بعض اليسار العربي حين يفقد إنسانيته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعتبر نفسي يسارياً ليبرالياً. وبناءً عليه، يؤلمني موقف بعض اليساريين العرب من أحداث "الربيع العربي" باعتباره خريفاً، وابنَ مؤامرات إمبريالية ورجعية، سنأكل أصابعنا ندماً، لأننا أيّدناها، ووقفنا في صفّها، دون تروٍ ودون حساب. فالإخوان قادمون والسلفيون قادمون، ولن يكون لنا من منجى ولا صديق إلاّ الضيق، والبكاء على طغاة، جاء من هو أطغى منهم، وأنكى!
منطق أيدولوجي، أقلّ ما يوصف به هو فقدان البوصلة وحاسة التاريخ. فلا مقارنة بين من يأتي بانتخابات ويذهب بانتخابات، ومن يأتي على ظهر دبابة أو بالتوريث، ويبقى حتى يأتيه ملك الموت.
إنّ تداول السلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، هو أهم منجز لهذا الربيع، الذي نصرّ على وصفه بالربيع، مهما كانت النتائج.
سيحكم الإخوان؟ فليكن. بشرط أن يلتزموا بأصول اللعبة الديموقراطية. فإذا أرادهم الشعب لفترة ثانية، صحتين. وإذا أراد استبدالهم بغيرهم، فصحتين أيضاً. بهذا ثمة أمل بالخروج من حالة الاستنقاع والفوات التاريخي، التي عانينا منها طويلاً، بتأبيد حكام مجرمين، لم يكونوا في حقيقتهم غير عصابة، أخّرت وجودنا وفعاليتنا في التاريخ، دون أن تكون لا علمانية ولا قومية ولا وطنية ولا أي شيء آخر سوى حكم العائلة والعائلة فقط لا غير.
أما مسألة المؤامرات الإمبريالية، فنسأل مندهشين: وهل كان مبارك والقذافي وبن علي ثوريين اشتراكيين يا إخوة ويا رفاق؟ ألم يكونوا حذاء في قدم أمريكا؟ وسماسرة صغاراً لدى الشركات الأخطبوطية الغربية؟ متى كان هؤلاء حقاً سراة في درب غير درب الغرب؟
تخوّفوننا بعمالة القادمين للغرب؟ ولمَ تحكمون عليهم من الآن قبل أن تجرّبوهم؟ فليأت الإخوان أو سواهم ولنجرّب. لتجرّب شعوبنا وبعدها لكل حادث حديث! ألا تثقون بهذه الشعوب؟ يبدو بالفعل أنكم لا تثقون بها. ويبدو بالفعل أنكم ما زلتم تصدرون عن موقف متعال ونظر فوقي، هو قاتلكم في نهاية المطاف.
ليأت الشيطان نفسه وليحكم ثم يذهب، أفضل من شيطان يحكم ويقعد على أنفاسنا للأبد، هو وأبناؤه. وكأنها شركة خاصة ومزرعة خاصة للأب والابن والحفيد القُدُس!
ثم ما هذا أيها اليساريون الطفوليون: هل تؤمنون حقاً بشعارات دولة العائلة؟ أليس من الأولى أن تنظروا للشعوب، فهي الأنقى والأبقى؟ أليس نقصاً في إنسانيتكم ألا تحسون بها وببلائها وبليلها الطويل تحت من يحكم ولا يرحم؟ تحت حكم من يحكم وكأنه إله، فيعيق بذلك مسار ومسيرة التاريخ، بإخراجنا مثقفين وشعوباً منه، كما هو الحال الحاصل منذ خمسين سنة؟ ألا يهمّكم أن تسيروا مع التاريخ لا ضده؟
لو جاء الشيطان نفسه، لما استطاع في هذه اللحظة الفارقة إلا أن يقف مع الشعوب العربية ضد حكامها المستبدين. فكيف تدافعون عن طغاة ولغوا في دم شعوبهم وأنتم يساريون؟ وكيف تقفون ضد حركة التاريخ وأنتم يساريون؟ وأي يسار هو هذا العَوَار؟
خوفاً ورعباً من البديل الأسوأ؟ ليأت البديل الأسوأ، فلن يمكث أكثر من دورة انتخابية أو اثنتين، ويذهب بعدها إلى حال سبيله، فلا تستعجلوا ولا تحرقوا المراحل. وثقوا بشعوبكم، فهي ليست بلهاء للأبد. ستجرّب وستعرف. وحينها لن يصحّ إلا الصحيح. الصحيح الذي صحّ على أمم وشعوب سبقتنا وجرّبت وتعلّمت من أخطائها وخطاياها. ليس أمامنا إلا هذا الخيار. والمهم والأهم هو إيماننا جميعاً بتداول السلطة عن طريق صندوق الانتخابات، فهو الحَكم والفيصل. وهو ثمرة هذا الربيع الكبرى. والمدخل الوحيد لأن نعود ونصير فاعلين في التاريخ البشري، بعد أن أخرجنا منه طغاة ومستبدّون، لا هم علمانيون ولا مدنيون ولا دينيون ولا بطيخ أصفر.
لقد كانوا مسخاً بلا توصيف. أشتاتاً من كل شيء وأي شيء. ولقد دفعت شعوبنا الثمن الأبهظ، حين استنامت لهذا المسخ.
وحين جاءت لحظة الحقيقة، صارت هذه الشعوب جرذاناً ومتآمرين في نظر حاكميها. فهل شهد التاريخ البشري كله شعباً وشعوباً بأكملها تتآمر على نفسها ومستقبل أولادها؟ يا للمنطق المضروب!
يبدو أنّ يساريّينا هؤلاء وأولئك فقدوا الحس السليم والمنطق السليم، فصدّقوا أنّ الأسد حاكم وطني علماني أفضل ممن سيأتي بعده.
من ناحيتي، أقول لهم: لا أسف عليكم وقد وقفتم بجوار الطغاة. لا أسف عليكم وقد عدتم لديدنكم القديم : نظرية المؤامرة!
وحتى لو، فأنا ببساطة مع الشعوب حين تتآمر على حكام أفراد طغاة. لأنني ببساطة أبسط، أكون حينها مع التاريخ وليس ضده.
الأسد والقذافي وبن علي ومبارك وطنيون وعلمانيون؟ فمبروك عليكم إذاً هذه البضاعة. أما أنا فمع الشعوب التي ظُلمت وغُيّبت وتبهدلت وذاقت الأهوال، وضاق عليها حتى بصيص الأمل، حتى أوشك الأمل نفسه يكون حديث خرافة وحديث كتب لا واقع، لولا ( التراكم الكمّي الذي يفضي إلى تغيّر نوعي كيفي (.. أليست هذه واحدة من مقولات ماركس الكبرى، أم أنكم نسيتم ماركس الفيلسوف واستمسكتم فقط بأناجيل ستالين وبول بوت وكيم إيل سونغ وسواهم من الإرهابيين الدمويين؟ ألا تنطبق هذه المقولة على ما جرى ويجري من أحداث؟ وحتى لو لم تنطبق، فعلى ربيعنا العربي بعد تمامه أن يوجد تنظيراته وتكييفاته، من داخل رحمه هو، إن لم يجد الأفكار والرؤى المناسبة له في الخارج.
أيها اليساريون العرب المريدون المؤيدون للطاغية بشار، لقد فقدتم إنسانيتكم وحسكم وحدسكم التاريخي، فوا أسفاه، على يساري ماركسي لا يجيد قراءة هذه اللحظة، لا بالثقافة والمعرفة، ولا بالإحساس الطبيعي الفطري.
فوا أسفاه عليكم، للمرة الثانية والثالثة والأخيرة.
ما كنا نتمنى لكم هذا المآل!
