أصداء

المعركة الاخيرة بين الشعب والنظام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما الذي يحدث بميدان التحرير وباقي ميادين مصر، ما سبب الدماء التي تجري والشباب الذي يضيع كل يوم ومن المسئول علي حالة الهياج المجتمعي، من يدير المعركة؟ هل هو المجلس العسكري ام وزارة الداخلية ام قيادة الأمن المركزي. هل السلطة تريد تحويل الثورة الي حرب اهلية لكي تجد لنفسها مبرراً للبقاء كما قال المؤرخ محمد الجودي، ما الذي يريده قادة تجاوزت اعمارهم الخمس والسبعين عاماً وماذا ستضيف لهم السلطة لوجودهم عدة اشهر اخري الا اذا كان الهدف ليس فقط عدة اشهر بل عدة عقود، لماذا يرفض القائمين عن الحكم الاستجابة لمطالب الملايين وترك الحكم بدلاً من الخطابات والبيانات والمملوءة بعبارات "شعبنا المصري العظيم" التي ليس لها اي مضمون. نظام مبارك لم يكن فقط "ديكتاتور" يحكم ولكنه كان هيكل اداري كامل من رؤساء وزراء ووزراء ومحافطين وقيادات امنية ورؤساء مدن وعمد قري ورجال اعمال وهؤلاء هم من اختاروا الوريث "جمال مبارك" ليكون بديل مبارك عند رحيله لاستمرار وجودهم، فهل كان المشير هو الاختيار الثالث لهم وهو المقرب جداً من مبارك وكان قبل اختياره من قبل مبارك كوزير دفاع يشغل منصب رئيس الحرس الجمهوري وهو المنصب الذي يشغله من هو الاكثر ولاءً للرئيس. لا يمكن بأي حال ان ينتفض شعب من الظلم ويثور ليري الحرية والكرامة مثل باقي شعوب العالم ليحصد بدلاً منها محاكمات عسكرية للثوار، وقوانين ديكتاتورية لمنع التظاهر واعتقال مدونين لأجل ارائهم، ودهس متظاهرين مسالمين بالمدرعات والتحريض علي الثوار مثل ما حدث مع "حركة 6 ابريل" و"حركة شباب ماسبيرو"، و وحكومات هزيلة تابعة للحاكم و"شرطة" انفرط عقدها وتعود بشكل اشرس عما كانت عليه قبل الثورة. ناهيك عن سياسة الاستخفاف في القول والفعل والتي ربما تتجاوز طرق "المخلوع" مثل القول بأن قنابل الغاز والتي شاهدها العالم هي عبارة عن " شائعات" او اصدار قانون "العزل السياسي" بعد غلق باب الطعون لمرشحي البرلمان حتي لا يستخدمه احد. كذلك محاولة اختزال الاقباط مرة اخري في الكنيسة، او تصريحات من داخل المجلس العسكري تقول انه امر الحكومة بعدم التعرض للمتظاهرين ثم يخرج علينا رئيس الحكومه ويقول انه امر وزير الداخلية بعد التعرض للمتظاهرين ايضاً ثم يخرج وزير الداخلية ليكَذب رئيسه ويقول ان رئيس الوزراء امره باستخدام القوة مع المتظاهرين ولكنه رفض، اي ان ما نراه من عشرات القتلي والاف المصابين والاف قنابل الغاز المسيل للدموع علي مدي الايام الماضية في ظل رفض السيد وزير الداخلية التعرض للمتظاهرين!!!. من المسئول عن مقتل الناشط السكندري "بهاء السنوسي" وثسعة وثلاثين شهيداً حتي الان، من المسئول عن ضياع العين اليمني للناشط "احمد حراره" في الايام الماضية بعد ان ضاعت عينة اليسري علي يد نظام مبارك في يناير الماضي،

الشعب المصري شعب مسالم وغير عنيف وهناك خطورة كبيرة من محاولة استدراج القائمين عن الحكم له ليغير من طبعه واللجوء للعنف وهذا خطر علي الجميع. ثورة الغضب الثانية هذه الايام كشفت صفات جديدة للشعب المصري من التلاحم ورفض الظلم وكما انتفض هذا الشعب من قبل لاجل شاب فقير هو الشهيد "خالد سعيد" هو يثور الان لاجل الاعتداء على عشرات من عائلات مصابى الثورة. كذلك كشفت هذه الاحداث القناع عن جماعة "الاخوان" والذين حدثونا ليل نهار عن كرامة المصري ودمائه الطاهرة وفي موقف غير مُستغرب تركوا الشهداء والمصابين وقاطعوا المليونيات ولم يشغلهم الا اجراء الانتخابات في موعدها رغم هذه الظروف الدموية الخطيره طمعاً في مقاعد البرلمان، كذلك كشفت هذه الاحداث عن ان هناك جيل شاب محترم لم يتأثر بخطب "التطرف الديني" جيل نراه في حركات مصرية شابة تضم اقباط ومسلمين واجهوا الموت في "ماسبيرو" ويواجهوا الموت الان في "التحرير". وعادت كنيسة "قصر الدبارة" وجامع "عمر مكرم" لاسعاف المصابين والجرحي.

مصر تستحق مكانة افضل مما هي فيه الان ففي تونس حمي الجيش الثورة وانحاز للشعب ولكنه سلم الحكم لمدنيين والذين خاضوا نفس الطريق ونفس الصعوبات ولكن السلطة المدنية هناك عبرت هذه المرحلة بنجاح ووضعت لجنة تأسيسية لصياغة الدستور واجرت انتخابات نزيهه دون عنف. وكذلك ليبيا ايضاً ورغم الدمار التي حدث بها الا ان رئيس المجلس الانتقالي الوطني المستشار "مصطفي عبد الجليل" وهو من زعماء الثورة بدأ طريق الحرية لشعبة باجراء تصويت علي تسعة اسماء مرموقة لتشكل الحكومة ووقع الاختيار علي الاستاذ الجامعي د. "عبد الرحمن الكيب" وهو خبير عالمي في الطاقة وحاصل علي الدكتوراه من الولايات المتحدة ويتوقع له كثيرين النجاح ولتسير ليبيا في الطريق الصحيح. ليس معني عدم وجود زعيم للثورة المصرية ان يحكمنا من شاء وليس معنيا وجود مشكلات ان تكون مبرراً للفشل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف