها اخطأت بحق "الجسد المقدس".
فهل سأل احدهم لم جاء هذا الخطأ؟ أليس هو نتيجة لوضع شاذ تشكل، وهناك من يعزز من شذوذه وتطفله؟ الا تعبر هذه الفتاة عن مخاوف جيل كامل من ان يحرم بالقمع من الكثير؟
ففي مثل هذه المجتمعات الشاذة تكون الاخطاء هي صانعة البطولة، انها الـ"لا" الخاطئة بمعايير بعض القيم، والطبيعية اذا ما قسناها بحجم الكارثة التي تتعرض لها العقول من جراء هذا البطش الفكري المتطرف الذي يمارسه الماضويون، والركام الهائل من تركة شمولية اعتبرت نفسها وصية على الانسان.
السلوكيات الموصوفة بالخطأ هي في النهاية بنت المجتمع. الفعل ورد الفعل هو من نفس الطينة والطبيعة، الفعل القاسي يواجه برد فعل قاس . لكن البوعزيزي لم يقس الا على نفسه، حرق نفسه كفعل ينطوي على رسالة، نحن "نحتج عليكم بالانتحار". قد لا تكون الفتاة رمزا، لأنها اختارت الجسد تعبيرا، وهو تعبير رخيص بالمعايير الشرقية، ولكن من المؤكد انها ايضا تنتمي للفصيل نفسه الذي يجلد الذات للاحتاج.
من يدافع عن التغيير عليه ان يدرك انه لن يكون سياسيا فقط، ما حصل اعمق واكبر بكثير من كونه حالة سياسية. قد تستفيد بعض الاطراف في مرحلة ما، ولكن عاصفة ما حصل ستفكك كل المبادئ الاساسية التي يشتغل وفقها المجتمع، وتعيد انتاجها بعد ذلك، بشرط ان لا يولد من داخل الفوضى دكتاتور اخر.
التعليقات
احزاب شيعيه
منصور -ليش متجوز من هاي السوالف وتكتب عن الوضع الطايح حظه وصبغه اللي وصلنه بجهود الحكومه المالكيه القدره في العراق ولمادا لاتنتقد اللطامه والحراميه وجهلة الاحزاب الشيعيه المتخلفون الاميون بس شنكول وشنحجي الله يطيح حظ الزمن اللي خله واحد مثل المالكي يصير رئيس وزراء بس شلون وزراء وشلون رئيس ...وانت افندينا كاعد تكتب على الدين السياسي ليش ماتنتقد احزابكم الطايح حظهه اللي مخليه الناس عباره عن نعاج تسير خلف فتاوي ما انزل الله بها ...عمي اكعد عوج واحجي عدل بس انتوا دائما تحجون عوج
تحتاج الي حب
ابو الرجالة -هي تحتاج الي ناصح لتعرف ان الحرية ليست بالتعري ولا تحتاج الي جلاد تحتاج الي محبة الاب ونصيحة الام وتحتاج الي زوج يحبها ويحترم جسدها ليس الي رجمها فالرجم سيخلق الف غيرها رافض وتتاكد للجميع ان ما تفعلة هو الصواب وانها ثائرة حقا بل هي تثور ولكن بالاسلوب الغلط
وجماعتك
هاشم -وانتوا عيني اهل النهي عن اللطم والتطبير والقامه والزنجيل اهل جبش المهدي وجموع اللطامه اللي اصبحوا اضحوكة العالم ....على الاقل السلفيه وبرعم مشاكلها بس منطقيه اما بمادا تفسر ما يفعله اتباع الخميني والسيستاني وغيرهم
سلفية
الواسطي -يكفي الشيعة فخرا انهم يبكون حفيد رسول الله وسيد شباب اهل الجنة فماذا يبكي السلفية؟يبكون زنادقة يهود سرقوا دين محمد وحرفوه وجعلونا اضحوكة الدنيا بفتاوى التكفير والقتل على كل من خالفهم
قصة شيخ