التعليقات
لاحباة لمن تنادي
ادم -ماذا تتوقع ياسيدي الكاتب من اناس قضوا حياتهم كلها دعما للمعسكر الشيوعي الديكتاتوري؟ والمشكلة هم مازالو مصرين على مواقفهم السابقة وكأنهم لم يروا قمع الشيوعيين لشعوبهم ولم يروا سجونهم ولم يروا اقتصادهم المنخور ولم يروا تعليبهم للحياة بعلبة واحدة وبلون واحد. وبعد كل هذا وذاك مازالوا مصرين على معاداة (الغرب الامبريالي والرأسمالية القذرة) التي انقذتنا من زحف الديكتاتورية الشيوعية في العالم. مشكلة هؤلاء هو انهم مازالوا يرون بأن دفاع الغرب عن مصالحه ابان الحرب الباردة جريمة ولكنهم يرون دعم المعسكر الشيوعي لانظمتنا القمعية من امثال صدام شيء مشروع، كما ان مشكلتهم الاخرى تكمن في انهم قضوا اعمارهم كما يدعون ضد انظمتهم المستبدة ولكنهم لم يفلحوا ، لذا فهم غير قاردين على استيعاب فكرة ان هناك شريحة من الشباب المتنور برزت في العالم العربي خلال العقدين الماضيين. هذه الشريحة ولن اقول الشعوب العربية ، هذه الشريحة غير مؤدلجة ومتفتحة على الاخر المختلف من دون اطار ايدولوجي ، لذا فان انتفاضتهم وربيعهم العربي فاجأ هؤلاء اليساريين العميان. دعهم ياعزيزي الكاتب فالقطار يسير الان في عالمنا العربي رغما عنهم.. محبتي لك
مرحبا بالتغيير
رشيد -أزعم مع نفسي أن مقال السيد باسم النبريص يعنيني شخصيا لأنني كتبت بعض التعليقات التي عبرت فيها عن عدم اتفاقي مع ما نشره من مقالات عن الربيع العربي هنا في إيلاف. الاختلاف كان حول المقال الذي خصصه للتصفية الجسدية الذي أنهى بها ( الثوار) القذافي. لقد كنا أمام قتل وحشي وسحل للجثة وتمثيل بها، ببساطة شديدة، كنا أمام همجية تقشعر لها الأبدان. صحيح، القذافي كان طاغية وظالم ومستبد، وإذا حوكم محاكمة عادلة فإنه قد يستحق ألف وألف حكم بالإعدام، ولكن ماضيه الدموي والجنوني لا يجيز ل ( الثوار) الذين جاؤوا من بعده أن يستهلوا مشوارهم السياسي بجريمة تبز نفس الجرائم التي ظل يرتكبها طوال الأربعين سنة في حق من ثاروا ضده. كان الأمر يقتضي بعد اعتقاله، الحفاظ عليه سليما معافى، وتقديم الماء والطعام إليه، وتسليمه للقضاء العادل النزيه، وإخضاعه لمحاكمة عادلة لتقول كلمته فيها مع توفير كل الضمانات له للدفاع عن نفسه دفاعا مشروعا.. لو تصرف ( الثوار) بهذه الطريقة، لكانوا قد قدموا للعالم أجمع ولأنصار القذافي درسا في الأخلاق الفاضلة وفي التسامي عن الأحقاد، درس لا يمكن نسيانه، ولكان سلوكهم هذا يبشر بأن مستقبل ليبيا في عهدهم سيكون أفضل بكثير، لجهة احترام حقوق الإنسان، والتقيد بالقانون، من عهد القذافي. ولكن حين قتل ( الثوار) القذافي بدم بارد، واغتصبوه جنسيا، ومثلوا بجثثة، ووضعوها في ثلاجة كبيرة، وتركوا الليبيين كبارا وصغارا يأتون للتطلع على جثة إنسان ميت ويلتقطون الصور بجانبها ويرفعون قربها شارات النصر.. حين تصرف ( الثوار) على هذا النحو، فإنهم كانوا في تلك اللحظة مثل القذافي أو أسوأ وأفظع منه. في تلك اللحظة طلع علينا السيد باسم النبريص الكاتب اليساري الليبرالي الديمقراطي الحداثي بمقال يهلل فيه لما فعله ( الثوار) بالقذافي ويباركه ويصفق له. شخصيا ذُهلت وصُعقت وكتبت تعليقا أنتقد فيه مقاله ذلك. لاشك أن آخرين ربما عبروا عن نفس الموقف الذي أبديته له من مقاله، وهاهو ينشر هنا اليوم مقالا آخر يصور فيه قوى اليسار كأنها مع استمرار هذه السلط العربية القائمة على القمع والاضطهاد والفساد. الأمر ليس على هذا النحو يا أستاذ النبريص. اليسار مع التغيير ومع الثورة ومع الإصلاح. شرط أن يكون من يقوم بذلك هم أبناء هذه الشعوب. أما إذا كان التغيير سيأتينا عبر الأساطيل والبوارج الحربية والطائرات والصواريخ المتهاطلة علينا من المخازن ا
ألف ليلة وليلة
آفاق يسارية -ولأن تجربة مريرية أفقدته الثقة بالنفس أصبح الملك السعيد ذو الرأي الرشيد خاضعا لوساوسه وبدل من الزواج بأميرة كان عليه اقتناص الأجساد ثم قتل الضحية مرتين . مرة كأداة ومرة كروح .وشهرزاد التي عرفت انخماص روحه وأفول ثقته بالناس أدركت أن التحايل أجدى له وعليه وكانت قصصها التي كأجزاء المسلسلات العربية تبدأ لتبدأ ثانية ولا تكف عن الكلام المباح إلا حين يدركها الصباح .ألف ليلة وليلة أقل من ثلاث سنوات قدرت شهرزاد على ترويض الوحش وأنسته ثأره وعجزه وإحساسه الدفين بالخيانةتشبه قوى اليسار في المجتمعات العربية غير الملكية شهرزاد السيناريست الرائعة . هم في ( مصر وسوريا والعراق واليمن والسودان ) كتاب سيناريست مبدعون ينهشهم الوحش كل مدة ليثير شهينهم بالكتابة والحديث ويظنون أنهم بمكرهم السياسي سيروضونه ويجبرونه على التخلي عن أزمته السياسية العميقة كونه تسلطيا ولا شرعيا وقادما من بوابة الانقلابات يمدحون نبله أنه يبقيهم أحياء , ويلقون علينا بحجة أنه مأزوم وملتاع وعليه أعباء كبار تبرر عصبيته أحيانا , ولكن سيأتي يوم ويتغير . وهي لعبة وقت لا أكثر ,أقل من ثلاث سنوات لشهرزاد . وأكثر من خمسين عاما جافا جليديا قاحلا كان يسارنا يسلي شهريار تجنبا لبطشه . ويطلب من الناس أن تنتظر المعجزة بالإصلاح .. خمسون عاما من كتابة سيناريست معقد وتلفيقي وبائس بحجة النضج والخوف والوطن ومصلحة الناس . أما الذين اختصروه وقالوا ولكن هذه ديكتاتورية . كان شهريار كعهده كل ليلة يعود صائحا الخيانة الخائنة الخونة . وفي كل مرة يأتيه مسرور مسرعا .
مرحبا بالتغيير
رشيد -أزعم مع نفسي أن مقال السيد باسم النبريص يعنيني شخصيا لأنني كتبت بعض التعليقات التي عبرت فيها عن عدم اتفاقي مع ما نشره من مقالات عن الربيع العربي هنا في إيلاف. الاختلاف كان حول المقال الذي خصصه للتصفية الجسدية الذي أنهى بها ( الثوار) القذافي. لقد كنا أمام قتل وحشي وسحل للجثة وتمثيل بها، ببساطة شديدة، كنا أمام همجية تقشعر لها الأبدان. صحيح، القذافي كان طاغية وظالم ومستبد، وإذا حوكم محاكمة عادلة فإنه قد يستحق ألف وألف حكم بالإعدام، ولكن ماضيه الدموي والجنوني لا يجيز ل ( الثوار) الذين جاؤوا من بعده أن يستهلوا مشوارهم السياسي بجريمة تبز نفس الجرائم التي ظل يرتكبها طوال الأربعين سنة في حق من ثاروا ضده. كان الأمر يقتضي بعد اعتقاله، الحفاظ عليه سليما معافى، وتقديم الماء والطعام إليه، وتسليمه للقضاء العادل النزيه، وإخضاعه لمحاكمة عادلة لتقول كلمته فيها مع توفير كل الضمانات له للدفاع عن نفسه دفاعا مشروعا.. لو تصرف ( الثوار) بهذه الطريقة، لكانوا قد قدموا للعالم أجمع ولأنصار القذافي درسا في الأخلاق الفاضلة وفي التسامي عن الأحقاد، درس لا يمكن نسيانه، ولكان سلوكهم هذا يبشر بأن مستقبل ليبيا في عهدهم سيكون أفضل بكثير، لجهة احترام حقوق الإنسان، والتقيد بالقانون، من عهد القذافي. ولكن حين قتل ( الثوار) القذافي بدم بارد، واغتصبوه جنسيا، ومثلوا بجثثة، ووضعوها في ثلاجة كبيرة، وتركوا الليبيين كبارا وصغارا يأتون للتطلع على جثة إنسان ميت ويلتقطون الصور بجانبها ويرفعون قربها شارات النصر.. حين تصرف ( الثوار) على هذا النحو، فإنهم كانوا في تلك اللحظة مثل القذافي أو أسوأ وأفظع منه. في تلك اللحظة طلع علينا السيد باسم النبريص الكاتب اليساري الليبرالي الديمقراطي الحداثي بمقال يهلل فيه لما فعله ( الثوار) بالقذافي ويباركه ويصفق له. شخصيا ذُهلت وصُعقت وكتبت تعليقا أنتقد فيه مقاله ذلك. لاشك أن آخرين ربما عبروا عن نفس الموقف الذي أبديته له من مقاله، وهاهو ينشر هنا اليوم مقالا آخر يصور فيه قوى اليسار كأنها مع استمرار هذه السلط العربية القائمة على القمع والاضطهاد والفساد. الأمر ليس على هذا النحو يا أستاذ النبريص. اليسار مع التغيير ومع الثورة ومع الإصلاح. شرط أن يكون من يقوم بذلك هم أبناء هذه الشعوب. أما إذا كان التغيير سيأتينا عبر الأساطيل والبوارج الحربية والطائرات والصواريخ المتهاطلة علينا من المخازن ا
مع حق لكن
الريس -العنف لايولد الا عنفا ، ماذا تتوقع ممن عاش تحت قهر وظلم وعنف واستبداد وتجهيل فوق ال 40 سنة وقصف منزله واغتصب اهله؟
مع حق لكن
الريس -العنف لايولد الا عنفا ، ماذا تتوقع ممن عاش تحت قهر وظلم وعنف واستبداد وتجهيل فوق ال 40 سنة وقصف منزله واغتصب اهله؟
مع حق لكن
الريس -العنف لايولد الا عنفا ، ماذا تتوقع ممن عاش تحت قهر وظلم وعنف واستبداد وتجهيل فوق ال 40 سنة وقصف منزله واغتصب اهله؟
المواطنة
علي الموسوي -لا أفهم لماذا يُشغل باسم النبريص باله وعقله باليسار العربي. لا أفهم لماذا يضيع جزءا من وقته في كتابة مقال عن اليسار في عالمنا العربي. اليسار الذي يتحدث عنه الكاتب قتله من زمان النظام الرسمي العربي بالقمع وبالسجون والزنازين والتعذيب والاختطاف، كما ساهم في قتله أيضا البترودولار، وحاصره وكمم فمه، وحكم عليه بالموت خنقا، وأنشأ بديلا عنه الجماعات الإسلامية والحركات الدينية المتطرفة، ووفر لها الأموال والمنابر، فكبرت وتضخمت وصارت كطاحونة كبيرة تدهس جميع ما يحيط بها. ما تبقى من قوى اليسار لا يتعدى بعض الجماعات المتناثرة هنا وهناك في كل قطر عربي على حدة. رغم الدور الذي لعبته ثقافة اليسار في اندلاع الثورات في عالمنا العربي، فإن جماعات الإسلام السياسي هي التي تحصد لفائدتها نتائج هذه الثورات في الانتخابات التي تنظمها بقايا أجهزة الدولة العربية القمعية والبوليسية. المشكل أكبر من اختزاله في من مع الثورات ضد الديكتاتوريات، ومن مع الديكتاتوريات ضد الثورات؟ طرح المشكل بهذه الصيغة يسمى الاختزال والتشويه والتزوير. بدل تضييع الوقت في كتابة هذا المقال من طرف باسم النبريص عن اليسار العربي ومستقبل الديمقراطية والثورات، وتأنيب اليسار وتوبيخه وإعطائه بشكل فوقي النصائح والدروس، كان الأجدر بالكاتب لو أنه تفضل مثلا بإفادتنا برأيه في التصريح الذي أدلى به المرشد العالمي لحركة الإخوان المسلمين السيد يوسف القرضاوي والذي حث فيه على عدم التصويت في أي انتخابات قادمة على العلمانيين وعلى غير المسلمين في الوطن العربي. لقد ضرب القرضاوي من موقعه الديني المؤثر تأثيرا حاسما في توجيه رأي العديد من المسلمين، ضرب المساواة في المواطنة بين أبناء البلد الواحد في الصميم. فغير المسلمين الذين يشكلون أقليات في عالمنا العربي، لن يحصلوا، طبقا لتوجيهات القرضاوي وفتاويه، على أصوات المسلمين في الانتخابات. كأني به يقول، عن غير المسلمين من مواطنينا، إنهم كفار ومن يصوت عليهم آثم فعله لأنه صوت على كفار. وهكذا فلا مجال لأبناء الأقليات غير المسلمة في وطننا العربي لولوج البرلمانات وحتى الوظائف السامية لأنها لن تحصل على أصوات المسلمين التي تؤهلها للحصول على هذه المناصب الرفيعة اعتمادا على صوت الناخب. إذا ما تم تعيينها استقبالا في مثل هذه الوظائف سيكون الأمر بمثابة تكرم ومنة من الأغلبية على الأقلية التي ستصبح من حيث المواطنة في الد
المواطنة
علي الموسوي -لا أفهم لماذا يُشغل باسم النبريص باله وعقله باليسار العربي. لا أفهم لماذا يضيع جزءا من وقته في كتابة مقال عن اليسار في عالمنا العربي. اليسار الذي يتحدث عنه الكاتب قتله من زمان النظام الرسمي العربي بالقمع وبالسجون والزنازين والتعذيب والاختطاف، كما ساهم في قتله أيضا البترودولار، وحاصره وكمم فمه، وحكم عليه بالموت خنقا، وأنشأ بديلا عنه الجماعات الإسلامية والحركات الدينية المتطرفة، ووفر لها الأموال والمنابر، فكبرت وتضخمت وصارت كطاحونة كبيرة تدهس جميع ما يحيط بها. ما تبقى من قوى اليسار لا يتعدى بعض الجماعات المتناثرة هنا وهناك في كل قطر عربي على حدة. رغم الدور الذي لعبته ثقافة اليسار في اندلاع الثورات في عالمنا العربي، فإن جماعات الإسلام السياسي هي التي تحصد لفائدتها نتائج هذه الثورات في الانتخابات التي تنظمها بقايا أجهزة الدولة العربية القمعية والبوليسية. المشكل أكبر من اختزاله في من مع الثورات ضد الديكتاتوريات، ومن مع الديكتاتوريات ضد الثورات؟ طرح المشكل بهذه الصيغة يسمى الاختزال والتشويه والتزوير. بدل تضييع الوقت في كتابة هذا المقال من طرف باسم النبريص عن اليسار العربي ومستقبل الديمقراطية والثورات، وتأنيب اليسار وتوبيخه وإعطائه بشكل فوقي النصائح والدروس، كان الأجدر بالكاتب لو أنه تفضل مثلا بإفادتنا برأيه في التصريح الذي أدلى به المرشد العالمي لحركة الإخوان المسلمين السيد يوسف القرضاوي والذي حث فيه على عدم التصويت في أي انتخابات قادمة على العلمانيين وعلى غير المسلمين في الوطن العربي. لقد ضرب القرضاوي من موقعه الديني المؤثر تأثيرا حاسما في توجيه رأي العديد من المسلمين، ضرب المساواة في المواطنة بين أبناء البلد الواحد في الصميم. فغير المسلمين الذين يشكلون أقليات في عالمنا العربي، لن يحصلوا، طبقا لتوجيهات القرضاوي وفتاويه، على أصوات المسلمين في الانتخابات. كأني به يقول، عن غير المسلمين من مواطنينا، إنهم كفار ومن يصوت عليهم آثم فعله لأنه صوت على كفار. وهكذا فلا مجال لأبناء الأقليات غير المسلمة في وطننا العربي لولوج البرلمانات وحتى الوظائف السامية لأنها لن تحصل على أصوات المسلمين التي تؤهلها للحصول على هذه المناصب الرفيعة اعتمادا على صوت الناخب. إذا ما تم تعيينها استقبالا في مثل هذه الوظائف سيكون الأمر بمثابة تكرم ومنة من الأغلبية على الأقلية التي ستصبح من حيث المواطنة في الد
صدام احدهم
ابو رامي -مقال رائع بورك الكاتب العزيز..حركة التاريخ لا يمكن ايقافها...ولا يهم ان كان هناك مساعده من الناتو وامريكا او لا...الان يعاني العلمانيون من الموجه الدينيه الضاربه..ولكن من يقرا التاريخ يعرف انها لن تدوم..متى تزول لااعرف ولكن الاكيد ستزول...بالمناسبه الى محبي الطاغيه صدام...لاتفرحو انه اسقط بواسطة الجيش الامريكي..كان طاغيه ملعون كغيره..ليس مهما كيف ازيح لان ازاحته هي جزء من حركة التاريخ ايضا
السيد علي الموسوي .
فادي صليبا . -لقد اجاب الكاتب على سؤالك بالنسبه للقرضاوي من آول جملة كتبها فالرجل يقول (اعتبر نفسي يساريا ليبراليا ) وبالتالي من المستحيل ان يلتقي مع القرضاوي وفكره .. ونحن نرفض دعوة القرضاوي وتدخله في ارادة الناخبين، كما رفضنا تدخل المرجعية الدينيه في العراق بتوجيه الناخبين لانتخاب الاحزاب الدينيه في العراق ، اليس كذلك ؟ مع التحيه لشخصكم الكريم .
السيد علي الموسوي .
فادي صليبا . -لقد اجاب الكاتب على سؤالك بالنسبه للقرضاوي من آول جملة كتبها فالرجل يقول (اعتبر نفسي يساريا ليبراليا ) وبالتالي من المستحيل ان يلتقي مع القرضاوي وفكره .. ونحن نرفض دعوة القرضاوي وتدخله في ارادة الناخبين، كما رفضنا تدخل المرجعية الدينيه في العراق بتوجيه الناخبين لانتخاب الاحزاب الدينيه في العراق ، اليس كذلك ؟ مع التحيه لشخصكم الكريم .
مهم جدا
عابر -مهم جدا معرفة كيف تم إسقاط صدام حسين. لقد جاء إلى السلطة بانقلاب وأزيح عنها بانقلاب أيضا قام به المحتل الأمريكي. والأساسي بعد إزاحته أصبح بدلا عنه ألف وألف صدام في العراق يتحكمون في رقاب المواطنين. حركة التاريخ في عالمنا العربي لا تتقدم بالضرورة إلى الأمام قد ترتد أحيانا إلى الخلف. لو تم إجراء استطلاغ للرأي العام العراقي حر ونزيه اليوم وسئل العراقيون عما هو الأقفضل: عهد حكم صدام حسين أم عهد المعممين؟ من المرجح جدا أن تفضل الأغلبية عهد صدام حسين. الدليل هو رعب الحكومة الحالية من البعثيين واستمراراها في ملاحقتهم منذ 8 سنوات..
