فضاء الرأي

أنا هو أنا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

التعميم منقصة، ومع ذلك مضطر للتعميم.

الوطنُ العربيُّ ما بعد ثورات الاستقلال، جاءنا بنوعيّة من الحكّام يشتركون مع الله في نفي الجَمْع. هم أيضاً يقولون: أنا هو أنا، وحدي لا شريك لي. حتى لو أنِفوا من قولها علانيّةً، فإن لسان حالهم وأفعالهم يقولها ويؤكّد عليها. حكّام هم الفوتوكوبي الأرضيّ عن ذلك الأصل البعيد المتعالي.

ومع طول مكوثهم في السلطة، وصبر شعوبهم الخانع عليهم، تحوّلوا بالفعل إلى آلهة. آلهة في نظر أنفسهم أولاً، ونظر المحيطين بهم ثانياً، وحتى في نظر جزء ليس بالقليل من عامّة الشعب.
ساعدهم على ذلك، إرثٌ طويل من ثقافة العبوديّة، رأوا أو سمعوا بعضه، وقرأوا عن أبعاضه الأخرى في كتب التاريخ. إرث كرّسه وأعاد إنتاجه معصرناً ومحايثاً وعاظُ السلاطين، وإعلام السلاطين، فأصبح هو البداهة في هذه المنطقة المحرومة من بداهات أحدث وأرقى وأنقى.
فإذا اجتمع كلّ ما سبق مع نمط اقتصاد ريعيّ، في شعوب لا تحسن - بحكم ظروف تخلّفها - سوى إنتاج فضلاتها، فحينها يكون على الجغرافيا والتاريخ العوض.

هذا هو حالنا منذ نصف قرن.
وهذا هو ما نحصده الآن.

تخرج شعوبنا العزلاء، بعد ما طفح بها الكيل، فيخرج لها حكامُها بالدبابات والطائرات.
لمَ يا ترى يفعلون ذلك؟ لأنّ المسكوت عنه في الخطاب الرئاسيّ هو هذا: نحن آلهة وأنتم عبيد. وليس للعبد، إلا العصا قديماً، والدبّابة حديثاً.

لذا أُصرّ على توصيف ربيعنا العربي في وجه من وجوهه ب: "ثورة العبيد". ولا أجد غضاضة في تشبيهه بتلك الثورة العتيقة النبيلة، إنما دون قائدها سبارتاكوس.
ربما أشطح، معلش.

لقد عشت في القاهرة ثلاث سنوات، ورأيت بأمّ عيني كيف تُمسخ آدمية البشر، في بعض المناطق، وكيف يُردّون إلى المرحلة الحيوانية من مسير تطورهم [بالأحرى تأخرهم] وكان هذا في مفتتح الثمانينات. ثم تدهور الحال نزولاً وانحطاطاً، حتى جاءت المعجزة الأرضية، وكان ما كان.
وحال مصر كحال غيرها من شقيقاتها العربيات. ولو تُرك الحبل لحكّامها، لفعلوا ما فعله القذافي والأسد وصالح. وما سيفعله غيرهم في قادم الدور وقادم البلاد.
ذلك أنّ الدكتاتور العربي، بما هو الفوتوكوبي الأرضيّ عن ذلك الأصل المتعالي، هو أصل واحد، بنسخ متكررة على الأرض. منه نسخة تحكم هنا، ونسخة تحكم هناك. يختلفون أحدهم عن الثاني في ردود الأفعال، إنما ثابتُهم واحد: ليس من حق شعوبهم أن تنظر في وجوههم أو وجوه أبنائهم. مهما حصل، ليس من حق شعوبهم إلا الطاعة والولاء.
لذا ليس غريباً أن يصفوا هذه الشعوب _ حين أرادت الارتقاء إلى طور إنسانيتها _ بأخسّ وأحقر النعوت. فالواصف _ لا تنسوا _ هو إله مرفوع إلى مصاف المقدّس. والموصوف جُرّدَ منذ تاريخ طويل، ليس من إنسانيته فحسب، إنما من آدميته أيضاً.


إنّ أهمّ أمرين استوقفاني في كل ما جرى ويجري، هما التالي: الأول: أنّ حاجز الخوف كُسر لدى عموم الناس. وهو أمر عظيم وفارق وتاريخي بكل المقاييس. والثاني: احتقار حكامنا المريع لشعوبهم. حقيقة هم يحتقرون شعوبهم بملء ما في الكلمة من معنى. فيا للفضيحة!
لو كانوا على غير هذه الحقيقة، لما تصرّفوا على هذه الطريقة التي أعرف وتعرفون.
ولمَ يفعلون ذلك؟
لأنهم ببساطة آلهة.
وشعوبهم في عيونهم أقلّ من بشر.

التعميم منقصة، ومع ذلك مضطر أنت، إذا كتبتَ مقالاً، للتعميم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اكتب عن شعبك وعن سلطاته
شعبولا -

يا سيد الكاتب النبريص. لماذا لا تكتب لنا عن سلطة الحماس عندكم في غزة، او سلطة رام الله؟ الكتابة عن الاخرين سهلة كثير. مش كده والا ايه؟

اكتب عن شعبك وعن سلطاته
شعبولا -

يا سيد الكاتب النبريص. لماذا لا تكتب لنا عن سلطة الحماس عندكم في غزة، او سلطة رام الله؟ الكتابة عن الاخرين سهلة كثير. مش كده والا ايه؟

هو أنا،
,,, -

يا فضيلة الكاتب صورتك الشخصيه والخلفية منها والكتاب الضخم المثقل يداك ألا تراه يخفف من ثقل مقالك ..أبدل الصوره بأخف ظلاً ,

هو أنا،
,,, -

يا فضيلة الكاتب صورتك الشخصيه والخلفية منها والكتاب الضخم المثقل يداك ألا تراه يخفف من ثقل مقالك ..أبدل الصوره بأخف ظلاً ,

الواحد
خوليو -

الواحد يضع قوانين وفروض، من يمشي عليها ولايخالف ولاينتقد فهو غير مغضوب عليه وله مكافئات من كل لون وطعم.. والذي يحتج؟ عذاب وجحيم ، فكرة عظيمة قلدها الظل على الأرض: من يسمع ويمدح ويشارك في حكومات الوحدة الوطنية من أجل أن يستر أحدهم على الآخر فله مكافئات من منازل وشقق وسيارات وليالي ملاح ، ومن يخالف وينتقد ويطالب بالعدل والمساواة؟ سجون وقمع وتعذيب واختفاء وقبور جماعية واتهامات بالخيانة واعدام، أليس الظل يتخذ أسوة حسنة بالواحد؟ هي معضلة بلادنا التي لاحل لها سوى بفصل الواحد عن ظله حتى يفقد الظل الحجة المقدسة في السلطة وتعود السلطة للشعب وللحرية ونعيش بسلام.

الواحد
خوليو -

الواحد يضع قوانين وفروض، من يمشي عليها ولايخالف ولاينتقد فهو غير مغضوب عليه وله مكافئات من كل لون وطعم.. والذي يحتج؟ عذاب وجحيم ، فكرة عظيمة قلدها الظل على الأرض: من يسمع ويمدح ويشارك في حكومات الوحدة الوطنية من أجل أن يستر أحدهم على الآخر فله مكافئات من منازل وشقق وسيارات وليالي ملاح ، ومن يخالف وينتقد ويطالب بالعدل والمساواة؟ سجون وقمع وتعذيب واختفاء وقبور جماعية واتهامات بالخيانة واعدام، أليس الظل يتخذ أسوة حسنة بالواحد؟ هي معضلة بلادنا التي لاحل لها سوى بفصل الواحد عن ظله حتى يفقد الظل الحجة المقدسة في السلطة وتعود السلطة للشعب وللحرية ونعيش بسلام.

الى شعبولا رقم 1
احمد العربي -

يبدو أنك لست من المتابعين لكتابات النبريص فقد كتب ضد حماس وهو في غزة وكتب ضد سلطة فتح وهم يحكمون غزة. ولا يضير الكاتب قطره ان كنت أنت تشارك في الحديث عن أقطار العرب الأخرى لأنك عربي. وحتى ان كنت من المنغلقين على فرعونيتك فلا تستطيع أن تمنع أحداً أن يكتب مقالاً عاماً عن حكام العرب أشباه الالهة. فقد ابتلتنا الحياة بأمثال حافظ وبشار عندنا وابتلتكم بأمثال مبارك وليبيا بالقذافي واليمن بالشاويش علي ... لا أدري لماذا لا يعلق المعلقون على نص المقال ويعرجون على الكاتب وجنسيته وطائفته ودينه وعمره وأموره وتسريحة شعره و صورة اختارها لتعبر عنه؟ العرب بمعظمهم لا يقرأون ولا يفقهون ما يقرأون إن قرأوا وإن فقهوا يعلقون بعيداً عن لب الموضوع. وبما أنك شعبولا .... ايييييي اييييييي بس خلاص

الى شعبولا رقم 1
احمد العربي -

يبدو أنك لست من المتابعين لكتابات النبريص فقد كتب ضد حماس وهو في غزة وكتب ضد سلطة فتح وهم يحكمون غزة. ولا يضير الكاتب قطره ان كنت أنت تشارك في الحديث عن أقطار العرب الأخرى لأنك عربي. وحتى ان كنت من المنغلقين على فرعونيتك فلا تستطيع أن تمنع أحداً أن يكتب مقالاً عاماً عن حكام العرب أشباه الالهة. فقد ابتلتنا الحياة بأمثال حافظ وبشار عندنا وابتلتكم بأمثال مبارك وليبيا بالقذافي واليمن بالشاويش علي ... لا أدري لماذا لا يعلق المعلقون على نص المقال ويعرجون على الكاتب وجنسيته وطائفته ودينه وعمره وأموره وتسريحة شعره و صورة اختارها لتعبر عنه؟ العرب بمعظمهم لا يقرأون ولا يفقهون ما يقرأون إن قرأوا وإن فقهوا يعلقون بعيداً عن لب الموضوع. وبما أنك شعبولا .... ايييييي اييييييي بس خلاص

نريد صحوة علمية علمانية وليس غيبوبة دينية
رمضان عيسى -

تاريخ العرب غير مفصول عن تاريخ الاسلام , وتاريخ الحكام المسلمين مليء بالاستهزاء للشعوب وتتويج لعبادة الفرد , الملك , الامام , الولي الفقيه , السلطان , يحكم الناس بالمسحة الآهيه, , دائما يبدو ورعا , يخاف الله , وهو شيطان رجيم , ولكنه ولي الأمر وطاعته واجبة دينيا . وحينما يقول له الشعب كفاية , يكشر عن أنيابه ويظهر على حقيقته .انه وحش مفترس , وناهب لخيرات البلد , وحوله مجموعة من السارقين والمشايخ . وعلى استعداد لتدمير البلد .وشعاره اما لي واما خراب . لا مفر من صحوة علمية علمانية وليس غيبوبة دينية خاصة في الانتخابات ..

نريد صحوة علمية علمانية وليس غيبوبة دينية
رمضان عيسى -

تاريخ العرب غير مفصول عن تاريخ الاسلام , وتاريخ الحكام المسلمين مليء بالاستهزاء للشعوب وتتويج لعبادة الفرد , الملك , الامام , الولي الفقيه , السلطان , يحكم الناس بالمسحة الآهيه, , دائما يبدو ورعا , يخاف الله , وهو شيطان رجيم , ولكنه ولي الأمر وطاعته واجبة دينيا . وحينما يقول له الشعب كفاية , يكشر عن أنيابه ويظهر على حقيقته .انه وحش مفترس , وناهب لخيرات البلد , وحوله مجموعة من السارقين والمشايخ . وعلى استعداد لتدمير البلد .وشعاره اما لي واما خراب . لا مفر من صحوة علمية علمانية وليس غيبوبة دينية خاصة في الانتخابات ..

PLEASE
Gabriel A Zak -

أخ باسل أو أية مفكر أو كاتب رجائي مع توسلي أن تتكرم بتعريف لي ما المعنى الحقيقي لكلمة تخلف ألأمة وكلمة العبودية -لوصل سويآ الى الصفة الحققية التى يجب علينا جميعآ ان نعترف بة التى يستحق ان نوصف بة كأمة عربية ------ معذرتي على ضعف البلاغة فى الكتابة-فانا لم أكتب العربية من ٣٠ عامآ

PLEASE
Gabriel A Zak -

أخ باسل أو أية مفكر أو كاتب رجائي مع توسلي أن تتكرم بتعريف لي ما المعنى الحقيقي لكلمة تخلف ألأمة وكلمة العبودية -لوصل سويآ الى الصفة الحققية التى يجب علينا جميعآ ان نعترف بة التى يستحق ان نوصف بة كأمة عربية ------ معذرتي على ضعف البلاغة فى الكتابة-فانا لم أكتب العربية من ٣٠ عامآ