فهيم -كان طالبا في الثانويه وحصل على اقل الدرجات فلم تقبله اي كليه علميه الا كلية الشريعه وبعد ان يخضع الى دروس من قبيل قال فلان وقال علان وعن وعن وكثير من رض رض يتخرج الطالب مقتنعا انه نبي جديد ومع مخزون قدراته المحدوده وفشله في الحصول على الكلية التي كان يتمنى يبدأ بتكفير زملاءه الذين عادوا من اوربا او امريكا لانهم تعلمنوا ولم يتعلمواويقيم الحد على كل من يخالفه لانه قد اوحي له وبعضهم يدعي ان الرسول الكريم ص ياتيه كل ليله ليلقي عليه السلام ويثبته كما يدعي الشيخ الزغبي الذي حلم ورأى النبي 53 مره لغاية كتابة هذا التعليق وانا على يقين ان حتى السيده عائشه لم تحلم بالنبي ص بقدر الشيخ الزغبي واليوتيوب يؤرخ ذلك
أمة الجهل
تنويري -العالم سيحطون بمركبات على الشمس واصحاب التعليقات االاول الثاني والرابع مشغولين سني شيعي ، الاثنان مذاهب تخرج التخلف. ياليت تشوفون المكتوب يا مة ضحكت من جهلها الاممهذه الفتاة هي في طريقها لتصبح رمزا ضد كل انواع التخلف والجهالات، على الاقل هي تعرت احسن من اي لحية دينية تمارس الدجل والسرقة
العارية والمشايخ و المعلم و صاحب المحل العمده
Дорогой Большой -العارية والمشايخ و المعلم و صاحب المحل العمده مقبول تعليقاتهم فى جلساتهم لكن الشيخ يمثل انه ليس مثل صاحب المحل المعلم الجالس امام المحل و يرى ان لانه شيخ تعليقه يكون امر و قانون يمشى علينا
فتح عينك
arabian gulf -الاحزاب السلفيه السنيه هي التي حصلت علي تاييد الشارع بعد الانتصار علي الطغاه العرب ..بينما فشلت الحركة الاصلاحية الايرانية في التغلب علي طغيان و تزوير الطغاه رجال الدين الشيعه (المعصومين) ..
اقتلني بالتي كانت هي دوائي
ابو العتاهيه -هل الأسلام السياسي جاء بأختيار شعبي ومطلبا ضروريا للأمه أم جاء بفعل مرسوم ومقدر بزمنه وآلاته؟؟؟حسب رأي المتواضع إن ماتسمى الصحوه الدينيه والأسلام السياسي الذي أكتسح منطقة الشرق الأوسط لم يكن كذلك,, بل من شجع عليه وأوصله الى ذروة نشاطه هي نفس القوى التي دعمت الدكتاتوريه وأوصلتها الى سدة الحكم،،لقد جاء الأسلام السياسي اليوم بقشور الفكر الديني وليس بآيديولوجيته المتناغمه مع روح العصر كي يعطي القائمين على هذا الفكر للشعوب الغير مسلمه النظره السلبيه للأسلام ومن ثم ليقتلوا روح التدين الصحيح في الجسد الأسلامي ،، ما نشهده اليوم في مجتمعنا إنها صحوة الموت التي يدفعنا اليها أعداء الدين
رد
د.سعد منصور القطبي -المشكلة اخي الكاتب هو الجهل وقلة الاطلاع فكل الانتحاريين هم جهلة وكل العنصريين وكل الطائفيين هم جهلة فمقالتك الرائعة هذه رد عليها المعلق منصور رقم واحد وهو يغلي بحقد طائفي وهو زعلان لان المالكي رئيس وزراء ورغم اني لاأؤيد المالكي لكن الحق يقال ان المالكي اطهر من كل عصابة البعث الحقيرة التي دمرت العراق وارجعته مئة عام للوراء وجعلت العراق دولة فقيرة ومتخلفة حتى لوقارناها بافقر الدول وكان راتب الموظف العراقي في عهد البعث لايكفي ليوم واحد ومنصور لايذكر حروب صدام التي خلفت ملايين القتلى والارامل والعوانس والايتام والمعوقين وكنا نعيشس الجحيم ايام صدام الا البعض الساقط العديم الشرف والغيرة والذي مستعد لعمل كل شيء في سبيل مصلحته واكرر عمل كل شيء فهؤلاء كانوا مرتاحين ايام حكم صدام ومنهم منصور .
فهيمة
سلمى -جسد هذه الفتاة ملكها وليس ملكاً لنصف مليار مسلم ولو كتبت ملايين الصفحات واستنفدت كل الوساءل للتعبير عن رأيها لما اهتم أحد لكنها كانت من الذكاء والشجاعة بحيث عرفت كيف تختار التابو الأضمن والأسرع والأشد استفزازاً كمحاولة لايصال قضيتها الى أكبر عدد ممكن من الموتورين والمكبوتين في مجتمعات هي شبيهة بحضانات أطفال.ـ. عذراً...
لا انفصال فى الاسره
Дорогой Большой -لا انفصال فى الاسره من الله
عيب
jx -خالف شروط النشر
نريد سقوط الاخوان
شامخ -الاخوان عاوزين يطبقوا الشريعة، جاءتهم علياء لتتحداهم.
زمن تغيير المفاهيم عن طريق تغيير المصطلحات
عبدالعزيز -في هذا الزمن يسمع المرء كلمات كثيرة ومصطلحات مناقضة للواقع ، على سبيل المثال يتم تسمية وزارة الحرب الى وزارة الدفاع كنوع من تخفيف او تلطيف الكلمة على السامع ، وكذلك يتم تغيير كلمة العري او الفسوق الى الحرية الشخصية او حرية الافراد ، وبهذه الطريقة ينخدع الكثير من السفهاء فيغترون بلفظ الكلمة دون ان يعرفوا المعنى الحقيقي لها.
11و14
حسام -من ضمن 15 تعليق الوحيد الذي كان في صلب الموضوع هو تعليق رقم 11 . وثم رقم 14 بدرجة اقل ,, الهذا الحد العرب لا يقرأون؟ تراهم يخرجون ويتكالبوا على قضية بعيدة تماما عن اصل الموضوع, علياء الان حجمت اهل التطرف وارسلت رسالة تحذير الى التنويرين من اجل ان يستيقظوا قبل ان يبتلع التطرف كل انجازات الحرية او بعض الحرية التي اكتسبهاالمجتمع غير المتطرف,, تحية الى علياء
التعري
laf -( علياء) استخدمت التعري كوسيله للأمر بالمعروف (ألحريه) كما رأت المعروف. التعري نوع من التعبير با للسان ، كماهي الحال بالنسبه لحريه الصحافه.
معقوله
احفاد البابليين -ماذا عن شيوخ الدرباشه ونبت السياخ بالبطون ودق الخناجر في الرؤس والمضحك ياكلون الجمر والزجاج من التمن وفاصوليا ههههههههههه ولكم مشايخنا افتوى فتوى واحد وهي تحريم قتل السني ؟؟؟وتحريم قتل الدرباشه وتحريم قتل المحتل البعثي واوصونا ان نمول الاقليه بالفحم والزجاج ههههههههه انتم والله لانكم تعبدون السعوديه على حساب العراقيين ناكرين الجميل غرباء عن العراق ومستهترين بعتونا للمسيار وللامريكي
من كان منكم بلا خطيئة
أحلام أكرم -أشكرك على هذه المقالة .. التي بينت بأن هذه الفتاة ليست بعار على المجتمع .. بل العار هو ما وصل إلية تفكير المجتمع من عورنة المرأة .. ثائرة تتحدى المجتمع بالإعلان بأن جسدها ملكها وحدها . وأنه ليس عورة . وأنه لا يختلف عن أي جسد إمرأة أخرى .. لم تقصد الإثارة ولكنها قصدت الثورة والتحدي ضد ما هو قادم من ستر للمرأة .. وأنها عورة . قد تكون إستعملت الطريق الخطأ ولكن من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ؟؟؟