إلى رقم 8
علي الموسوي -أقدر رفضك تدخل القرضاوي في الانتخابات وكذلك المرجعية العراقية. ولكن ما هي النتيجة؟ بسبب المرجعية، سيطرت الأحزاب الدينية بالكامل على الحياة السياسية في العراق، ونفس الأمر سيقع في باقي الدول العربية التي تعيش اضطرابات اجتماعية. من أجل منع تأميم الحياة السياسية بشكل شمولي من طرف الإسلاميين، الحاجة تدعو إلى خلق تكتل ديمقراطي يمارس حقه في النقد والاحتجاج والحيلولة دون تحول السلطة الدينية إلى سلطة مطلقة تسيطر على كل شيء، تماما كما تفعل الأنظمة العربية الحاكمة بالاستبداد والفساد. هذه هي وظيفة اليساريين، وليست التصفيق للإسلاميين المتحفزين للانقضاض على السلطة، كما يفعل في هذا المقال باسم النبريص..
إلى رقم 8
علي الموسوي -أقدر رفضك تدخل القرضاوي في الانتخابات وكذلك المرجعية العراقية. ولكن ما هي النتيجة؟ بسبب المرجعية، سيطرت الأحزاب الدينية بالكامل على الحياة السياسية في العراق، ونفس الأمر سيقع في باقي الدول العربية التي تعيش اضطرابات اجتماعية. من أجل منع تأميم الحياة السياسية بشكل شمولي من طرف الإسلاميين، الحاجة تدعو إلى خلق تكتل ديمقراطي يمارس حقه في النقد والاحتجاج والحيلولة دون تحول السلطة الدينية إلى سلطة مطلقة تسيطر على كل شيء، تماما كما تفعل الأنظمة العربية الحاكمة بالاستبداد والفساد. هذه هي وظيفة اليساريين، وليست التصفيق للإسلاميين المتحفزين للانقضاض على السلطة، كما يفعل في هذا المقال باسم النبريص..
الفهم السليم لحركة التاريخ
رمضان عيسى -ان مسيرة التاريخ لا تكون يخط مستقيم , بل بخط حلزوني صاعد , ولكن صعوده ليس بانحناء منتظم , بل به تعرج الى اليمين والى اليسار وقد يرتد بعض الشيء في فترات زمنية قصيرة نسبيا , ولكن اذا نظرنا الى التاريخ من منظور زمني طويل سنجد أن هناك حركة الى الأمام دوما وتطور . هذا هو الحادث الآن في المسيرة الشعبية نحو الأمام , ولكنها مرحلة سيكون فيها تناقض بين البنى التحتية المتطورة اقتصاديا والبنى الفوقية - الدولة - التي سيشكلها من سينجح في الانتخابات الحالية , والظاهر أنهم ذوي الأصول الدينية . وهذا التناقض لايفهمه الاسلاميون , من هنا سيحدث الصراع من جديد , يكون عنوانه ; الاصلاح; , ولن يشفع للاسلاميين لا الفتاوي ولا النصوص المقدسة , وستكون العلمانية هي الشعار لدى كل الطموحين للتغيير . هذا هو الأساس الفلسفي لما عناه الكاتب. ورغم هذا ستخسر شعوب هذه المنطقة عقد أو عقدين من حياتها ستتجرع فيه العلقم وتعض أصابع الندم لاقدامها على التصويت للاسلاميين بشتى أشكالهم , تربة مريرة ولكن يبدو لا مفر منها بحكم سنين القهر والظلم ووقوع الشعوب العربية في حالة من الغيبوبة الدينية ,وخلط وتشويه المفاهيم , ولا مجال للصحو منها الآن الا بعد خوض تجربة مرة ومريرة .وبعدها لن تكون الا الحرية الحقيقية والوعي الكامل لمفاهيم الوطن والمواطنة الحقة . فاليسار , يجب أن يدعم بحذر , ويسأل دائما ماذا بعد ؟ ويدعم دائما ديمومة الثورة حتى تمر المرحلة الدينية في أقصر زمن . المهم الدعاية الواعية ووضوح الهدف والعمل الدؤوب دون يأس .